الفصل السابع من آکون

تعجبت ريهام من رد فعل رائد دنت منه ونظرت في عينيه وقالت:
-هل لا زلت مصر على الأنتقام مني؟!

نظر رائد إليها وحدثها قائلاً:
-وما الذي حدث حتى أغير موقفي؟!

شعرت ريهام بالذهول فحدثته قائلة:
-رائد، انظر إلى وجهي ألا تجده مألوفًا بالنسبة لك؟! صوتي هذا ألا يمس شيء في قلبك؟!

ما إن سمع رائد هذه الكلمات حتى أسرع بالإمساك بريهام من عنقها وضغط بقوة وهو يقول:
_أجل يذكرني وجههك بمن حرمني من حبيبتي فتزداد رغبتي في التخلص منك، ولا تحاولي استغلال صوتك الشبيه من صوتها في إثارت شفقتي عليكي.

شعرت ريهام بالإختناق فأسرع عزام وقام بتخليصها من يده وهو يقول:
-سيدي، سوف تزهق روحها لا يمكنك فعل هذا سوف تقع تحت المسألة القانونية.

ترك رائد يده فسقطت ريهام على الأرض وظلت تسعل وتتسارع أنفاسها.

نظر عزام إلى ريهام بخوف وقلق أن يكون قد حدث لها مكروه، ولكنه سرعان ما بدأ يطمئن بعد أن عادت ريهام في التنفس بشكل طبيعي.

نظر رائد إليها وحدثها قائلاً:
-هل تتخيلين إنني سوف أقتلك وينتهي الأمر بهذا السهولة ؟! لا سوف أجعلك تتمنين الموت فلا تجدينه، سوف أحول أيامك القادمة إلى جحيم.

غادر رائد المكان بينما أصيبت ريهام بحالة من الهستيريا التي لا تنقطع من البكاء.

دنا عزام منها وربت على كتفها ثم حدثها قائلاً:
-ابنتي، هل أنتي بخير ؟!

نظرت ريهام إلى عزام وأومأت برأسها نافية ثم علقت قائلة:
-لا لست بخير أشعر بحزن شديد مما حدث.
علق عزام قائلاً:
-ريهام، ألا تشعرين بغرابة من عدم تعرف رائد عليك خاصة بعد أن تم إزالة الأربطة من على وجهك؟!
شعرت ريهام أن عزام محق فيما يقوله وأن ما حدث شيء غريب حقًا فتحدثت قائلة:
-لقد طلبت منك أن تحضر لي مرٱة ولكنك لم تقوم بإحضارها لا بد أن أرى فربما حدثت بعض التشوهات بوجهي منعته من التعرف علي.

أسرع عزام بالخروج من الغرفة وبعد فترة حضر وفي يده مرٱة.

نظر عزام إلى ريهام وحدثها قائلاً:
-أحببت أن أخبرك أنه لا يوجد بوجهك أية تشوهات بل تبدين جميلة كنجمات السينما، وحتى تتأكدي من ذلك إليكِ بالمرٱة.

داخل فيلا رائد عز الدين.
جلس رائد يفكر فيما حدث مع ريهام، فتذكر عندما أمسك بعنقها كيف كانت تنظر إليه وتستعطفه شعر أنه لم يتركها لتوسل عزام أو لجذبه له.

لقد شعر أن هناك شيئًا ٱخر هو الذي تسبب في ذلك فتحدث قائلًا:
-لقد شعر بشيء غريب عندما نظرت إلى عينيها كأنني أعرف تلك النظرات جيدًا، ما إن نظرت إلى عينيها حتى شعرت كأن يدي قد أصابها الشلل.

نظر إلى يده ثم أمسك برأسه وقال:
-أشعر بألم شديد في رأسي، كأن الأفكار لم تجد سوى رأسي لتتصارع بداخلها.

أمسكت ريهام بالمرٱة ونظرت إليها وفجأة سقطت مغشيًا عليها.

أسرع عزام بحملها وحاول أن يساعدها حتى تستعيد وعيها، وما إن استعادة وعيها حتى نظرت حولها بخوف شديد، ثم تحدثت قائلة:
-هل رأيتها؟

نظر عزام وقد بدى عليه التعجب والذهول ثم علق قائلاً:
-رأيت من؟!

تحدثت ريهام وقالت:
-ألم ترى ليلى؟! لقد كانت تقف أمامي.

شعر عزام بالحزن لما أصاب ريهام وحاول أن يهدأ من روعها قائلاً:
-ابنتي، إهدئي فلا يوجد داخل هذه الغرفة سوى أنا وأنتِ.

نظرت ريهام إلى المرٱة التي سقطت وتهشمت فرأت في كل قطعة وجه شقيقتها ليلى.

شعرت ريهام أنها قد أصيبت بالجنون وأنها تتخيل ما تراه، انهمرت الدموع من عينيها ونظرت إلى عزام ثم حدثه قائلة:
-أيها الرجل الطيب، أصدقني القول، هل أصبت بالجنون؟
دنا عزام من ريهام وحدثها قائلاً:
-ابنتي، لا تتفوهي بهذه الكلمات؛ فأنتِ بخير.

نظرت ريهام إلى قطع الزجاج المتناثرة وقالت:
-انظر إلى هذه ألا ترى شيء؟!

نظر عزام إلى قطع الزجاج المتناثرة ثم تحدث قائلاً:
-لا أرى سوى قطع متناثرة للمرٱة المتهمة تعكس كل قطعة منها صورتك.

ريهام في ذهول علقت قائلة:
-صورتي؟!

أسرعت ريهام بالإمساك بقطعة من قطع المرٱة ونظرت عبرها فكانت المفاجأة التي لم تتوقعها إنه وجه شقيقتي ليلى وليس وجهي.
وقف عزام ينظر إلى ريهام وقد بدى عليه الصدمة والذهول ثم علق قائلاً:
-ابنتي، ما الذي تتحدثين به؟! أنا لا أفهم ما الذي تعنيه.

تحسست ريهام وجهها وهي تنظر إلى المرٱة وتقول:
-أقسم لك هذا ليس بوجهي إنه وجه ليلى شقيقتي ، لا أعلم ما الذي حدث، الٱن عرفت لماذا لم يتعرف رائد علي.

وقف عزام صامتًا لا يعلم هل ريهام محقة فيما تقول أم أن عقلها قد تأثر بما حدث؟!

نظرت ريهام إليه وحدثته قائلة:
-سيدي، أقسم لك إنني محقة، لا أعلم كيف يمكن أن تتغير ملامح الوجه لتصبح ملامح لوجه ٱخر؟!

جلست ريهام في حيرة من أمرها لا تعلم ما الذي حدث لوجهها، نظرت إلى عزام وقالت:
-لقد كان وجهي هو الشيء الوحيد الذي سيجعل رائد يعلم إنني ما زالت على قيد الحياة أما الٱن فلم يعد لدي أمل في ذلك.

عزام الذي ما زال التعجب مما حدث يسيطر عليه تحدث إليها وقال:
-ابنتي، ليست الوجوه فقط هي التي يتذكر بها المرء مشاعره، فهناك العديد من الأمور الٱخرى التي يمكنك أن تذكاريه بها لعل هناك ما لا يعرفه سواكي أنتِ وهو.

فكر عزام قليلًا ثم واصل حديثه قائلاً:
- ريهام، لا تحاولي أن تخبريه بشخصيتك الحقيقية ولكن دعي الشك والريبة هما الذان يجعلها على يقين أنك أنتِ الفتاة التي عرفها وأحبها.

أومأت ريهام برأسها ومسحت دموعها ثم قالت:
-لديك الحق فيما تقوله سوف أفعل كل ما بوسعي حتى يتذكرني رائد ويتأكد إنني حبيبته.

شرد عزام قليلًا ثم نظر إليها وقال:
-حتى تستطيعي فعل ذلك لابد من خروجك من هنا والتقرب منه حتى تنجح خطتنا.

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
-ولكن كيف سيحدث ذلك وأنا هنا حبيسة تلك الغرفة؟!.

ابتسم عزام وعلق قائلًا:
-دعي هذا الأمر علي سوف أجعلك تخرجين من هذه الغرفة.

غادر عزام وذهب للقاء رائد والتحدث إليه.

فيلا صفوان ثابت.
دلف أحد رجال السيد صفوان ثابت إلى مكتبه وحديثه قائلاً:
-سيدي، يقف بالخارج شرطي يريد أن يقابلك.

تعجب السيد صفوان وبدأ الشعور بالقلق يستحوذ عليه فعلق قائلًا:
-ترى ما الذي يريده ذلك الشرطي؟! أخشى أن يكون قد اكتشف أنني قمت بتزوير شهادة الوفاة الخاصة بإبنتي.

نظر إلى ذراعه اليمنى فهد وحدثه قائلاً:
-فهد أخبره إنني قادم لمقابلته.

بدأ صفوان في استجماع قواه ومحاولة السيطرة على القلق الذي بدى عليه.

فيلا رئد عز الدين.

دلف عزام إلى مكتب رائد وحدثه قائلاً:
-سيدي، أود التحدث إليك في أمرٍ هام.

نظر رائد إلى عزام وحدثه قائلاً:
-اتمنى أن يكون هذا الأمر لا يخص تلك الفتاة.

ابتسم عزام وعلق قائلًا:
-سيدي، كنت أريد أن أعرف إلى متى ستظل هذه الفتاة حبيسة تلك الغرفة التي لا تصلح لتربة الحيوانات فهي لا تناسب سوى أن تضع بها بعض الأثاث القديم.

نظر رائد إلى عزام ودنا منه ثم حدثه قائلاً:
-عزام، الحيوان ذو قيمة لدي أما تلك الفتاة فلا.

نظر عزام إليه وقد بدى عليه التعجب وتحدث بغضب قائلاً:
-لا تقل ذلك لقد كرم الله بني أدم فلا يمكن لكأن تقلل من شأن أي شخص حتى لو كان بداخلك بعض الشكوك أنها السبب في تلك الحادث.

تعجب رائد فهذه هي لمرة الأولى التي يرى فيها عزام غاضب بهذا الشكل، نظر إلى عزام ثم حدثه قائلاً:
-حسنًا ما الذي تريده الٱن؟!

علق عزام قائلاً:
-أريدك أن تطلق سراح تلك الفتاة وتدعها وشأنها، أو على الأقل أخرجها من تلك الغرفة الحقيرة، إلى اخرى أكثر ٱدمية.

صمت رائد قليلًا ثم تحدث قائلاً:
- أنت تعلم مكانتك لدي لذلك تقوم بالضغط علي.
ابتسم عزام وعلق قائلًا:
-سيدي، إنني أتعامل من منطلق أنك كأبني الذي أخاف عليه ومن حقه علي أن أوجهه عندما أجده جانحًا عن طريق الحق.

نظر رائد إلى عزام وقال:
-عزام، أنا لا أتجنى على أحد لا أريدك أن تعاطف مع هذه الفتاة أو تشفق عليها.

حضرت الخادمة ومعها فنجان القهوة الخاص برائد فأخذه عزام منها وقام بتقديمه لرائد ثم حدثه قائلاً:
-سيدي، فكر جيدًا الفتاتان استقلت نفس السيارة وجلست كلاهما بجوار الأخرى، وعندما وقع الحادث كلاهما تضرر ولكن قضاء الله أصاب ٱحداهما وكتب النجاة للأخرى، كل ما أود أن أخبرك به أنها فقدت شقيقتها وهذا الأمر صعب للغاية عليها فلا تأتي أنت الٱخر عليها.

فكر رائد في حديث عزام ثم علق قائلاً:
-حسنًا عزام أخبر ولاء (الخادمة) أن تقوم بإعداد غرفة لهذه الفتاة حتى أنظر في أمرها.

ابتسم عزام وعلق قائلًا:
_كنت أعلم أنك طيب القلب وسيرق قلبك لحالها.

نهض رائد من مكانه وتحدث غاضبًا وقال:
-لقد أخبرتك أن تعد لها غرفة حتى أنظر في أمرها ولم أخبرك إنني سوف أعفو عنها فلا تخلط الأمور.

أومأ عزام برأسه وعلق قائلًا:
-حسنًا سيدي أعتذر إليك فلم أقصد أن أثير غضبك، سوف أغادر لأخبر الخادمة أن تقوم بإعداد غرفة لهذه الفتاة.

وصل جاسر فيلا رائد عز الدين؛ فقد حانت فترة العمل الخاصة به، وما إن استعد للقيام بعمله في حراسة الفيلا، إذا به يتلقى رسالة على هاتفه.

نظر عزام إلى الرسالة فبدى على وجهه التعجب عندما وجد هذه الرسالة عبارة عن صورة فوتوغرافية لنغم وبجوارها شاب وقد وضع ذراعه على كتفيها.
شعر جاسر بالضيق وعلق قائلًا:
-يا لكِ من فتاة غير مسئولة.

أخبر عزام الخادمة ولاء بضرورة إعداد غرفة لضيفة ستقيم هنا لبعض الوقت.

ابتسمت ولاء وعلقت قائلة:
-حسنًا سيد عزام سوف أقوم بإعدادها على الفور، فالبيت منذ أن غارت السيدة نغم وقد أصبح كئبًا كأنه بلا حياة، أتمنى أن تقوم هذه الزائرة بإضافة الروح لهذا المنزل.

ابتسم عزام وعلق قائلًا:
-ولاء، قومي بإعداد ما طلبته منك، وما إن تنتهي من تجهيز الغرفة أخبريني على الفور.

ذهبت ولاء لتقوم بإعداد الغرفة بينما أسرع عزام إلى ريهام أخبرها قائلاً:
-ريهام، اعدي نفسك سوف نبدأ في تنفيذ خطتنا اعتبارًا من اليوم.

نظرت ريهام بتعجب وعلقت قائلة:
-كيف سيحدث ذلك أيها العم عزام؟!

ابتسم عزام وعلق قائلًا:
بعد قليل سوف تنتقلين إلى داخل المنزل، ففي هذا الوقت تقوم الخادمة ولاء بتجهيز غرفة خاصة بكِ.

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
-هل حقًا ما تقوله؟! أنت حقًا شخصًا رائعًا.

بعد قليل تلقى عزام اتصالًا من الخادمة ولاء تخبره فيه:
-سيد عزام أين أنت لقد قمت بإعداد الغرفة وأصبحت جاهزة لإستقبال هذه الزائرة.

ابتسم عزام وقال:
-حسنًا ولاء شكرًا لكِ، بعد قليل سوف تصل الضيفة وسأصطحبها إلى المنزل.

أنهى عزام حديثه مع ولاء ثم نظر إلى ريهام وعلق قائلًا:
-ابنتي، هيا بنا إلى داخل عرين الأسد.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
-سيدي، شكرًا لك، لا أعلم ما الذي كان يمكنني فعله لو لم أقابلك.

ابتسم عزام وقال:
-ابنتي، هوني على نفسك، كل ما أريده منكِ أن تنتبهي على نفسك جيدًا.

أومات ريهام برأسها وعلقت قائلة:
-لا تقلق بشأني فإنني لست بفتاة ساذجة.

علق عزام وقال:
-أيتها الفتاة العاقلة هل يمكنك أن تخبريني كم عمرك.

نظرت ريهام إلى عزام وقالت:
-الحقيقي؟

ابتسم عزام وعلق قائلًا:
-الحقيقي.

اجابت ريهام وقالت:
-إنني أبلغ من العمر سبعة عشر عاماً.

تعجب عزام وعلق قائلًا:
-الا ترين أنك صغيرة جدًا للدخول في علاقة حب مع شخص كرائد فهو ضعف عمرك تقريبًا ؟!

نظرت ريهام إلى عزام وقالت:
-لم أحب أحد في حياتي كما أحببت رائد، لكنني لم استطع ٱخباره بعمري الحقيقي عندما قام بسؤالي وأخبرته إنني أبلغ من العمر خمسة وعشرون عامًا، صدقني حينها؛ لقد ساعدني جسدي على أن ابدو بعمر اكبر من عمري الحقيقي.

عزام الذي بدت عليه الدهشة والذهول تحدث إليها وقال:
_حسنًا يا صغيرتي، ليس أمامي سوف الوقوف بجوارك وتقديم الدعم لكي حتى تقومي بإثبات شخصيتك الحقيقية.

أصطحب عزام ريهام إلى داخل الفيلا، استقبلتها بالداخل الخادمة ولاء وعندما تحدث إليها عزام وسألها عن رائد علقت قائلة:
-لقد صعد إلى غرفته منذ قليل، تفضلي سيدتي إلى غرفتك وانا سوف أخبره بوصولك أنسة..

ابتسمت ريهام وقاطعتها قائلة:
-أسمي ريهام.
ابتسمت الخادمة وقالت:
-حسنًا أنسة ريهام تفضلي إلى غرفتك، وأرجوا أن تنال على إعجابك.

همس عزام إلى ريهام وقال:
-ما إن تحتاجين إلى ما عليكي سوى أن تخبري ولاء بذلك وهي ستخبرني، حينها ستجدينني أمامك على الفور.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
-أيها الرجل الطيب لم أجد اهتمامًا من أحد كما وجدته منك، فوالدي لم أرى منه هذا الأهتمام والدعم الذي وجدته منك حقًا شكرًا لك.

ربت عزام على يدها وهمس إليها قائلاً:
-كما أخبرتك من قبل أنتي كعلياء ابنتي.

صعدت ريهام إلى الغرفة التي قامت ولاء بإعدادها لها، وما إن دلفت إلى داخل الغرفة حتى أسرعت إلى الشرفة وتطلعت بالنظر إلى منزلها وغرفتها التي تطل على منزل رائد وتحدثت قائلة:
-منزلي لقد اشتقت إليك، ولكن لدي هنا مهمة على
أن أنهيها اولًا.

داخل منزل صفوان ثابت.

إلتقى صفوان ثابت بالمحقق وحدثه قائلاً:
-سيدي، لقد أخبرني فهد أنك تريد مقابلتي في أمر هام فلعله خير سيدي المحقق.

وبملامح جادة ونظرة حادة تحدث المحقق وقال:
-سيد صفوان، معك المحقق عادل رشوان أثناء التحقيقات واستنادًا للأدلة التي قام فريق البحث الجنائي بجمعها تبين أن الحادث الذي تعرض له ابنتيك كان بفعل فاعل.

نظر صفوان ثابت بتعجب وعلق قائلًا:
-سيدي، ما الذي تقوله؟!

تحدث المحقق عادل رشوان وقال:
-لقد تم قطع السير الخاص بمكابح السيارة بفعل فاعل.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي