الفصل الثاني عشر

كان يشعر بأنه قد حطمه أمام تلك الفتاة، التي قد وجد فيها أنها طوق النجاة له، فلقد كان يتخيل أنه سوف يعيش معها ما تبقى من عمره في أحلام وردية، والآن هي غادرت وعلى وجهها علامات الغضب.

فلقد أفسد إبنه تلك الزيجة ولذلك ذهب إليه قائلاً:

- ماذا فعلت إيها المعتوه؟ فلقد أفسدت زيجتي، ألم تعلم بأنني قد تعبت منك، فإنك لم تهنئني على شيء، كما أن أختك كانت تقف بالمرصاد أمامي، وعندما جاءت الفرصة كي أحقق كل ما أتمناه ففعلت.

فكانت الفكرة تراودني من حين لآخر، وعندما شعرت أختك وقتها بذلك وقفت أمامي، وأخبرتني بأنها سوف تدفع لي الكثير من الأموال، كي أتراجع عن تلك الفكرة، وبالفعل وجدتها فرصة مميزة، لكي أحصل على تلك الأموال، وقبلت عرضها واخذت الأموال ووضعتها في حسابي.

بينما الآن فهي قد رحلت ولن تعود، فسوف أحقق كل ما أريده، وعليك أن تخرج من ذلك الدكان، فإنه ملكاً لي ولا يحق لك أن تأتي هنا مرة أخرى فأي شيء أملكه، قد منعتك من الإقتراب منه.

هنا قام خالد بالتصفيق عما تحدث به والده ثم قال:

-  لكن ما لا تعلمه أبي، بأنني ورثتك في كل شيء، ولم أنقل أوراق ذلك المحل بأسمك كما كنت تريد، بل قمت بنقلها إلى أسمي، ولذلك فعليك أن ترحل وانا من سوف يظل في ذلك المكان، ولكن لن أقول لك لا تأتي هنا مرة آخرى، فلقد علمتني أمي كيفيه جبر الخواطر وأخبرك بأن تأتي في أي وقت تريده.

كما أنني أخبرك بأن جميع الأموال التي كانت تخرج من ذلك المحل، كانت تؤول إلى حسابي البنكي، فأصبح رصيدك في البنوك ليس به أي شيء.

نظر إليه أبيه بغضب وقام بالأشتباك معه وهو يقول:

- لقد سرقتني وفعلت كما فعلت طليقتك من قبل وسرقت كل شيء، فلقد أخطأت في تربيتك والآن يحق لي أن أعيد تربيتك مرة أخرى.

هنا نظر له خالد وقال بغضب:

- لا يحق لك أن تمد يدك علي، فإنك لا تعلم شيء عني، فكل ما تعلمه هو أن ترضى غروك وتفعل ما يدور في عقلك فقط.

كما أنني أصبحت رجلاً أعتمد على ذاتي في قراراتي، فهذه الكلمة التي كنت تريد أن تسمعها مني منذ زمن، فالآن قد حان الوقت لسماعها، كما أن شهد الذي تنطق أسمها على لسانك، قد فعلت كثير كي تسند البيت، وأنا سوف أكون مكانها لحين عودتها.

نظر إليه أبيه وقد شعر بالتوتر عندما ذكر عودتها، ولذلك أخبره بأنه سوف يرحل، ولكنه سوف يعود  مرة أخرى.

بينما بعدما رحل هاتف خالد مهاب،  كي يخبره بكل شيء.

بينما كانت تريد شهد أن تحصل على هاتفياً ضرورياً، ولكنها قررت أن  تذهب إلى وفراشها، ولا تعلم ماذا ستفعل؟

بينما كان جاسر قد أراد معرفة كل شيء وتفسير عما يحدث، وبالفعل ذهب إليها فوجدها تسير يميناً وشمالاً، فجلس على إحدى المقاعد التي قابلته، واخذ ينظر إليها ولكنها لم تراه، فكانت مشغولة حتى يأس وقام بسحب يدها وقال:

-  يكفي هل مازلتِ لا تريني أجلس؟

نظرت إليه بصدمة وقالت:

- لا لم أراكِ بالفعل فلقد كان عقلي مشغول.

نظر إليها وقال بسخرية:

-  نعم مشغول بتلك الألعاب القتالية التي تلعبينها في الخارج، ولكن عن ماذا تريدين أن تفعلين؟ حتى عقلك يمحي لديك الرؤية.

نظرت إليه وقالت:

- الذي يشغل عقلي الكثير، ولكن عليك الإنتباه فأنا الآن أعاملك بأنك مرآة لي، وليس زوج أو صديق فسوف أتحدث معك ثم نظرت له وكأنها تذكرت شيء فقالت :

- فلتخبرني ما الذي أتى بك إلى هنا، وماذا تريد؟ فأنت يا صديقي عيناك يوجد بها الكثير من التساؤلات، فسوف أجيب على تلك التساؤلات أولاً.

أجابها قائلاّ:

- أنني لا أعلم ما تكوين تلك الشخصية، فلقد احترت في أمرك، ولكن لا يهمني فإنني أريد أن أعلم ما علاقتك بأدفانس، وماذا يريد منك؟ وكيف له أن يشعر بالرعب منك؟ وكيف يعطيك تلك الحقائب دون أدنى مقاومة؟ فإننا جميعاً نعرف مدى قوته.

ابتسمت له وقالت:

- لقد ذكرتني بأنني في لجنة.

نظر لها بغضب فقالت:

- حسناً سوف أجيب على تساؤلاتك، أنكم تعرفون قوته، وأنه خائن ويمكن أن يغدر بأي شخص حتى يفلت هو، ولكن أنني أعلم ما يدور في رأسه، لقد تعرفت عليه أثناء رحلة إلى الخارج، ولقد أعجب بي وقمنا بالسفر من بلد إلى أخرى، وكنت معه مثل ظله.

لكن في يوم حاول أن يتقرب مني، فكان يعتقد بأنني سهلة المنال، وكنت في ذلك اليوم أشعر بالعطش،  فعندما كان يناولني إياه، حاول أن يقترب مني، فقمت بتكسير ذلك الكوب على رأسه، مما أصابه بجرح في رأسه.

منذ ذلك اليوم قد  قطعت آخر إتصال به، على الرغم من كنت أستطيع أن أعبر بالبضاعة الخاصة به دون أن يصل إليها أحد، وكنت على يقين عندما أبلغه بأنني أريد الإثنين، بأنه سوف يقوم بإعطائي إياهم دون أدنى مقاومة، لأنه يعلم بأنني سوف أحصل عليهم مهما يكلفني الأمر.

ولذلك قام بتركهم، ولكنني أعلم بأنه سوف يغدر بينا قريب، ولكن سوف تكون تلك الضربة من خلالك فعليك الإنتباه، كما أريد الآن أن أتحدث مع والدتي في أمرً هام، فهل يمكنك أن تعطيني هاتفك؟

نظر إليها وقال:

-  بعد ما قمت بقصه علي، فإنني سوف أعطيكي إياه بالفعل، ولكنك عليك أن تعلميني بكل ما يحدث حولي، وإلا سوف ترين الوجه الآخر.

هنا لم تتمالك ذاتها وقبضت على عنقه، وقالت بتحدى:

- حسناً فإنني أريد أن أراه.

شعر جاسر بأنه يختنق بالفعل، وعلم أنها تملك قوة  تفوقه أضعافاً مضاعفة، ولذلك قرر أن يعطيها الهاتف ويستغل قوتها في صالحه، كي يصل إلى ما يريد بسرعة، فهي ذكية وعلم بأن حديث صديقه صحيح، فأعطاها الهاتف وخرج دون أدنى حديث.

بينما كانت أدهم سعيد بما حدث مع صديقه، فلأول مرة يحدث هذا معه، وكان يجب أن يأتي من يكسر ذلك الغرور الذي يتسم به، وأن تلك الفتاة هي القادرة على كسر ذلك الغرور.

بينما قامت شهد بمهاتفت والدتها، التي كانت في ذلك الوقت تشعر بالضيق، فلقد أخبرها خالد بكل ما حدث صباح اليوم، فوجدت هاتفها يعلن عن إتصال فقامت بالرد، فوجدت صوت شهد فقالت:

-  شهد فقد إشتقت إليك، وأتمنى أن أراكِ ثم صمتت قليلاً .

فقالت شهد:

- ما بك أمي هل حدث شيئاً؟

صمتت والدتها فأخذ خالد الهاتف وقال:

- لا أطمئني فكل شيء بخير، ولكنك عليك أن تهتمي بذاتك.

قالت له شهد:

-  خالد أنني أشعر بوجود شيء ما مع أمي.

فأخبرها خالد بأنها تشعر بقليل من التعب منذ أن تركتها ورحلت، ثم قال مغير مجرى الحديث لقد خبرني مهاب أن أخبرك أنه يريد أن يهاتفك.

فقالت له شهد:

-  أنني لن أستطيع الآن أن أحدثه، ولكن عليك التحدث معه وأخباره بتلك الرسالة:

" لقد جلبت حقيبة المدرسة الخاصة بك، بالإضافة إلى حقيبة أخرى فهم لدي الان، ولكن ما زال لم أجد الدمية المقصودة بالفعل، فهل يمكن أن تخبرني بشيء كي أكمل السير به.

  بينما أخبرها خالد بأنه سوف يهاتفه، وقام بإعطائها والدتها التي أخذت تتحدث معها في أمور شتى.

في ذلك الوقت كان قد حدث خالد مهاب بالفعل، وعاد لأخذ الهاتف من والدته وقال:

-  شهد أنه يخبرك بأن تتركِ الحقائب، فإنها ليس لها قيمة، ولكن فلتعلمين أن  تلك الدمية التي فقدت، كانت به وشم واضح على ذراعيها، فعليك أن تبحثي فليس كل الدميات التي بها وشم هي المقصودة

ولكن هناك وشم مميز، وأنه يعلم أنك عندما تجديه في ذلك الوقت سوف تعلمين ما هويته ذلك الشخص، كما أن تلك الدمية ليست وحيدة، فمعها رفيقاً آخر.

حفظت شهد تلك الرسالة وتذكرت أمر الورقة التي وجدتها فقالت لخالد:

-  حسناً فلتخبره تلك الرسالة ماذا يعني حرف W فذلك الحرف قد رأيه، ولكن لا أعلم على ما يدل، لا تنسى أن تخبره ذلك ضروري، وأرجو ان أجد التفسير حينما أعود بالإتصال مرة أخرى.

أرادت أن  تغلقت الهاتف كي تفسر معنى تلك الرسالة، التي قد أخذتها من مهاب فقالت:

-  فلتخبر أمي بأنني بخير، وعليها أن تتجاهل أفعال أبي، فإنه لن يكف عن الضرر بها، كما أنني أعلم بالفعل من تخفيه، فلقد علمت بأمر تلك الفتاة اللعوب التي تحيط بأبي.

صدم خالد وقبل أن يفيق من تلك الصدمة، كانت قد أغلقت الهاتف بالفعل، فقالت له والدته:

-  ماذا قالت لك كي تبدو الصدمة  مرسومة على وجهك.

فأجابها قائلاً :

- أنها على علم بما يدور بالفعل، فمن أين علمت تلك المعلومات؟

قالت والدته:

- أنني على علم بأن لها عيون كثيراً حولنا، وأعلم أيضاً أن الهواء الذي نتنفسه ينقل لها هذا الحديث.

بينما كان يراقبها وجدها تضع الهاتف على الطاولة، ولم تتحدث بأي شيء كما كانت تفعل، كما أنه  لم يعلم ما تفوهت به، فكان هناك عطل في إحدى تسجيلات الصوت.

كما أنه يعلم أنها تفكر في أمر مهماً يشغلها، فنزل لها بالفعل في ذلك الوقت.

كانت تحاول أن تستوعب تلك الرساله ولكن دون جدوى، فأغمضت عينيها وشعرت بأنفاس تقترب منها، فقالت له:

- ما الذي جاء بك إلى هنا، فلقد تعبت من كثرة السؤال، كما أنك ليس لك ميعاد محدد، كي تعود فيه فإنني لا أشعر بالراحة، لذلك فعليك أن تعطيني مواعيد قدومك، كي أكون على علم بذلك.

فقال لها بسخرية:

-  لقد جئت يا زوجتي كي أجلس معك، فإنني قد إشتقت إليك في تلك الدقائق التي قد بعدت بعيداً عنك.

نظرت له وقالت:

- أنك تشتاق إلى شيء آخر، فيبدو أن قبضة يدي
كانت ضعيفه ولم تعطي ما أريد إيصاله.

وعندما قامت كي تذهب له، قام بوضع يدها خلف جسدها وقال وهو يهمس في أذنيها:

-  أيها القطة لا تلعبي معي، فلدي الكثير من المهارات، ولذلك عليك أن تتجنبيني قدر الإمكان، فإنني قد جلبتك إلى هنا، كي أشعر بالنصر وليس كي تشعرين أنت بالنصر، فلتفعلي ما أريده وليس ما تريديه أنت.

نظرت إليه وقالت:.
- أنني لا أريد أن أعكر مزاجي، وعليك أن  تخرج إلى الخارج كي أستعيد قوتي، كما أريد أن أعلم أين تلك المشغولات الخاصة، التي تأتي للعروسة في ليلة  زفافها، ألم تتحدث بانني عروسة فأين تلك الأشياء؟فإنك كنت تعتقد  بأنني لن أتحدث عنها.

فأنا  لا أفضل أن أترك شيء يخصني، بينما نظر إليها وقال:

- وماذا عن تلك الحقيبة التي تحتوي على ماس، ألن  تكفي؟

نظرت إليه وقالت:

- نعم لن تكفي لأنهم قد جلبتها بذات نفسي ؟ فأين الذي قد جلبته لي؟   كما أن واجب الصديق على صديقه أن يجلب له هدية، فأين تلك الهدية التي قد جلبها لك صديقك؟

نظر لها جاسر وقال:

-  فلتخبريه بذاتك ماذا تريدين حتى يجلبه لك؟

وقام بمحادثة أدهم، فأتى ولكن وهو حذر خوفاً من أن تقذفه بشيء مما في يدها، وشعر جاسر بصديقه فأخذ يضحك عليه قائلاً:

-  أن شهد تريد منك إحضار هدية لها، ولذلك قمت بمهاتفتك لتسمع منها ما تريد.

نظرت له شهد بابتسامة قائلة:

-  أنني أريد منك أن تجلب لي سيارة وهاتف.

نظر إليها أدهم وقال:

-  ماذا أجلب سيارة وهاتف! ولماذا أجلبهم لك؟ فلديكِ زوجك يجلب لك كل ما تريديه.

فقالت له:
-  إنها هدية الزواج لصديقك ألم تعلم ذلك؟

نظر لها أدهم وقال:

- بل كل ما أعلمه هو أن الهدية تكون بسيطة، شيئاً رمزياً، وليس كل ذلك.

نظرت اليه وقالت:

-  وهل صديقك لا يستحق كل ذلك؟ فإنه صديق عمرك ولا تستطيع أن يتخلى كل منكم عن الآخر.

هنا صرخ بها أدهم قائلاً :

- فلتصمتي فلن تستطيعين بما تفعلين أن تحدثي فجوة بيني وبين صديقي، وسوف أجلب لك ما تريدين، ولكن أعطني يومين حتى أحضر تلك الأموال.

بينما عادت النظر إلى أدهم وقالت:

-  هيا يا زوجي العزيز كي نجلب تلك المشغولات الذهبية ونجلس في إحدى المطاعم لنتناول وجبة الطعام.

ولكن حينما كانوا يتحدثون سمعوا صوت إطلاق النيران، هنا نظر كل من أدهم وجاسر إلى بعضهم البعض، وقد كان يخشى جاسر على شهد.

بينما قالت له شهد:

- فليعطيني أحدكم إحدى الأسلحة.

نظر لها أدهم فقالت:

-  ليس هناك وقت لتلك النظرات، هل تعطيني إياه الآن ولا تقلق.

بالفعل قام جاسر بإعطائها السلاح الخاص به،  وقام بأخذ سلاح آخر له.

بينما حينما غادر جاسر على وجه السرعة، اعترضت شهد طريق أدهم وقالت:
-  أين الغرفة التي تحتوى على جميع الكاميرات؟ فإنني أريد أن اتواجد بها الآن.

نظر إليها أدهم فصرخت به، بأن يخبرها كي يتحركوا فوراً وإلا سوف يموت الجميع.

في ذات الوقت كان هناك إمرأة في منتصف العقد الرابع من عمرها، تجلس تتلو القرآن في جو من الهدوء، ولكنها تذكرت شيء فقامت بالتوقف عن التلاوة وقالت محدثة ذاتها:

- أشعر يا بني أنك بخير، رغم انقطاع أخبارك عني، ولكن قلبي يخبرني بأن سوف تعود لي في يوماً من الأيام، فأنا سوف أظل أدعو لك كل ليلة كي تعود لي سالماً.

بينما كانت أمينة تجلس مع خالد، وجدت الباب ينفتح على مصرعيه، ويدخل منه مراد وهو يرتدي بدلته، وفي يده فتاة في عمر شهد، فنظرت له بصدمة وقالت:

- لقد فعلت يا مراد ما تريده، فعليك الآن أن تطلق سراحي، فأنا لن أستطيع أن أكمل معك.

نظر لها وقال:

- أن أردت الرحيل فلا تترددي، وعليكي أن تأخذي ولدك معك، فأنا لا أريد أن أجد منكم أحد هنا.

هنا تحدث خالد وكانت الصدمة الآخر لأبيه.....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي