الفصل الحادي عشر الوصول إلى الحقيقة

حضر الطبيب وقام بالكشف على فهد وعالج جرحه ثم تحدث قائلًا:
—يبدو أنه قد فقد الكثير من الدماء نتيجة هذه الإصابة وهو الٱن بحاجة إلى نقل دم.

اومأ رائد برأسه وتحدث إلى عزام وقال:
—عزام، إعتني به جيدًا وقم بتوفير كل ما يحتاج إليه.
نظر فهد إليه وقد بدى شاحب الوجه وفي حالة إعياء شديدة، ثم حدثه قائلاً:
—سيدي، أشكرك على اهتمامك بي على الرغم من عدم معرفتك بي، ولكن قبل أي شيء لا بد أن تستمع إلى ما سأقوله فالأمر هام.

نظر رائد إلى الطبيب وحدثه قائلاً:
—سيدي الطبيب، هل هناك خطورة قد يتعرض لها نتيجة لحديثه؟

ابتسم الطبيب وهو يعد نفسه لمغادرة المكان وعلق قائلًا:
—ليس هناك خطورة من الحديث ولكن عليكم بتوفير الدماء اللازمة له حتى لا يتعرض لانتكاسة.

أومأ رائد برأسه وتحدث قائلاً :
—حسنًا فهد يمكنك التحدث ولكن لا تجهد نفسك بالحديث، فالبداية أريد أن أعرف من الذي قام بالإعتداء عليك هكذا؟

تحدث فهد وقال:
—سيدي، إنه صفوان ثابت ذلك المجرم الحقير.

نظر رائد إلى عزام الذي تحدث قائلاً:
—ولكن ما الذي دفعه إلى فعل ذلك وأنت أحد رجاله المقربين؟!

صمت فهد قليلًا ونظر إلى رائد، ثم تحدث قائلاً:
—سيدي، لقد كنت متزوج من ابنته ليلى سرًا وعندما وقع الحادث كانت حاملاً في ابني وكانت ذاهبة للطبيب لإجراء عملية إجهاض وكنت أنت السبب في ذلك.

قاطعه رائد الذي كان يقف يستمع في ذهول وصدمة وقال:
—وما شأني أنا بذلك؟!

أجابه فهد قائلاً:
—ألم تتقدم للزواج من ليلى وكان والدها يضغط عليها ويصر على ارتباطها بك؛ لذلك قررت ليلى التخلي عن ذلك الجنين الذي كانت تحمله بين أحشائها.
أخذ رائد تفسًا عميقًا ثم تحدث قائلاً:
—وهل علم صفوان بذلك؟!

أجابه فهد قائلاً:
—لم  يعلم سوى اليوم ومن الواضح أن صفوان أراد أن يتخلص من ريهام ولكن لسوء حظ ليلى استقلت سيارة ريهام وكنت أنا السبب في ذلك.

نظر عزام إليه وعلق قائلًا:
—هل أنت الذي طلبت منها أن استقل سيارة ريهام؟!

علق فهد قائلًا:
—لا ولكنني عندما قامت بإخباري قبل أن تغادر منزلها أنها سوف تذهب لإجهاض الجنين أسرعت وقمت بإفراغ إطارات السيارة الخاصة بها حتى لا تذهب لحين التحدث إليها وجهًا لوجه.

أومأ رائد برأسه ثم تحدث قائلاً:
—وما الذي حدث بعد ذلك؟!

اسرد فهد قائلاً:
—حاولت ريهام منع شقيقتها من فعل ذلك ويبدو أن ريهام كان لديها درس كمياء في ذلك الوقت وكانت في طريقها لأن تستقل سيارتها ولكن أصرت ليلى أن تذهب إلى الطبيب بسيارة ريهام ولم تعلم كلاهما أن هناك من قام بقطع مكابح السيارة للتخلص من ريهام بأمر من صفوان ثابت.

تبادل رائد وعزام النظرات التي يملؤها التعجب والذهول ثم تحدثا في ٱن واحد:
—يريد أن يتخلص من ابنته؟! كيف يكون ذلك؟!

ابتسم فهد وعلق قائلًا:
—سيدي، الذي اكتشفته اليوم وجعل صفوان يريد أن يتخلص مني أنا أيضاً هو أن ريهام ليست ابنته، إنها ابنة زوجته الراحلة وعندما قاربت ريهام على سن الثامنة عشر بدأ صفوان يشعر بالخوف من أن يأتي اليوم الذي تعلم فيه ريهام أنه ليس بوالدها الحقيقي وتقوم بطلب ميراثها فأراد التخلص منها؛ كي يبقى مسيطرًا على جميع ممتلكاتها.

شعر رائد بالغضب وقبض على يده ثم تحدث قائلاً:
—يا له من حقير! ولكن أين هي ريهام الٱن؟

بدأ فهد في التعرق والتعب ولكنه حاول أن يتحمل على نفسه وتابع حديثه قائلاً:
— كانت ريهام في حيرة من أمرها، كانت تريد أن تعرف الحقيقة وراء ما فعله والدها والسبب في أنه قام بٱعطاء الفريق الطبي صورة لشقيقتها ليلى، قامت بطلب المساعدة مني على أن أساعدها في اكتشاف الحقيقة.

مسح فهد العرف من فوق جبينه فأسرع رائد وقال:
—حسنًا فهد يكفي هذا القدر وعليك أن تنال قسطًا من الراحة حتى نقوم بإعداد الدم الذي تحتاج إليه.

تحدث فهد وقال:
—سيدي، لابد أن أكمل حديثي، فالأمر في غاية الخطورة واخشى أن يقوم صفوان بالتخلص من ريهام، عندما واجهت صفوان بالحقيقة التي اعلمها وسألته عن السبب الذي دفعه لتغيير ملامح ريهام لتصبح شبيهة بليلى، اعترف لي أن الهدف من ذلك هو تمهيدًا لزواجها منك.

ضحك رائد ساخرًا ثم تحدث قائلاً:
—هل يعتقد هذا الرجل أنني شخص ساذج إلى هذه لدرجة؟! يا له من مجرم حقير، اكمل فهد ما الذي حدث بعد ذلك ؟

أسرد فهد وقال:
—سمعت ريهام التي كانت تقف بالخارج حديث والدها فلم تستطيع التحمل وسقطت على الأرض فاقدة الوعي، أستغل صفوان انشغالي بالنظر إليها وانهال على رأسي بشيء حاد مما افقدني أنا أيضًا الوعي.

تعجب رائد وعلق قائلًا:
—ولكن كيف استطعت الهروب والخروج خارج فيلا صفوان؟!

ابتسم فهد وتحدث قائلاً:
—لن تصدق ما حدث، في الوقت الذي كان يقوم مهران أحد أقذر رجال صفوان وأشرسهم شخص لا يعرف الشفقة ولا الرحمة، هو الذي يتولى تنفيذ جميع أوامر صفوان القذرة، في الوقت الذي كان مهران يقوم بحفر مقبرة لدفني تسللت الخادمة نجلاء واستطاعت تحريري، بعد أن قامت بضرب مهران على رأسه بعصى غليظة دون أن يراها.

أسرع عزام وتحدث قائلاً:
—كان سيقوم بدفنك وأنت حي؟!

ابتسم فهد وقال:
—على ما يبدو لم تكن هذه هي المرة الأولى، فعندما كان يحملني مهران كان يقوم هيا بنا سوف أدفنك بجوار أصدقائك، وسوف أضع تلك الفتاة إلى جواركم.

وضع رائد يده على رأسه وقال:
—لا شك أنه يقصد بتلك الفتاة ريهام أليس كذلك؟

أومأ فهد برأسه وعلق قائلًا:
—أجل سيدي حاولت أن أحررها ولكن لم أستطيع فطلبت مني أن أذهب إليك وأخبرك أن حبيبتك في خطر.

شعر رائد بنبضات قلبه تتزايد فنظر إلى عزام وحدثه قائلاً:
—عزام، أسرع وقم بجمع الرجال سوف نذهب لنحضر ريهام.

ثم نظر إلى فهد وحدثه قائلاً:
—فهد، صف لي المكان الذي يحتجز فيه صفوان ريهام.

أخذ فهد يصف لرائد المكان وكيف يصل إليه بسهولة ثم حدثه قائلاً:
—سيدي، لقد عرفت الخادمة نجلاء الحقيقة وأنها ريهام وليست ليلى وهي تراقبها وتعتني بها ولن تسمح لأحد بالإقتراب منها ولكنها هي أيضًا أصبحت في خطر.

نظر رائد إليه وحدثه قائلاً:
—فهد، سوف أتركك الٱن وأذهب لتحرير ريهام في حالة ما تأخرنا في العودة عليك بالاتصال بالشرطة وإخبارهم بما حدث.

أومأ فهد برأسه وعلق قائلًا:
—حسنًا سيدي، أتمنى لكم التوفيق.

ذهب رائد وعزام وجاسر ومعهم بعض الرجال ودلفوا إلى منزل صفوان ثابت وتصدوا لكل من حاول منعهم من الدلوف إلى داخل المنزل.

نظر رائد إلى الخادمة نجلاء التي أشارت برأسها إلى المكان الذي يحتجز فيه صفوان ريهام بداخله.

أسرع رائد وعزام وقاما لتحريرها فنظرت إلى نجلاء وقالت:
—لن  أتركك هنا لابد أن تأتي معي وجودك هنا يشكل خطرًا على حياتك.

ذهبت نجلاء بصحبة ريهام ولكن رائد فوجيء بمهرجان يقف أمامه كالحائط ويحمل في يده سلسلة تشبه الجنزير.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي