الفصل الرابع و العشرون

بينما عندما جاءت سلمى  ومعها ما طلبته منها سميرة، ولكنهم تعجبوا لأن شهد ليست معهم، فسألتها سميرة قائلة:

- أين شهد؟

فأخبرتهم بأن  جاسر قام بأخذها، كما أنه قد أمر أدهم بأن يقم بإيصالها.

نظرت لها والدتها وقالت:

-  هل تقصدين أن أدهم زميله، ما زال معه حتى الآن؟

أخبرتها سلمى بأنه بالفعل معه ولكنه قد تغيرت ملامحه هو الآخر.

نظرت إليها والدتها بتمعن فقالت أمينة:

-  حسناً سوف أعود الآن إلى منزلي، فلقد عادت شهد إلى منزلها.

هنا أمسكت سميرة يدها قائلة:

-  أنك لن تغادرين المكان فسوف تظلين معي، فإنني أريدك أن تكوني بجانبي.

نظرت لها أمينة وقالت:

-  لقد سعدت بالجلوس معك، فلقد عوضني الله بكِ عن كل شيء رأيته.

بينما عندما عادت والدة مهاب بالطفل، وهي محملة ببعض الأشياء، قامت بوضعهم على الطاولة وذهبت كي تعد الطعام، فوجدت هنا قد أعدته، فنظرت إليها وقالت:

-  متى استيقظتِ؟

فأجابتها هنا أنها لم تنام بعد، فعندما علمت بأنها  سوف تخرج، فقامت بتنظيف المنزل وإعداد الطعام، فإنها تعلم بأنها سوف تأتي من الخارج مجهدة.

نظرت إليها وقالت متذكرة:

- لقد أراد خالد أن يأخذ أحمد معه، كي يجلب له بعض الأشياء ولكنني أخبرته بأنه سوف أجلب له  ما أريد أولا ثم أعود به كي يأخذه هو، فإن كنت تمانعين ذلك، فلتخبريني حتى لا اضعك في موضع محرج.

أبتسمت لها هنا وقالت:

-  لا أمانع، فإن خوف خالد عليه يشبه خوف مهاب، ولذلك لا اقلق.

بعد قليل أخبرت هنا والدتها بأن تهاتف مهاب، كي يأتي هو وخالد لتناول الطعام، فلقد أضافت نصيب من الطعام لخالد.

حضر مهاب وخالد لكي يتناولوا الطعام، فقال خالد لمهاب:

- فلتأخذ تلك الأشياء وتضعها بالداخل.

فنظر إليه ببرود وقال:

-  أن كنت تريد فلتفعل أنت، فإنني لن أتحمل عواقب ما يحدث لك.

هنا قال خالد:

-  حسناً فإنك قد تخليت عني الآن.

نظر إليه ببرود وهو يتناول كوب الماء وقال:

-  نعم لقد تخليت عنك، فإنك قد فعلت ذلك من تلقاء  نفسك، ولذلك سوف تفعل ما تريد دون الرجوع لي.

نظر خالد إلى هنا وقال:

-  هنا أريد منك شيئاً.

قالت هنا:

-  فلتخبرني ماذا تريد كي أفعله؟

فقام خالد بإخراج تلك الحقيبة، التي كان يخفيها خلفه وقال لها:

-  فلتأخذي تلك الأشياء وضعيها في المطبخ، فلقد جلبتها معي من الخارج.

نظرت إليه هنا وقالت:

-  وما هذه الاشياء؟

هنا ضحك مهاب وقال:

-  أنها خاصة بالطعام، فإنه يريد أن يدفع ثمن إقامته لدينا.

نظرت إليه هنا وقالت:

-  أننا لم نطلب منك شيئاً، كي تجلبه.

فأخبرها خالد وهو ينظر إلى مهاب بغيظ:

-  أن مهاب يمزح بعض الشيء، وأنني قد ذهبت إلى المحل الخاص بي، وأخذت بعض الأشياء الذي وجدتها سوف تساعدكم في إعداد الطعام، ولم ادفع ثمن شيء.

كما أن كنت تريد شيئاً من الخارج، فسوف أجلبه لكم فيكفي ما تفعلوه معي.

أبتسمت  هنا وقالت:

-  حسناً سوف آخذ تلك الأشياء واضعها بالداخل، ولكن لا تكرر ذلك الفعل مرة أخر، وإلا سوف أجعلك تأكل منفرداً.

ابتسم مهاب على أفعال أخته، فهي تتعامل مع خالد بشخصية أول مرة يراها.

بينما استأذن خالد هنا قائلاً:

-  أنني أريد أحمد كي يخرج معي، لجلب بعض الأشياء الخاصة بعيد ميلاده.

نظر إليه مهاب وقال ببرود:

-  وهل سوف تجلب له بعض الأشياء؟ نظير مكوثك معنا.

لم يستطيع خالد السيطرة على ذاته، فقام بقذفه بكوب الماء الذي كان معه وقال:

-  فلتصمت فإنك تثير غضب الجميع.

بينما نظرت له هنا بغضب وقالت:

-  ماذا فعلت؟ فلقد أصاب المكان الكثير من الفوضى، وأنني لا أفضل الشخص الذي يسبب الفوضى في المكان الذي يجلس فيه.

هنا نظر خالد إلى مهاب فوجد تلك الإبتسامة مازالت على وجه.

بينما عاد خالد وقال معتذراً لهنا:

- آسف لقد استفزني مهاب، ولكن لا عليكِ فلتجلبي لي ما أعمل به كي أزيل ما فعلت.

  ابتسمت له وقالت:

- أنني أمزح معك، فسوف أفعل كل شيء، كما أن كنت تريد شيئا كي تقذف به مهاب، فلتخبرني فسوف آتي لك بشيئاً على الفور.

نظر إليها مهاب وقال:

-  هل سوف تساعديه على أن يقف ضدي؟

نظرت له هنا وقالت بحدة:

- أن لم  تكف عن الحديث، فسوف أخبر أمي بكل شيء وهي سوف تتخذ الإجراءات ضدك.

نظر لها مهاب وقال:

-  حسناً فلتذهبين كي تجلبي لنا الطعام.

ثم نظر  إلى خالد وقال:

-  وأنت فلتنظر إلى النافذة، فأنا سوف أجلس ولن أتحرك من مكاني.

هنا جاءت والدته وقالت:

-  ألم تكف عن الحديث؟ فمن يراك يعتقد بأنك صغير؟

بينما قال خالد لمهاب:

-  هل  ليس لديك أي أعمال  مكلف بها؟

قال له مهاب:

- أن أختك قد قطعت كل جهات الإتصال التي يمكن من خلالها الوصول لها، حتى والدتك لا أعلم أين ذهبت، فإنها لم تعد إلى المنزل من ذلك اليوم.

فقال خالد:

- اعتقد بأن جاسر قد أخذها معه، كي ترعى شهد.

فأخبره مهاب بأن شهد قد عادت مع جاسر لوحدها، وهو على يقين بأن والدته في مكان قد وضعها به جاسر.

نظر له خالد وقال:
- أتعتقد بأن والدتك في خطر؟

فأجابه قائلاً:

- بل سوف يؤمنها جاسر،  فإن والدتك معه في أمان من والدك الذي لم يتراجع عن أذيه أي فرض منكم.

بينما كان يجلس مراد وقد تذكر ذلك اليوم الذي قد كشفه فيه والد أمينة، عندما دخل عليه المكان ووجده يهاتف أحداً ما، ويخبره بأن البضاعة قد وصلت.

هنا حاول والد أمينة أن يفهم ماذا يقصد مراد، وعندما بحث في تلك البضاعة التي قام باستيرادها من الخارج منذ عدة أيام، وجد بأن تلك البضاعة قد وضعت معها بعض الأشياء المشبوهة، وأنه إذا أنكشف ذلك الأمر كان قد زج به في السجن مدى الحياة.

لذلك عندما واجه مراد وأخبره بما سمعه، هنا أخبره مراد بأنه لن يستطيع فعل شيء معه، فإن أخذ أي شيء من تلك البضاعة دون أن يردها، فسوف تكون حياته الثمن، فإن هؤلاء الأشخاص الذي يعمل معهم لا يمزحون.

هنا قالت له والد أمينة:

- حسناً سوف أعطيك تلك البضاعة في مقابل ورقة طلاق أبنتي، فإنني لن أستطيع أن أراها مع مهرب محترف، هنا نظر له مراد وقال بشماته:

- أن أبنتك بالفعل أصبحت على ذمتي، ولذلك لم أتركها تعود لك مرة أخرى، لأنني أعلم بأنها سوف تكون وريثة لك، وسوف أحصل على ما اريد من خلالها.

كما أنها لم تعلم العشق إلا على يدي، ولذلك لن تتخلى عن ذلك العشق، وبالفعل حاول ولد أمينة معها ولكنها لم تستمع له.

كما تذكر ذلك اليوم الذي قد أبلغته بخبر حملها، فأخبرها بأنه يريد ولد، كي يساعده في معاناة الحياة، وعندما جلب خالد وشهد ووجد أن شهد ذات شخصية على عكس خالد، وتفاجأ بأن خالد ليس لديه العقلية التي يريدها.

وقد وجد تلك العقلية في شهد الذي حاول أن يراجعها عما تفعل، ولكنها كانت تتسم بالتحدي وظلت في طريقها دون تراجع، وهذا ما جعله يفقد عقله فكيف له أن يكون في ذلك المكان وابنته في المكانة المضادة له.

فإنه أن حتم عليه الأمر أن يلقى في السجن أو أن يقوم بقتلها، ولكن لقد أختار الطريق الثاني هو أن يقوم بالتخلص منها.

كما أن شهد تعلم الكثير عنه وتعلم بعض أسراره، وأنها كانت تصمت عن أفعاله حتى لا يحاسبها أحد عليها، وهذا ما جعله يشعر بالانتصار لأنها ساعدته دون قصداً منها، حتى يفعل كل ما يريد.

كما أنه يعلم أن هناك من ينقل لها جميع الأخبار، ولكنه حتى الآن لا يعلم من الجندي المجهول.

بينما قام أحدهما بالتحدث معها، فإنها لديها جهاز دقيق تخفيه في طيات ملابسها لا يراه أحد غيرها، فحمدت الله على تلك الصدفة فلقد غادر جاسر وتركها، فأجابت على الفور قائلة:

- فلتخبرني بكل شيء على الفور.

فقص عليها بعض الأشياء التي حدثت ثم أغلق الجهاز.

نظرت شهد من خلف النافذة وقالت:

- لقد صمت عما يدور حولي، ولكن عندما يصل الأمر إلى أخي فهذا لن أقبله، والآن سوف يكون اللعب على المكشوف.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي