الفصل السابع والعشرون افتراس الذئاب

شعر مازن بالصدمة والذهول عندما أخبرته سعادة قائلة:"لقد ألقيت بنفسي قبل أن يتم افتراسي"

نظر إليها وعلق قائلًا:
—وما الذي كان على وشك أن يفترسك؟!

انهمرت الدموع من عين سعادة وعلقت قائلة:
—ثلاثة من الذئاب كانوا على وشك أن يفترسوني.

شعر مازن بالذهول وتحدث قائلاً:
—ولكن من أين جاءت هذه الذئاب وكيف صعدت إلى منزلك؟!

أزالت سعادة دموعها وتحدثت قائلة:
—سيدي، لم يكونوا ذئاب كالذئاب التي تعرفها ولكنهم كانوا ذئابًا بشرية.

أغمض مازن عيناه من المفاجأة وعلق قائلًا:
—هل يمكنك أن تقصي لي كل ما حدث معكِ بالتفصيل؟ فربما أستطيع مساعدتك.

نظرت سعادة إلى مازن وشعرت بالإطمئنان إليه فتحدثت قائلة:
—حسنًا سيدي سوف أقص عليك قصتي لعلك تجد لي حلًا فيما أعاني منه من مصائب.

وقفت سعادة تسترجع ذكرياتها منذ شهر تقريبًا.
عودة للماضي.

دلف الأب إلى منزله والسعادة تكاد أن تقفز من عينه
نظرت إليه زوجته وقد بدى عليها التعجب فتحدثت إليه قائلة:
—حلمي، ما الذي حدث فهذه هي المرة الأولى التي تدلف فيها إلى المنزل وانت سعيد؛ فدائمًا ما تدلف عابسًا حزينًا؟!

ابتسم حلمي وعلق قائلًا:
— من الٱن فصاعد لن تجدي مني سوى الابتسامة والسعادة
إزدادت المرأة تعجبًا وعلقت قائلة:
—وما السبب في ذلك هل ورثت ثروة طائلة؟! فلم تعد تحمل هم توفير الغذاء واحتياجات الأبناء؛ فهذا أكثر شيء كان يحزن قلبك.

دنا الزوج من زوجته وهمس إليها وقال:
—ليلى، لقد تقدم اليوم رجل ثري للزواج من ابنتنا سعادة.

نظرت الزوجة إلى زوجها وعلقت قائلة:
—سعادة من؟! ابنتي فتاة صغيرة لم تبلغ من العمر سوى سبعة عشر عامًا، كما إنها مازالت تدرس في المرحلة الثانوية.

ابتسم الأب وعلق قائلًا:
—لن تكون ابنتك في حاجة لإكمال تعليمها، سوف تتزوج بثري, وسوف تسافر معه إلى الإمارات هل تفهمين ما الذي اعنيه؟!

نظرت المرأة إلى زوجها وتحدثت بصوتٍ خفيض؛ حتى لا يسمع الأبناء ما يقال:
—لن أبيع ابنتي ببضعة دراهم ودنانير هل تفهم ما أقوله؟! ابنتي سوف تكمل تعليمها فهذا هو سلاحها في مواجهة الحياة وليس شيئًا ٱخر.

نظر حلمي إلى زوجته ليلى وقام بجذبها بقوة من شعرها ثم حدثها قائلاً:
—أبنتك سوف تتزوج من ذلك الرجل، لن أجعل فرصة كهذه تضيع من يدي، قومي بتجهيزها فهو سيأتي الليلة ليراها.

نظرت الأم إلى خارج الغرفة وفوجئت بسعادة تقف خارج الغرفة وقد استمعت لحديثهما.

قامت ليلى بدفع زوجها حلمي بقوة للخلف وأسرعت نحو ابنتها كي تطمئن قلبها وتقول:
—سعادة، لا دخل لكي بما سمعتي، اطمئني لن يحدث ذلك أبدًا.

تلألأت الدموع في عين سعادة ونظرت إلى أخوانها الأربعة الذين لم يجدوا مكانًا يناموا فيه؛ خاصة بعد أن تركوا السرير لسعادة وأختها هنا، وافترشوا هم الأرض، وتحدثت قائلة:
—ولكنني موافقة على الزواج بذلك الرجل يا أمي.

وقفت الأم في ذهول،ظنت أنها لم تستمع جيدًا لما تقوله سعادة فعلقت قائلة:
—ابنيي، ما الذي تقولينه؟!

سعادة والدموع تنهمر من عينيها إعادة ما قالته:
—أمي، إنني أوافق على الزواج بذلك الثري؛ كثيرًا ما تمنيت أن أتزوج برجل ثري، يعوضني عن كثيرًا من الأحلام المفقودة والأماني التائهة في عالم العوز.

وقفت الأم مصدومة من حديث ابنتها الذي لم تكن تتوقعه، وعلقت قائلة:
—هل أنت ِحقًا سعادة ابنتي التي تعبت في تربيتها وحرمت نفسي من أجل أن أوفر لها ما تحتاج إليه؟!

نظرت سعادة إلى والدتها وانفجرت باكية ثم دفعها الغضب إلى قول:
—كنتِ تقومين بحرمان نفسك من أجل أن تقومي بتوفير ما أحتاج إليه وليس ما أحلم به، أمي بداخلي الكثير من الأمنيات والأحلام التي أريد تحقيقها.

أغمضت الأم عينيها وشعرت بخيبة أمل، ثم نظرت إلى ابنتها وقالت:
—لن أوافق على بيعك كالسلعة، أنتِ ابنتي ولن أفرط فيكِ بهذه السهولة.

غادرت الأم الغرفة بعد أن انتهت حديثها وذهبت إلى زوجها تحدثه بكل حزم وتقول:
—حلمي، أرجوك لا توافق على هذه الزيجة.

نظر حلمي إلى زوجته وقال:
—ليلى، فكري بشكل عملي، سوف تكون ابنتك سعيدة عندما تجد كل ما تحتاج إليه متوفرًا أمامها.

سمعت ليلى طرق على باب المنزل، فنظرت إلى زوجها وقد ازدادت نبضات قلبها خوفًا أن يكون العريس المنتظر.

أسرع حلمي بفتح باب المنزل ليجده أسامة العريس الذي جاء لخطبة ابنته سعادة.

نظرت ليلى لتجده شابًا وسيمًا على العكس تمامًا مما توقعته، أن يكون رجلًا كبير السن دميمًا.

قام حلمي بتقديم زوجته لأسامة وقال:
—هذه ليلى زوجتي وأم العروس.

نظر أسامة وقد علت الابتسامة وجهه وتحدث قائلاً:
—سيدتي، لقد سررت بلقاءك.

مد أسامة يده ليصافحها وثم قامت بمصافحته بتحفظ.

جلس العريس يتحدث ويقول:
—سيدي، إن وافقت على زواجي من ابنتك سوف أجعلها اسعد انسانة في الدنيا، لن أجعلها تتمنى شيء دون أن أحضره لها.

نظرت الأم وشعرت بعدم الإرتياح فتحدثت قائلة:
—سيدي، هل رأيت ابنتي من قبل؟!

نظر إليها أسامة وتحدث قائلاً:
—لا، لم أراها من قبل.

الأم بحزم تحدثت قائلة:
—كيف تتقدم لفتاة لم تراها من قبل؟!
تحدث أسامة بثقة وقال:
—لقد ذهبت إلى السيد حلمي وطلبت منه الزواج من ابنته بعد أن عرفت أن لديه فتاة جميلة وذات خلق.

نظر حلمي إلى زوجته وهمس إليها قائلاً:
—إذهبي وقومي بإحضار سعادة.

لم تلتزم الأم بما يطلبه منها زوجها وجلست كأنها لم تسمع ما قاله، ولكنها فوجئت بسعادة تدلف إلى داخل غرفة المعيشة وهي حاملة في يدها أكواب العصير التي قامت بتقديمها للعريس.

نظر أسامة إليها فإذا بها فتاة في غاية الجمال ملفوفة الجسد من يراها لا يعرف عمرها الحقيقي، ويعتقد أنها فتاة في العشرين من عمرها.

علت الابتسامة وجهه وأسرع بتقديم الهدايا التي أحضرها إلى سعادة.

شعرت سعادة بالسعادة لذلك؛ فهذه هي المرة الأولى التي يقوم أحد بإهدائها هدايا كهذه، أسرعت إلى غرفتها وهي حاملة في يدها ما أحضره العريس من هدايا.

قام أسامة بالاتفاق مع حلمي على كل شيء، وفي الوقت المحدد لعقد القران حضر العريس ومعه المأذون وتم عقد القران واصطحب العريس عروسه إلى المطار عائدًا إلى بلاده.

شعرت سعادة بأن الدنيا قد ابتسمت لها، خاصة عندما ركبت الطائرة للمرة الأولى في حياتها، ولكنها فوجئت عندما هبطت الطائرة أنها بمطار لندن.

نظرت سعادة إلى أسامة وحدثته قائلة:
—أسامة لقد أخبرت والدي إننا سوف نذهب لى الأمارات ولكننا الٱن في مطار لندن، فما الذي يحدث؟!

ابتسم أسامة وحديثها قايلاً ذهبت@:
—حبيبتي ألم أخبرك أن هناك العديد من المفاجأت في انتظارك؟ هذه هي المفاجأة الأولى لكِ.

ابتسمت سعادة وعلقت قائلة:
—أشعر إنني داخل حلم جميل.

ابتسم أسامة وعلق قائلًا:
—أنتظري، ما إن نصل إلى منزلي بلندن سوف تجدين الكثير من المفاجآت في انتظارك.

وصل أسامة وبصحبته سعادة إلى منزله بلندن، قضت سعادة داخل هذا المنزل أجمل أسبوع عاشته في حياتها، لقد اهتم بها أسامة كثيرًا وعمرها بحبه وحنانه وهداياه الكثيرة.

ذات يوم وبعد قضاء ليلة في غاية الرومانسية جلس أسامة يداعب خصلات شعر سعادة، ثم تحدث إليها قائلاً:
—سعادة، أود أن أطلب منكِ شيء.

نظرت سعادة إليه بإنتباه شديد وعلقت قائلة:
—أطلب ما تريد سوف أفعل كل ما تريده.

ابتسم أسامة وعلق قائلاً:
—لدي بعض الأصدقاء أريدك أن تجلسي معهم وترحبي بهم.
ابتسمت سعادة وعلقت قائلة:
—هل هذا ما تريده مني سوف أرحب بهم فأنا أعرف حسن الضيافة، لا تقلق بهذا الشأن.

في اليوم التالي.

حضر الأصدقاء إلى منزل أسامة، قامت سعادة بالترحيب بهم في بداية الأمر خاصة أنهم من العرب.

بمرور الوقت لا حظت سعادة اختفاء أسامة من المنزل، دلفت إلى غرفتها للبحث عنه فإذا بأحد أصدقاءه يتبعها إلى داخل الغرفة ويحاول التحرش بها.

فوجئت سعادة بما حدث، فقامت بدفع الرجل ووجهت له صفعة قوية على وجهه.

خرجت من غرفتها وقامت بطرد جميع من فالمنزل.

بعد أن غادر الجميع جلست سعادة تبكي وترتعد.

عاد أسامة إلى المنزل وقد بدى عليه الغضب، ما إن دلف إلى منزله حتى أسرعت إليه سعادة وهي تبكي ففوجئت به يقبض بقوة على شعرها ويحدثها بحدة قائلاً:
—كيف تجرئين على فعل شيء كهذا؟! تقومين بضرب رئيسي في العمل، وتطردين الجميع بشكل مهين من منزلي.

نظرت سعادة إليه والدموع تنهمر من عينيها ثم قالت:
—لو عرفت ما فعله معي رئيسك لقمت أنت بصفعه.

نظر أسامة إليها نظرة حادة مغلولة ثم تحدث قائلاً:
—سوف أقوم بالأتصال بالسيد عدنان وتعتذرين له، ليس هذا فحسب بل ستطلبين منه الحضور هنا وستفعلين كل ما يريده مهما يكن.

نظرت سعادة إلى أسامة بذهول وصدمة ثم تحدثت معه بغضب وقالت:
—هل تعقل ما تقوله؟! أنت تعرف ما الذي يريده ذلك الحقير ومع ذلك تطلب مني أن أفعل كل ما يريده.

علت الابتسامة وجه أسامة وتحدث قائلاً:
—لن تفعلي معه سوى شيءفعلتيه معي وأصبحتي التقنيه.

انهمرت الدموع من عين سعادة، نظرت إليه وهي لا تصدق ما تسمعه أذنها من حديث، ثم علقت قائلة:
—أيها الحقير أنت زوجي وما كنت لأوافق على معاشرتك لي سوى لأنك زوجي، أما ذلك الحقير الٱخر فلن أسمح له بأن يلمس شعرة واحدة من شعري.

أنهت سعادة حديثها ونظرت إلى زوجها فرأته يقوم بسحب الحزام الخاص ببنطاله.

في بداية الأمر كانت تعتقد أنه يغير ملابسه لكن فيما بعد عرفت السبب بعد أن انهال عليها ضربًا.

ظلت سعادة تصرخ وتتألم وكلما على صوتها إزداد أسامة ضربًا لها بالسياج.

شعر أسامة ببعض الإجهاد من كثر الضرب فجلس على المقعد المقابل لها وحدثها قائلًا:
—تقولين أنك تسمحين لي بمعاشرتك لأنني زوجك، سوف أخبرك أنني لم أتزوجك كما تعتقدين.

نظرت سعادة إليه أثار الضرب على جسدها تتدفق منها الدماء وعلقت قائلة:
—لا تعتقد أنك عندما تخبرني أنك لم تتزوجني سوف اصدقك، وسأفعل كل ما تريده، لا لقد تزوجتني على سنة الله ورسوله.

ضحك أسامة ساخرًا وتحدث قائلاً:
—هل تتذكرين ذلك المأذون؟ لم يكن سوى عادل صديقي الذي يحب التمثيل كثيرًا ويجيده، ولذلك أستعين به في كثيرًا من الأحيان.

لم تصدق سعادة حديثه وعلقت قائلة:
—أنت شخص حقير وكاذب، لماذا تفعل هذا بي لقد؟!

ابتسم أسامة وتحدث بنبرة حادة قائلاً:
—أنتِ لستِ سوى جسد قمت بشراءه ودفعت الثمن ومن حقي أن أنتفع به كما أريد ووقتما أريد.

وقفت سعادة بصعوبة بالغة وهمت بتوجيه صفعة على وجه أسامة ولكنه أمسك بيدها بقوة وحدثها قائلًا:
—ما فعلتيه معي سوف تفعلينه مع من أريد عليكِ أن تعلمي أن جسدك ملك لي ولغيري لمن يدفع حق الإنتفاع.

أنهى أسامة حديثه وانتابته نوبة من الضحك، ثم دلف إلى غرفته.

أسرعت سعادة إلى باب المنزل لعلها تستطيع الهروب من هذا القواد، ولكنها فوجئت به وقد أغلق باب المنزل وأخذ المفاتيح الخاصة به حتى لا تستطيع الهروب.

بكت سعادة كما لم تبكي من قبل أسرعت إلى الهاتف الأرضي ولكنها وجدته متعطل، أسرعت إلى غرفة أسامة وحدثته بغضب قائلة:
—أيها الحقير انهض وقم بفتح الباب؛ أريد أن أغادر هذا المنزل المشبوه.

ابتسم أسامة وتحدث قائلاً:
—حبيبتي، لم أقوم بإجبارك لتأتي معي إلى هنا، ولكن الخروج من هنا لن يحدث، هل كنتِ تتخيلين أن شابًا ثريًا يلهث وراء فتاة حقيرة مثلك، أو أن يجري ليناسب والدك ذلك الفقير المقنع الذي تهالك خذائه ولا يستطيع أن يقوم بشراء ٱخر.

أسرعت سعادة وقامت بتوجيه صفعة إليه ولكنه قام بدفعها بقوة فارتطمت بقوة في جدار الغرفة فسالت الدماء من رأسها.

تألمت سعادة بشدة فوضعت يدها على رأسها موضع الألم وفوجئت بالدماء تسيل من رأسها دون أن أي رد فعل، ثارت سعادة غضبًا وانهارت عليه بوابل من الشتائم والسباب.

نظر أسامة إليها وبهدوء مبالغ فيه تحدث قائلاً:
—أهدئ فلن ينفعك غضبك بشيء، أنتِ هنا في لندن، يمكنني استدعاء الشرطة وأخبارهم أنكِ قمتِ بسرقة أموالي ولدي الكثير من الذين يمكنهم الشهادة بذلك.

بنبرة حزينة بائسة تحدثت سعادة وقالت:.
—لماذا تفعل معي ذلك؟! لم أسيءإليك بل منحتك قلبي ومشاعري التي لم أمنحها لسواك.

دنا أسامة من سعادة وتحسس شعرها بيده ثم قال:
—لماذا تصعبين الأمر على نفسك بهذه الطريقة؟! الأمر سهل أعلمي أنكِ لن تغادرين هذا المنزل إلا وأنتِ جثة هامدة.

وفي اليوم الثالي.

غادر أسامة المنزل، فأسرعت سعادة إلى باب المنزل لعلها تستطيع الخروج من هذا المنزل، لكنها فوجئت بالباب موصد ولا يمكنها الخروج.

بعد فترة عاد أسامة وبرفقته ثلاثة رجال، أسرعت سعادة بالهروب إلى غرفتها وقامت بغلق باب الغرفة على نفسها ولكنها فوجئت بأسامة يقوم باقتحام الغرفة ويشير لمن معه من رجال بالدلوف إلى الغرفة ،ثم يغادر هو المكان تاركًا سعادة لهؤلاء الذئاب.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي