18،عاشقة وقحة

"عودة إلى سام وألكسندرا قبل سنوات ماضية"

صدم بشدة وهو يرى الفيديو المعروض أمامه، كان في وضع حميم للغاية مع ألكسندرا على نفس الفراش.

لم يصدق نفسه أن تلك الفتاة خدعته بهذا الشكل وتلاعبت به.

صاح بكل ما فيه من قوة :
_ألكسندرا، يا ملعونة يا حقيرة، انا هخلص عليكي بإيدي، أنا هأقتلك، يا قذر يا وقحة، تعالي فكيني وأنا هفرجك هعمل فيكي ايه يا حقيرة أنتي.

لكنها لم ترد عليه، بعد قليل دخلت غرفته ومعها صينية طعام.

حاول سام أن يعتدل في جلسته وهو يرمقها بنظرات غضب قاتلة.

قالت له بلامبالاه:
_أتمنى الفيديو يكون عجبك يا عمري، يلا أتعدل وكل فطارك وأوعى تعاند زي العيال، أنا هخرج من هنا وهفكك من برا بجهاز تحكم عن بعد، أوكى بيبي.

نظر سام للقيود الحديدية في يده، رأى أن بها ضوئين واحد أحمر وهو المضاء حالياً، والأخر أخضر وهو مطفئ.

أكملت ألكسندرا بثقة كبيرة أستفزت بها سام دون قصد بالطبع:
_وطبعاً أنا عارفه شقاوتك وحفظاك أكتر منك، عارفه أنك هتحاول تهرب من هنا، لكن يا عمري، نصيحة مني ماتحاولش، لأن المكان دا أنا صممته مخصوص عشانك يا عمري، انت هنا محصن تماماً زي أي سجن عالمي،

وكمان ما تفكرش تبعت أي تعويذة أو طلسم لـ دين عشان المكان ده محصن ضد كل تعاويذ السحر،

دا غير انه محمي بتعاويذ خاصة عشان ميكنش ديمن ولا مارد ولا أي مخلوق من اللي بتطاردهم دول وبيتمنوا يلاقوا فرصة يقفشوك أنت ولا المغرور الحقير دين يكون قاطرك ويسبب لنا مشاكل،

يلا يا سام مفيش مفر من هنا غير الباب ده،
القيود دي هتسمح لك تتحرك لحد الحمام مش أكتر من كده، مش هقدر توصل للباب مهما حاولت وكمان مش هتعرف تعمل حاجه للقيود الأوتوماتيكية،

انا عارفة مقدار ذكاءك كويس أوي وعملت حسابي؛ فمن الأفضل أنك تخضع للأمر الواقع وتكون راجل لطيف كيوت عشان ما اتضايقش عليك، وتشوف وشي التاني، اوكي يا عمري.

_أنتي فعلاً مجنونة أكتر مما تخيلت، أنتي هتسبيني أمتى؟ ولا ناويه تسبيني هنا لحد ما أعفن؟

_لاء، مش للدرجة القاسية دي، هتفضل هنا رهينة عندي لحد ما تعترف لي بحبك ليا، أعتقد أن دا عدل وياريت تعتبره عقاب بسيط عشان رفضتني وبكل وقاحة، وكمان عشان تنمرك على شكلي وبشاعتي، أنت مش شايف أن دا عدل يا عبقرينو؟

جز سام على أسنانه بغيظ، قال لها بسخط:
_وأن قلت لك بحبك، هتسبيني أغور من هنا؟

نظرت له طويلاً، ضيقت عيناها بخبث وقالت:
_أيوا، هعمل كده.

قال وهو يحاول أن يبتلع إهانتها له بتقييده في منزلها بهذا الشكل المهين:
_ماشي يا ألكسندرا أنا بحبك، يلا فكيني بقى.

حدقت فيه بصدمة، وفجأة أطلقت ضحكة جنونية، قالت وهي تحاول أن تهدأ وتوقف ضحكتها الهيستيريه:
_فعلاً، بجد واللهِ يا سامي، بعد كل ما قلته لك عن إنجازاتي وعبقريتي، لسه بتبص لي على أني غبية وهبلة، لاء يا حبيبي، أنا مقصدتش الكلمة، أنا قصدت المعنى.

صاح فيها بصراخ:
_وأنتي إزاي بقى عايزاني أحب واحدة زيك أنتي؟ واحدة خطفتني وبتعذبني بتكتيفها ليا وبتجبرني على مجامعتها بالإكراه والغش،

أنتي أكتر بنت أنانيه شفتها في حياتي، مفكرتيش للحظة في أخويا وإزاي بيدور عليا دلوقتي وبتلعب بيه ملايين الظنون؟

أنتي عارفه ومتأكدة أنه بيدور عليا وقالب الدنيا عليا ولو عرف اللي بتعمليه معايا دلوقتي يا ألكسندرا أؤكد لك بأنه هيمحي الأبتسامة السخيفة اللي على خلقتك دي دا لو مخلعش رأسك من على جتتك؛ فالأحسن لك انك تفكيني حالاً وتسبيني أمشي وأنا أوعدك أني هنسى لك كل اللي عملتيه فيا وهسيبك بسلام.

تبدلت ملامح ألكسندرا من السخرية والضحك للحزن والكآبة، قالت له بصدق:
_وأنت فاكر أني ممكن أهتم بحياتي وأنت مش فيها، مشكلتك أنك مش عايز تدي نفسك فرصة تسمع لي يا سام، أنا فعلاً بعشقك حد الجنون، وعملت المستحيل عشان أجيبك هنا،

أنت بس لو تديني فرصة واحدة أثبت لك مدى خبي وعشقي ليك، هتعرف وتتأكد ان عشقي ليك هو الجنون كله، أقسم لك أنك مش هتلاقي إنسانه في الكون كله بتعشقك ومستعدة تضحي بروحها وحياتها عشانك،

أنا هسيبك دلوقتي يا سام وهرجع لك تاني قريب، سامحني يا سامي بس انا مش هسيبك ولا هبطل أشغل عليك الغاز وهنام في حضنك كل ليلة،

انت حلمي اللي سعيت له سنين وسنين ومش هسكت غير لما أحققه وهفضل أحاول لحد ما أنجح في تحقيقه حتى لو وصل الأمر أن دين يقطع رقبتي ويقطعني حتت، برضو مش هسكت يا سام.

نظرت له بـ حزن وألم، تركته وخرجت، تركته في حيرة غاضبة.

أراد سام أن يشفق عليها، لكن وضعه وتفكيره في حال شقيقه الأن وفي الأشخاص الذي عليه مساعدتهم الأن وهو على يقين بأن حياتهم في خطر.

لكنه عاجز عن إنقاذهم بسبب أنانية فتاة حمقاء تستعبده بأسم الحب.

"مع ساره"

خرجت ساره تركض بكل سرعتها خوفاً من غضب وعقاب ماركوس لها.

كانت تنظر خلفها لترآه هل يلحق بها ام لا؟

لم ترى بترو الذي يجثو كالكلب اللطيف بجوار الستائر المخملية.

داست ساره رغم عنها على ذيل بيترو، زأر النمر وانتفض واقفاً متحفزاً.

صرخت ساره هلعاً وهي تتراجع؛ فلم ترى الشرفة خلفها.

صدمت في سور الشرفه وفقدت توازنها فسقطت من الشرفه ذات السور القصير نوعاً ما.

صرخت صرخات ترتعد لها السماء من صداها، من كثرة الهلع والصدمه فقدت وعيها ظنت انها سترتطم بالارض وتنفجر رأسها.

لم تعرف إلى متى ظلت في هذه الاغماءه؟

فتحت عيناها على وسعهم وجدت نفسها في غرفتها في قصر ماركوس.

انتفضت جالسه وهي تصرخ بهستيريا:
_مت، انا مت، يا لهوي يانا، انا كده رحت فطيس، انا صغيره أوي على الموت، طب ليه؟ كنت اصبر--

صرخ فيها صوت ماركوس من ركن مظلم قائلاً:
_بس بقى، يخرب بيت كده، أنتِ حتى وانت بتموتي رغايه زنانه ما بتبطليش شكاوي، أنتِ مجنونة رسمي، افصلي شويه يا ماما، وادي نفسك هدنه تتنفسي على الاقل.

صدمة ساره لا توصف بالكلمات العابرة، ظلت تحملق في ماركوس وهو ينظر لها منتظر تعقيبها.

قالت بصدمه غير مستوعبه:
_انت بتعمل ايه في اخرتي؟ هو العقد بينا ساري هنا كمان؟ انت مظبط مع عزرائيل ولا إيه؟ عملتها إزاي يا مستر؟

حملق فيها بصدمة حتى شعر بأنه سيصاب بجلطه اثر صدمته منها، لكنه مسك وساده وقذفها على وجهها.

كانت صدمتها أكبر، صرخت وهي تنهض عن فراشها وتصرخ قائله:
_النار، دخلت النار ياما، ابتدى العذاب، ايوه جابوا لي ملاك العذاب في شكل ماركوس السئيل، ايوه كده انا فهمت، لا يا رب، انا غلطت انا غلطت في ايه علشان اموت بسرعه كده واتعذب بالشكل ده.

ظلت تقفز على الفراش وهي تهلوس بتلك العبارات كمن يقف على جمر من نار.

صعد ماركوس على الفراش بدوره بعدما طفح كيله منها مسك ذراعيها ثبتها على الفراش عن الحركه قال لها وهي تحملق فيه بعينان زائغتان:
_انتي لسه عايشه، انت ما حصلكيش حاجه اسكتي بقى وبطلي تنطيط زي العيال انت كويسه يا ساره.

نظرت له ساره بعدم تصديق سألته بتوجس وقلق:
_عايشه! انا عايشه! طب إزاي؟ والنمر، البلكونه، انا وقعت، انا نزلت زرع بصل إزاي ده انا---

قاطعها مركز بهدوء قائلا:
_اهدي لو سمحتي، انت وقعتي في حمام السباحة يعني عدت على خير انتي كويسه يا ساره ممكن تهدي بقى.

تعجبت من كلامه كثيراً، قالت كأنها تهذي:
_انا وقعت في حمام سباحه، طب إزاي؟ وهو فين حمام السباحة ده اصلاً؟ انا وقعت من الجهة الغربية وحمام السباحة في الجهة التانية للقصر، يبقى إزاي؟ ولا يكونش بيتنقل ولا ايه ده--

لمحت انها تقف على الفراش شبه عاريه ترتدي قميص قصير لم تراه قط ولم يكن في خزانتها.

بتلقائيه وضعت يدها على جسدها وهي تحدق في ماركوس وتسأله بصدمة وإنفعال:
_ايه ده؟ مين قلعني هدومي كده؟ هو انا وقعت في ميه ولا في ساونا ايه اللي حصل لي بالظبط؟

وضع يده على فمها يصمتها بالقوه قال لها:
_هو انت مش مش هتهدي في الليلة السوداء دي ولا إيه؟ قلت لك انتِ كويسه، وبعدين أنا اللي غيرت لك هدومك، إيه كنت عايزاني اسيبك تنامي بهدومك المبلوله دي علشان يجي لك إلتهاب رئوي واخلص منك، إيه ما بتقوليش شكراً ابداً؟

_على ايه؟

_نعم، أنتِ بتقولي ايه؟

ارتبكت وقالت بلعثمه:
_معلش يا باشا بس انت كده بتاكلني في الكلام، انت بتقول انك غيرت لي هدومي، أنت، انت، يعني حضرتك بـ ذات نفسك وشخصك؟!!

حملق بها ببرود وقال بتهكم:
_ايوه، انتِ بتفهمي منين وبأنهي لغه؟

_طب ليه؟ وإزاي؟

_ايه هو اللي ليه وازاي يا مجنونه انت؟

_قصدي انت يا باشا، أنت غيرت لي أنا هدومي، طب إزاي وانت بتقرف مني؟ وأنت فضلت تزعق صرخت فيا لما قعدت على سريرك،

وفي عربيتك بتلزق في الباب، ولا في الشركه ما بتقربش مني، حتى هنا في بيتك وسط اهلك دايماً تقعد بعيد عني تقعد جنب الملزقه ام ركب معصعصه اللي اسمها فرانسين دي،

معلش يا باشا من حقي اتصدم من تصرفاتك بصراحه عشان عمري ما شفت منك معامله حلوه ولا كلمه كويسه سمعتها منك، عايزني إزاي اصدق أنك انقذت حياتي مرة واحدة؟ وكمان اتنازلت وغيرت لي هدومي بنفسك عشان ما بردش واتعب! من حقي ما صدقش صح برضو.

نظرت له بعتاب غريب لم تفهم هي نفسها لما نظرت له هكذا؟

لكن الأغرب أنها سارت نحو الخزانه، دخلت الخزانه واغلقت على نفسها من الداخل.

جلست على الثياب ولم تعي ما تفعله حتى سمعت طرق على باب الخزانه وصوت ماركوس من الخارج يقول لها--

تابع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي