الفصل الثامن عشر اطلاق نار

سمع مازن صوت نغم وهي تصرخ، إلتفت مسرعًا فإذا برجلان يحملان نغم ويضعنها داخل السيارة، ثم تندفع السيارة مسرعة.

ركض مازن خلف السيارة ولكن لم يستطيع اللحاق بهم فوقف واضعًا يده على رأسه من الصدمة.

نظر مازن حوله فإذا بشاب يقود دراجة بخارية، أسرع مازن إليه وحدثه قائلاً:
—سيدي، أعتذر إليك ولكنني في أشد الحالة لهذه الدراجة لقد قام بعض الأشخاص بخطف حبيبتي وهذه رخصة السيارة الخاصة بي يمكنك الأحتفاظ بها حتى أعيد لك دراجتك وهذا المنزل هو منزل حبيبتي .

لم ينتظر مازن رد الشاب فقام بدفع وأستقل دراجته البخارية وأسرع خلف السيارة لعله يستطيع اللحاق بها.

وقف الشاب يصيح قائلاً:
—النجدة، قف أيها اللص.

في هذا الوقت كانت الخادمة سوزانا تقف في شرف المنزل ورأت ما حدث، أسرعت إلى ديانا وحدثتها بصوت متلعثم وقالت: أن
—س.دتي، ل.د تم خ.ف السيدة ريهام والٱنسة نغم.

نظرت ديانا إلى سوزانا تحاول أن تفهم شيء من هذا الحديث المتلعثم ثم حدثتها قائلة:
—سوزانا، اهدئي حتى أستطيع فهم ما الذي تقولينه.

انهمرت دموع سوزانا وهي تتحدث وتقول:
—لقد قام بعض الرجال بخطف السيدة ريهام والٱنسة نغم.

وقف رائد في مكانه مصدومًا، فإذا بصوت ضجيج داخل المنزل أسرع رائد ووالدته لمعرفة ما الذي يحدث؟!

نظرت ديانا فإذا بشاب ومعه أحد أفراد الشرطة الذي كان يمر في هذا الوقت.

قام رجل الشرطة بتحية ديانا ثم تحدث إليها وقال:
—سيادة السفيرة، هذا الشاب يدعي أن شابًا ينتمي إلى عائلتك قد قام بسرقة دراجته البخارية.

نظرت ديانا إلى الشاب وحدثته قائلة:
— هل أنت محق بما تقوله؟!

أومأ الشاب برأسه ثم قام بإعطائها رخصة السيارة الخاصة بمازن وحدثها قائلاً:
—لقد أخبرني أن حبيبته قد تم خطفها وإنه بحاجة إلى دراجتي البخارية للحاق بالخاطفين.

أيقنت ديانا بصحة الحديث الذي كانت تتحدث به مديرة منزلها سوزانا، فنظرت إلى الشرطي وقالت:
—سيدي الشرطي، سوف أقوم بدفع كل ما يريده هذا الشاب تعويضًا له عن دراجته ولكن ابنتي في مازق لقد تم خطفها من قبل مجهولين ولا اعلم الهدف من وراء هذا الخطف.

أسرع الشرطي بالإتصال بمركز الشرطة وطلب فريق كامل للتحقيق فيما حدث وكشف ملابسات عملية الخطف.

أمسك رائد بذلك الشاب وحدثه قائلاً:
—سيدي، هل يمكنك أن ترشدني إلى الطريق الذي سار منه الشخص الذي أخذ منك دراجتك البخارية.

أشار الشاب إلى الطريق الذي سلكه مازن، فأسرع رائد واستقل سيارته وقام بالإتصال على مازن لكنه لم يجيب.

قبض رائد على يده وقام بتوجيه ضربة قوية إلى عجلة القيادة يخرج بها ما بداخله من غضب، وهو يصيح قائلاً:
—إلى أين اتجه بسيارتي، أي طريق سلكته يا مازن.
ترى ما الذي حدث ومن هو ذلك الشخص الذي قام بخطف ريهام ونغم؟! كاد الجنون أن يصيب عقلي.

تذكر رائد الهاتف الخاص بنغم والذي دائما لا يفارق جيبها على العكس من ريهام التي تترك هاتفها في غرفتها دائمًا فقرر الاتصال على شقيقته نغم.

أمسك رائد بهاتفه فإذا بمازن يقوم بالاتصال عليه ويحدثه قائلاً:
—أخي رائد، لقد قامت عصابة وبخطف نغم وريهام، لقد استطعت تتبع هؤلاء الرجال لقد قاموا بإقتياد نغم وريهام إلى مكان نائي مهجور، سوف أرسل إليك بالموقع قبل أن أدلف إلى داخله لإنقاذهن.

أسرع رائد وصاح متحدثًا إلى مازن وقال:
—مازن، أرسل إلى بالموقع ولا تدلف إلى ذلك المكان بمفردك، أنتظر حتى أصل إليك أنا ورجالي.

أسرع رائد بالاتصال ببعض رجاله في لندن وارسل إليهم الموقع كما قام بالتحدث إلى قائد الشرطة وأخبره بما حدث.

أسرع رائد وأتجه بسيارته إلى الموقع الذي أرسله إليه مازن.

لم يتحمل مازن أن ينتظر حتى يصل إليه رائد ورجاله فقرر التسلل إلى داخل ذلك المكان المهجور، لعله يستطيع أن ينقذهم قبل أن يقوم أحد بالإساءة إليهم.

نظر مازن حوله باحثًا عن أي شيء يمكن أن يستخدمه في الدفاع عن نفسه عندما يحتاج الأمر لذلك، فجأة نظر إلى قطعة من الحديد ملقاة على الأرض، أمسك بها وتحدث قائلاً:
—هذه سلاح لا بأس به، أعتقد أنه سوف يفي بالغرض.

ريهام وقد تم تقيدها هي ونغم ووضعهما في مكان مظلم صاحت ريهام وتحدثت قائلة:
—لا أستطيع رؤية شيء، ألا يوجد أحد هنا أريد أن أعرف ما الداعي لإقتيادي إلى هنا.

لم يجب عليها أحد سوى نغم التي تحدثت قائلة:
—ريهام إنني بجوارك فلا داعي للقلق، ربما قد قاموا بخطفنا ووضعنا في هذا المكان المهجور لطلب فدية أو ما شابه ذلك.

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
—نغم، كيف تستطيعين التحدث بهذا الثبات الإنفعالي، لقد كاد قلبي أن يتوقف من الخوف.

ابتسمت نغم وعلقت قائلة:
—حبيبتي، لقد تعرضت للعديد من المواقف المتشابهة.

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
—نغم ما هذا الذي تقولينه؟! هل تم خطفك قبل ذلك؟!

شعرت نغم بحركة في المكان فهمست إلى ريهام وقالت:
—ريهام لا تجعلي هؤلاء الرجال يشعرون بالخوف الذي بداخلك، كوني على يقين أن والدتي وأخي لن يتركوا هكذا وسوف يعاقب هؤلاء المجرمون على ما فعلوه.

ريهام مازال موقف نغم يثير داخلها التعجب والذهول فحدثت نفسها قائلة:
—كيف استطاعت هذه الفتاة أن تقوم بالتعدي على أفراد العصابة بكل شجاعة وقوة، مما جعلهم يقومون بخطفها هي الٱخرى؟!

لابد أنها تعلم أن والدتها سوف تقلب لندن رأسًا على عقب حتى تعثر عليها، أخشى أن تكون هي السبب فيما حدث معي؛ فربما أرادت ديانا أن تتخلص مني لزواج رائد بي دون موافقتها، إنها امرأة حادة الطباع ليست لديها مشاعر وإلا من سواها يفعل ذلك، فأنا لا أعرف أحد هنا في لندن ولا أحد يعرفني.

فجأة سمعت ريهام ونغم صوت ضجيج أشبه بالقتال فقامت نغم بالزحف حتى وصلت إلى ريهام ثم همست إليها قائلة:
—ريهام حاولي أن تقومي بفك يدي من هذه القيود، ما عليكي سوى نزع الشريط اللاصق ولكن أسرعي فهذا هو الوقت المناسب للتحرك.

قامت ريهام بالتجسس مكان الشريط اللاصق ثم قامت بنزعه، وهي تهمس إلى نغم وتقول:
—الوقت المناسب للتحرك إلى أين؟!

نزعت نغم الشريط اللاصق الذي وضع حول قدميها ثم أسرعت بفك قيود ريهام وأمسكت بيدها ثم قالت:
—علينا التسلل والوصول إلى أي مخرج للخروج من هذا المكان ولكن علينا إيجاد شيء نستخدمه كسلاح للدفاع عن أنفسنا.

تسللت نغم وخلفها ريهام التي مازال الذهول والتعجب يسيطران عليها من شجاعة واقدام هذه الفتاة التي في نفس عمرها تقريبًا.

استطاعت نغم الخروج بريهام من تلك الغرفة المظلمة إلى مكان ٱخر تستطيع فيه رؤية الأشياء التي تحيط بها أشارت إلى ريهام دون أن تحدث صوتًا بالبحث عن أي شيء يحتموا به أثناء خروجهم من ذلك المكان فجأة وجدت ريهام عصا خشبية، بينما استطاعت نغم ايجاد سلسلة حديدية فأمسكت بها وهمست قائلة:
—هذه تفي بالغرض.

وسرعان ما بدأت نغم في التسلل إلى خارج هذا المكان، وعندما أوشكت على الخروج، فوجئت برجل عملاق يمسك بمازن من عنقه ويحاول خنقه.

نظرت ريهام إلى ذلك العملاق وكانت الصدمة عندما استطاعت التعرف عليه وهمست في نفسها قائلة:
—يا ويلي إنه مهران الٱن قد عرفت من الذي قام بخطفي، ولكن كيف حدث ذلك فمن المفترض أن مهران وصفوان قد تم إلقاء القبض عليهم في مصر؟!

فكرت نغم بشكل سريع كيف تستطيع إنقاذ مازن من يد هذا العملاق قبل أن يقوم بإزهاق روحه بيده، أمسكت بريهام وقامت بإخراجها من المكان ثم تحدثت إليها قائلة:
—ريهام أنتظري هنا حتى أعود إليكِ، لابد أن أنقذ مازن من يد هذا المجرم قبل أن يقوم بقتله.

أمسكت ريهام بيد نغم وعلقت قائلة:
—نغم، أرجوكي انتظري فذلك الرجل أخطر مما تتخيلين، لن تستطيعي إنقاذ مازن من قبضته.

ربتت نغم على يد ريهام وحدثتها قائلة:
—ريهام، لا وقت للحديث الٱن لن اترك مازن فريسة لهذا الرجل وهو من جاء إلى هنا لإنقاذنا أنتِ لا تعرفين من يكون مازن بالنسبة لي.

تركت نغم ريهام ترتعد خوفًا وأمسكت بالسلسلة الحديدية في يدها وأسرعت بالعودة إلى ذلك المكان لإنقاذ مازن.

ما إن وصلت إلى الداخل مرة أخرى حتى فوجئت بمازن جثة في يد مهران لا يتحرك، تسمرت نغم في مكانها بينما يتساقط وابل من الدموع من عينيها.

حاولت أن تتمالك نفسها وهمست قائلة:
—مازن، لن أترك هذا المجرم يفر بما فعله بك.

قامت نغم بقبض قبضة من التراب بيدها وأسرعت إلى مهران وقامت بإلقائها في وجهه فأصابت عيناه فترك مازن من يده وظل يتألم ويحاول إزالة الأتربة من عينيه.

أسرعت نغم بلف السلسلة الحديدية حول عنقه وجذبها بقوة وهي تتحدث وتقول:
—من تظن نفسك أيها العملاق الأبله أنت مجرد كومة من اللحم ولكن بلا علق سوف أجعلك تندم ندمًا شديدًا على ما فعلته بمازن.

حاول مهران جذب السلسلة من عنقه بعد أن قام بدفع نغم بقوة فأسقطها أرضًا.

نزع مهران  السلسلة الحديدية من عنقه واتجه صوب نغم ولكن مازن الذي كان يتظاهر بالموت؛ حتى يفلته مهران أسرع وقفز فوق ظهر مهران، قام بخنقه حتى يبعده عن نغم، ولكن فجأة ظهر صفوان وأطلق الرصاص على مازن.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي