الفصل الثاني عشر اصابة جاسر

دلف رائد إلى المكان الذي تحتجز فيه ريهام وقام بتحريرها، نظرت ريهام إليه وحدثته قائلة:
— كنت أعلم أنك ستأتي لتأخذني من هنا.

نظر رائد إليها وحدثها قائلًا:
— ليس هناك وقت للحديث علينا أن نغادر هذا المكان حرصًا على سلامتك، وبعدها تستطيعين  التحدث فيما تريدين.

غادرت ريهام ذلك القبو وما إن رأت خادمتها نجلاء حتى أسرعت إليها وقامت بمعانقتها ثم حدثتها وقالت:
—نوجا، لن أنسى ما فعلتيه معي، ولكن عليكِ أن تأتي معي، لا يمكنني أن أتركك في هذا المكان المليء بالمجرمين.

ابتسمت نجلاء وعلقت قائلة:
—أحمد الله أن أرسل السيد رائد في الوقت المناسب.

ثم نظرت إلى رائد وحدثته قائلة:
—سيدي، لقد كان مهران يعد المقبرة التي سيتم دفنها بداخلها.

نظر رائد إلى ريهام وحديثها قائلاً:
—هيا أسرعا فلم يعد لدينا متسع من الوقت، لابد أن أقوم بإخراجكن من هذا المكان بأسرع وقت، ففيلا صفوان لم تعد مكانًا مناسبًا للعيش بداخلها.

حاول رائد الخروج من فيلا صفوان، بينما كان رجاله يتقاتلون مع رجال صفوان.

وما إن اقترب رائد من باب المنزل حتى فوجيء بشخص يعترض طريقه، شخص ضخم معضل يشبه المصارعين في المصارعة الحرة.

تذكر رائد حديث فهد ووصفه لمهران فعلم أن هذا الذي يقف أمامه هو مهران.

نظر رائد إلى ريهام وحدثها قائلًا:
—ريهام، خذي نجلاء واذهبي إلى منزلي فورًا ومهما حدث لا تعودي إلى هنا.

نظرت ريهام إلى رائد وانهمرت دموعها خوفًا عليه، ثم حدثته:
—رائد،  لن اتركك واغادر، هذا الرجل شخص لا يعرف الرحمة، لقد رأيته وهو يحمل فهد كالدمية في يده.

صاح رائد بغضب وقال:
—ريهام،  هيا اسرعي ونفذي ما طلبته منك، لا داعي للقلق سوف ألحق بكِ.

أمسكت نجلاء بيد ريهام وقامت بسحبها خارج المنزل بينما بينما وقف رائد يتقاتل مع مهران ولكن مهران الذي كان يحمل في يده سلسلة حديديه قام بلفها حول عنق رائد وجذبها بقوة.

كاد رائد أن يختنق، لولا جاسر الذي جاء مسرعًا وقام بضرب مهران بأحد المقاعد المتواجدة في حديقة المنزل.

أمسك مهران برأسه بينما واصل جاسر تسديد عدة ضربات له بالمقعد حتى أسقطه أرضًا.

أزال رائد السلسلة الحديدية من حول عنقه وظل يسهل ويحاول أن يلتقط أنفاسه، ثم نهض وقام بتسديد عدة ضربات بقدمه إلى بطن مهران بقوة.

نظر عزام إلى رائد وحدثه قائلًا:
—سيدي، لقد تم انجاز المهمة وعلينا أن نغادر.

وما إن شرع رائد في مغادر المنزل حتى سمع صوت صفوان يحدثه ويقول:
—ليس صفوان ثابت الذي يسمح لأي شخص باقتحام منزله والخروج بسلام.

ثم صوب صفوان سلاحه إلى رائد وقام بإطلاق النار عليه.
ولكن تدخل جاسر في الوقت المناسب وقام بدفع رائد فأصابته الطلق النارية في كتفه.

أقتحمت الشرطة المنزل وألقت القبض على صفوان ثابت ورجاله.
أستدعي المحقق عادل رشوان سيارة أسعاف وتم نقل جاسر وفهد إلى المشفى، وتم إدخالهما إلى غرفة العمليات.

وقف رائد أمام غرفة العمليات وقد بدى عليه القلق والخوف من أن يفقد جاسر.

خرج الطبيب فأسرع إليه رائد وحديثه قائلاً:
—سيدي، من فضلك أريد أن اطمئن على حالة جاسر.
ابتسم الطبيب وعلق قائلًا:
—جاسر؟ أيهما تقصد المصاب بطلق ناري أم الذي تم نقل الدم إليه؟

علق جاسر وقال:
—سيدي، كلاهما يهمني شأنهما ولكنني أريد أن أطمئن على حالة المصاب بطلق ناري.

ربت الطبيب على كتف رائد وحدثه قائلاً:
—سيدي، لا داعي للقلق كلاهما بخير، وسوف يخرجان الٱن من غرفة العمليات.
وبالفعل لم يمضي وقت طويل حتى خرج جاسر وفهد وتم نقلهما إلى غرفة واحدة بناءًا على طلب رائد؛ لحرصه الشديد أن يكون بجوارها يعتني بهما ويطمئن عليهما.

على الجانب الٱخر جلست ريهام وقد انشغل بالها على رائد خاصة بعد أن سمعت صوت إطلاق النار.

نظرت إلى نجلاء وحدثتها قائلة:
—نوجا، أخشى أن يكون رائد قد أصيب ويخفي علي هذا الأمر.

ابتسمت الخادمة نجلاء وعلقت قائلة:
—ألم يخبرك السيد عزام أثناء نقل فهد إلى المشفى أن السيد رائد بخير وأن رجل الأمن هو الذي أصيب؟!

ريهام التي بدى عليها القلق واضحًا تحدثت قائلة:
—إذا كان رائد بخير فلما لم يعود حتى الٱن؟!
ابتسمت خادمة رائد ولاء وتحدثت قائلة:
—اطمئني فهذا هو سيدي رائد إن أصاب أحد رجاله مكروه، كأنه هو الذي أصيب، لن يعود إلى المنزل حتى يطمئن على جاسر فاطمئني، لقد اتصل بي وطلب مني أن أهتم بكي وأن احرص على اطعامك.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—ولاء شكرًا لكِ لقد اطمئن قلبي بكلماتك هذه.

ابتسمت ولاء وعلقت قائلة:
—سيدتي، لا دعي للشكر إنه سيدي الذي أعمل معه منذ سنوات عديدة وأعلم نبل أخلاقه، ولكن هناك شيء يثير حيرتي وتساؤلاتي.

نظرت ريهام إليها باهتمام وعلقت قائلة:
—وما هذا الذي يثير حيرتك وتساؤلاتك؟!

دنت ولاء من ريهام وهمست إليها قائلة:
—سيدتي، هل أنتِ حبيبة السيد رائد التي كان دائم الحديث عنها؟!

أومأت ريهام برأسها وعلقت قائلة:
—أجل، لقد كنت حبيبة رائد، أما الٱن فلم أعد أعرف ما هي مشاعره تجاهي؟

ابتسمت ولاء وتحدثت قائلة:
—سيدتي، إن لم يكن إليك مشاعر الحب فما الذي جعله يقف صامتًا وهو يراكي تتأرجحين على الأرجوحة التى لم يسمح لأحد بالإقتراب منها، وما الذي جعله يجمع رجاله ويذهب إلى منزل والدك ليقوم بتحريرك؟

أومأت ريهام برأسها وعلقت قائلة:
—اتمنى أن تكون مشاعره نحوي كما كانت من قبل، وألا يكون ما حدث قد ترك أثرًا سيئًا بداخل قلبه.

بدأ جاسر في استعادة وعيه، وما إن رأى رائد جالسًا بجواره حتى أسرع بالإعتدال ولكن رائد منعه من ذلك وحديثه قائلاً:
—أهدأ يا رجل لا داعي لأن تجهد نفسك أسترح ولا تتحرك.

نظر جاسر إلى رائد وحدثه قائلًا:
—احمد الله على سلامتك، لم أكن لأسامح نفسي إن اصابك مكروه.
أمسك رائد بيد جاسر وحدثه قائلاً:
—وأنا لم أكن لأسامح نفسي إن حدث لك شيء بسببي، إنني ممتن لك على ما فعلته معي.

دلف عزام وتحدث قائلاً:
—جاسر، حمدًا لله على سلامتك يا بطل.

ابتسم جاسر وعلق قائلًا:
—سلمك الله أخي عزام.

ابتسم عزام وتحدث قائلاً:
—لقد أصبح لك أخًا ٱخر يمشي دماؤه بعروقك.

نظر جاسر إلى عزام وقد بدى عليه التعجب فضحك عزام وعلق قائلًا:
—لا تتعجب يا رجل، إنني أتحدث عن السيد رائد الذي أصر على أن يتبرع لك بدماؤه ورفض أن نقوم بشراء الدماء اللازم.

نظر جاسر إلى رائد وقال:
—سيدي، لماذا فعلت ذلك؟!
ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—جاسر، هذا أقل شيء يمكن أن أقدمه لك؛ كنت على وشك أن تضحي بروحك من أجلي فهل أبخل عليك ببعض الدماء؟!

سمع رائد صوت فهد وقد بدأ هو الٱخر في الاستيقاظ فأسرع عزام إليه وحدثه قائلاً:
—فهد، كيف حالك الٱن؟

ابتسم فهد وعلق قائلًا:
—بخير أحمد الله على ما أنا فيه، سيد رائد أشكرك على كل ما فعلته من أجلي.

ابتسم رائد وعلق قائلًا
—لا داعي للشكر ولكن هل أن من قمت بإبلاغ الشرطة؟

أومأ فهد برأسه وتحدث:
—إنني أعلم جيدًا شراسة مهران وقوته، فأسرعت بالاتصال عندما شعرت بتأخر عودتكم، ولكنني فقدت وعيي بعدها ولم أدري ما الذي حدث؟

ابتسم رائد وعلق قائلًا :
—لا عليك كل شيء بخير وصفوان تم إلقاء القبض عليه، ليس هذا فحسب بل تبين أنه المسئول عن قتل زوجته والدة ريهام للإستيلاء على ممتلكاتها، كما كان يريد تكرار نفس الشيء مع ابنتها ريهام، ولكن الفضل لك في أنها لازالت على قيد الحياة.

شعر فهد بالحزن على ما تسبب فيه صفوان من دماء وموت ثم تحدث قائلاً:
—سيدي هل علمت ريهام بذلك؟

شعر رائد بالأسف لما حدث لها ثم علق قائلاً:
—لا، لم تعلم شيء بعد، ولكنها حتمًا ستعرف كل شيء.
حضر الطبيب وقام بفحص جاسر وفهد ثم تحدث قائلاً:
—لقد أستقرت حالتكم الصحية وتستطيعان مغادرة المشفى.
ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—جاسر، هل تريد البقاء هنا لبعض الوقت أم ستغادر المشفى؟

ابتسم جاسر وعلق قائلًا:
—سيدي، لقد أصبحت بخير، أما هذا الحرج سوف يلتئم بمرور الأيام فلا داعي لبقائي هنا.

نظر رائد إلى فهد الذي بدأ ينهض من فراشه وتحدث قائلاً:
—وأنا أيضًا سيدي أصبحت بخير وأريد أن أغادر المشفى وأشكرك على اهتمامك بي طوال الفترة الماضية.

ربت رائد على كتفه وحديثه قائلاً:
—لا عليك فهذا واجبي، ولكن إلى أين ستذهب؟!

ابتسم فهد وعلق قائلًا:
—سوف أظل في منزلي وسوف ابحث عن عمل ٱخر.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—كيف تبحث عن عمل ولدي العديد من الشركات؟!

ابتسم فهد وعلق قائلًا:
—سيدي، لا أريدأن أثقل عليك.

علق رائد وقال:
—انت ستؤدي لي خدمة ونظير ذلك سوف تأخذ مرتب على ذلك فليس هناك إثقال يا سيد فهد.

غادر الجميع المشفى، واستقلوا سيارة رائد، انجه رائد في طريق المنزل فإذا بالخادمة ولاء تقوم بالاتصال عليه وتخبره قائلة:
—سيدي، سيدتي ريهام سقطت على الأرض ولا تتحرك.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي