الفصل الثاني صدمة قوية

اصطدمت سيارة ريهام التي تقودها شقيقتها ليلى بالسيارة النقل فطارت السيارة في الهواء، وما إن هبطت على الأرض حتى انفجر خزان الوقود الخاص بها.

اشتعلت النيران بالسيارة، أسرع المارة بإخراج الفتاتين من السيارة واستدعاء سيارات الإسعاف.
حضرت سيارات الإسعاف وتم نقل الفتاتين إلى المشفى، وبمجرد وصول ليلى إلى المشفى فارقت الحياة وتم إدخال شقيقتها ريهام إلى غرفة العمليات.

ما إن عرف الأب بما حدث حتى أسرع بالتوجه إلى المشفى، وعندما قام بنزع الغطاء عن وجه ليلى حتى سقط مغشيًا عليه.

تم إفاقة الأب الذي انهار في البكاء وتحدث قائلًا:
—كيف حدث ذلك؟! لماذا استقلت بناتي الأثنتين سيارة ريهام، ما الذي دفع ليلى لأن تستقل سيارة ريهام؟!

نظر الطبيب بتعجب إلى الأب وعلق قائلًا:
—سيدي، إنها إرادة الله فلا تجزع وكن من الصابرين، عليك بالدعاء لها بالرحمة وأن تتعافى شقيقتها فحالتها خطيرة للغاية ووجهها قد شوهته النيران.

بعد عدة ساعات خرجت ريهام من غرفة العمليات وقد بدى على الأطباء الحزن لما أصابها.

أسرع الأب إلى أحد الأطباء الذين خرجوا من غرفة العمليات وحدثه قائلًا:
—سيدي، إنني والد هذه الفتاة، هل يمكنني التعرف على حالتها؟

نظر الطبيب إلى الأب البائس الحزين وربت على كتفه وقال:
—سيدي، أشعر بالأسف لما حدث لإبنتيك، لقد فعلنا ما بإستطاعتنا، سوف يتم نقلها الآن إلى العناية المركزة وندعوا الله أن يكتب لها السلامة والعافية.

حزن الأب بشدة وانهمرت الدموع من عينيه حزنًا على ما أصاب ابنتيه،

ظل الأب جالسًا يترقب أي خبر يطمئن قلبه على ابنته، ومع التعب الشديد والإجهاد غلبه النعاس ولم يستيقظ إلا على صوت الطبيب وهو يحدث الممرضة ويقول:
—في حالة حدوث أي مضاعفات عليكي باستدعائي على الفور، انتبهي إليها جيدًا فحالتها خطيرة للغاية.

اغمض الأب عينيه وأخذ نفسًا عميقًا، شعر الأب برغبة قوية في رؤية ابنته فدلف إلى داخل غرفة العناية المركزة.

نظرت الممرضة إلى الأب وحدثته قائلة:
—سيدي، الزيارة ممنوعة المريضة حالتها خطيرة وقد منع الطبيب الزيارة عنها.

نظر الأب إلى الممرضة وحدثها قائلًا:
—ابنتي، إنني أب قد كسر قلبه هذا الحادث المروع، لقد فقدت إحدى ابنتي ولا أريد أن أفقد الأخرى، لقد دلفت إلى هنا حتى أنظر إليها واطمئن عليها.

تعاطفت الممرضة مع الأب المكلوم وربتت على كتفه وقالت:
—حسنًا سيدي، سوف أدعك تطمئن عليها وذلك على مسئوليتي الخاصة.

دنا الأب من ابنته ونظر إليها ولكنه لم يستطبع رؤيتها فوجهها مغطى بالشاش ولا يظهر منه شيء.

فجأة دلف رائد إلى داخل غرفة العناية المركزة، نظر إلى الأب وقد بدى عليه الحزن وحدثه قائلًا:
—سيدي، أشعر بالأسف لما حدث ولكن كيف حدث ذلك؟!

لم يجد الأب ما يقوله سوى أن علق قائلًا:
—لقد اضطرت ليلى لمغادرة المنزل لإيصال شقيقتها إلى درس الكيمياء وحدث ما حدث.

نظر رائد إلى الفتاة الممددة على فراشها ولسان حاله يقول:
—ترى هل أنتِ ليلى حبيبتي أم أنك شقيقتها؟

نظر رائد إلى يدها فإذا بخاتم الخطبة، شعر بالأرتياح وتحدث قائلًا:
—سيدي، لابد أن نقوم بنقل ليلى إلى إحدى المستشفيات الخاصة بالحروق فهذا سيكون أفضل.

تعجب الأب من حديث رائد وعلق قائلًا:
—ليلى، أين هي ليلى؟!

علق رائد قائلًا:
—سيدي، أليست هذه هي ليلى ابنتك، إنني أرى خاتم الخطبة في يدها؟!

نظر الأب إلى يد ابنته فرأى خاتم الخطبة، تذكر الأب ابنته ريهام عندما غادرت المنزل وهي مرتدية هذا الخاتم فحدث نفسه قائلًا:
—هذه ليست ليلى إنها ريهام ولكنني سوف أدعه يعتقد أنها ليلى خطيبته.

نظر الأب إلى رائد وعلق قائلًا:
—أجل رائد إنها ليلى ولكن هل يمكن للأطباء أن يسمحوا لنا بنقلها وهي في هذه الحالة الحرجة.

تعجب رائد وعلق قائلًا:
—سيدي، أنا رائد عز الدين، لن يستطيع أحد أن يقف أمام رغبتي في نقل خطيبتي إلى مستشفى متخصصة في مجال الحروق.

غادر رائد غرفة العناية المركزة واتجه إلى مكتب مدير المستشفى، بعد مرور ما يقرب من نصف ساعة خرج رائد وفي يده موافقة كن مدير المشفى على نقل خطيبته إلى مشفى متخصص في مجال الحروق.

وبالفعل تم نقل الفتاة إلى إحدى المستشفيات الخاصة بالحروق ووضعت تحت رعاية خاصة.

وقف رائد يتحدث مع مدير المشفى ويقول:
—سيدي، أريدك أن تقوم باستدعاء أمهر الأطباء في مجال الحروق والتجميل من الخارج، وذلك تحت نفقتي الخاصة.

وافق مدير المشفى على ذلك وحدثه قائلًا:
—حسنًا سيدي، سوف أقوم باستدعاء البروفسيور ديڤيد ماكلين والبروفيسور جاك روز فلت
فهما أمهر جراحين في مجال الحروق والتجميل في العالم.

بدأت ريهام تستعيد وعليها وهي تصرخ من شدة الألم، أسرع رائد إلى الممرضة وحدثها قائلًا:
—سيدتي، هل يمكنك أن تقومي بإعطائها أي شيء يقوم بتسكين ما تشعر به من ألم؟

ابتسمت الممرضة وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدي سوف أقوم بإعطائها حقنة مسكنة سوف تجعلها تنام؛ حتى لا تشعر بأي ألم.

أخرج رائد مبلغًا من المال وقام بإعطاؤه إلى الممرضة ثم حدثها قائلًا:
—سيدتي، خذي هذا واهتمي بها جيدًا.

نظرت الممرضة إلى رائد وحدثته قائلة:
—سيدي، سوف أهتم بها بدون هذا المال.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—أعلم ذلك، خذي هذا المال رجاءً واعتبريه بمثابة مكافأة على اخلاصك في العمل.

أومأت الممرضة برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا سيدي، شكرًا لك.

جلس رائد بجوار ريهام وأمسك يدها ثم حدثها قائلًا:
—حبيبتي، لا تقلقي فأنا بجوارك وسوف أفعل ما بإستطاعتي حتى تتعافين بشكل كامل.

حضرت إحدى الممرضات وتحدثت إلى رائد وقالت:
—سيدي، إن مدير المشفى قد أرسلني إليك لأخبرك إنه يريدك في أمرٍ هام.

نهض رائد من مكانه، واتجه إلى مكتب مدير المستشفى وهناك قابل الأطباء الأجانب الذين تم استدعائهم من الخارج لعلاج ريهام.

قام مدير المشفى بالترحيب به ثم قدم له الاطباء الأجانب وحدثه قائلًا:
—سيدي، لقد اطلع البروفيسور ديڤيد ماكين والبروفيسور چاك روز فلت. على جميع الأشعة والفحوصات التي أجريت على المريضة ريهام وقد قرر الطبيبان إجراء عدة عمليات لوجه المريضة بشكل سريع فهذا في صالح المريضة.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—حسنًا سيدي، قم بإعطاء كآفة الصلاحيات إلى هذان الطبيبين لفعل ما يرونه في صالح المريضة ودون إنتظار الموافقة من أحد، كما أحب أن ألفت نظرك إلى أن هذه المريضة تدعى ليلى وليست ريهام.

نظر مدير المشفى بتعجب وعلق قائلًا:
—ولكن كل الفحوصات والتقارير التي أمامي تفيد بأن هذه المريضة تدعى ريهام وليست ليلى.

رائد بغضب تحدث قائلًا:
—سيدي، هذه الفتاة التي ترقد داخل غرفة العناية المركزة هي خطيبتي ليلى، أما الفتاة الأخرى التي كانت بجوارها في السيارة وتوفيت بعد الحادث فتلك هي ريهام.

اومأ مدير المشفى برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا سيدي، اعتذر عن هذا الخطا الغير مقصود، وسيتم نقل الآنسة ليلى إلى غرفة العمليات الآن للبدء في اجراء العمليات الخاصة بها، ولكن هناك بعض والأدوية الهامة الغير متوفرة بالمشفى بالإضافة إلى بعض أكياس الدم اللازمة لآجراء هذه العمليات لابد من توافرها.

نظر رائد إلى مدير المشفى وعلق قائلًا:
—حسنًا كل ما تريده سوف أحضره إليك على الفور.

ابتسم مدير المشفى وعلق قائلًا:
—حسنًا سيدي، لحين إحضار هذه الأشياء سوف يتم إعداد وتجهيز غرفة العمليات.

غادر رائد مكتب مدير المشفى وذهب لشراء كل ما يلزم لإجراء العمليات الخاصة بليلى.

وما إن غادر رائد المشفى حتى وصل صفوان ثابت إلى هناك واتجه إلى غرفة ابنته فوجد الاطباء الاجانب يقومون بفحصها قبل إدخالها إلى غرفة العمليات.

وقف الأب يتحدث إليهم وما إن طلب منه البروفيسور ديڤيد ماكين صورة شخصية ليلى.

وقف الأب في حيرة وحدث نفسه قائلًا:
—ما الذي علي فعله الآن؟ فرائد يعتقد أن هذه هي ليلى خطيبته وليست ريهام، إذا قمت بإعطاء الأطباء صورة ريهام ربما يكون رائد قد رأها من قبل ويعرف حينها إنها ليست ليلى خطيبته.

اسرع الأب بإخراج صورة ليلى من جيبه وقام بإعطائها البروفيسور ديڤيد ماكين الذي أرفقها بالفحوصات التي معه.

وما آن وصل رائد إلى المشفى وبحوذته كل ما يلزم لإجراء العملية، تم نقل ريهام إلى غرفة العمليات.

وبعد مرور عدة ساعات، خرج البروفيسور ديڤيد ماكين والبروفيسور چاك روز فلت وقد بدى عليهم الرضا وعلت الابتسامة وجوههم.

أسرع الأب ومعه رائد إلى الأطباء الذين قاموا بطمئنته وأخباره أن العملية قد تمت بنجاح.

شعر الأب بالتعب فأشار عليه رائد بالعودة إلى المنزل وقال:
—سوف أظل هنا بجوار ليلى ولن أتركها حتى تستعيد وعيها واطمئن عليها، أما أنت فعليك بالعودة إلى منزلك حتى تنال قسطًا من الراحة.
غادر الأب المشفى وظل رائد جالسًا بجوار ليلى.

بعد مرور عدة ساعات بدأت ريهام في استعادة وعيها والتحدث بكلمات غير مفهومة.


نظر رائد إلى الممرضة وحدثها قائلًا:
—لماذا تتحدث ليلى بهذه الكلمات الغير مفهومة؟!

علقت الممرضة وقالت:
—لا داعي للقلق فهذا من أثر المخدر، سوف أذهب وأقوم باستدعاء الطبيب.

ذهبت الممرضة لإستدعاء الطبيب، بينما واصلت ليلى الحديث وقالت:
—ليلى، أرجوكي سامحيني أنا السبب فيما حدث لكي، فحبي لرائد هو الذي دفعني لفعل ذلك، لم اكن لأقبل أن يتزوج رائد منك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي