الفصل السابع عشر اختطاف

ديانا ديكسون تبلغ من العمر تسعة وخمسون عامًا، بريطانية الجنسية تعمل سفيرة وقد تم تعينها في السفارة البريطانية للعديد من الدول.

تزوجت من رجل الأعمال عزالدين مروان وانجبت منه رجل الأعمال المعروف رائد عزالدين وشقيقته نغم عز الدين.

لم تستطيع البقاء في مصر وقت طويل وكانت تود أن يقوم زوجها بنقل أعماله إلى لندن ولكنه رفض فاصرت على الطلاق وعادت إلى لندن واستقرت هناك، شخصية جادة حادة الطباع.
رغبت أن يتزوج ابنها من فتاة بريطانية لأملها أن يستقر هو أيضًا في لندن خاصة بعد وفاة والده.

هذه هي المعلومات التى قام مهران بجمعها عن ديانا ديكسون والدة رائد عز الدين، تصفح صفوان ثابت تلك المعلومات، ثم نظر إلى مهران وتحدث قائلاً:
-مهران، أحسنت لنبدأ في تنفيذ الخطة التي اتفقنا عليها.

أومأ مهران برأسه وتحدث قائلاً:
-حسنًا سيدي، لقد قمت بتحضير كل شيء وتم الإتفاق مع بعض الرجال الذين قد نحتاج إليهم لتنفيذ هذه الخطة.

ابتسم صفوان وعلق قائلًا:
—أحسنت مهران فأنت أوفى وأمهر  رجالي لذلك لن أتخلى عنك وستكون دائمًا ذراعي اليمنى.

داخل منزل رئد عز الدين بلندن.

مازن ونغم يتحدثان عما صدر من ديانا، فتحدث مازن وقال:
— نغم تعلمين مدى حبي لديانا، لكنني أختلف معها بشدة لقد كانت قاسية حادة مع ريهام.

قامت نغم بالضغط على شفتيها السفلى من الغضب وعلقت قائلة:
—مازن أنت تعلم أن والدتي عندما أخبرها رائد بأمر زواجه من هذه الفتاة عارضت بشدة هذا الزواج.

حاول مازن أن يقنع نغم بوجهة نظره فتحدث قائلًا:
—حبيبتي، أرجوا أن تفهمي ما أعنيه، لقد تزوج رائد بالإنسان الوحيدة التي عشقها قلبه، الأمر أنتهى علينا جميعًا أن نتعايش مع هذه الحقيقة كأمر مسلم.

نظرت نغم إلى مازن نظرة حادة وحدثته قائلة:
—هذا بالضبط ما ترفض أني تقبله التعامل مع هذا الزواج على إنه أمر مسلم، أو الإستسلام للأمر الواقع، أنت تعلم أن أمي تبغض هذه الطريقة في التعامل وتحب أن يقدر الجميع رأيها وألا يفرض عليها شيء لا تريده.

دنا مازن من نغم وأمسك بيدها ثم تحدث إليها وقال:
—حبيبتي، ضعي نفسك في نفس الموقف الذي تعيشه ريهام الٱن، ماذا كنتِ ستفعلين عندما تقوم والدة زوجك بالتعامل معك بتلك الصورة التي تعاملت بها ريهام؟

نظرت نغم إلى مازن وحدثته قائلة:
—مازن، ألا تشعر أنك متعاطفًا مع ريهام بشكل كبير؟!

علق مازن قائلاً:
—ما رأيته من ديانا جعلني انتقد طريقة تعاملها مع ريهام.

نظرت نغم إلى مازن وحدثته قائلة:
—اطمئن،لقد دلف أخي من قليل إلى مكتب والدتي وأتمنى أن يقوم بإصلاح الأمر حتى لا تتوتر الأجواء.

أومأ مازن برأسه وحدثها قائلاً:
—حسنًا هيا بنا نصعد إلى جناح رائد ونحضر ريهام لعلنا ننجح في تحسين العلاقة بينهما.

ابتسمت نغم وعلقت قائلة:
—لا إذهب أنت وطيب خاطرها، أما أنا سوف أخرج إلى حديقة المنزل لأداء بعد التمرينات الخاصة بلياقتي.

نظر مازن إلى نغم وقد بدى عليه الضيق ثم علق قائلاً:
—ستظلي هكذا أنانية، لا تفكير سوى في نفسك أما الٱخرون فيأتون في المراتب المتتالية، نغم، إذهبي إلى حيث تشائين، فالتمرينات الرياضية ولياقتك أهم عندك من حياة أخيكِ وسعادته المتعلقة بسعادة زوجته.

نظرت نغم إلى مازن وعلقت قائلة:
—أريد أن أعلم ما كل هذه الحكمة والعقلانية؟!

وقفت ريهام تنظر من الشرفة، تستمتع بالمناظر الخلابة، أخذها الشرود في سرد جميع الأحداث التي مرت بها بداية من لقاءها برائد حتى المقابلة الجافة من والدته.

تعجبت ريهام ووقفت متسائلة:
-ما الذي جعل تلك المرأة تتعامل معي بهذه الحدة؟! بدلًا من أن تقوم بتهنئتي؟! الٱن قد عرفت السبب وراء تلك النصائح التي قام رائد بإعطائها لي قبل المجيء إلى هنا.

أخذها شرودها إلى الشعور بالغضب من رائد وحدثت نفسها قائلة:
—إذا كان رائد يعرف والدته جيدًا، فما الذي جعله يصر على قدومنا إلى هنا؟! أكاد أختنق فأنا لا أجد من أتحدث إليه؛ لقد شاهد الجميع ما حدث ولم يتدخل أحد ويطيب بخاطري.

صمتت ريهام قليلًا ثم حدثت نفسها قائلة:
—كم أتمنى العودة إلى منزلنا بالقاهرة، أشتاق إلى العم عزام وإلى نوجا كثيرًا ليتني لم أغادر المنزل، ويتم إجباري على التعامل مع امرأة لديانا.

فوجئت ريهام بمن يضع يده على عينيها فخرجت من شرودها وعلقت قائلة:
—رائد، هذا أنت، كنت أود التحدث إليك في شيء هام.

رفعت ريهام يده ولكنها فوجئت بمازن ابن عمي رائد، تغيرت ملامح وجهها وتحدثت قائلة:
—مازن ما الذي تفعله هنا وكيف تجروء على  فعل ذلك؟!.

ابتسم مازن وعلق قائلاً:
—ريهام، أنتِ زوجة أخي وزوجة أخي كأختي تمامًا.
شعرت ريهام بالضيق ونظرت إلى مازن نظرة حادة مقتضبة ثم علقت قائلة:
—مازن، أعتذر إليك ولكنني لا أحب بمثل هذه الأفعال واتمنى ألا تقوم بتكرار ذلك.

شعر مازن بالحرج، ثم أومأ برأسه وقال:
—حسنًا لا داعي للإعتذار أنا من يجب عليه أن يعتذر، وأعدك ألا أقوم بفعل أي شيء يسبب لكي  الضيق، لقد جئت إلى هنا لأطيب خاطرك وأخبرك أنك ما إن تعاشرين ديانا سوف تكتشفين أنها على العكس تمامًا كما تبدوى عليه.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—لا عليك كل شيء سيصبح على ما يرام، ولكن أين رائد؟

ابتسم مازن وعلق قائلاً:
—هو بالطابق الأرضي يتحدث مع ديانا بشانك؛ فرائد لن يقبل أن تعامل والدته زوجته بهذه الحدة، فلا تقلقي بهذا الشأن.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
مازن، أشكرك على اهتمامك بي وبمشاعري ولكن لدي سؤال أريدك أن تجيبني عليه.

نظر مازن إليها بأهتمام وعلق قائلًا:
—تفضلي يمكنك أن تقومي بالإستفسار عن الشيء الذي تريده معرفته.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—مازن، لماذا أنت والجميع ينادونها بديانا؟!

ابتسم مازن وعلق قائلًا:
—ديانا عندما تحب أحد ويكون مقربًا منها تطلب منه ألا يناديها سوى بإسمها ديانا.

اومأت ريهام برأسها ثم تحدثت قائلة:
—مازن، هيا بنا لننضم إليهم فإنني أود أن أحاول التقرب إلى ديانا لعلي أكون من المقربين إلى قلبها.

ابتسم مازن وقبض يده ليضرب بها يد ريهام، وأومأ برأسه فقامت ريهام بعمل نفس الشيء فضحك وقال:
—هذه فكرة جيدة للغاية هيا بنا.

نزلت ريهام إلى الطابق الأرضي واتجهت مكتب ديانا  فهو  المكان الذي يجلس فيه رائد مع والدته يتحدثان.

وما إن دنت ريهام من غرفة المكتب الخاصة بديانا وشرعت في طرق الباب ولكنها توقفت متسمرة في مكانها عندما سمعت ديانا تتحدث مع رائد وتقول:
—أنت تعلم إنني لن اتقبل هذه الفتاة لقد أخبرتك من قبل برفضي زواجك من هذه الفتاة تحديدًا، ومع ذلك تزوجت بها وجئت بها إلى هنا كي تضعني أمام الأمر الواقع وهذا لن أتقبله مطلقًا.

أخذ رائد تفسًا عميقّا وتحدث إليها قائلاً:
—ديانا، من فضلك اهدئي، ريهام فتاة رائعة ومميزة وبها أشياء كثيرة لن تجديها في فتاة أخرى كل ما أريده منكِ أن تعطيها الفرصة للتقرب منك.

ضحكت ديانا وتحدثت بسخرية قائلة:
—هل قمت بتحفيظها بعض الكلمات كي تتحدث بها أمامي فتثير بذلك إعجابي، رائد أين كان عقلك عندما تزوجت بفتاة لم تتعدى السابعة عشر من عمره، هل قامت بتوريطك في شيء معها واجبرتك على الزواج بها؟! كان عليك أن تلقي إليها ببعض المال وتتركها.

حاول رائد التحدث إليها ولكن ديانا لم تعطي له الفرصة في التحدث وقالت:
—إن كنت تصر على ما فعلته، سوف اتجنب هذه العاهرة طوال فترة وجودها هنا في منزلي.

سمعت ريهام هذه الكلمات القاسية ثم وضعت يدها على فمها بينما انهمرت الدموع من عينيها وأسرعت بالركض إلى خارج المنزل.

حاول مازن تهدئتها ولكن دون جدوى.
شعر مازن بالأسف لما سمعته ريهام وقرر الذهاب إلى ديانا والتوجيه اللوم عليها لحديثها القاسي بشأن ريهام.

خرجت ريهام من المنزل وهي تبكي لمحت نغم ريهام فقامت بالنداء عليها ولكن ريهام لم تستجيب لنداءها.

تعجبت نغم وشعرت أن هناك أمرًا سيئًا يجري مع ريهام فقررت الذهاب إليها ولكنها ما إن اقتربت منها حتى شاهدت سيارة تقف أمام المنزل نزل منها عدة رجال وقاموا بخطف ريهام ووضعها داخل السيارة فأسرعت إليهم وقامت بضرب أحدهم وظلت تصرخ وتصبح قائلة:
—النجدة، النجدة أخي رائد.

سمع مازن صراخ نغم فإلتفت خلفه ولكنه فوجئء بالرجال يقومون تقيد نغم ووضعها داخل السيارة.

أسرع بالركض صوب السيارة ، ولكنها قائدها أسرع بها ولم يتمكن مازن من اللحاق بهم.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي