4،تصادم غير متوقع

لم ينتظر ماركو أي تبرير من ابن عمه، اغلق في وجهه الهاتف وألقى بالهاتف بعيداً، نظر له الرجال قال له شقيقه بارتباك:
‏_صدقني يا ماركو، حاولت اقول لك كذا مره بس كنت شايفك غرقان في الشغل الجديد عشان كده---

‏قاطعه ماركو بصراخ حاد:
‏_عشان كده إيه يا فرانكو؟ ارحموني بقى، كل مره على كده، ناخذ الشركه من دول واقعه ومفلسه وانا اوقفها على رجلها وامشيِ الشغل زي المسطرة فيها وأسلم إدارتها لحد منكم وأمنوا عليها،

‏ أرجع بعدين ألقى الدنيا خربانه على دماغي، حرام عليكوا بقى ارحموني، أمتى هتتعلموا تشتغلوا صح بقى ولا أنتم ما تعرفوش تشتغلوا غير في السلاح وسوء العبيد اون لاين؟ كفايه بقى.

‏ حاول فرانكو والمحامي أولاف ان يهدئوا ماركو لكنه سائر بشدة.

‏ جلس على مكتبه وأنهمك في العمل وجبرهم على العمل معه لمدة ساعة دون توقف.

‏ ألقى ماركو بالملف اخيراً من يده، سأل ماركو فرانكو بسخط:
‏_لسه ما لقيتوش سكرتيره خاصه تخلص الشغل المتأخر ده كله؟

‏ اجابه فرانكو وهو ينظر لاولاف؛ كي يساعده في الرد قائلاً:
‏_دورنا كتير يا ماركو، كل ما تيجي سكرتيره وتشتغل يومين تسيب الشغل من غير سبب، يا أما--

‏ صمت وهو ينظر للمحامي وينظر لماركو بخوف، غضب ماركو من توتر شقيقه وكلامه الغامض هذا قال بحده:
‏_في ايه؟ ما تتكلموا على طول، إيه الحوار؟

‏ قال المحامي بتردد:
‏_بصراحه يا سيد ماركو في حاجه غريبه، كل سكرتيره تيجي هنا لازم يحصل معاها حاجه اغرب، يا أما تتصاب في حادثه يا أما تقول كلام تخاريف ما فيهوش منطق.

‏ قال له ماركو بغضب اكبر:
‏_كلام غريب إزاي مش فاهم منكم حاجه؟

‏ أجابه فرانكو بنفاذ صبر:
‏_يعني بيتكلموا عن اشباح وعفاريت وكلام اهبل كده ما يدخلش الدماغ فهمت حاجه.

‏ نظر لهم ماركو نظرات باردة وقال بتهكم وهو ينهض: _بطلوا عبط شويه ودوروا لي على سكرتيرة عايزه تشتغل، فك منك ليه من البنات الفرافير وبتوع الميني جيب اللي عايزين تمسكوهم مناصب في المجموعه، هاتوا ناس بتاعه شغل، ودلوقت تعالوا وروني المخازن اللي بتقولوا كل شويه التلاجات تخرب لوحدها والبضاعه تبوظ فيها يلا اتحركوا.

‏ تحركوا معا وخرجوا من المكتب قاصدين المصعد دخلوا معا واولاف يتحدث الى فرانكو وماركو يستمع لهم بلا مبالاه فجاة.

‏ اندفعت فتاه نحوهم وهي تصيح فيهم بأمر، صدم ماركو منها، لكنه انتبه لحديثها خاصه عندما ذكرت انها فتاة تعيسة ذات حظ عسر.

‏شرد ماركو في مخيلته لوهله لكنه انتبه على رد فرانكو على الفتاه الغاضبه وهو يقول لها:
‏_انتِ يا ماما، شركه مين اللي طظ فيها هي واصحابها؟ انتِ إزاي تتجرأي وتغلطي في الشركة واصحابها؟

‏ ساره بغضب أعمى قالت له:
‏_زي كده يا امور، عاجبك ولا تحب اسمعك اكتر؟

‏أغتاظ المحامي منها كذلك، قال لها بحده:
‏_احفظي ادبك يا أبله انتِ، وبعدين انتِ مين أصلاً؟ وبتعملي ايه هنا؟ وجيتي ليه طالما الشركه مش عاجباكي؟

‏ نظرت له ساره نظره مخيفه قالت له بتهكم غاضب:
‏_والله يا سعادة البيه انا جيت هنا على اعتبار انها شركة محترمة وعايزه ناس محترمة تشتغل فيها ما كنتش اعرف اني جايه نايت كلوب عايز هوكر يشتغلوا فيه،
‏ وبعدين انا اللي غلطانه اني---

‏لم تكمل كلامها المهين بسبب انقطاع التيار الكهربائي صمتت فجاة لكنها تسمع تأفف الرجال بجوارها.

‏تجاهلتهم وقالت بتمتمه غاضبه:
‏_ياد النحس بتاع امي، طبعا لازم النور يقطع و الاسانسير يقف وانا مع العالم البارده دي، وبعدين بقى، هيطول ولا حوار امه ايه ده كمان؟

‏ حاول المحامي ان يتصل بأي أحد يخرجهم من المصعد لكن لم يعثر على تغطيه في الهاتف.

‏ أخرجوا جميعاً هواتفهم واضاءوا المصابيح ما عدا ساره فقط تنظر في ساعه يدها وتحرك اصابعها بتوتر عصبي.

‏ صاح فيها فرانكو بغضب:
‏_ممكن تبطلي هز شويه؟ ركبتيني العصب يا انسه، مش كفايه قدمك النحس علينا، مش كنت لسه عماله تبرطمي وتلبخي بكلامك عن الشركه؟ احب اقول لك انك مرفوضه من قبل ما تتقدمي.

‏ قالت له ساره بغضب:
‏_والله مش مستنيه رأيك يا فندي أنت
المحروسه اللي فوق طردتني بعد ما هزقت كرامتي واتمسخرت على احترامي، فوفر كلامك واخرص شويه قبل ما تشفط شويه الاكسجين من الزفت اللي واقف ده، وبعدين احمد ربنا انه أتعطل بس ما وقعش بينا لحد دلوقتي.

حملق فيها فرانكو بعدما طفح كيله منها بشده صاح بها بغضب:
‏_ما تخرصي يا بنت انت شويه، بطلي كلامك المقرف اللي شبهك ده احسن لك.

‏اجابته بحنق:
‏_ولو ما بطلتوش يعني هتعمل ايه بقى؟ وريني جمالك كده، فرجني هتعمل ايه واحنا محبوسين هنا؟

‏ نظرت له بتحدي واضعة يدها في خصرها، فرانكو كاد أن ينفجر منها هو وأولاف، أيضاً طفح كيله منها صاح بها قائلاً:
‏_ما كفايه كده يا انسه انتِ، أنتِ مش عارفه بتتكلمي مع مين؟

‏اجابته بصوت غليظ متهكم ساخر قائلة:
‏_لا والله، لسه ما تشرفتش بعظمه فخامه أهلك يا فندم، تطلع مين حضرتك انت والبهوات؟!

‏ هنا قرر ماركو التدخل اخيراً لينهي هذا الجدال التافه قال لها بنبره بارده كلها تهديد وتحذير:
_السيد اولاف كاليمندرو رؤول المستشار القانوني لمجموعه شركات ال اليخاندرو تورينتو للتجاره والتوريدات الغذائيه والسيد فرانكو أليخاندرو تورينتو نائب رئيس مجلس إداره مجموعات تورينتو والسيد ماركو تورينتو بصفته وشخصه رئيس مجموعات
آلـ تورنيدو والزعيم الأول لأكبر كارتيلات في إيطاليا، الشرق الأوسط، آسيا، وأوروبا هل تريدين معرفه شيء اخر يا فتاة؟


_في المصعد

توقفت الدماء في عروق ساره، شعرت أنها ابتلعت لسانها في حلقها.

نظرت لـ ماركو الذي حدثها للتو بصوت واثق جهور غليظ، نظرت لعيناه السوداء، وجه الصارم، وجسده الرياضي الضخم.

‏شعرت أنها تتحدث إلى رجل منحوت من صخر، أو قائد من عصر المماليك، طغت شخصيته عليها من مجرد تعريف صغير منه لها.

لم تستطع النطق بعدها حرفياً، أؤمت له وولتهم ظهرها كي لا يرون ارتجاف جسدها وتوترها.

‏فجأة اهتز المصعد هزة خفيفة، خافت ساره، نظرت خلفها للرجال وجدتهم صامدين يتحدثون لبعضهم كان شيئاً لم يكن، لكنها فجاة صرخت بكل ما فيها من قوه.

_مع الشقيقان قبل سنوات ماضية

_لكن يا جيس، دين أخويا ومش هقدر اتخلى عنه ولا هعرف اعيـ--

_تؤ،تؤ سامي، بطل تفكير فيه بقى، ما يستهلش كل إهتمامك ده، مش هو اللي جرك لعالم الصيد من الأول بيبي، مش هو برضو اللي كان السبب هو وجون أني اتحرقت واتحرمنا من بعضنا يا روحي؟ وبعدين مش خلاص أنتقمتم من ازازيل؟ عايزين إيه تاني؟ مكمل في الطريق دا لحد دلوقتي ليه يا بيبي؟

وهنا كانت صدمة سام التي أعادته لأرض الواقع، تدارك الأمر أخيراً، مسك يدها دفعها عنه قليلاً.

نظرت له جيسكا بأستفهام، سألها بحدة:
_إزاي عرفتي كل ده جيس؟ أنتي موتي وأنتي ما تعرفيش إني صياد أبن واخو صياد، عرفتي كل ده إزاي جيس؟ أنطقي.

ظهر الارتباك الواضح عليها لكنها قالت له بسرعه:
_إزاي عرفت!! هو انا مش شبح دلوقتي يا سام؟ طبعاً عرفت كل حاجه يا حبيبي ما بقاش فيها اسرار خلاص.

نظر لها سام بريبة لكنه حرك رأسه بتفهم وأردف قائلاً وهو يفتح ذراعيه لها يضمها إليه:
_آه حبيبتي فهمت، إذا كان كده خلاص، انا موافق جيسي.

ارتمت بسعاده بين يديه لكن فجأة،
طعنها سام بسكين روبي في ظهرها وهو يقول لها بغضب:
_الأموات ما بيعرفوش الحقيقه جيسي، وتاني حاجه جيسي عمرها ما قالت لي سامي، اخر حاجه، دي حركه رخيصه أوي من الحقير كراولي، لما تروحي له بلاغيه رسالتي قولي له سام مانشستر بيقول لك ألعب غيرها يا قذر حركاتك بقت كلها متوقعه يلا في ستين داهيه والمره الجايه خليه يبعت لنا ممثلين اشطر منك يا حقيرة.

‏ نزع سام السكين من ظهرها حدقت فيه بعينان حمراوتان كالدماء وظهر شكلها البشع كـ شيطانه وخرج دخان اسود كثيف منه دار في الغرفة وخرج من السقف.

‏مسك سام السكين في يده، فجأة عادت غرفة
الكوخ لوضعها الأصلي بعدما تلاشى الخيال الوهمي.

نظر سام حوله للمكان القذر الفوضوي لكنه انتفض فجاة وهو يصيح ويركض للداخل:
‏_دين اخويا ينهار مش فايت.

‏ وقف سام مصدوم وهو يرى ذلك المشهد المخيف امامه دين بين يدي كائن شيطاني من ابالسه الارض السفلى وهو يمتصه حرفياً؛ حتى كاد دين ان يصبو جلد على عظام.

‏ صرخ سام في الكائن:
‏_هي، انت يا قذر.

‏ نظر له الكائن بأعين حمراء مضيئة، سام بلمح البصر قذف السكين في وجهه.

‏ ترك الكائن دين، سقط دين أرضاً، صرخ الكائن وبدأ جسده يرتجف بعنف فتح فمه وخرج الدخان الاسود وملأ الغرفه كلها؛ حتى خرج من سقف الكوخ.

‏تابعه سام بعيناه حتى اختفى، عاد ينظر لشقيقه ركض نحوه وهو يصرخ بإسمه.

‏ بدا دين شاحب كالأموات، حمله سام وهو يقول له بخوف:
‏_ما تخافش يا دين انا هنا هاخدك لبوبي وهو هيعرف يفوقك.

_عودة إلى ساره، ماركو، فرانكو، واولاف في المصعد.

صرخت ساره بفزع، انتفض الرجال جميعاً، ونظروا خلفهم بذعر لكنهم لم يروا شيء خلفهم سوى المرآه عادوا بنظرهم إليها.

صرخ فيها فرانكو بحده:
‏_في إيه يا ستي انتِ؟ صرختي ليه كده؟ شفتي عفريت ورانا؟

‏فرغت ثغرها عن شبح إبتسامة ساخرة وقالت بتهكم بارد: _ما تخافوش اوي كده يا بهوات، أنا بس بعرفكم ان ممكن واحدة زيي تهز ثلاث دكوره زيكم، ما هي مش بالجنيه ولا العضلات يا بهوات، انا بس بنغزكم عشان تبطلوا تنطيط على الفاضي.

رمقتهم بنظرة إحتقار باردة واستدارت للجهة الاخرى، رفع فرانكو يده ليضربها.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي