أنشودة الحب

دودو`بقلم

  • الأعمال الأصلية

    النوع
  • 2023-12-25ضع على الرف
  • 162.1K

    إكتمل التحديث (كلمات)
تم إنتاج هذا الكتاب وتوزيعه إلكترونياً بواسطة أدب كوكب
حقوق النشر محفوظة، يجب التحقيق من عدم التعدي.

الفصل الأول حادث مروع

أشعر إنني سجينة داخل طفولتي، لكم كرهت هذه الطفولة التي لم أعيشها قط، وددت لو يمر بي العمر فأصبح شابة يافعة مثل ليلى شقيقتي، لقد شارفت على عامي السابع عشر ومع ذلك فالجميع يتعامل معي على إنني لازلت طفلة صغيرة"

هذه الكلمات تحدثت بها ريهام وهى تنظر لشقيقتها الكبرى ليلى التي تقف أمام المرآة تصفف شعرها الأشقر الذهبي المنسدل على كتفيها.

فجأة دلف الأب إلى داخل الغرفة وقد بدى عليه الغضب، نظر إلى ابنته ليلى وحدثها معنفًا لها:
—ليلى، كيف تجرئين على عصيان أوامري؟!

نظرت ليلى إلى والدها وحدثته:
—أبي، لقد اخبرتك من قبل إنني لا أريد الزواج من هذا الرجل ومع ذلك تصر على زواجي منه.

جذب الأب ليلى من ذراعها بقوة ثم قال:
—لقد قمت بالاتفاق مع السيد رائد على كل شيء، إنه رجل أعمال ثري يبلغ من العمر ثلاثة ثلاثون عامًا، كما إنه شخصًا ناجحًا في عمله وأي فتاة تتمنى الزواج منه.

ذهب الأب إلى الشرفة الخاصة بغرفة ابنته ونظر إلى الفيلا المجاورة لفيلته وقال:
—منذ أن قام بشراء الفيلا المجاورة لنا وانا أود التعرف عليه لما سمعته عنه، وها قد جاء إلي بنفسه طالبًا مصاهرتي وعلي أن استغل هذه الفرصة ولا أدعها تضيع من يدى.

تلألأت الدموع في عين ليلى وعلقت قائلة:
—ابي، لست سلعة تباع وتشترى حتى تقوم بإعطائها لأول ثري يطرق بابها، إنما أنا فتاة لدي مواصفات لن أتنازل عنها في شريك حياتي.

ضحك الأب ساخرًا، ثم التفت إلى ابنته وقال:
—لقد أفسدت الروايات التي تقومين بقراءتها عقلك، لقد انتهى الأمر سيأتي السيد رائد غدًا لإتمام الخطبة، ولا أريد لفمك أن ينطق بكلمة واحدة من هذا الهراء أمامه، سوف تفعلين كل ما أريده، وإلا فسوف أجعلك تندمين على اليوم الذي ولدتي فيه.

غادر الأب غرفة ليلى وهو يهمهم بكلمات غير مفهومة، بينما وقفت ليلى تمسح دموعها المنهمرة على وجنتيها وتقول:
—لن تستطيع إجباري على الزواج من شخص لا أريده.

وفي اليوم التالي.

بدأ منزل صفوان ثابت في الإستعداد لحفل الخطبة وسط غضب ورفض تام من ابنته ليلى.

حضر رائد عز الدين(العريس) بسيارته الفارهة أمام منزل صفوان ثابت (والد العروس) وقبل أن يدلف إلى منزل صفوان تلقى اتصالًا هاتفيًا من العروس.

نظر رائد إلى هاتفه وعلت الابتسامة وجهه ثم تحدث قائلًا:
—حبيبتي، دقائق معدودة ويتم الإعلان عن خطبتنا، كم أتشوق لذلك اليوم الذي تكونين فيه زوجتي وتنيرين منزلي بطلعتك البهية.

تحدثت العروس وقالت:
—رائد، لن أخفي عليك لقد أصبت بفيروس معدي، ولن أستطيع رؤيتك حتى أتأكد من شفائي منه؛ إنني أخشى أن اتسبب في انتقال الفيروس إليك، وحينها لن أسامح نفسي على ذلك.

شعر رائد بالضيق الشديد وعلق قائلًا:
—حبيبتي، لقد شعرت بالقلق الشديد عليكي، سوف أقوم باستدعاء الطبيب على الفور حتى اطمئن على حالتك الصحية.

رفضت العروس استدعاء الطبيب وتحدثت قائلة:
—لا داعي للطبيب فهذا الفيروس يلزمه بعض الراحة وعدم المخالطة، لذلك أردت أن اتحدث إليك فوالدي يصر على أن أحضر مراسم الخطبة، وأقوم بارتداء خاتم الخطبة وهذا قد يضر بحالتي الصحية.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—حبيبتي لا داعي للقلق سوف أتدبر الأمر.

ابتسمت العروس وعلقت قائلة:
—أعلم أنك تستطيع تدبر الأمر، فهذا ما يجعلني هائمة في حبك، ولكن لا تنسى كما اتفقنا لا تخبر والدي إننا نعرف بعضًا البعض؛ فوالدي شخص عنيد للغاية وربما يرفض لو علم بهذا الحب الذي جمع بين قلوبنا.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—عندما تقدمت لخطبتك، لم أخبره بشيء، فقد أخبرته إنني اتقدم لخطبتك لما سمعته عنه من صيت طيب.

انهى رائد مكالمته الهاتفية مع ليلى، ثم دلف رائد إلى داخل منزل صفوان.

رحب صفوان برائد ترحيبًا حارًا، واشار عليه بالجلوس فتحدث رائد قائلًا:
—سيدي، اعتذر إليك كثيرًا، لقد حدث معي ظرفًا طارئًا وسوف اضطر للسفر عدة أيام، ولكن قبل أن أغادر سوف أترك هذه العلبة كي تقوم بإعطائها للآنسة ليلى حتى تقوم بارتداء ما بداخلها.

تعجب الأب وعلق قائلًا:
—رائد علام العجلة؟! انتظر حتى تنزل إليك وقم بتقليدها ما أحضرته من شبكة.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—سيدي، أرجوا أن تلتمس لي العذر فعلي أن أغادر الآن قبل أن تقلع طائرتي من المطار.

ودع صفوان ثابت الخطيب المنتظر، ثم إلتفت  إلى العلبة التي قام رائد بإعطائها له، أمسك بها وقام بفتحها وتطلع لما بداخلها.

علت الابتسامة وجهه وأسرع بالصعود إلى غرفة ليلى.

دلف الأب إلى غرفة ابنته وحدثها قائلًا:
—ليلى، لقد حدث امرًا طارئًا اضطر خطيبك للمغادرة ولكنه قبل أن يغادر ترك لكي هذه.

نظرت ليلى إلى والدها وقد بدى عليها التعجب  ثم علقت قائلة:
—خطيبي! هل قمت بالموافقة على الزواج منه حتى تنعته بهذا اللقب؟!

امسك الأب بشعر ابنته وجذبها بعنف ثم ارتطمها بجدار الغرفة بقوة، وحدثها قائلًا:
—انظري ما الذي احضره إليكِ؟ لقد قام بشراء شبكة لكِ  تجاوزت قيمتها النصف مليون جنيه.

نهضت ليلى من  الأرض وقد سالت الدماء من رأسها وتحدثت بغضب وقالت:
—أفعل ما شئت، فلن أقبل به زوجًا لي، أما عن هذه العلبة فعليك أن تقوم بردها إلى ذلك الشخص المتعجرف الذي لم يكلف نفسه وينتظر حتى يراني، فهو يذكرني بالتاجر الذي يدفع عربون بضاعة ويغادر.

أسرع الأب وقام بإخراح المسدس الخاص به من جيبه ووجه صوب ابنته وحدثها قائلًا:
—إن لم تقومي بإرتداء ما في العلبة سوف أقوم بقتلك.

أسرعت ريهام بأخذ العلبة من يد والدها، وقامت باصطحابه لخارج الغرفة،ثم وقفت تتحدث إليه وتقول:
—أبي، اعطني هذه العلبة وسوف أقوم بإقناعها بالموافقة وارتداء ما بداخلها، أعدك بذلك سوف يحدث ما تريد قبل أن أذهب لتلقي درس الكيمياء الخاص بي.

نظر الأب إلى ابنته الصغرى التي لم تتجاوز السبعة عشر عامًا وعلق قائلًا:
—حسنًا ريهام، لنرى هل سيجدي حديثك بالنفع معها أم لا؟

نظر الأب فإذا بأحد رجاله قدم للتحدث إليه، اصطحبه الأب إلى مكتبه، بينما ذهبت ريهام إلى غرفتها وفي يدها العلبة التي بها خاتم الزواج.

دلفت ريهام إلى غرفتها وجلست على فراشها، أمسكت بالعلبة وقامت بفتحها، ثم نظرت إلى خاتم الزواج وقامت بإرتداءه.

نظرت ريهام آلى خاتم الزواج التي قامت بارتداءه فتلألأت الدموع في عينيها وقالت:
—لا يمكنني أن اصمت حيال هذا الأمر، لابد أن اتحدث وأخبر ليلى بما حدث.

وقفت ريهام وقد عزمت أن تذهب إلى أختها الكبرى ليلى وتقوم بإخبارها بكل ما بداخلها؛ لعلها تصل معها إلى حل لهذا  المشكلة الكبيرة التي تسببت بها.

خرجت ريهام من غرفتها واتجهت صوب الغرفة الخاصة بليلى.

وقفت ريهام أمام الغرفة وقد دفعها الخوف والتردد إلى الذهاب والإياب امام الغرفة لمراتٍ عديدة فحدثت نفسها قائلة:
–ريهام، آنها حياتك وحبك الذي فعلتي الكثير حتى تجعليه يتحول من مجرد حلم إلى حقيقة وواقع، لابد أن أخبر ليلى بما حدث.

صمت ريهام قليلًا ثم عاودت حديثها وقالت:
—أعلم إنني قد اخطات وعلى الإعتراف بهذا الخطأ حتى لو قامت ليلى بتوبيخي، ولكن لابد أن اخبرها بالحقيقة وبما اقترفته من خطأ.

امسكت ريهام بمقبض الباب وقامت بفتح باب الغرفة ببطئ شديد ثم دلفت إلى داخل الغرفة وقد استجمعت قواها للتحدث إلى اختها ليلى.

فجأة سمعت ريهام أختها ليلى وهي تتحدث عبر الهاتف، تنفست الصعداء وعلقت قائلة:
— حسنًا، سوف أتي إليها في وقت آخر.

اتجهت ريهام صوب باب الغرفة للخروج، ولكنها سمعت ما جعلها تتوقف عن السير وتلتفت إلى حيث تقف ليلى.

لقد كانت تتحدث إلى أحد الأشخاص وتقول:
—لقد أخطأت وعلي أن اتحمل نتيجة خطأي هذا، علاقتي بك من البداية كانت خطأ؛ فأنت لست الشخص المناسب لتكون أبًا لذلك الطفل الذي بين احشائي.

وقفت ريهام في ذهول لا تصدق ما سمعته أذنيها، ولكنها وقفت تسترق السمع لعلها تعرف من يكون ذلك الشخص استطاع ان يخدع ليلى.

واصلت ليلى حديثها وقالت:
—لا لن أقبل بالزواج بشخص فقير مثلك، لقد تقدم لخطبتي اليوم رجل الأعمال الشهير رائد عز الدين، ولن أستطيع قبول هذه الخطبة حتى  اتخلص من هذا الحمل، بعدها سوف أفكر في أمر زواجي منه.

صمتت ليلى قليلًا ثم تحدثت قائلة:
—الطبيب الذي سيقوم بإجهاضي وعدني أن يساعدني في اصلاح ما قمت بإفساده.

أنهت ليلى حديثها، ثم وقفت تنظر عبر المرآة وتقول:
—لابد من اصلاح كل شيء؛ فلست قادرة على مواجهة أبي بذلك، علي أن أذهب إلى الطبيب لآجراء تلك العملية قبل أن يشعر أحد بشيء.

اتجهت ليلى إلى باب الغرفة فأسرعت ريهام بالإختباء حتى لا تراه ليلى.

وقفت ريهام تفكر فيما يحدث مع ليلى فحدثت نفسها وقالت:
—لماذا أختبيء خلف هذه الستائر؟! علي أن ألحق بها وامنعها من هذه الجريمة التي ستقدم عليها.

أسرعت ريهام بالخروج من الغرفة واتجهت صوب باب المنزل للحاق بليلى.

قبل أن تصل ريهام إلى باب المنزل، فوجئت بوالدها يقف أمامها ويتحدث إليها قائلًا:
—إلى أين تنوين الذهاب؟

نظرت ريهام إلى والدها وعلقت قائلة:
—أبي، لقد اخبرتك أنني سوف أذهب إلى درس الكيمياء.

نظر الأب إلى يد ابنته وحدثها قائلًا:
—ولكن لماذا تقومين بإرتداء هذا الخاتم؟!

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—كنت اتحدث مع ليلى لأقتعها بأمر الزواج من سيد رائد وأثناء حديثنا كنت أرتدي الخاتم حتى ترى ليلى كم يبدو جميلًا فنسيته في يدي، سوف ألحق بليلى لأقوم بإعطاءه لها وبعد ذلك سوف أذهب لمتابعة درس المحاسبة الخاص بي.

أومأ الأب برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا ولكن انتبهي أثناء القيادة ولا داعي للسرعة المفرطة.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—حسنًا أبي اراك لاحقًا.

غادرت ريهام وفور خروجها من  باب المنزل حدثت نفسها قائلة:
—يبدو أن أبي بدأ ينتبه إلى وجودي؛ فهذه هي المرة الأولى التي يوصيني فبها بأن انتبه على نفسي!

أسرعت ريهام بالذهاب إلى الجراچ للبحث عن ليلى فوجدتها تقف بجوار السيارة الخاصة بها وقد بدى عليها الغضب.

دنت ريهام من ليلى وحدثها:
—لي لي ماذا بكِ يبدو عليكِ الغضب؟!

نظرت ليلى إلى ريهام وأشارت إلى عجلة السيارة وقالت:
—لدي موعد في غاية الأهمية واطار السيارة قد فرغ وبحاجة لتغيير.

ابتسمت ريهام وهمست قائلة:
—يبدو أن القدر يساعدني فلعلي أفلح في إقناعها بالإبقاء على هذا الجنين، ومحاولة حل الأمر بطريقة أخرى.

نظرت ليلى إلى ريهام وحدثتها قائلة:
—إلى أين ذهب بكِ شرودك؟!

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—لا شيء ولكنني أود التحدث إليكِ في أمرٍ هام.

نظرت ليلى إلى يد ريهام واسرعت بنزع مفاتيح السيارة الخاصة بها ثم قالت:
—لنؤجل حديثنا لحين عودتي سوف آخذ سيارتك أراكي لاحقًا عزيزتي ريهام.

أسرعت ليلى واستقلت السيارة الخاصة بريهام.

نظرت ريهام إلى ليلى وقد بدى عليها التعجب، وقبل أن تغادر ليلى المكان قامت ريهام بالقفز داخل السيارة.

نظرت ليلى في ذهول مما فعلته ريهام  وحدثتها:
—ريهام، ما هذا الذي فعلتيه؟! كيف تقفزين داخل السيارة بعد أن تحركت بها؟! هل فقدتي عقلك كان يمكن أن تصابي بمكروه؟

نظرت ريهام إلى شقيقتها وحدثتها قائلة:
—ليلى، لقد فعلت ذلك حتى أمنعك عن الخطا الذي تقدمين على فعله.

تعجبت ليلى وعلقت قائلة:
—ما الذي تعنيه بكلمة خطأ؟!

علقت ريهام وقالت:
—أعني ما تنوين فعله بهذا الجنين الذي اعطاه الله لكي، وبدلًا من الندم واصلاح الخطأ الذي فعلتيه، تقدمين على فعل خطا أكبر بإجهاضك له.

تعجبت ليلى وعلقت قائلة:
—ريهام، كيف عرفتي بكل هذه المعلومات؟!

  نظرت ريهام إلى شقيقتها وقد بدى عليها الحزن وعلقت قائلة:
—ليلى، يمكننا للجلوس في أي مكان بعيدًا عن المنزل والتحدث في هذا الأمر، أعدك إنني سوف أساعدك على اجتياز هذه المحنة.

أسرعت ليلى بالسيارة وتحدثت قائلة:
—ريهام، لا اجد حلًا لمشكلتي سوى اجهاض هذا الجنين، فلن استطيع الزواج برائد وانا احمله بين احشائي، ليذكرني بلحظة ضعف مررت بها مع شخص ليس من نفس مستواي.

نظرت ريهام إلى شقيقتها وقد بدى عليها الغضب وقالت:
—رائد لم يأتي للزواج منكِ، فأنا ورائد نعيش قصة حب منذ عدة أشهر.

تعجبت ليلى وعلقت قائلة:
—ما الذي تقولينه؟! كيف ذلك فهو لم يتقدم لخطبتك وإنما طلب الزواج مني؟!

علقت ريهام وقالت:
—هذا ما كنت أود التحدث معك بشأنه، لقد انتحلت شخصيتك وأسمك، حتى عمرك لم اخبره إنني ابنة السابعة عشر من العمر ولكنني أخبرته إنني ليلى البالغة من العمر خمسة وعشرين عامًا؛ لقد فعلت ذلك لحبي الشديد له وخوفي من أن افقده لو علم عمري الحقيقي.

نظرت ليلى إلى ريهام وقد بدى عليها الذهول فلم تشعر بنفسها وهي تزيد من سرعة السيارة ولم تنتبه سوى على صوت ريهام وهي تصرخ وتقول:
—ليلى، احترسي فأمامك سيارة نقل.

وعلى الفور نظرت ليلى أمامها ولكنها لم تستطيع فعل شيء فاصطدمت بالسيارة النقل  طارت سيارتها في الهواء وما إن هبطت على الأرض حتى أشتعلت بها النيران.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي