الفصل السادس عشر السفر إلى لندن

وصل رائد وريهام إلى منزل رائد بلندن، تم استقبالهما بحفاوة كبيرة من قبل شقيقته نغم التي بدت سعيدة للغاية برؤيتها لشقيقها وزوجته.

بعد وصول رائد تفاجيء بوجود ابن عمته مازن الذي لم يراه منذ وقت طويل.

أسرع مازن إلى رائد وقام بتهنئته ثم نظر إلى ريهام وحدثها قائلاً :
—منذ أن علمت بنبأ زواج رائد وأنا أتطلع لرؤية الفتاة التي جعلت ابن عمتي المضرب ع نالزواج يغير فكرته ويسرع بالزواج، لكنني لم أكن أتوقع أن تكون في غاية الجمال والرقة هكذا.

نظر رائد إلى مازن وحدثه قائلاً:
—مازن، لا أسمح لك بمغازلة زوجتي.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
_سيد مازن، شكرًا لك على مجاملتك الرقيقة.

ضحكت نغم وعلقت قائلة:
—سيد مازن! ريهام لا تتحدثي مع مازن بهذه الرسمية فهو مثل أخي.

نظرت ريهام إلى نغم وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—أعتذر ولكنني لم أعرفه سوى من لحظات قليل، ولم إعتاد أن أتحدث مع أحد لا اعرف بهذه الحميمية فالحديث.
ابتسم مازن وعلق قائلًا:
—ريهام، لا داعي للإعتذار فلديكِ الحق فيما تقولينه وكم أنا سعيد برؤيتك.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—شكرًا لك سيد مازن شرفت بلقائك.

أنهت ريهام حديثها مع مازن، ثم نظرت إلى رائد الذي بدى عليه الإعجاب بطريقتها وبثقتها في نفسها وهي تتحدث فغمز لها بعينه وهمس قائلاً:
—أحسنتي يا حبيبتي التصرف.

أصطحب رائد ريهام إلي الجناح الخاص به والذي تم إعداده لإستقبال العروسين، نظرت ريهام إلى المكان الذي ستمكث فيه خلال فترة وجودها في لندن وشعرت بالسعادة والإنبهار بما تم إعداده من زينة وديكورات جعلت المكان في غاية الجمال.

ما إن دلف العروسان إلى الجناح الخاص بهما حتى فوجئت ريهام بالورود التي وضعت على الأرض بشكل في غاية الجمال وحولها الشموع التي تصاحبهما إلى فراشهما.

نظرت ريهام حولها وتحدثت بسعادة بالغة وقالت:
—رائد، من الذي قام بعمل كل هذه الأشياء الجميلة؟!لم أكن أتوقع أن أرى شيء كهذا.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—نغم، هي التي قامت بعمل كل هذه الديكورات بمساعدة مازن.

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
—يبدو أن علاقتها بمازن علاقة وطيدة.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—علاقة وطيدة للغاية للدرجة التي تجعل نغم تغضب مني عندما أوجه نقدًا لمازن أو أقوم بمضايقته.

تعجبت ريهام وهمست قائلة:
—شيء جميل أن تكون الصداقة بهذا الرقي والتحضر.

جلست ريهام على الفراش وشردت تحدث نفسها وتقول :
—ترى، أين والدته لم أراى بعد ولم تكن في استقبالنا عندما جئنا إلى هذا المنزل؟!

نظرت ريهام إلى رائد وحدثته قائلة:
—رائد، أين والدتك؟! لم تكن في استقبالنا حين أتينا إلى هنا.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—لا تقلقي سوف تقابلينها بعد قليل فقد اوشكت على العودة من عملها.

نظرت ريهام إلى رائد وعلقت قائلة:
—هل يمكنني أن أعرف ما طبيعة العمل الذي تعمل به والدتك؟

نظر رائد إليها وحدثها قائلاً:
—أمس تعمل سفيرة.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—سفيرة! هل هي سفيرة مصرية هنا بالسفارة؟!

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—لا بل هي سفيرة إنجليزية فوالدتي إنجليزية وليست مصرية.

تعجبت ريهام وعلقت قائلة:
—هذه هي المرة الأولى التي أعرف فيها هذا الأمر أنك ابن لأب مصري وأم بريطانية، إذن فأنت تتحدث معها باللغة الإنجليزية.

ابتسم رائد وتحدث إليها وقال:
—لا فأمي تجيد اللغة العربية، فبعد زواجها من والدي أصرت على تعلم اللغة العربية حتى لا تتأثر حياتها بوالدي وتستطيع التواصل معنا بسهولة ويسر، خاصة وأن والدي أصر على العيش في مصر.

نظرت ريهام باهتمام وحدثته قائلة:
—وما الذي حدث بعد ذلك؟

علق رائد قائلاً:
—ربما سوف أخبرك فيما بعد ولكن الٱن فلنرتاح قليلًا فلدينا أشياء كثيرة علينا القيام بها، حبيبتي علينا أن نستمتع بكل لحظة تمر من لحظات حياتنا.

ابتسمت ريهام وعانقت زوجها ثم حدثته قائلة:
—رائد شكرًا لك على كل هذه السعادة التي أشعر بها.

ابتسم رائد ووضع قبلة على شفاة زوجته ثم قال:
—اتمنى أن تكون أيامنا القادمة لا تحمل لنا سوى السعادة.

فجأة سمع رائد صوت طرق على باب الجناح الخاص به.

نظر إلى ريهام وحدثها قائلاً:
—ألم أخبرك أن نأخذ قسطًا من الراحة، ها هي سوزانا(مديرة المنزل) تطرق الباب لتخبرني أن والدتي جاءت وتريد أن تراني.

وبالفعل فتح رائد باب الغرفة فوجد مديرة المنزل سوزانا تخبره وتقول:
—سيدي، لقد حضرت سيدي ديانا من العمل وتود رؤيتك.

ابتسم رائد وعلق قائلًا:
—حسنًا سوزانا، أخبري والدتي إنني سألحق بكِ.

غادرت سوزانا واتجه رائد صوب ريهام وحديثها قائلاً:
—ريهام، سوف أذهب لمقابلة والدتي، أما أنتِ فتستطيعين أن تمتلئ قسطًا من الراحة فالرحلة كانت طويلة بعض الشيء.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—لا سوف أتي معك لمقابلة والدتك وبعدها يمكنني أن أرتاح قليلًا.

أصطحب رائد زوجته وقد أمسك بيدها واتجه لرؤية والدته.

نظرت الأم إلى رائد وعلت الابتسامة وجهها ولكن فجأة تغيرت ملامح وجهها عندما رأت ريهام وهي تمسك بيد رائد.

نظر رائد إلى والدته وقد لا حظ تغير ملامح وجهها فتحدث قائلًا:
—أمي، أقدم لكِ عروستي ريهام.

ابتسمت ريهام ومدت يدها تصافح السيدة ديانا، فنظرت السيدة ديانا إلى يد ريهام بينما وقف الجميع يترقب ما الذي ستفعله ديانا مع ريهام ؟

تعجبت ريهام من رد فعل تلك المرأة وقبل أن تبعد ريهام يدها قامت ديانا بمصافحتها فعلقت ريهام قائلة:
—سيدتي، هل مصافحتي تستلزم كل هذا التفكير ؟!

نظرت ديانا إلى ريهام وشعرت بالضيق ثم تحدثت قائلة:
—لم أتعود على مصافحة من لا أرغب في مصافحته، ولا أحب أن اصافح شخص اعترض على وجوده في حياة ابني.

وقف الجميع في ذهول، همست نغم إلى مازن وحدثته قائلة:
—حدث ما كنت أخشاه، ترى ماذا سيكون رد فعل أخي؟

علق مازن وهمس قائلاً:
—لم أكن أتوقع أن تتعامل ديانا بهذه الحدة مع ريهام، فكل شيء قد انتهى والزيجة قد تمت بالفعل وعليها أن ترضى بالأمر الواقع.

ابتسمت نغم وعلقت قائلة:
—حبيبي، الرضاء بالأمر الواقع ليس من شيم أمي، فلننتظر حتى نرى ما الذي سيحدث؟!

نظرت ريهام إلى ديانا وقد بدى عليها التعجب وعلقت قائلة:
—سيدتي، كنت اتشوق لرؤيتك والتعرف عليكِ ولكنني لا أعلم سبب هذه الحدة في التعامل معي فلم يسبق أن تعرفنا على بعض ولم يحدث بيننا ما يجعلك تتعاملين معي بهذه الطريقة.

حاول رائد أن يهدأ الأمور قبل أن تتطور أكثر من ذلك فدنا من والدته وقام بتقبيلها ومعانقتها.

نظرت نغم إلى أخيها الذي بدى وكأنه يحتضن والدته وهمست إلى مازن وقالت:
—مازن، هل تعرف ما الذي يفعله أخي؟

تعجب مازن وعلق قائلًا:
—وهل هذا يحتاج لإجابة فشقيقك يصافح والدته بحرارة؟!

ابتسمت نغم وهمست قائلة:
—سوف تعرف عندما تتغير معاملة أمي مع ريهام.

انهى رائد معانقة والدته، وقد نظرت ريهام إليه وقد بدى عليها الضيق الذي سرعان ما تحول إلى تعجب وذهول عندما علت الابتسامة وجه ديانا وتحدثت إليها قائلة:
—ريهام لا تؤاخذيني فلدي الكثير من المشاكل التي تواجهها في عملي وتؤثر على حالتي النفسية ولكنني سوف اتخلص من هذه المشكلات قريبًا جدًا.

ابتسمت ريهام وعلقت قائلة:
—لا عليكِ سيدتي أقدر لكِ ذلك.

ابتسمت ديانا وتحدثت قائلة:
—أما الٱن تفضلوا إلى المائدة لتناول العشاء.

تعجب مازن منا حدث ونظر إلى نغم وقد بدى عليه الذهول، ثم تحدث إليها قائلاً:
—نغم، ما الذي حدث؟! كيف تغيرت ديانا مع ريهام إلى هذه الدرجة.

ابتسمت نغم وعلقت قائلة:
—السر يا صديقي في معانقة رائد، فإنها لم تكن كأي معانقة.

نظر مازن إلى نغم وقد بدى عليه الحيرة والتعجب ثم تحدث قائلاً:
—لا أعلم ما الذي تعنيه بهذه الكلمات، ما السر في معانقة أخيك؟!

همست نغم إلى مازن وحدثته قائلة:
—أثناء معانقة أخي لأمي قام بتهديدها بترك المنزل إن لم تحسن إلى ريهام.

ضحك مازن وعلق قائلًا:
—أنتم عائلة غريبة الأطوال.

ابتسمت نغم وقالت:
—حسنًا، فلنسرع إلى لمائدة قبل أن تلاحظ أمي غيابنا فتقوم بتوبيخنا.

وصل صفوان ثابت إلى أحد فنادق لندن القريبة إلى حد ما من فيلا رائد وقام بوضع حقيبته في إحدى الغرف التي قام بحجزها، ثم نظر إلى مهران وحدثه قائلاً:
—الٱن يأتي دورك يا عزيزي، إذهب وقم بجمع المعلومات اللازمة عن تلك المرأة التي تدعي ديانا ديكسون.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي