25، لعنة الدمية المميتة

"عودة إلى ألكسندرا وأبنائها"
يجلسون على مائدة الطعام بصمت كأنهم في جنازة، "ألكسندرا" تشرد في خيالها للسنوات الماضية وكم عانت مع صغارها لـ تحميهم، والأن عاد

"سام" بكل سهولة بعدما هربت منه لسنوات طويلة، تفكر "ألكسندرا" بعمق شديد حتى أنها لم تنتبه على صوت ناقوس الباب

حدق أبناءها في بعضهم، وقفت "ماري" واقتربت منها، هزتها بقوة وأردفت قائلة:
_في إيه أليكسا؟ الجرس هينفجر من الزن عليه، انتي سرحتي فين يا مدام؟

ردت "ألكسندرا" كأنها عادت لأرض الواقع:
_إيه؟ بتقولي إيه؟ مين على الباب؟

نظرت لأبناءها بذهول، وجدتهم يحملقون فيها بتساؤل، زمت شفتيها، وقفت وتوجهت للباب، فتحت وكان هناك إمرأة في مثل سنها تقريباً ومعها صبي وفتاة توأم في عمر الخامسة عشر من العمر.

دعتها "ألكسندرا" للدخول وهي متوترة:
_تعالي كارل، ليه أتاخرتي كل ده؟


دخلت كارلي الجميلة وأبناءها خلفها، ركض أبناء "كارلي" إلى التؤام الثلاث "ماري، دين، وكاس".

أنشغل الأطفال معاً كعادتهم، "ألكسندرا" مسكت يد "كارلي" وجرتها إلى غرفة المكتب، دخلت معها "كارلي" وهي قلقة
من توتر "ألكسندرا" وتصرفاتها الغريبة.

سألتها اخيراً وهي تجذب يدها من يد "ألكسندرا" وتسألها بأنفعال:
_بس يا أليكسا في إيه؟ بتجريني زي العيل الصغير وراكي كده ليه؟ أناي مالك كده مش مظبطه أنهارده ليه كده؟

قالت لها بجمود كأنها تحولت لتمثال حجري فجأة:
_رجعوا يا كارل، الأخوات ظهروا تاني.

حملقت "كارلي" وهي تشعر بأن الهواء نفذ من رئتيها، سألتها بعدم تصديق:
_إيـــه؟ أقسمي بحياة أولادك أن "دين" رجع،يعني هو عايش، دين لسه عايش يا أليكسا؟ هو فين طيب؟ فين دين حبيبي؟

تجهم وجه "ألكسندرا" وهي تقول لها بحدة وانفعال:
_بطلي أحلام اليقظة بتاعتك دي بقى يا كارل عشان خاطر ربنا بقى، دين مش بيحبك ولا عمره حبك، ومش هيفتكرك حتى ومش هيعترف باطفاله منك، دا مش بعيد ينكر دخولك حياته من الأصل، أنتي عارفه ومتأكدة أن دين زير نساء وعلى مستوى عالمي كارل، فوقي بقى من اوهامك دي وأرجعى لأرض الواقع

دين مش هيفتكرك، أنتي بالنسبة له مش اكتر من وش جميل وجسم مثير متع نفسه بيه ليومين بس، بنت أنقذ حياتها وقضى معاها وقت لطيف وسابها زي غيرها، أنتي بالنسبة له هوكر وبس، زيك زي كل البنات اللي بيجامعهم بعد ما ينقذهم يا أما يصطادهم من البارات اللي بيسهر فيها في كل بلد شوية، أنتي مش هتشكلي أي فرق عنده، امتى هتستوعبي الكلام دا بقى يا ست أنتي؟

غضبت كارلي بشدة، قالت لها بحدة في لحظة تهور واندفاع منها:
_إزاي تتجرإي وتقولي لي كده "ألكسندرا"؟
أنتي فاكراني هوكر رخيصة زيك، خطفته وأجبرته يجامعني بالغش والسحر عشان يحبني بالإكراه، لاء يا وقحو انا ودين قضينا أجمل اوقات مع بعض ومستحيل أنه ينساني، أنا مش هوكر زيك يا أليكسندرا.

رفعت "ألكسندرا" يدها وأوشكت أن تصفعها بقوة، لكنها توقفت فجأة، اوقفت يدها في الهواء وهي ترى نظرات "كارلي" الخائفة إليها، استدارت "ألكسندرا" وعقدت يدها على صدرها

قالت لها دون أن تنظر إليها:
_فعلاً أنا اللي غلطانه، أفتكرت أننا أصحاب، غلطت لما جيت لك زمان وأنتي شغاله في المستشفى، عرفت من مصادري أن دين قضى وقت معاكي وساب سام لوحده يحقق في قضية كانت الطريق الملعون في البلد بتاعتنا،

جيت لك وأفتكرتك عارفه مكانه، قلت لك أني حامل في طفل سام أخو حبيبك وقتها أنتي قلتي لي انك أنتي كمان حملتي من دين وخلفتي منه ولد وبنت وكنتي بتدوري عليه لسنين ومن الوقت ده وأنا وأنتي صحاب، أو كنت فاكره إننا صحاب، حكيت لك على كل حاجه عملتها عشان أقرب سام مني،

خلفت تلات تؤام وجم الدنيا بقدرات خارقة زي أبوهم بسبب الملاك اللي أختلط دمه بدم سام بالغلط قبل ما عزازيل يقطر دمه في بق سام

ومن وقتها والشياطين بتطاردنا وبعد ما كنت انا اللي بدور على سام بقيت أتهرب منه عشان أحمي أولادي من اعداءه والنهارده بعد ما رجع هو وأخوه حبيت أقولك أنتي أول حد وتيجي أنتي تعايرني باللي عملته في سام عشان أخليه يحبني زي ما بحبه،

بجد خيبتي أملي فيكي كارلي أوي، وعامة يلا من فضلك من هنا، خدي عيالك وأمشي ولو كنتي لسه مصره على شوفه دين راقبي بيت عيله ستيفاني، هما هيشتغلوا على قضية العيلة دي، أستنيه هناك وهيظهر في أي لحظه، أعملي اللي يريحك بس من فضلك ما تعرفيهوش لا هو ولا اخوه عن سري وسر اولاد سام، ممكن.

نظرت لها بـ عتاب وركضت نحو غرفتها.


"مع ساره وماركوس"
في طائرة عائلة تورينتو الخاصة، تجلس ساره وهي متوترة تحرك قدمها بسرعة كبيرة وعصبية، تلعب بأصابعها بكل توتر كأنهاعلى وشك دخول أمتحان حياتها.

لاحظ أنجلو توترها المنفعل، رمقها بنظرات باردة وقال بجفاء:
_ينفع تبطلي توتر وهز؟ ركبتيني العصب يا ست أنتِ، هو في إيه يعني؟ عماله تحرقي في مفسك ليه كده؟

اعتدلت ساره في جلستها ونظرت له بإهتمام، قالت له بإنفعال:
_هي فرانسيين دي تبقى إيه بالنسبة لـ ماركوس؟ يعني إيه صلة القرابة بينهم؟ وهما يعني قريبين من بعض في العيلة؟

نظر لها بجفاء حاد وقال وهو يشعل سيجارة فاخرة كوبيه:
_هما ولاد عم، ومفيش بينهم حاجه خاصة لو دا قصدك، كانوا مخطوبين من عشر سنين وفرانسيين هي اللي فسخت الخطوبة والأسباب هما بس اللي يعرفوها،

تاني حاجه، نصيحة مني، بلاش تحطي نفسك مع فرانسسن في أي حاجه عشان هتخسري، فرانسيين جامدة وعاملة زي القطر، اللي بيجي على سكتها بتفرمه، حاولي ما تخليهاش تحس إنك غيرانه منها، ثم أن ماركو عمره ما هيبص لها تاني.

شعرت ساره أن هناك عداء بين أنجلو وماركوس، فهمت من حديثه عن ماركوس أنه لا يحب حتى التحدث عنه.

قالت له باهتمام بالغ:
_ماركو إيه بالنسبة لك أنجلو؟ عارفه أنك ولاد عم، بس أنت شايفه إيه؟ يعني بما أنه الكبير وكل أمور المجموعات بإيده هو وهو اللي بيمشي أمور العيلة رغم أنه مش الأكبر في السن.

_أنتي عايزه توصلي لإيه بالظبط، هتمشي بمثل جبها في نص الجبهة، عايزة تعرفي إيه يا ساره؟

_عايزة اعرف جوزي يا أنجلو، أنا عايشه مع راجل كل حاجه فيه غامضه، كلامه، طريقة لبسه ونظراته، قراراته، إنفعاله، أسلوبه، مزاجه، إختفاءه وظهوره المفاجئ، قوته مثلاً.

صمتت بعد ذكرها لقوته لأنها شردت في ذاك اليوم الذي أكتشفت كم هو قوي ويستطيع التغلب على عشيرة قوية بمفرده.

لاحظت تهجم وجه أنجلو، قال فجأة بشرود:
_ولا حد يعرف حاجه من دي، ماركو من يومه وهو غامض، جه فجأة من إيطاليا من خمستاشر سنه وجدي كبره علينا وقال إنه الكابوني من بعده وجبر والدي وأعمامي أنهم يخضعوا لأمره والكل يمشي وراه، بس مقدرش أنكر لا أنا ولا أي حد في العيله أنه قدر ينجح مشاريع خسرانه وينهض بشركات مفلسه ويدخل المجموعات صفقات مفيهاش أمل ويخليها أنجح مشاريع في البلد،

إحنا مش زي ما كل العائلات الغنية فاكرة أن ثرواتنا من الآثار والمخدرات، لاء، فعلاً ماركوس قادر يحول التراب لدهب، هو بس مدخل تجارة السلاح والمخدرات وغيرها لأنشطة العيلة التجارية عشان نفضل الكبار في نظر الأكبر،

لكن الحقيقة أن الكل بيغير من ماركوس، راجل غريب في طباعه، مفتكرش أني شفته مره بيشرب، أو بيدخن، أو مع هوكر، أو بيضحك حتى،

دايماً حازم في كلامه وحاسم في قراراته ومتعصب في أي فشل، مابيقبلش الفشل في أي حاجه، مابيتهونش في الغلط، بحس أنه منحوت من صخر مش دم ولحم زينا، بس هو ناجح ودا المهم، بس أنتي عندك حق، هو غامض ومش سهل معشرته من قرب،

أنا دايماً بتجنبه ولو حصل بينا أي مواجهة دايماً أطلع خسران، زي أي حد، ما علينا، أنتي تحاولي على اد ما تقدري أنك ما تدخليش معاه في مشاحنه أو تعانديه في أمر مبتشر وجهه لك، ألا صحيح، هو عارف انك راحه الحفلة؟

أتسعت حدقتا عيناها وهي تنظر أمامها، وقف أنجلو وصاح بها بغضب:
_ماركوس ما يعرفش أنك راحه إيطاليا يا ساره؟

أرتبكت وهي تنظر له، وقفت وهي متوترة وقالت له بحنو:
_لو قلت لك أني حبيته، هتصدقني.

"مع إيزابيلا"

شعرت بيلا أنها نعمت بنوم هادئ مريح لم تحظ به منذُ أيام عدة، قررت أن تعود للدراسة كي تكمل رسالة الماجستير والدكتوراه التي تحلم بتحقيقها في يوم من الأيام.

توجهت للمرحاض وتسبحت طويلاً، خرجت وهي منتعشة تجفف شعرها، لكنها تجمدت في مكانها من هول الصدمة!!

رأت سوناهري تجلس على مقعدها الهزاز وتنظر إليها بثبات، جفلت منها بيلا بهلع.

أقتربت منها، حملتها وهي تسألها بغضب:
_أنتي مين رجعك هنا؟ مش كنتي عند مارتين اخويا؟ هي ماما جت ولا إيه؟

ألقت الدمية بغضب على المقعد، خرجت تنادي على روني لكنها لم تجدها، شعرت بالغضب يحتلها، عادت إلى غرفتها ووقفت تمشط شعرها الطويل بحدة.

لكنها تنظر عبر المرآة على سونا، وجدتها تنظر نحوها عبر المرآة.

دارت بيلا تنظر إليها وجدت رأسها بالفعل صوب المرآة، غضبت وذهبت إليها، حملتها وألقت بها على الفراش بغضب.

خرجت من غرفتها وهي تشعر بإنفعال غاضب ولا تفهم سببه، جلست أمام الشاشة العملاقة وبحثت عن شئ يسليها ريثما تعود والدتها، لم يعد هناك رغبة بداخلها للدراسة.

لكنها وجدت فيلم أجنبي تحبه على قناتها المفضلة فوكس موفيس يدعى
Congrang.

كان  الزوجين  أد ولورين  حققوا  ف  قضيه  بنتين  مع دمية مخيفة، كانت تشبه سوناهري كثيراً وتدعى 
"" انابيل""

حملقت بيلا كأنها تعرضت لصعق كهربائي، نظرت صوب غرفتها برعب، وقفت وذهبت للغرفة وهي مترددة.

دخلت وجدت الدمية تجلس كما هي ووجهها مصوب إليها، أقتربت منها وأمعنت النظر لوجهها، شعرت أن الدمية تحملق بها بالمقابل.

فزعت وأرتدت للخلف بذعر، ركضت نحو هاتفها وقامت بإلتقاط صورة لها.

فتحت الفيس بوك في جروب للظواهر الخارقة كانت أشتركت به صدفة من قبل.

قامت بنشر الصورة وكتبت أسفلها
"دي  عروستي، جت لي  ف  عيد  ميلادي، بس من ساعه  ما  دخلت  بيتي وانا  الموت  والحوادث الغريبه  بيقضوا  ع  عيلتي  انا  عايزه  اعرف لو  عروستي  دي  ممسوسه  من  الجن  زي  عروسه انابيل  أعرف  إزاي؟!!

تركت الهاتف بإهمال ووقفت تقترب من الدمية وهي تحدق فيها، لكن فجأة، سمعت طرق عنيف على باب المنزل.

ركضت بسرعة كبيرة وفتحت الباب، وجدتها سيمران زوجة فيتالي، كانت تبكي بأنهيار كأن العالم تحطم حولها، صرخت سيمران بكل حرقة:
_أنتي فين، بنحاول نتصل بيكي وتلفونك خارج الخدمة دايماً، مانديلا ماتت يا بيلا، ماتت.

تابع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي