8،نهاية كابوس مزعج

مع دين

‏ مسكه من عنقه وحاول خلقه حتى الموت، لمح دين هذا الكيان ولم يكن شبح لرجل عجوز كما توقع؛ بل كان رجل في العقد الثالث تقريباً من عمره حين توفى.

‏ أسود البشره، حاول دين ان ينظر لكارلي ليستغيث بها.

‏ وقفت الفتاة بصعوبة، مسكت القضيب ولوحت به تجاه الكيان؛ فتبخر مجدداً.

‏ جثى دين أرضاً وهو يحاول ألتقاط أنفاسه بصعوبة، عاد يركض هو والفتاة الى دائرة الملح.

‏اخرج هاتفه واتصل على سام وهو في قمة انفعاله قائلاً له:
_سام، انت متأكد انك حرقت الجثه الصح؟

رد عليه سام:
‏_ايوه يا دين طبعاً، هي أول مرة؟ بتسأل ليه؟ إيه اللي بيحصل عندك؟

‏ قال له دين:
‏_مش فاهم يا سام، شكل الشبح ما اتحرقش أكيد في حاجه غلط الا---

صمت دين وهو ينظر إلى كارلي بريبه، قال لـ سام_
_أقفل انت دلوقتي بس خليك في المقبره هتصل بيك تاني.

قال له سام:
‏_طب اصبر فهمني--

‏اغلق دين الهاتف في وجه شقيقه، نظر إلى كارلي وسألها بحدة:
‏ _إيه اللي مخبياه عليا انطقي؟ إيه اللي حصل في الليله دي بالظبط؟ واضح أنه مش شبه جدك يا آنسه، قولي لي الحقيقة وإلا كلنا هنموت هنا.

‏ نظرت له الفتاه بخجل وقالت بحزن:
‏_سامحني لو خبيت حاجه بس ده لاني حاسه بالعار من اللي عمله ابويا، في اليوم ده قبل اي حاجه لازم تعرف ان عمي اتقتل على ايد حرامي من حوالي 15 سنه،

‏ ومن وقتها كلنا عندنا كره كبير للصوص، عامة خصوصاً ان عمي كان لسه عريس في شهر العسل اليوم الاسود ده بابا جه ورا جدي عشان يطمن انه رجع البيت بسلام لانه كان باين عليه انه مرهق جدا ووشه اصفر،

‏وشاف الجريمه وقت ما بتحصل شايف ابوه بيتقتل قدام عيله فاهم قتل الحرامي لكن بعد ما عذبه بقدرهم البيت ده بابا كان مقتنع اه ان الحرامي ده هو نفسه اللي قتل اخوه قبل كده عذبه عشان يعرف ليه عمل كده

رفض انه يصدق ان ده كان مجرد حرامي واتفاجئ برجوع صحاب البيت وجدي مات بالغلط لما احاول الحرامي انه يخوفه علشان يسيبه ويبعد عنه ويسمح له ويهرب بابا عذبه لدرجه انه شال له اسنانه وضوافره بمنتهى البشاعه بعدها حطوا في الجراج وولع فيه في برميل الحريق بتاع جدي،

وما حدش عرف بجريمة بابا لحد النهارده، انت اول واحد يعرف الحقيقه دي يا دين قال لها دين باسف طب وابوكي فين دلوقتي قالت له مات في حادثه من شهرين هو وماما عشان كده انا ورثت البيت ده ولسه جايه فيه من يومين كنت في البرازيل في رحله تبع الجامعه حتى الحادثه ما حدش عرف حصلت ازاي؟

‏ لكن هي دي الحقيقه المغذيه اللي انا عايشاها بيها لحد النهارده فكر الدين قليلا ثم سالها طب وفين اسنانه ضوافر الحرامي ابوك عمل فيهم ايه قالت له احتفظ بهم في خزنه قديمه في بيتنا قال لها وعنوان بيتكم ده ايه بسرعه ورقم الخزنه.

اخبرته كارلي بكل شيء، اتصل دين بسام وأخبره كل ما عرف، أسرع سام الى منزل عائلة كارلي دارنج، انهى دين كلامه لكن فجاة.


_مع إليزبيث في غرفتها.

دخلت روني الغرفه على إبنتها، وجدتها كعادتها تجلس على فراشها تضع سماعات الأذن في أذنها وتمسك رواية تقرأها في يدها كعادتها.

تأففت روني واقتربت منها، قالت لها وهي تنزع السماعات من اذنها:
‏_يا بنتي قومي ألبسي حاجه، مش قلت لك أخوكي جاي ومعاه ضيوف.

‏ قالت لها بضيق:
‏_اوف يا رورو، طب وانا مالي بمارتين وصحبته، هو انا اللي هخدم عليهم مثلاً؟ أنتم دايما كده تنسوا إني دكتورة محترمة--

قاطعتها روني بنفاذ صبر وقالت:
_مع إيقاف التنفيذ، عرفنا وحفظنا البق المعفن بتاعك ده يا بنتي ارحميني شويه طب وحياه امك ما هقول لك ان الضيف ده جاي لك انت.

قفزت إيزابيلا من على الفراش في لمح البصر وفجاءه أصبحت على ركبتيها أمام والدتها وهي تمسك ثيابها وتقول بإنفعال طفولي:
_بتتكلمي جد يا رورو؟ ولا جايه تنكدي عليا وخلاص؟

قالت لها بضيق:
‏_انكد عليكي، بقى كده يا صرمه؟ طب مش هخليه يجي.

‏ استدارت لترحل لكن ايزابيلا وقفت وضمت روني من ظهرها وهي تقول لها بدلال كبير:
‏_مامتي حبيبتي، اوعي تفكري تعملي كده لاحسن اتجنن واولع فيكم وانتم نايمين يا قلبي انا اوكي.

‏حملقت فيها والدتها، دفعتها عنها، سقطت بيلا على الفراش.

‏ قالت لها روني بحدة:
‏_أنتي عقلك فوت خلاص يا برنسيسة، خلاص يا اختي هم جايين ألبسي انت ولمي لسانك بدل ما تطفشيه.

‏تركتها روني وخرجت، قفزت بيلا في غرفتها كالاطفال في صبيحة الأعياد بكل حماس وسعادة.

‏ توجهت لخزانتها وبدأت تخرج ثيابها تنظر لهم وتلقي بهم خلفها على الفراش.

‏ عاودت الكره مراراً، لم يثير إهتمامها الكثير، اخيراً استقرت على ثوب زهري يناسب عيناها الزرقاء اللامعة.

‏ نظرت لنفسها في المرآه برضا وتوجهت للخارج وقفت في الردهة مصدومة لوهلة عندما سمعت صوت غريب آت من غرفة المعيشة.

‏ ابتسمت بسعادة، هندمت ثوبها بيدها، سارت بخطى واثقة ودلفت لغرفة الجلوس بكل شموخ.

‏ لكنها وقفت متجمده مكانها عندما رأت الضيف، كان رجل متوسط الطول لا يملك اي جاذبيه او وسامه تذكر.

‏ يرتدي بذله رخيصه تحتاج إلى الكي الضروري جداً،

‏ نظرت له بيلا بكل تقزز وشمئزاز؛ في حين وقف الضيف وعائلتها حملق الضيف فيها وفي جمالها الغير طبيعي.

‏ شعرها اسود يصل لمؤخرتها تملك خدان متوردان بطبيعتهم عيناها زرقاء بزرقة السماء الصافية.

‏ تملك وجه ملائكي وجسد منحوت بكل عنايه وإتقان، تجمد الضيف وهو يحملق في جمالها الذي يسلب الالباب حتى النخاع.

‏ وقف مارتين وقال للضيف:
‏_أريسو اقدم لك أختي الصغيرة إيزابيلا، بيلا أقدم لكِ أريسة كاميلا زميلي في الجامعة، مدرس تاريخ.

‏مد أريسو يده مصافحاً، لكن إيزابيلا تجاهلته وجلست بجوار روني وهي تنظر لها بكل غضب.

‏ غمزتها روني لتلتزم الصمت لكنها لم تستطع ان تخفي احتقارها من قبح وبشاعه الزوج المنتظر.

_عودة إلى دين وكارلي.

انفجر زجاج النوافذ كلها فاتحة باب المطبخ على مصرعيه.

صرخت كارلي برعب:
‏_في إيه؟ إيه اللي بيحصل يا دين؟

‏ مسك يدها بقوة وهو ينظر حوله ويقول لها:
‏_واضح اننا كنا فاهمين غلط وان جدك كان بيحمينا لكن دلوقتي بقينا من غير حمايه، الروح غضبانه وعايزه توصل لنا بأي شكل، خليكي ثابته وهتعدي على خير.

‏ وفجأة، دخلت رياح قوية شديدة، بدأت ذرات الملح تطير وفُتحت الدائرة.

‏ دين لم ينتظر أن تهاجمهم الروح مرة أخرى، مسك يد كارلي وركض بها نحو الخارج.

‏ خرج دين وهو يجرها خلفه، لكن هناك قوه خفيه جذبت كارل من شعرها.

‏ تركت يد دين مجبرة، أُغلق الباب بقوة في وجه دين.

‏ صرخ بأسمها وهو ينظر من زجاج الباب، رآها وهي تجر من شعرها لخارج المطبخ وهي تصرخ بإسمه مستغيثه.

‏ ظل يضرب الباب بجنون لكنه أبى ان يفتح، ركض على النوافذ لكن هياكل النوافذ رفضت ان تتزحزح.

‏ نظر دين حوله بجنون، صراخ كارل اوقف عقله عن التفكير المنطقي لكنه تذكر سيارته ركض نحو الإيمبالا واخرج اسلحته.

‏ عاد يركض الى المنزل مد يده مسك مؤخرة بندقيته ضرب بها النافذه حتى تحطم الهيكل.

‏ دخل يركض وهو يتبع صراخها وجدها معلقه في الهواء وتختنق حتى الموت.

‏ رفع بندقيته وأطلق رصاص الصلد منها، تبخر الشبح للحظات، سقطت الفتاة أرضاً.

‏ ركض نحوها يساعده، شحب وجهها بشدة وكأنها استعادت روحها مرة أخرى.

‏ قال لها دين بإنفعال:
‏_قومي يا كارل، تعالي خلينا نمشي من هنا بسرعة--

‏ لكن فجأة، تحركت خزانة التحف الضخمة على دين جرته حتى الجدار.

‏ سجنته الخزانة الثقيلة على الجدار، حاول التحرر منها لكنه مقيد كلياً، صرخ في كارلي:
_كارلي، اهربي، اهربي انت يا كارلي.

لكن عاد الشبح يظهر من جديد، تجسد في هيئته البشريه ومسك كارلي من عنقها.

بدأ يخنقها أمام أعين دين، صرخ دين بأعلى صوته والفتاة تموت أمام عيناه.

‏ حاول التحرك لكنه لم يستطع لكنه لمح بندقيته امام عينه حاول عدة مرات أن يصل إليها بقدمه.

‏ اخيراً نجح بعد عدة محاولات، انزل يده بصعوبه ومسكها.

‏ وجهها للشبح واطلق عليه، تبخر الشبح وفك قيد دين ركض نحو الفتاة وضمها إليه ليوقفها على قدمها.

‏ وقفت بصعوبة وهي تنظر له بعينان دامعتان.

ربت على كتفها وقال لها:
_ما تخافيش، مش هسمح له يأذيكي.

لكنها صرخت فجاة، رأت الشبح قادم نحوهم وفي يده سيف كان سبق وسقط من خزانه التحف.

‏ نظر دين إلى بندقيته وجدها بعيدة عند الخزانة، تأكد دين انه ميت مع الفتاه لا محاله.

‏ ضمها لصدره واغمض عيناه واستعد لتلقي ضربه السيف المميته.

‏وفجأة، صرخ الشبح وبدأ جسده ويحترق.

‏ رأى دين وكارلي ما يحدث مع الشبح.

‏سقط السيف أرضاً وأخيراً انتهى الكابوس، بعد ساعة متأخرة وصل سام.

‏ شكرته كارلي كثيراً، ودعها سام عند الباب.

‏ قالت الفتاة لدين وهي حزينة جداً:
‏_أنا مهما شكرتك مش هوافيك حقك، وانت طبعاً يا سام.

‏ أبتسم لها سام بخجل كعادته، دين نظر لشقيقه، فهم سام وقال:
_طب تمام عامة يا دين، أنا هخرج استناك بره، مع السلامه كارلي.

ودعته كارلي وعادت تنظر إلى دين، تنحنح وقال لها:
‏_ده واجبنا يا كارل عامة انا سعيد إني عرفتك، خلي بالك من نفسك.
_مش هشوفك تاني يا دين.

_اعتقد انه على الاغلب لأ، انا ماشي النهارده كنت جاي لسبب وخلاص خلص اشوف وشك بخير سلام يا كارل وخلي بالك من نفسك.

حزنت الفتاة بشده، لكن لا حيلة بيدها لتجعله يعدل عن قراره.

خرج دين لكنه وقف امام باب منزلها، نظر له سام وفهم ان شقيقه يريد البقاء ابتسم له ورفع قبضته شارة "أستمتع يا أحمق".

ركب سام الإيمبالا وقادها للخارج، دين دفع الباب ودخل لكارلي، وجدها تقف مكانها كما تركها، سار نحوها وأقبل على شفتاها بلا تفاهم، حملها بين يده إلى غرفتها.

_عودة إلى سارة.

وقفت ساره في غرفتها وتنظر حولها بغضب وهي تجذب شعرها من الغيظ وهي تقول بكل غضب:
_الندل، الواطي، الحقير، الاستغلالي عايز يستغلني انا، يا أما يحبسني، الحقير،

وبعدين يا ساره، هتعملي إيه في الورطه دي؟!

ظلت تفكر طويلاً وهي تتخبط بعنف في مشاعرها لكنها بعد تفكير عميق توصلت إلى قرار حكيم.

‏ اتصلت بـ ماركو واخبرته بموافقاتها قال لها بامتعاض:
‏_ماشي تمام، تقدري تيجي لمكتبي في المقر الرئيسي بكره الساعه 9:00 الصبح، اكتبي العنوان عندك.

‏ بالفعل دونت العنوان بالتفصيل وخلدت للنوم وهي تفكر كيف ستكون حياتها مع هذا المتعجرف؟ ترى متى تسنح لها تصلح لها الفرصة لتنتقم منه؟

تابع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي