19، صدمة وفاه

"عودة إلى سام وألكسندرا قبل عشرة سنوات"
أستمرت ألكسندرا في إستعباد سام لأسابيع، لم تسئ التعامل معه؛ بل كانت فقط تجبره على الإستماع لها ولإنجازاتها العلمية.

عله يحب فيها عقلها، أو يجد ما يجذبه لها، لكن سام كان يزداد كرهه لها كلما مر الوقت أكثر وإستعبادها له
وإستغلالها جسده لـتحقق لـنفسها المتعة التي لن تحصل عليها منه بإرادته أبداً.

وفجأة رن جرس الباب، تعجبت ألكسندرا لأنها لم تطلب شيئاً، وهذا ليس موعد إيصال طلبات المنزل الشهرية.

نظرت لــ سام بتوجس، رفع حاجبه لها بضيق، سألها ببرود:
_في إيه؟ مالك؟ بتخافي من أطفال الحدب "أطفال ذو أوجه شاحبه بعيون سوداء كلياً يقرعون الأبواب ليلاً ويقتلون كل من بالمنزل، مشهورون جداً في الغرب"
عليكي بليل؟ مش عايزة تفتحي الباب ليه يا عبقرية؟

ضيقت عيناها وألتقطت جهاز التحكم، شغلت كاميرات المنزل على الشاشة العملاقة.

وجدت رجل مسن يبدو مشردا ومريض، يسعل بأستمرار.

تأمز سام وهو ينظر للعجوز ويقول بتهكم:
_مسكين الشحات ده، فاكر أنه هيلاقي حد يعطف عليه هنا ويقدم له شوية آكل ولا فلوس،

ما يعرفش المسكين بأنه خبط على باب الجحيم ومفيش ورا الباب ده غير ست رخيصة زباله قلبها من حجر ما بتدورش غير على شهواتها وملذاتها على حساب الناس،

ما بتفكرش في حد غير نفسها ومصلحتها هي وبس وطظ في باقي العالم، يولع.

ألكسندرا ألقت بجهاز التحكم بالقرب منه بــغضب، وقفت وتوجهت إلى الباب خرجت منه لكنها لم تغلقه خلفها كــكل مرة بسبب إنفعالها.

تعمدت ترك جهاز التحكم بجوار سام لـ يرى بنفسه كيف ستعطف على المشرد هذا؟ وتعطيه ما يريد وأكثر.

سام ينظر إلى هذا المشرد وهو غير مرتاح، وفجأة برق بــعيناه غير مصدق وهو يحاول فك قيوده بعدما أكتشف هوية هذا المتشرد.

"مع إيزابيلا وفيتالي في سكن أريسو"

فيتال وهو يفتح السيارة ويخرج منها قال لها:
_إيا كان فهو مش خير ابداً، تعالي بينا نطلع نشوف أريسو، شكل مارتين كان عنده حق في قلقه.

زادت ضربات قلبها ولم تعرف السبب، لكنها عندما صعدت إلى طابق أريسو، كانت الصدمة الكبرى.

وجدا الجيران والشرطة مجتمعة عند شقة أريسو، سأل فيتالي أحدهم بقلق وبيلا تتعلق في ذراعه خائفة:
_بقولك يا شبح، هو في إيه؟ أنتوا ليه ملمومين هنا كده؟

أجاب أحدهم قائلاً بإشمئزاز:
_ولا حاجه يا أبو الكباتن، دي شقو مسيو أريسو، طالع منها ريحة تقرف، غير ريحته طبعاً اللي كلنا عارفينها، لاء في ريحة قذرة اوي، دا غير إننا بنسمع صريخ من شقته في نص الليل، فكلمنا الشرطة تيجي تشوف حواره إيه دا كمان؟

بيلا سألت بحيره:
_شرطة تيجي، أومال دول مين؟ يبقوا إيه؟

أشارت على بعض الرجال في زي رسمي لكن دون شارات رسمية.

أبتسم الرجل بسماجة وقال:
_لاء يا سينوريتا، دول يبقوا الحرس الشعبي للحي، أصلنا كل فترة نتعرض لسرقة، فقررنا أننا نعمل مع بعض ور--

صرخت فيه بيلا قائلة بصياح:
_أخرس يا عم الرغاي، أنا مش بفتح معاك تحقيقي صحفي على بطولاتكم في حييكم، أنا عايزة اتطمن على أريسو خطيبي، هو إحنا هنفضل واقفين كتير كده؟ محدش هيعمل حاجه يعني؟!

نظرت لشقيقها وهي تقول هذا، لكن صدمها رجل سمج أخر عندما قال ببرود:
_نعمل له إيه يعني؟ حاولنا نكسر الباب لكنه معصلج ومابيتحركش كأن أريسو حاطط عفش بيته كله وراه، وبعدين أتطمني، هو شكله مات.

حملقت فيه بيلا، كذلك فيتالي، صرخت فيه وهي تركض على باب شقة أريسو:
_لاء، ما تقولش كده ابداً.

ألقت بنفسها على الباب، لكن الصدمة أن الباب دُفع للداخل، سقطت بيلا داخل شقة أريسو وأغلق الباب عليها وهي بالداخل.

صدمت بيلا من هذا، لكنها سمعت طرقات عنية على باب الشقة، سمعت فيتالي يقول لها بصراخ:
_بيلا، بيلا انتي كويسة؟

أجابت من الداخل وهي لاتزال تستوعب الموقف:
_أنا بخير فيتال، ما تقلقش عليا، أفتح لي بس.

قال لها من الخارج وهو في قمة إنفعاله:
_ما تخافيش هخرجك، الباب بس معلق وتقيل أوي، خليكي هادية وماتخافيش يا بيل، هخرجك يا أختي.

سمعت بيلا شقيقها يضرب الباب بجسده الضخم ويحاول تحطيمه، لكن بيلا لم تكن خايفة بالمرة.

كل قلقها كان على أريسو، قررت أن لا تنتظر أحد وتبحث عنه بنفسها فهو في الأخير خطيبها هي وهي عائلته الوحيدة.

"عودة إلى سام، دين، وألكسندرا قبل عشرة سنوات ماضية"
فجأة برق بــعيناه غير مصدق وهو يحاول فك قيوده بعدما أكتشف هوية هذا المتشرد.

لكن بالطبع القيود مغلقة بأحكام إليكترونياً، غضب سام بشدة، لكنه تابع الموقف أمامه في الكاميرات، رآى ألكسندرا تفتح الباب ويبدو أنها تسأل هذا العجوز عما يريد.

لكن فجأة دفعها العجوز لداخل المنزل، دخل وأغلق الباب خلفه، رفع القناع من على وجهه وظهر دين بشحمه ولحمه.

أشهر دين سلاحه في وجهها وصاح فيها بغضب:
_أخويا فين يا هوكر زبالة، أنطقي قبل ما أفرغ مشط السلاح ده في خلقتك العكرة دي، أنطقي يا بت؟

هنا صاح سام بأعلى صوته من القبو:
_ديــن، أنا هنــــــا، في البدروم الملعون ده.

دين سمع صوت شقيقه أستدار حول نفسه بجنون، لكنه جثى أرضا ومسك ألكسندرا من ثيابها، قال لها وهو يضع السلاح أسفل عنقها:
_خديني لـ سام أحسن لك يا غشاشة ومن غير أي ألاعييب وإلا أقسم بحياة أمي وأبويا إني هفجر رأسك دي، أنتي سامعه.

أضطرت ألكسندرا أن تأخذه إلى القبو، دين رآى شقيقه مكبلا على الفراش، ألقى بــألكسندرا بعيدا وركض على الفراش، مسك وجه سام يتفحصه وهو يسأله بأرتعاب:
_سام أنت كويس يا أخويا؟ هي آذتك الحقيرة دي بأي شكل؟

_لا يا دين، خلصني بس من الكلبشات دي لأحسن حاسس أني هتجنن من قعدتي هنا ساعة بعد التانيه.

هز دين رأسه إيجاباً، حاول أن يمزق القيود، لكن سام قال له بضيق:
_لاء يا دين، دي ما تتقطعش كده، دي مقفولة إليكتروني، المفتاح معاها، هاته منها.

نظر لها دين بـ كره شديد، وقف وذهب إليها، خافت من بشدة، مسكها من شعرها وجرها نحو سام صرخ فيها:
_فكي كلبشات أخويا حالاً أحسن لك.

أرتجفت من صراخه بها، حتى أنها أوشكت على البكاء، لكنها تماسكت، أخرجت من سروالها جهاز تحكم صغير، ضغطت عليه، فتح قفل سام وقف على قدمه وهو حر اخيراً.

ترك دين شعر ألكسندرا أخذ شقيقه في حضنه وهو يقول له بصدق وحنان:
_حمدالله على سلامتك يا صاحبي، كنت هتجنن وأنا بدور عليك.

_أنا آسف أوي يا دين، بس أنا اتخدعت على إيد الحقيرة دي.

نظر الشقيقان لــ ألكسندرا، تجمدت الدماء في عروقها، أشهر دين السلاح في وجهها مجدداً، وقال لها بسخط شديد:
_بستنصحي على أخويا وبتحرميني منه لأسابيع، ليه عملتي كده؟ بأي حق تتحكمي في أخويا بالشكل ده أنطقي؟!

ولا أقولك، ما تجاوبيش على حاجه، كده ولا كده أي مبرر هتقوليه مش هيفرق معايا، أنا هخلص عليكي دلوقتي وأدفعك تمن إستعبادك لأخويا.

دين شد أجزاء سلاحه، صدمت ألكسندرا عندما وجدت سام ينظر لها ولا يحاول ردع شقيقه عن قتلها، قالت له والدموع تنزل على وجهها

كــشلال حزين:
_أيوا، عارفه إني غلطت، بعترف ادمكم بغلطي، لكني مش ندمانه ابداً على اللي عملته، انا حبيتك يا سام وبحبك وهفضل أحبك، وكل شئ مسموح في الحب والحرب،

أفتكرت إني هقدر أخليك تحبني لما تعرفني عن قرب، لكن أنا فشلت، بعترف بفشلي آدمكم، ومش فارق معايا لو دين قتلني دلوقتي،

قلت لك قبل كده أن حياتي ملهاش معنى من غيرك يا سام،
اقتلني يا دين، أقتلني وأحرق كل شرايط المراقبة، أحرق القصر كله عشان يبان أنها حادثة،

وأهرب أنت وأخوك عشان تتطمنوا أنكم مش هتتآذوا بسببي تاني، لكن لو سبتني عايشة، أوعدك أني عمري ما هستسلم، هفضل وراك يا سام،

هفضل وراك لأخر يوم في عمري، مش هتنازل عنك يا سام، دا وعد مني، فمن الأفضل أنك تخلص عليا حالاً.

صدم دين منها بشدة، قال لها:
_نهارك أسوح شبه وشك، أنا مكنتش أعرف إنك واصله للدرجة دي من الجنان، إيه مشكلتك يا بت أنتي؟ هو الحب بالإكراه اليومين دول؟ ولا أنتوا يا ستات ما بتعرفوش أمتي تستسلموا، عايزين كل حاجه وبتصروا تأخدوها حتى لو مش ليكم، هو بجد كل الستات كده ولا أنتي لوحدك خدتي جنان الستات كلهم؟

لم تجد ما ترد به عليه، قال سام وهو يرتدي ثيابه:
_يلا بينا يا دين، مفيش فايدة من مجادلتها، يلا من هنا أنا كرهت المكان دا كله، وبعدين دي واحدة ما تستاهلش أننا نلوث إيدنا بدمها الزفب، دي معتوهة أصلاً، بــس--

أخذ سام السلاح من يد شقيقه فجأة ووضعه أمام عينيها وهو يقول لها بكل جدية وغضب:
_لكن يا ألكسندرا لو شفتك تاني في حياتي في أي وقت كان، أقسم برحمة أمي الغالية إني هقتلك المرة الجاية من غير أي جدال، حتى لو كانت صدفة،

ألكسندرا، ما تخلنيش أخالف ضميري ومبادئي وأزفر إيدي بدم بشر، ما تجبرنيش اعمل حاجه أندم عليها، ما تخلنيش أشوف وشك ده تاني وإلا مش هرحمك في المرة الجاية.

قذف السلاح لــشقيقه وتقدمه لخارج المنزل، رمقها دين بنظرات غاضبة وقال لها بحدة:
_بسببك بقيت لعبة في أيد أعداءنا، صدقيني يا بت أنتي، أنا لو شفتك مرة تانية في أي يوم في حياتنا، هخليكي تتمني الموت مية مرة، مش هتتخيلي مهما سرحتي بخيالك إيه اللي هعمله فيكي، أنتي سامعه؟

رمقها بنظرة إحتقار أخيرة وخرج خلف شقيقه، وجده يجلس في "الإيمبالا" وهو يتفحصها من الداخل كــمن أشتاق لها.

صعد دين السيارة وهو يبتسم بسعادة، قال لــسام بمرح:
_إيه يا سامي، أشتقت لــ حبيبتي يا صاحبي؟

هز سام رأسه إيجابا وهو يقول:
_كتير أوي يا دين، وأشتقت لك أنت كمان يا رخم، بس قلي هنا، أنت إزاي لقتني؟ وليه اتأخرت كل ده عشان توصل لي؟

دين حدق فجأة وهو يرفع حاجباه علامة على وقوعه في ورطه، فهم سام نظراته وسأله بحدة:
_ دين قلي أنت عملت إيه عشان تلاقيني؟

يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي