البارت السادس غيرة قاتلة

كان الانتظار طويلا لقد كذبت الطبيبة ، فقد استغرق الأمر اكثر من عشرة دقائق كاملة إلي ان خرجت أخيرا ، تقدم اليها سيف بقلق لتردف الطبيبة قبل سؤاله وكأنها تتوقعه " الحمد لله مدام حضرتك بخير ، الجرح كان سطحي والنزيف وقف بسهولة ، ده غير ان انا اطمنت علي مخها مفيش اي نزيف ، هي بس الواضح مش بتاكل ولا بتشرب عشان كده اغمي عليها ، انا اديتها حقن فيتامين وكتبتلها علي محاليل وأدوية تاخدهم ف معادهم اتفضل الروشته اهي "

اردف سيف ببرود " وصل الدكتورة ي فؤاد وروح شوف مراتك لتكون محتاجة حاجة "

تركها ودخل دون أدني اهتمام ، لتحرج الطبيبة من فعلته ، أخذ فؤاد الوصفة الطبية من يدها وهو يقول " اعذريه هو دلوقتي ف وضع صعب اتفضلي معايا "

ابتسمت الطبيبة مجاملة له وهي تجيب " حصل خير " ......اعطي فؤاد الوصفة الطبية لأحد الحرس وأمره بإحضار ما فيها من أدوية ومحاليل واعطائها لأحسان ، وذهب عائدا لبيته .......

في الغرفة.........
يجلس سيف بجانب السرير في الارض ممسكا بيدها وهو يقبلها بندم " انا السبب مكنش قصدي سامحيني "

لم يشعر بمرور الوقت ليغفو مكانه ، دخلت إحسان ورأته جالسا علي الارض ممسكا بيدها ، لم تيقظه ولكن علقت المحلول لها بهدوء وخرجت تتمتم ببعض الأدعية لحفظهما بخير .......

بعد ساعة .....افاقت أحلام من غفوتها ، لتجد من يمسك بيدها بقوة ، لدرجة انها لم تعد تشعر بها ، حركت رأسها بهدوء لتراهُ سيف؟!

حاولت سحب يدها بطئ وحذر ولكن زاد تمسكا بها ليستيقظ فزعا وهو يتفحصها " أحلام صحيتي؟! انتي بخير في حاجة وجعاكي حاسة بإية قوليلي ؟ "

سحبت يدها بقوة وادارت رأسها للجانب الآخر غير عابئة بقلقه عليها ، وعادت من جديد لعالمها الخاص ، فهم انها تحتاج لمزيدا من الوقت فطأطأ رأسه بحزن وألم واختفي كالعادة ....
زرفت الدموع دماءً حارقه ، ليس عليه بل علي قلبها المتألم لانها تعلم أن عودتها ما هي إلا فتح جروح قديمة قد شفتها بمفردها ، تعلم انها فقط وراتها عن بصيرتها لم تنساها و لم يكن الامر سهلا بل استغرق اعواما تخفيها بمفردها ..............

في الخارج يقف سيف مع احسان وهو يكلمها بهدوء " إحسان احلام مسؤليتك ، اكليها كويس اديها عصاير فريش علي طول ، والأدوية ف معادها ، عينك علي المحلول كل ما يقرب يخلص تغيريه وانا هتابع معاكي علي التليفون تمم "

هزت رأسها بطاعة " تحت أمرك ي فندم "
تحرك اتجاة سيارته وصعدها ، واتجه لوجهته المعتادة ..........

صباح اليوم التالي...........
دخل سيف الشركة متجها لمكتبه " سمية هاتيلي شغل انهاردة وامبارح علي مكتبي وابعتي لفؤاد خليه يجي حالا "

كانت نبرة صوته عاليه لينتبه له جميع من في الرواق هزت سمية برأسها بقلق وهي تجيبه " حا ححاضر ي ..فندم تحت امرك " ...دخل الي مكتبه وصفق الباب بقوة ، توترت سمية وبدأت في جمع بعض الملفات الي ان وجدتهم جميعا لتدخل مسرعه وتضعها علي مكتبه وفرت هاربة بعد أذنه لها الي مكتب فؤاد تستدعيه ........

في مكتب فؤاد ......

دخلت سميه بعد ان طرقت الباب وهي تلهث بشدة ليقف فؤاد بقلق " مالك ي سمية حصل حاجة ....استني سيف وصل "

اردفت وهي تسعل " ايوة و عاوزك حالا في مكتبه ي فؤاد بيه "

ابتلع فؤاد ريقه بخوف وهو يقول " قولي ان مزاجه رايق "

نظرت له بحزن وهي تقول " كان نفسي فعلا اقول لحضرتك كده بس للأسف هو متعصب جدا جدا "
،(سمية فتاه في نهاية العشرينات من عمرها لحم كتفيها من خيرات سيف الجبلاوي هي تعرفه حق المعرفة ، فهو بمثابة أخ كبير لها وتعلم وراء كل هذا الجبروت والحزم قلب طاهر ، يفرق بين الظالم والمظلوم )

حدثها وهو يخرج مسرعا " طيب ابقي كلمي دكتور أسامة خليه يجي وقولي لهنا اني بحبها اووي ، ولا إله إلا الله "

اجابته وهي تركض خلفه بخوف فهي تعلم أنهما وقت الشجار لا يفرق بينهما سوى الطبيب " محمدا رسول الله حاضر والله "

دخل المكتب بعدما طرق الباب لتقف سمية بجانب الباب وهي تدعي ربها ان يمر الأمر علي خير

..في المكتب ....
وجد سيف فؤاد يقف أمامه محاولا التماسك ، لينحني قليلا للأمام وهو يقول " شغل اللمبة الحمرة "

اردف فؤاد بقلق " لكن دي دي بتاعت الاجتماعات "

صاح فيه بعصبية وهو يضرب بقوة علي مكتبه " شغلها ي فؤاد "

انتفض المسكين أثر صراخه ، هو يعلم أن صديقه لن يهدأ الي ان يأخذ حقه ويعلم أيضا انه المخطئ لن يستطيع حتي المقاومه كالعادة ، تحرك ناحية القابس وضغط رز المصباح الأحمر، لينير ف الخارج فوق الباب لتعلم سمية ان الوضع جدي للغاية فأتصلت بالطبيب أسامة كما قال لها .....


في الداخل نهض سيف من مقعده متجها الي فؤاد الذي يتراجع في خوف " سيف ابوس ايدك اهدي انت عارف انه مش قصدي ، انا كنت قلقان عليك ي صحبي و و و ااه"

كانت لكمة قوية من سيف ، انهال عليه بالضرب المبرح وحاول فؤاد صده او علي الاقل حماية نفسه والفرار " ي سيييف اهدي ياخي قولتلك مش قصدي"

صرخ سيف بقوة وهو يضربه في معدته " انا ال مش فاهمه من امتي بتدخل من غير ما تتزفت تخبط طول عمرك بتهبب تخبط هاا شوفتها عجباك صح كانت حلوة البيجامة بتاعتها ولا شعرها اللون ال بتحبه مش كده انا هخليهااا تحلقه خالص "

اجابه فؤاد بألم حقيقي وترجي " سييف فوق بقا انا مكنتش اعرف انها ف اوضتك كنت فاكر ان ليها اوضه خاصة ف دخلت اوضتك علي طول عشان اقولك جبت الدكتورة والخدم كمان مجبوش سيرة فوق بقا ياخي "

نظر له سيف قليلا حتي هدأ ، نهض من فوقه لينفض الغبار من علا ملابسه ويعدلها مثلما كانت ، اتجه لمكتبه وضغط للزر الخاص بسمية " تعالي حالا "

ثواني وكانت سمية قد فتحت الباب ، يبدو علي وجهها الهلع ، لتنظر متفحصة علي مكان فؤاد لتجده خلف الاريكة مستلقي علي الأرضية ينزف الدماء من وجهه ، نظرت بخوف ورجاء لسيف " ساعدي فؤاد ي سميه انه يقوم ويروح بيته واطلبيله دكتور اسامة "

اردفت وهي تركض اتجاه فؤاد " حاضر ي فندم " ...ساعدته ف النهوض بحزن علي تلك الحالة التي وصل اليها ليقف قليلا يستعيد توازنه وهو ينظر لسيف " تمم ي سيف شكرا اووي لحد كده ، انا هقدم استقالتي قبل ما امشي ومش هتشوف وشي تاني ده لو فاضل ليا وش ، الظاهر ا انا رخصت نفسي كتير عشان بعزك اووي لكم انا ال غلطان سامحني "

تركه وذهب مع سمية التي تسنده علي مهلٍ ، جلس سيف علي كرسيه وهو يشعر بالندم لما حصل ، لا يعرف ما أصابه ، ليخاطب نفسه بحزن " ايه ال انا هببته ده ، انا زودتها اوي لحد.... لحد ما شوفت ف عنيه نظرة احلام ليا لما كنت بستقصد اوجعها نظرة كسرة نفس وضعف ، انا ديما بأذي ال حوليا وخصوصا ال بيحبوني "

قطع حديثه الخاص طرقات الباب " ادخل "

دخلت سمية وهي تقول " ي فندم فيه واحد برة طالب انه يقابل حضرتك "

اردف سيف بجمود " معاه معاد "

اجابته سمية بنفي " لاء ي فندم بس بيقول انه صاحب بباك الله يرحمه "

روادت سيف بعض الشكوك بخصوص هذا الغريب ليطلب منها ان تأذن له بالدخول " طيب دخليه "

اردفت بجمود " تحت امرك ي فندم "

خرجت سمية وبعد دقيقة دخل ذلك الغريب واتجه الي سيف بأبتسامة حنونه واشتياق واضح ، نظر له سيف بصدمه ووقف فورا " ازيك ي سيف يبني عامل ايه وحشتني اوووي "

بادله سيف الحديث " عم عزيز " ليقترب عليه عزيز بسعادة ويحتضنه ، ليبادله سيف العناق ، شعر انه يحتضن والده فهو كان آخر شخص قد احتضنه قبل وفاته ....

ابتعد عزيز قليلا وهو يمسك زراعيه بقوة " عامل ليه ي سيف ، انا فرحت اووي لما عرفت انك نجحت وكبرت ف السوق وبقا ليك مركز ف الشرق الأوسط كله ، كان زمان ابوك الله يرحمه فخور بيك اووي انت حققت امنيته برافو عليك يبني ورودي عاملة ايه دلوقتي وحشتني اووي الشقيه دي ، عندها كام عيل طبعا بقبت خالو "

اجابه سيف بأقتضاب " رودي تعيش انت ي عم عزيز "

تحول وجهه عزيز للاحمر تجمعت الدموع في مقلتيه " لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم امتي حصل ده وليه "

اردف سيف بجمود " مش وقته ي عم عزيز انت والعيلة تمم "

اردف عزيز بحزن " والله يبني انا ف مصيبه ومحتاجك ، ربنا انار ليا الطريق ولقيتك صدفه ف وشي ف قولت اجي استنجد بيك "

عقد سيف بمكر حاجبيه وكأنه لا يعلم قصده " خير ي عم عزيز ايه حصل "

اجابه عزيز بحزن " احلام ضنايا الوحيد ال ف الدنيا اتخطفت وقلبت عليها البلد كلها ملهاش أثر بطلب مساعدتك انك تساعدني الاقيها "

لوي سيف فمه بتهكم واضح ليجيب ببرود " خلاص تمم متقلقش انا هبعت رجالتي يدوروا عليها ف كل مكان سيب بس رقمك مع السكرتيرة برة وانت خارج ، وهي هتتواصل معاك لو فيه اي جديد معلش بقا يعم عزيز اصل زي ما انت شايف مشغول اووي ف شغلي ال بنيته وحدي بتعبي وشقايا ومحدش كان جنبي فيه اي خدمه تاني "

فهم عزيز قصده ولكن ليس هناك مبرر لفعلته ، فهو بالطبع لن يصدق انه ابتعد بأمر من والده ، ففضل عدم الإفصاح عن الماضي حتي لا يخسره نهائيا " لا يبني وانا ميرضنيش اني اعطلك ، خلي بالك من نفسك مع السلامة "

اردف سيف ببرود وهو جالس " مع السلامة ابقي سلملي علي طنت نعمه ".

اردف عزيز وهو خارج " يوصل يبني احلام شاء الله "

خرج عزيز من الشركه وهو مهموم وحزين علي معاملة سيف القاسية له " ياااه ي سيف يبني انا مكنتش اعرف ان الايام هتغيرك بالطريقة دي وتنسيك حبايبك واصلك ، قال ايه وانا ال كنت فاكر انه اول حاجة هيسألني عليها احلام ، وحتي لما عرف انها مش مخطوفه مداش للموضوع أهمية وكروتني للسكرايرة برة ، الله يرحمك يا احمد بس انت طلعت غلطان ....سيف طلع واطي لأمه "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي