الفصل الخامس عشر الخوف

وسط السعادة التي غمرت فيلا رائد عز الدين؛ بعد حفل زفاف رائد وريهام، كان هناك من يترصد ويتوعد بالإنتقام من رائد عز الدين.

لقد وقف أحد رجال صفوان يتحدث مع حارث فيلا رائد عز الدين منتحلًا صفة صحفي يجمع معلومات عن رجل الأعمال رائد عز الدين بمناسبة زفافه، فاستطاع معرفة أن رائد سوف يسافر إلى لندن لقضاء شهر العسل مع عروسه هناك.

ما إن علم هذا الرجل بأمر السفر حتى أسرع إلى صفوان ليخبره بذلك.

ابتسم صفوان وعلق قائلًا:
—هذا رائع للغاية فالظروف تساعدني على تحقيق أهدافي، واهمها هو التخلص من رائد وتلك الحقيرة ريهام.

استيقظت ريهام على من يداعب شعرها، فإذا به رائد، علت الأبتسامة وجهها،وتحدثت قائلة:
-رائد،صباح الخير.

ابتسم رائد ووضع قبلة حانية على جبين زوجته ثم حديثها قائلاً:
-أسعد الله صباحك بكل خير، لم تشرق الشمس حياتي إلا بعد أن أستيقظتي يا حبيبة قلبي.

لم تجد ريهام أمامها بعد هذه الكلمات الرقيقة سوى أن قامت بمعانقة رائد وحدثته قائلة:
-رائد، إن كنت أنا شمس حياتك فأنت الكون بكل ما فيه.

ابتسم رائد ونهض من على الفراش ثم حدثها قائلاً:
-سيدتي، هل يمكنك أن تنهضي حتى نتناول إفطارنا قبل أن نغادر؟

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
-نغادر إلى أين؟!

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
-هل نسيتي أننا في شهر العسل؟! سوف نسافر إلى لندن لقضاء شهر العسل هناك.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
-لم أذهب إلى لندن قط ولكنني دائمًا ما أسمع أنها مدينة في غاية الجمال.

أسرعت ريهام بالنهوض من فراشها وأسرعت إلى حقيبتها؛ كي تقوم بتحضير حقيبتها.

نظر رائد إليها ثم دنا منها وحديثها قائلاً:
-اتركي هذه الحقيبة يجب علينا أن نتناول الإفطار أولًا، بعد ذلك سوف أتركك تفعلين ما تريدينه.

ابتسمت ريهام وتركت ما بيدها ثم نظرت إلى رائد وحدثته قائلة:
—حبيبي، أعتذر إليك شعرت بسعادة بالغة لأننا سنسافر إلى لندن ونسيت أمر الإفطار.

وضع رائد ذراعه على كتف زوجته وعلق قائلًا:
—لا عليك ولكنني أريدك أن تتحكمي في مشاعرك ولا تندفعين ورائها حتى لا يحدث لكي يا مضايقات فيما بعد.

نظرت ريهام إلى رائد وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—رائد، لم أفعل شيء يستحق هذا الحديث!

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—حبيبتي، لم أقصد مضايقتك مطلقًا، ولكننا سوف نذهب إلى منزلي بلندن وهناك سوف تقابلين نغم.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—نغم، شقيقته التي حدثتني عنها من قبل أليس كذلك؟

أومأ رائد برأسه وعلق قائلًا:
—إنها هي بالفعل سوف تقابلينها هناك هي شخصية جميلة ورقيقة وسوف تحبينها كثيرًا، لكنها ليست ما اعنيه بحديثي معك.

شعرت ريهام بالقلق وقد بدى عليها الإنزعاج فأمسك رائد بيدها وقام بتقبيلها ثم حدثها قائلاً:
—ما دامت بجوارك فلا داعي للقلق هيا لنتناول افطارنا وبعدها سوف أقص عليكي كل شيء.

تناول العروسان إفطارهما وبعدها نظرت ريهام إلى رائد ولم تتحدث  فقد كانت تترقب ما سيخبرها به زوجها وما الذي يعنيه من نصيحته بعدم التسرع والتحكم في مشاعرها؟!

نظر رائد ذلك الشاب الذي يتسم بالفطنة والذكاء وتحدث إليها قائلاً:
—أعلم إنكِ تنتظرين أن أخبرك بما أعنيه من حديثي معك، لم أقصد أن أسبب لكِ القلق والإزعاج ولكنني أردت أن انصحك لإنني أعلم جيدًا أن التصرف بعفوية وتسرع قد يسيء البعض فهمه.

نظرت ريهام إلى رائد وهي تنصت إليه بشدة تحاول أن تفهم ما يعنيه من حديثه، بينما واصل رائد حديثه قائلاً:
—عندما نسافر إلى لندن سوف تقابلين هناك والدتي و...

قاطعت ريهام رائد وحدثته قائلة:
—والدتك، ولكنك لم تتحدث عنها مطلقًا!

صمت رائد قليلًا ثم علق قائلاً:
—ربما لم تأتي الفرصة للحديث عنها، ولكنك عندما تتعاملين معها ستجدينها شخصية  غامضة فاحترسي من التعامل معها وفكري في كل كلمة قبل أن تتحدثي معها.

شعرت ريهام بالضيق وبدى عليها ذلك ثم نظرت إلى رائد وحدثته بصوت حزين وقالت:
—رائد، لم أعد أريد السفر إلى لندن، ما رأيك في البقاء هنا ربما سيكون ذلك أفضل كثيرًا بالنسبة لي.

دنا رائد من ريهام ووضع ناصيته على ناصيتها ثم حدثها قائلاً:
—لا، بل سنسافر إلى لندن، أعلم إنك سوف تحسني التصرف وسوف تبدين واثقة بنفسك كما عاهدتك دائمًا، لم أرغب في أن أسبب لكي الضيق ولكنني لا أحب أن يستغل أحد مشاعرك لصالحه حتى لو كانت أمي.

أومأت ريهام برأسها وعلقت قائلة:
—حسنًا سوف أذهب لإعداد حقيبتي.

غادرت ريهام إلى غرفتها وهي مشغولة البال بما سيحدث في لندن، نظر رائد إليها وهي تسير وهمس قائلاً:
—أعلم إنني قد سببت لكِ بعض الضيق والقلق ولكنني تعمدت ذلك حتى تتصرفين بحرص مع والدتي، لا أريدها أن تنتقد أي فعل يصدر منك فتجرحك بكلماتها الحادة.

دلفت ريهام إلى غرفتها وجلست بجوار حقيبتها فاقدة الشغف تتمنى لو يحدث ما يتسبب في إلغاء سفرهم إلى لندن.

دلفت نجلاء إلى غرفة ريهام وعلت الابتسامة وجهها ثم حدثتها قائلة:
—عروستنا الجميلة كيف حالك؟ لقد علمت أنكما سوف تسافران إلى لندن، كم هذا رائعًا؟!

لم تجيب ريهام على نجلاء ولفت انتباه نجلاء شرودها فهي لم تبدي أي رد فعل يعبر عن أنها استمعت لحديثها.

دنت نجلاء من ريهام وجلست بجوارها ثم حدثتها وقالت:
—سيدتي، ماذا بكِ أراكِ  شاردة مهمومة؟!

انتبهت ريهام إلى حديث نجلاء وتحدثتها قائلة:
—نجلاء، لا أخفي عليكِ إنني لا أود السفر إلى لندن، لقد علمت أننا سوف نذهب إلى منزل رائد في لندن.

نظرت نجلاء إلى ريهام وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—ما الذي يسبب لكي كل هذا الخوف والقلق ؟!

أخذت ريهام نفسًا عميقًا ثم تحدثت قائلة:
—لقد علمت أن والدته تقيم هناك هي وشقيقته نغم، وأنها امرأة حادة الطباع، أنتِ تعلمين إنني قد مررت في الفترة السابقة بظروف قاسية للغاية، ولا أريد أي ضغط عصبي في هذه الفترة.

ربتت نجلاء على يدها وحدثتها قائلة:
—لا تقلقي بهذا الشأن؛ والسيد رائد لن يسمح لأحد أن يسيء لكي، ولكنه يريد أن يجعلك تتصرفين بنضوج حتى لا تنظر إليكِ تلك المرأة على إنكِ فتاة صغيرة غير ناضجة

ابتسمت ريهام وعانقت نجلاء ثم حدثتها قائلة:
—نوجا، لا أعلم ما الذي كنت لأفعله لولا وجودك في حياتي، سوف أقوم بإعداد حقيبتي، وسأسافر إلى لندن لقضاء شهر العسل مع زوجي ولن يستطيع أحد أن ينتزع مني سعادتي، أو أن يعكر صفو سعادتنا.

ابتسم نجلاء وعلقت قائلة:
—هكذا يكون الحديث، ثقتك بنفسك هي التي ستجعلك تتحكمين في مجريات الأمور ولن تجعل أحد ينجح في مضايقتك تعاملي مع الجميع بمعاملة حسنة مع بعض الحذر.

وقفت ريهام تعد حقيبتها، وما إن انتهت من إعدادها حتى أسرعت إلى رائد وحدثته بثقة وقد علت الابتسامة وجهها:
—زوجي الحبيب لقد انتهيت من إعداد الحقائب متى سنسافر؟

نظر رائد إلى ريهام وقد بدى عليه التعجب وعلق قائلًا:
—ما كل هذه الثقة؟!
ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—لا تقلق بشأني فزوجة رائد عز الدين تستطيع التعامل بشكل جيد مع أي موقف ستقابله.

وضع رائد ذراعه على كتف ريهام وحديها قائلاً:
—هذا بالضبط ما كنت أريد أن أراه على وجهك، فهذه الثقة التي تتحدثين بها هى ما كنت أود رؤيته.

شعرت ريهام بالسعادة ونظرت إلى الشرفة حيث تقف نجلاء وقامت بالغمز لها بعينيها، فعلت الابتسامة وجه نجلاء وأشارت لها بما يعني أنها احسنت التصرف.

استقل رائد سيارته واتجه إلى المطار ليستقل طائرته الخاصة إلى لندن.

ولكن قبل أن يستقل رائد وريهام الطائرة، كان يقف من يراقبهم في إحدى صالات الانتظار بالمطار، نظر إليهم وعلق قائلًا:
—ما لم أستطيع تنفيذه في القاهرة سوف أنفذه في لندن.
فجأة أذاعت الإذاعة الداخلية بالمطار:"على السادة المسافرين إلى لندن التوجه إلى الطائرة رقم خمسمائة وثلاثون.

علت الابتسامة وجه صفوان وهمس إلى مهران وقال:
—مهران هيا بنا إلى لندن لننفذ خطتنا ونتخلص من رائد وريهام.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي