الفصل الثاني و العشرون

عندما شاهدوا الشاشة، وجدوا شهد تحاول فتح الباب ولكن عندما يئست أخذت  تلعن في أدهم، فنظر جاسر له وهو يكتم ضحكته، ولكن كان أدهم مشغول فيما سوف تفعل، ونظر بصدمة عندما وجدها تتجه إلى النافذة، ثم تقفز منها إلى الخارج فقال:

-  أنها بالفعل تتسم بالجنون، فمن ذلك المجنون الذي سوف يخرج من نافذة على إرتفاع إحدى عشر دور، كي ينقذ آخرين.

كما أنها يبدو عليها المهارة فإنها تتحرك بخفة دون أن يظهر على وجهها أي رد فعل.

فأجابه جاسر قائلاً:

- أنني قد عشقتها بسبب ذلك الجنان، وظهر على وجهه الإبتسامة.

بينما كان أدهم يلاحظ تحركها حتى لاحظ شيء في يدها، ولكنه لم يفصح عنه عندما وجد جاسر لم يراه، وكأنه قد تأكد من ظنونه.

بينما كان يشعر بالغضب ويكسر كل ما يحيط به، عندما علم بأنها لا أحد يعلم أين اتجهت؟
فلقد أخبره أدفانس بأنه لم يعلم أين تتواجد، ولكنه سوف يراقب الجميع كي يصل إلى مكانها.

ثم نظر إلى الخارج وقال:

- لن أتركك تتمتعين لحظة، فسوف أنتهي منك فإنك أكبر عقبة في حياتي، ثم أمر الباقي سهل.

في ذلك الوقت دخل أحدهما عليه وقال:

-  هل تريد مني شيء قبل أن أرحل سيدي؟

نظر إليه دون أن يتحدث وأخبره بأن يرحل، وعندما تأكد من رحيل ذلك الشخص، قام بإجراء مكالمة بانه يريد أن يقطع له تذكرة للسفر للخارج، ثم أخرج من قميصه قطعة من القماش، وقام بفتحها ليلمع شيء بداخلها، ثم قال والإبتسامة تزين وجهه:

- نعم فإنني لم أفقد شيئاً،  فلقد شكيت بأن يمكن أن يقابل أدفانس جيسي وقد صح الظن وأدفانس لم يقدر على حماية البضاعة، كما أنني أريد أن أرى وجه جيسي، عندما تعلم بأن نصف البضاعة التي بحوزتك ليست أصلية.

بينما أستيقظ مهاب فوجد خالد  يقف في النافذة، فتسلل ببطء  فقال خالد له:

- مهاب لا تتلاعب بي، فلقد شعرت بك عندما استيقظت.

ضحك مهاب وقال:

-  أنني أعلم بأنك شخصاً غير عادي، ولكن أشعر بأنك مثل الثعلب، تحوم حول شيء فأحذر من ذلك.

علم خالد ما يريد مهاب قوله فقال له:

-  ماذا تقصد؟

فأجابه:

-  إنك من المخطئ بأن تفعل شيئاً، وانا أجهل.

هنا قال خالد:

- أنا لم افعل شيئاً حتى الآن، فإنني كنت سوف أحدثك بذلك الأمر، ولكن بعد أن تستجمع هنا قوتها من الصدمة.

نظر له مهاب وقال:

- لقد علمت حينما نظرت لك ووجدتك تنظر لها، فأنا نظراتك لها كانت ليست نظرات عطف، كما أنني رأيتها تبادلك ذات النظرات، ولكنها لن تصرح بحبها  حتى تخبرها أنت بذلك.

قال خالد بيأس:

-  إنني الآن لا أملك شيء، وأنت تعلم بان لن أستطيع العودة إلى البيت، فإنك تعلم ما ينتظرني هناك.

نظرا له مهاب وقال:

-  أن أبيك يتسم بالذكاء، فإن كنت تريد الذهاب إلى محل عملك، فلتذهب فهو لن يجرأ على الاقتراب، فلقد حصل على الكثير من الطعام الذي يكفيه، كي لا يعود وهو يعلم عند عودته سوف يتم إلقاء القبض عليه، كما أريد معرفة من يقم بإيصال المعلومات إلى شهد، فلقد كانت تعلم الكثير عنكم حتى بعد أن غادرت المكان.

فهناك من يمدها بالمعلومات  نظر إليه خالد وقال:

-  هل تعتقد بأن هناك من يخبرها بكل شيء؟

ابتسم له مهاب وأخبره بأنها قد علمت أشياء قد حدثت أثناء غيابها.

  هنا تذكر خالد عندما قالت له أنني أعلم كل شيء،  وكانت تقصد بذلك زواج أبيها من أخرى.

فأخبره أنها بالفعل كانت تعلم كل شىء.

بينما انتهت والدة مهاب من فعل الأشياء الخاصة بالمنزل، وقامت بأخذ الصغير والخروج به، في ذلك الوقت قد رآها خالد فسألها أن كانت تحتاج إلى مساعدة، فأخبرته بأنها تعد لحفلة ميلاد ذلك الصغير.

فنظر إليها وقال:

- هل لك بأن تعطيني ذلك الصغير، كي أجلب له بعض الأشياء.

فقالت له بإبتسامة:

- أنني سوف أجلب له الآن بعض الأشياء، وعندما أعود فإن أردت أخذه، فلتأخذه وتجلب ما تريد.

نظر إليها خالد بإبتسامة قال:

- حسناً سوف أفعل شيء، وأعود على الفور.

ذهب خالد إلى المنطقة، وقام بالذهاب إلى المحل وكان العامل يجلس بداخله وعندما رآه قال:

- أين ذهبت يا أبني؟ فلقد شعرت بالقلق تجاهك كما أنني احتفظت لك بأموالك، فسوف أذهب الآن لكي آخذ قسطاً من الراحة، وأعود لك بعد ذلك.

هنا أخبره خالد بأنه يريد شخصاً آخر يعمل لديه، لأنه سوف يتغيب كثيراً الأيام القادمة، كما أنه سوف يقوم بأخذ الأموال منه كل أسبوع، فهو الوحيد الذي يستطيع أن يثق فيه، لحين رجوعه.

كما قام بأخذ جميع تلك الأموال التي لديه في المحل، مع أخذ بعض الأشياء الضرورية، وغادر المكان ولكن قبل أن يغادر ذهب إلى البيت، وأخذ منه شيئاً وغادر على الفور.

بينما كان مهاب يجلس فهو قد جاءته مكالمة هاتفية وعندما انتهى منها لم يجد خالد، فكان يشعر بالقلق وعندما جاء خالد عاتبه على ما فعله، فكان يجب أن يخبره بما سيفعل قبل أن يغادر.

تفاجأ مهاب بما يحمله فنظر إليه وقال:

- ما الذي تحمله؟

فأجابه بأنه قد جلب بعض الأطعمة التي قد تحتاجها والدته في إعداد الطعام.

فنظر له وقال:

- وهل سوف تدفع هنا حق إقامتك؟

نظر إليه خالد وقال:

- لم أقصد ما وصل لك، ولكن لقد أردت المساعدة فقط.

نظر إليه مهاب قائلاً:

- وهل قام أحداً بطلب شيئاً منك؟

فأخبره خالد وقال:

- أنا قد أحضرت تلك الأشياء من المحل، كما قمت بجلب المشغولات الذهبية وبعض الأموال الخاصة بشهد، فإنني قد أخفيتها وذهبت كي أجلبها.

أخبره مهاب بأنه قد فعل الصواب، لأنه على يقين بأن مراد قد أرسل أحد بمراقبة البيت، وهو الآن أصبح لديه اليقين بأن ما أخذته من البيت هي تلك المشغولات، وكان سوف يرسل أحدهما كي يبحث عنها، ولذلك سوف تكون مهمته أنت وليس غيرك.

بينما كان يدخن وهو يشعر بالغضب فإنه سوف يسافر بعد عدة أيام، ولكنه عندما جاءته المكالمة وعندما أنهاها قام بتحطيم كل شيء حوله وقال:

- حسناً فسوف تكون أنت الشخص التالي، الذي سوف أتخلص معه.

كانت شهد تشعر بالقلق تجاه ذلك الحلم، الذي رأته وظلت طوال يومها تشعر بأنها على غير عادتها، وكذلك شعر جميع المحيطين بها بأنها ليس على ما يرام، فمن يراها أمس لم يراها الآن.

حتى قال لها الصغير:

- هل تريدين أن تلعبين معي؟

ولكنها صدمة الجميع عندما قالت:

- بل أريد أن أخرج، فإنني أريد أن أجلس أمام البحر، فلقد ضاق صدري، و عندما أخرج سوف أعود كما كنت.

فقال لها عدي:

- حسناً سوف أرتدي ملابسي وأخرج معك.

بينما قالت سميرة بلا سوف تخرج معك سلمى، فإنني أريد بعض الأشياء من الخارج، وبالفعل قاموا بأرتداء ملابسهم وخرجوا إلى البحر.

في ذلك الوقت وصلت رسالة إلى جاسر بالمكان الذي قد ذهبوا إليه، وبالفعل تحرك على الفور إلى ذلك المكان، فأصبح يراقبها وهو يشتاق إليها وكأنه يريد أن يخطفها لكي تكون بجانبه للأبد.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي