الفصل السابع والعشرون

بينما كان خالد قد أخذ الصغير، كي يجلب له بعض اللعب والهدايا، وبالفعل قام بشراء كل ما طلبه الطفل وعاد وهو محمل ببعض الأشياء والحلويات.

سعدت هنا بذلك ونظرت إلى طفلها بسعادة عندما رأت سعادته بالأشياء، فإن والده لم يقم بشراء كل تلك الأشياء له من قبل

بينما كانت مهاب سعيد عندما وجد سعادة أخته والصغير، ولكن ما كان يجعله يشعر بالقلق هو عدم معرفة أي شيء عن شهد.

بينما كان سميرة قد خرجت من غرفتها، وقامت بالنداء على أمينة، كي تتناول معها الطعام، ولكن سبقها عدي وأخبرها بأنها قد خرجت لشراء بعض الأشياء له.

نظرت إلى الطفل ونهرته لماذا لم يخبرها بذلك في وقتها، فأخبرها بأنها قالت إنها سوف تأتي سريعاً، ولكنها قد تأخرت بالفعل، لقد جاء الليل ولم تعود.

شعرت سميرة بالصدمة فأين قد ذهبت؟ وقامت بالنداء على سلمى، كي تهاتف أدهم وتخبره بكل شيء.

بينما عاد جاسر دخل إلى غرفة شهد فلم يجدها، فحاول أن يبحث عنها في كل مكان فلم يجدها، وعندما نظر إلى الكاميرات كي يعلم اين ذهبت؟
علم بأنها قد هربت، فأخذ يلعنه قلبه الذي قد عشق.

بينما قام بالصراخ على أدهم كي يعلم أين ذهبت؟ حضر أدهم وعندما أخبره أين شهد فنظر إليه أدهم قائلاً:

-  أنها بغرفتها.

فأخبره بأنها قد هربت، ولا يعلم أين ذهبت؟ ولكن عندما نظر في الكاميرات التي تطل على الخارج، وجد إحدى السيارات تقف، وبنزل منها إحدى الأشخاص ويأخذها عنوة.

هنا شعر كلاً منهم بالصدمة، ونظر جاسر إلى أدهم وقال:
-  كيف لا يتحرك الأمن؟ لقد تم اختطافها من أمام المبنى.

كان أدهم يشعر بغبائه، فإنه قد قام بإفلاتها كي تهرب من جاسر، ولكن كان هناك من يقف ينتظرها بالخارج.

فإنها كانت لديهم في أمان، ولكنه لا يعلم أين ذهبت الآن، وشعر بالخوف أن يخبر جاسر بما حدث، حتى لا يلعنه.

في ذلك الوقت تصاعد رنين هاتفه، وكانت المتصلة سلمى تخبره بأن والدة شهد لم تعد حتى الآن.

أخبر أدهم جاسر بما حدث، شعر جاسر بأنه في معضلة حقيقية، فأين ذهبت والدة شهد، ثم نظر إلى أدهم كي يهاتف سلمى لمعرفة بعض المعلومات.

قامت سلمى بإعطاء عدي  لجاسر حتى يخبره بكل ما يعلمه، وبالفعل حدثه بكل ما يعلمه، فقام بإرسال أدهم إلى إحدى المحلات، التي قد أخبره بها عدي.

وعندما قام بتفريغ الكاميرات وجد أن والدة شهد هي الأخرى، قام أحداً ما باختطافها.

هنا علم أدهم بأن ما خطف والدة شهد هو الذي خطفها، ولذلك علم بأنه قد وقع في مأزق ولا يعلم كيف الخروج منه.

في ذلك الوقت قام جاسر بأخباره بأنهم عليهم أن ينهوا تلك المهمة، فإنهم سوف يفقدون الكثير من الأشخاص، وسوف تكون المهمة أكثر تعقيداً.

ولكن ما جعله يشعر بالحماس، عندما أصرت والدته على التحدث معه، وأخباره بما عرفت عن والد شهد وأخبرته بكل شيء.

هنا علم جاسر بأن والد شهد يمكن أن يصل به إلى الرجل الكبير، لأن والدته خبرته بحقيبة الألماس وتلك الحقيبة كانت لدى أدفانس، فإذن والد وشهد يعلم من هو الرجل الكبير، إذن شهد ووالدتها في خطر.

  نظر إلى أدهم وقال:

- هل تعتقد بأن والد شهد هو من قام بإرسالها إلى هنا؟

صمت أدهم ولم يتحدث، فإن مازال عقل جاسر يضع شهد موضع الشك.

بينما كان سعيدة لما يحدث معه، حتى هاتفه أحدهما وأخبره بأن الأمانة أصبحت معه، شعر بالنشوة تسري في عروقه، وأخبره بأن يجلبها إلى ذلك العنوان.

بعدما أغلق الهاتف نظره إلى التي معه وقال:

-  أنني أشعر بالسعادة، فلقد حصلت عليك وعلى أبنتك أيضاً، فهي في الطريق إلى هنا، كما إنك لا تعلمين شيئاً عن الماضي، الذي قام أبيك بعدم أخبارك به، ولكن الآن سوف ينكشف كل شيء، هل تعلمين لماذا؟ لأنني سوف أقوم بالتخلص منك ومن أبنتك اليوم.

وأعدك بأن لن أتركك دون إبنك، فسوف أجعله يلحق بك.

نظرت إليه بصدمة وقالت:

-  إنك حقيراً بالفعل، فلقد شعرت بالندم لأنني قد تزوجتك، فلقد أخطأت عندما اخترتك وتركت أهلي، فإنك مثل الثعبان الذي يتنقل من مكان لآخر، حتى تقع فريسته، ولكنك سوف تتفاجأ بأن الفريسة هي من جعلتك أنت الفريسة لها.

نظر إليها بعدم فهم قائلاً:

- فلتتحدثين بما تريدين فليس هناك  من يستمع لك، كما ساتخلص منك بعد أن تعلمين كل شيء مجهول لديكِ، كما أنني أنتظر ابنتك التي كانت سوف تقع بي أكثر من مرة، نظرت له وقالت:

-  أن كنت تريد فعل شيء، فلتفعله لي ولا تقترب من أبنتي، فإنها ليس جزاءها أن ترزق بسند مثلك.

في ذلك الوقت أخبر أدهم جاسر بأنه يجب أن يبلغ يرسل أحداً إلى الجهاز ليخبرهم بما يحدث حتى يتحركوا ، ولكنه أخبره جاسر بأنه لا يجب عليهم أن يكشفوا ذاتهم الآن،  فإنه يعلم أن الإدارة هناك من يراقبها.

نظر أدهم إلى جاسر وقال:

-  لقد وجدتها فسوف تذهب سلمى إلى الجهاز، ومن يراها سوف يعلم بأنها قد جاءت كي تسأل عن سبب اختفائهم، وفي ذلك الوقت سوف ترسل الرسالة التي معها للشخص المطلوب.

أخبره جاسر بأن ذلك هو الصواب، وقام بمحادثة سلمى ليخبرها بما يريد، أخبرته سلمى بأنها سوف تتحرك على الفور، وأن شهد ووالدتها لا يستحقان كل ذلك الجزاء، وأنه سوف يعلم بخطأ الذي يجول بداخله نحو شهد وأغلقت الهاتف.

نظر جاسر إلى أدهم وقال:

-  هل تعلم شيئاً لا أعلمه عن شهد؟ أو هل حدثتك سلمى بشيء لا أعلمه؟ لأن حديث سلمى يعني أنها تعلم حقيقة شهد، فإن كنت قد خبرتك بشيء فلا تخفيه عني.

أخبره أدهم بأنه يعلم جزء ولا يعلم الآخر، ولكن أن جميع الخيوط لدى والدته وسلمى، فإن كان يريد معرفة أي شيء فعليه أن يتوجه إليهم.

فأخبره بأنه عندما ينهي المهمة سوف يتجه إليهم كي يعلم كل شيء، بينما قامت سلمى بأرتداء ملابسها والتحرك إلى الجهاز، وعندما دخلت أخذت تبحث على ذلك الشخص الذي سوف تخبره بكل شيء.

بينما كان مهاب يجلس في مكتبه يفكر في كيفية الوصول لشهد، وجد أحدهما يخبره بأن هناك فتاة تريد أن تتحدث معه، فسمح لها بالدخول وعندما دخلت نظرت إليه وقالت:

-  سوف أخبرك برسالة، ولا داعي لكثرة الأسئلة لديك، فإنني قد جئت من جهة إحدى الأفراد كي أخبرك بأن شهد ووالدتها في خطر، فإنه قام مجهول باختطاف الإثنين معاً، ويعتقد ذلك الشخص الذي أرسلني إليك بأن والدها هو وراء ذلك.

فعليك التحرك بسرعة قبل أن يحدث لهم شيئاً، نظر إليها مهاب وقال:

- من الذي أرسلك؟

فأجابته:

-  أن الذي أرسلني شخصاً منكم، ولكنه لا أحد يعلم عنه شيئاً، حتى ينهي مهمته، ولقد أرسلني إليك لأنه يعلم أنك أقرب شيئاً لشهد، فعليك التحرك على وجه السرعة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

كما عليك أن تنتبه لخالد، لأنه سوف يكون الهدف الآخر، كما أن سألك أحد عن لماذا جئت؟ فأخبره قد جئت كي أسأل عن أخي الذي فقد، فإنني أخت عدي الظابط الذي فقد منذ أكثر من ثلاثة سنوات.

نظر لها مهاب وقال:

- أحقاً أنت أخته أننا قد أرسلنا شهد، كي تعلم أين ذهب؟ ولكن نظر متسائلاً:

- من الذي أخبرك بكل ذلك؟ هل هناك صلة بينك وبين شهد؟

نظرت إليه وقالت:

- نعم لدي صلة، ولكن عليك الآن التحرك كي تنقذ شهد.

أن مهاب كان يشعر بالتوتر فإن ما يخاف منه قد حدث، وكان عليه التحرك على الفور.

ذهب إلى إحدى القيادات وأخبرهم بما حدث، فأخبروه بأنه عليه أن يحدد ارقام السيارة التي قامت بإختطافهم.

في ذلك الوقت حاول مهاب أن يلحق بسلمى، ووصل إليها قبل أن تستقل السيارة، وأخبرها أنه يريد معرفة رقم السيارة وعليها أن تهاتف ذلك الشخص أو تعطي رقمه لذلك الشخص كي يعلم ما يريد.

هاتفت سلمى أدهم وأخبرته بما يريد مهاب، أخبرها أدهم بأنه سوف يهاتفه.

أخبر أدهم مهاب بما حدث، وأعطاه رقم السيارة وخط سيرها حتى يتبعها ويصل إلى ذلك المكان.

في ذلك الوقت قام أدهم بأخبار جاسر بما حدث مع مهاب، فأخبره بأنهما عليه أن يتحركوا مع مهاب، لأن الخيط الذي سوف يصل إليه مهاب هو الخيط الذي يريده.

قام جاسر بالذهاب إلى الغرفة السرية، وإخراج جميع الأوراق التي بها، وقام بإرسال تلك الأوراق إلى سلمى، وأخبرها بأنه ان لم يعد في خلال ٤٨ ساعة، فعليها الإتجاه إلى مركز المخابرات، واعطائهم تلك الأوراق، فإن تلك الأوراق بها كل ما حدث لهم في مهمتهم من البداية.

قام أدهم بالإتصال بمهاب، كي يعلم اتجاهه، وهلم مهاب بأن جاسر وأدهم تابعين لنفس الجهة السيادية، فكانت صدمة مهاب كبيرة، لأن شهد قد عشقت جاسر وهي لا تعلم بأنه زميلاً لها.

تحركوا الأثنان معاً بقوتهم الخاصة، ولكن دون أن يذهبون إلى المركز، حتى لا يكتشفهم أحد، فهذا التحرك سوف يجعل مراد يشعر بالصدمة.

كما أخبر مهاب خالد بأن لا يترك المنزل، حتى يعود وأن لم يعد فسوف يأتي أحد كي يأمنه فإن حياته في خطر، وان أمه وأخته في رعايته.

كان الجميع يشعرون بالتوتر لما يحدث، بينما عندما فاقت شهد أغمضت عينيها من شدة الضوء الذي حولها، ثم فتحت عينيها ببطء، وهنا كانت الصدمة فها هو أبيها يجلس أمامها وبجانبها والدتها مقيدة.

هنا نظر إليها والدها وقال:

- لقد أنتظرت تلك اللحظة منذ عدة سنوات، هل تعلمين بأنني الشخص الذي كنت تبحثين عنه طوال تلك الفترة، كما عندما أصريت عليكِ بأن تذهبي إلى جاسر في بدء الأمر، لأنني أعلم بأنه سوف ينهي حياتك، ولكنه قد عشقك.

كان القدر يريد لك فرصة أخرى، ولكن لقد جلبتك كي أفعل كل ما أتمناه بك، فإنني كنت أجعلك تشعرين بأنك بلا قيمة، كما عندما أحضرت أسماء إلى اخيك، لأنها قد علمت بجزء من أعمالي، ولذلك أردت أن تتزوج أخيك كي تصمت، وبالفعل كنت أنصرها عليك.

لكن فيما بعد عندما قامت والدتك بكشفها، فأصبحت بطاقة ليس لها قيمة لي، وكان علي أن أتخلص منها، وقمت بالتخلص منها ليس لأنها سرقت أموالك أو مشغولاتك الذهبية، التي لم أعلم عنها شيء، ولكن لأنها كانت سوف تخبر الشرطة عن ما أفعله.

فكانت يجب أن تزال من أمامي، وكنت أريد أن أمحي خالد، لأنه قد سمع جزء من الحقيقة، ولكن القدر يقف عائق لي مرة أخرى ويفر قبل أن أصل إليه.

وعندما علمت بأن أدفانس قد فقد بضاعته، التي حصلتِ عليها، أخبرته بأنه يمكن أن يحصل على ثمن البضاعة مقابل روحك، وقد فعلها أدفانس ولكن كان القدر يريد أن يهدي لي شيء فلقد وجدت والدتك في طريقي، كما علي أن أخبرك بأن جدك علم ما أفعله في آخر أيامه.

وقد حدث والدتك ولكن بغبائها لم تسمع له، واستمرت في الإتجاه التي تسير عليها، ولكن لقد فشلت لأن جدك كان أذكى مني، وقد حرم والدتك من كل شيء فأصبحت عالة علي، كما عندما إلتحقتِ بجهاز المخابرات، ففشلت مرة أخرى لأن كنت أريد أن أضمك لي في كل أعمالي نظراً لذكائك.

لكنك اخترتي أن تكوني في الجهة الأخرى لي، هل تريدين أن تعلمين شيئاً آخر.

نظرت إليه شهد وقالت:

- نعم أين ذهب الظابط المفقود هو وزميله؟

أبتسم لها وقال:

- سوف أخبرك لأنك لن تخرجي ذلك السر إلى الخارج، لقد قمت بإلقائهم من حافة الجبل حتى أتخلص منهم نهائياً، لأنه كان مثلك يتسم بالذكاء، ولذلك لقب بالثعلب.

هنا صمتت شهد قليلاً ثم قالت:

- أتعني أنك قد قتلتهم.

أخبرها بأنه فعل ذلك ولكنهما لم يجدوا جثثهم، فلقد أكلتهما بعض الحيوانات المتشردة.

نظرت إليه شهد وقالت:

- حسناً لقد أجبت على سؤالي، كنت أشعر بالحيرة ولكنني سوف أكافئك بهدية بعد ما فعلته من أجلي، فأنني لدي الحقيبة الخاصة بالألماس.

نظر إليها قائلاً:

- لقد أخطأتِ هذه المرة، فإن الألماس بالفعل معي وليس معك، فإنما الذي معك مزيفاً.

هنا نظرت إليه وضحكت قائلة:

- هل تعلم بأنني أتسم بالغباء، فلقد علمت أنك سوف تأخذ أي شيء كي تضرني، ولذلك لم أجلب الألماس إلى البيت، فلقد تركته لدى مهاب في بيته، وعندما قمت بإحضار تلك الحقيبة كانت تحتوي على المزيف.

وأنت حصلت عليه، وأتمنى بأنك تكون سافرت كي تسلمه إلى الآخرين، كي يرسلون أحداً ما كي ينهي حياتك.

نظر إليها وقام بشد شعرها قائلاً:

- هل جننتِ؟ هل كنت تتمنين لي الأذى؟

نظرت إليه بسخرية قائلة:

- نعم أنك أردت قتلي، وكنت أعلم ما كان يدور بداخلك، فلقد كان يراودني شعور تجاهك، بأنك تنتمي لإحدى المنظمات وليس أنت رئيسها.

كما أعتقد بأن هناك لغز مازال يخفى عليك، وأعلم بأنني بذلك السؤال الذي قد جاوبت به علي، قد ملكت الكون، كما لدي ما تبحث عنه طول حياتك.

نظر لها ليعلم ماذا تقصد؟

فأجابته قائلة بتحدي:

- هل تريد أن تعلم لماذا جدي لم يكتب لأمي أي شيء في الميراث؟

فنظر لها وقال:

- هل تعلمين السر وراء ذلك؟

أبتسمت وقالت:

- نعم ولكن لن أخبرك فإنني مازلت أشعر بالانتصار لما أراه على وجهك الآن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي