الفصل السادس عشر

بينما كان جاسر ينهي إجراءات خروج شهد، شعر بحركة مريبة  حوله ولكنه لم يلتفت لها، كي لا يثير الإنتباه، فكل ما عليه هو أن أنهاء ما في يده.

ولذلك قرر أن يهاتف أدهم كي ينتبه، لأنه بالفعل شهد لن تقدر على الدفاع عن ذاتها وهي في تلك الحالة، وبالفعل قد أنهى الإجراءات .

بيننا كان الطبيب يسير صدم بشخص وهنا كانت الصدمة لديه فقال:

- مهاب ما الذي جاء بك إلى هنا؟

نظر إليه وقال:

- لقد جئت كي أزور صديقاً لي.

فأخبره الطبيب هل يحتاج مساعدة منه؟

فأجابه مهاب قائلاً:

- الآن لا ولكن فيما بعد يمكن أن أحتاج لمساعدتك.


في ذلك الوقت سمع مهاب أحدهما يهتف باسم الآخر، فوجد جاسر يتحدث مع أحدهما ويخبره بأنه سوف يجلب بعض الأشياء ويأتي على الفور، فتحرك مهاب على الفور إلى شهد، فهذه فرصته الوحيدة كي يصل إليها.

صعد مسرعاً ودخل إلى الغرفة، بينما كانت شهد تجلس مع والدتها، وجدت من يقتحم الغرفة، وصدمت عندما وجدت مهاب، هنا نظرت له شهد وقالت:

- مهاب ما الذي جاء بك إلى هنا؟

هنا نظر لها مهاب وقال بحدة:

- يكفي شهد فلتنهي تلك المهمة، فإنك قد أصيبتِ هذه المرة، وليس أحد يعلم ما الذي سوف يصيبك في المرة القادمة.

هنا نظرت إليه شهد وقالت بتحدي:

- لا لن أتراجع فإنني قد بدأت تلك المهمة، وسوف أقم بأنهائها.

تدخل مهاب وقال:

- شهد أنك إن أردت أن تنهي مهمة، فسوف تنهيها ولكنك قد وقعت في عشق ذلك اللص، وما زلت تسيرين وراء قلبك، فعليك أن تنتبهي وتحكمي عقلك وإلا سوف تخسرين كل شيء، وأهمها تلك الوظيفة التي قد حصلتِ عليها بجهدك.

نظرت إليه شهد وقالت:

- مهاب أنني لست طفلة، كي تخبرها ماذا تفعل أو لا؟ ولكن قد فقدتك كثير من المشاعر، وقد عوضني ذلك اللص الذي تتحدث عنه تلك المشاعر.

نظر إليها مهاب وقال:

- لقد أخطأت عندما أعطيتك تلك المهمة، ولكن الآن عليِ أن تنهي تلك المهمة، وإلا سوف تقدمين...

نظرت إليه شهد وقالت بحدة:

- وإلا سوف أقدم استقالتي، لأنه لا ينفع أن يتقابل الأثنان معاً، فكيف أعشقك لص وأنا في تلك المكانة، حسناً سوف أقدم استقالتي، وسوف أتنازل عن مكانتي التي حصلت عليها في سبيل ذلك العشق، نعم لقد عشقت ذلك اللص، ولن اتخلى عن حبه.

هنا تدخلت والدتها وقالت:

- شهد أن مهاب محقاً فيما يتحدث به، فإنكِ قد قمت بإلغاء عقلك، وتسيرين خلف قلبك، فإن شهد التي أعرفها لا يكسرها شيئاً في الوجود، وكان أهم شيء في حياتها، هي مكانتها وأن تحافظ عليها وليس أن تتخلى عنها.

هنا نظرت إليها شهد وقالت:

- نعم شهد التي تعلميها قد فقدت الإحساس بالأبوه، قد فقدت الإحساس بكل معنى من المشاعر، لقد تجردت من كل ذلك، بل الذي تدعونه بأنه لص، هو الذي عوضني بذلك، أتمنى أن تشعرون بي، مهاب فلتخبر أمي كيف كان حالي عندما كنت تأتي إلى المكتب؟

كما أمي فلتخبري مهاب عندما كنت أعود إلى المنزل كيف يكون حالي؟ لقد نسيتم أنتما معاً أنني أشعر وأحس، فهل تتوقع أن أتخلى عن الذي قام بإعطاءِ تلك المشاعر.


بينما كان ادهم يقف مع جاسر فقال له جاسر:

- أبدو أنني رأيت شخص مع الطبيب أعلمه، ولكن لا أعلم أن كان هو أو لا.

أخبره أدهم بأن لا يبالي فهما كثير التردد على أشخاص، وعليه أن ينهي من جلب الأشياء، وهو سوف يعود لكي يكون بجانب حجرة شهد.

بينما نظر لها مهاب وقال معنفاً إياها:

- هل حقاً أصابك الجنون؟ فلتخبرني ما يدور في عقلك، أن لم تنهي تلك المهمة بالفعل فسوف أتدخل وأنهيها أنا بذاتي.

نظرت له شهد وقالت بتعب:

- فلتفعل ما تريد فلقد سئمت من كل شيء.

ثم جلست على إحدى المقاعد بتعب وأغمضت عيناها.

شعرت والدتها بأنها قد أصابها التعب، فذهبت إليها وقالت:

- شهد هل أنت بخير؟

قامت بالاشارة بالنفي فلقد شعرت بصداع مما أفقدها القدرة على التحدث، وأصبحت تتنفس بصعوبة بالغة.

هنا تحرك مهاب على الفور وقد أحس بالندم، وقام بحملها ووضعها على الفراش، ووضع لها جهاز التنفس، وكان يراقبها فلقد شعر بأنه قام بالضغط عليها وهي مازالت لم تخرج من وعكتها الصحية.

بدأت تستعيد شهد وعيها وعندما أطمئن عليها مهاب أخبرها بأنه سوف يرحل، ولكنها عليها إعادة النظر فيما تفوه به.

بينما كان يخرج مهاب قام بالاصطدام بشخص وعندما نظر له كي يعتذر قال ذلك الشخص:

- مهاب كيف حالك؟

نظر له مهاب بتعجب وقال:

- أنا بخير ولكن من أنت؟

نظر له وقال:

- كيف لك أن تنساني فأنا صديقاً لك في الإدارة؟ ولكن لم أراك منذ أربعة سنوات.

حاول مهاب أن يتذكر ولكن دون جدوى، فهو يعتقد بأنه لم يراه من قبل ولكن أخبره بأنه من كثرة المهام، أصبح ينسى كثيراً.

بينما حضر جاسر وشعر به أدهم فحاول أن ينهي حديثه مع مهاب قائلاً:
- حسناً يا صديقي، لقد سررت بمقابلتك وأتمنى أن أقابلك في وقتاً أفضل من ذلك.

رحل مهاب بسرعة وخاصة عندما لاحظ وجود جاسر، ولكن كان يحاول أن يتذكر من ذلك الشخص، فهو يعلم بأنه يعرفه ولكن ملامح وجهه لم يراها من قبل.

قرر أدهم بأنه لن يخبروا جاسر بأي شيء، فإنه أن علم شيء سوف يفسد جميع الأمور.

بينما عاد خالد إلى المنزل، فلقد ظل بالخارج لعدة أيام كي يجلب بعض البضائع الخاصة بالمحل، وعندما جاء كي يفتح الباب سمع بعض الهمسات.

فقرر أن يعلم من صاحب تلك الهمسات، دون أن يشعر به أحد، ولكن تعجب عندما وجد أن والده معه شخص آخر يتحدث معه، ويخبره ذلك الشخص قائلاً :

- أنني قد فعلت ما أمرت به، فلقد قمت بضربها، ولكنك أنت من قتلها.

نظر إليه وقال:

- هل جننت، فإنك قد أخذت الكثير من الأموال في سبيل أن تصمت ولا تتحدث.

هنا أخبره قائلاً :

- بل سوف أتحدث فإنك قد أخبرتني بأن أبنتك هي التي ستحميني، ولكن الآن ليس لأبنتك أي أثر، وأنك تظن بأنك سوف تفلت مني، فلقد فعلت كل ذلك في سبيل الحصول على تلك البضاعة، التي قد وعدتني بأنك سوف تعطيني النسبة الخاصة بي.

ولكنني لم أجد البضاعة، ولذلك لم ادفع ثمن شيء لم أحصل عليه.

هنا نظر له مراد وقال:

- فلتصمت، فأنا أكاد أصاب بالجنون، فأين ذهبت تلك البضاعة؟ وأنا أجزم بأنها كانت معها، كما أين تلك المشغولات الذهبية.

نظر إليه وقال:

- أي مشغولات!

فأخبره مراد بأنها قد سرقت مع حقيبة البضاعة.

هنا نظر إليه وقال:

- عندما جئت إلى هنا، لم آخذ إلا حقيبة البضاعة فقط، ولم أسرق مشغولات معها.

نظر لهم مراد بصدمةوقال:

- هل ما تتفوه به صحيحاً؟

نظر إليه وقال:

- نعم بالفعل لم أرى تلك المشغولات ولا أعلم عنها شيء.

صمت مراد وهو يعتقد بأن أمينة هي من قامت بفعل تلك المسرحية، كي تخفي عنه تلك المشغولات الذهبية، كما أنه أقسم بأنه لن يتركها تتهنى بتلك الأشياء، فهو الأحق بها.

ثم عاد النظر إلى ذلك الشخص وقال:

- فلترحل ولا تظهر تلك الأيام، لأنني على علم بأن شهد سوف تأتي قريباً، وإذا جاءت فسوف تكون أول من سيسقط في فخها.

نظر إليه وقال:

- هل حقاً سوف تعود؟ لقد ظننت بأنها لن تعود مرة أخرى، بعدما علمت من مطاوع إنك قد أرسلته لها، كي يقتلها.

وقد لقناه درساً لا ينسى، نظر إليه وقال:

- وهل خرج مطاوع؟

فأجابه:

- لا فلقد قابله أحدهما في الزنزانة.

نظر اليه وهو يشعر بالتوتر قائلاً :

- وهل الذي أخبرك لم يخبرك بشيء آخر.

قال له:

- بل لقد أخبرني بأنه عندما يخرج سوف يأتي إليك كي يأخذ بقية حسابه، ولكنني أريد أن أعلم لماذا لم ترسلني أنا إليها.

نظر إليه وقال:

- لأنك لم تفلح في قتل أسماء، فكيف تفلح في قتلها؟

نظر إليه وقال:

- لقد أخبرتك من قبل بأنني قد تركتها لك، وأنت من أردت أن تقتلها بيدك، بعدما كانت سوف تخبر إبنك بأنك كنت تريد سرقة إحدى الأوراق المهمة، التي كانت مع شهد، ولولا وجودها لكنت قد أخذتها وقمت بإعطائها إلى الخصم، مقابل الكثير من الأموال.

كان كل ذلك تحت مسمع خالد، الذي لم يستطيع أن يتوقع بأن والده يحمل كل ذلك الشر بداخله، كما أنه عاد لغلق الباب ثم الضغط على الجرس، كي يفتح له.

وعندما قام والده ليفتح ووجده فقال:

- أليس معك مفتاح خاص بك، فلماذا لم تفتح؟

فأجابه بأنه قد نسي ذلك المفتاح في مكان المحل، ولذلك قام بالضغط على الجرس.

في ذلك الوقت كان الشخص الذي يجلس مع والده، قد شعر بالشك من خلال نظرات خالد، فعلم بأنه قد أستمع إلى جزء من الحديث، فنظر إلى مراد وقال:

- لقد حضر إبنك فعلي الرحيل، وسوف آتي لك في وقتاً لاحق.

هنا نظر له مراد وأخبره بأن ينتظر، فإن خالد سوف يغفو بالفعل ولن يجلس معهم.

بالفعل استأذن خالد للدخول للنوم، فهو يشعر بالتعب ويريد قسطاً من الراحة.

بينما كان ذلك الشخص يتابعه بعينيه وهو مقتنع بأنه قد سمع الحديث، ولذلك عندما دخل خالد غرفته ذهب إلى مراد وأخبره بأن خالد قد سمع كل شيء مما تفوه به.

ولكنه أخبره بأنه لم يسمع شيء، ولكنه قام بالإشارة إلى شيء، فنظر حيث أشار فوجد ظل خالد خلف الباب، فعلم أنه يستمع إليهم، فنظر إليه صديقه بإبتسامة قائلاً:

- هل الآن اقتنعت بما كنت أتحدث به.

فنظر إليه مراد وقال بنظرة شر:

- حسناً فهو من أجبرني على ما سوف أفعله معه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي