البارت الرابع عشر زواج بالأكراه

اختفت احلام بين الاشجار ليتنهد سيف بحزن وهو ينظر لزمرد بنظرة ذات مغزي , انطلقا سوياً يلاحقاها......



كانت تركض بأقصي سرعتها لم تتردد ثانية الي اين ستذهب وكأنها علي يقين بأنها ستجد مخرجا من ذلك المكان الموحش , كان اكثر ما يخيفها عزل الاشجار لضوء القمر لتلتف حولها بهلع بعد ان اصبحت الرؤية شبه معدمة , تبحث عن مصدر ضوء يرشدها لمخبئ مؤقت الي الصباح فقط , لتجد اخيراً ما تبحث عنه مكان تقل به الاشجار بل تنعدم اتجهت اليه مسرعه تاركه الظلام خلفها , وقفت في هذا المكان المتسع وهي تنظر للسماء


" ده مكان صخري يبقي اكيد في كهف او علي الاقل جحر قريب من هنا , بس يعني الجحر دة مش هيبقي فاضي , مفيش حل تاني " ....

تحركت مكانها لتستمر بالركض بشكل دائري حول هذا النطاق القاسي , تفحصت المرتفعات والصخور الضخمة لتجد اغلهم مكشوف للطبيعة , لتصعد اخيرا المرتفع الاخير لتجد انه بلا فائدة , نزلت بخطوات متعثرة وخيبة الامل والبرودة قد اجتاحت قلبها فماذا ستفعل أتعود لذلك الجحيم ام تبقي هنا للهلاك , حتما لن تستمر للعيش في هذا الخلاء الي الصباح " هه آعااااااااااا "

كانت صرختها من ضجت بالمكان كله لقد سقطت ولكن أين ؟ ....أصدرت صوتً خافتاً تئن ألماً لتعتدل في جلستها بحذر يبدو انها فقدت القدرة علي تحريك قدمها اليمني كما اصابت مفصل يدها الايسر , نظرت حولها بتفحص شديد يبدو أن المكان خالٍ لترفع رأسها للأعلي متسائلة عن ماهية هذا المكان , لتجد انها سقطت من فوهة جحر كبير نسبيا او أكثر لا تعلم بسبب العتمة حولها , يحيط الضوء بها بشكل دائري لم تستطع تركه ابدا لتشعر بعد لحظات بصوت تحركات زاحفة خلفها , نظرت مسرعة للخلف لكنها لم تستطع ايجاد شئ , ليعاود صدور الصوت من جهة اليمين لتدير احلام رأسها بفزع تدقق النظر لمصدر الصوت لكن الظلام لم يسمح لها ان تراه بوضوح , لكن؟ خمنت ما مصدر هذه الضجة لتنكمش بخوف وهي تحتضن نفسها وتردد بعض الآيات القرآن الكريم راجية ان كل هذا ما هو إلا أوهام الوحدة والمكان الموحش ؛ ولكن للأسف قد خاب ظنها لتزحف صاحبة هذه الضجة الي نور القمر تجاه أحلام التي شحب وجهها وثلج جسدها فور رؤيتها , انها أفعي ضخمة يتعدى طولها عشرة امتار لونها رمادي جلدها يشبة قشر السمك ليدل هذا علي انها ليست بحديثة السن بل مسنة وماكرة ايضا , جحظت احلام بعينها وعلامات الرعب قد احتلت وجهها لتزحف للخلف بتروٍ حتي لا تزعجها , اسرعت الأفعي اليها لتقف امامها بشموخ وكأنها تقول لها الي أين ستهربين هذا منزلي , صرخت بكل ما أوتيت من قوة

" اعااااااا سييييف الحقنيييي يااسيييف أنا هناااا , انقض عليها ذلك الضخم ليلتف حولها بقوة وبدأ في عصر هذا الجسد الهزيل , يتضح انه لن يطول الأمر كثيرا , بكت ألماً وحرقة وهي تتمتم " فينك ي سيف مش قولت مش هتسبني انا كل ما احتاجك متكونش موجود سييييف "

, سقط زمرد بالقرب منها ليعوي بصوت مرتفع وكانه يبعث رساله عن مكانه ليبدأ في مهاجمة الألآكوندا إلي ان تركتها واستدارت له وهجمت عليه , كانت معركة وحشية استمرت لحظة فقط لتلتف تلك الماكرة حوله وتبدا في ما تتقنه , ظلت احلام تصرخ بصوت مرتفع وهي تستغيث الي ان شعرت بصوت أقدام فوقها

" سيييف انت جيت "

أطل سيف من أعلي الحفرة وهو يلهث " أحلام انتي بخير "

, نظر لها بخوف ليطمئن فؤاده انها مازالت علي قيد الحياة

صرخت أحلام " الحقنا ي سيف "

نظر لزمرد الذي اوشك علي فقدان الوعى ليقفز للداخل دون تردد , ليتجه اليها ويخرج سلاحه ويوجهه الي رأسها , لكنها بدأت بالعشاء مبكراً , انزل سلاحه وانحني ليخرج خنجرا من قدمه وينقض عليها ليبدء في فصل رأسها عن جسدها , وضعت أحلام يدها علي وجهها بتقزز وخوف للحظات قليلة إلي ان سمعت صوت شئ يرتطم بالارض بل شعرت به أيضا , ازاحت يدها بخوف وهي تري سيف يحتضن زمرد ويهمس له بكلمات غير مسموعه , يبنما يبادله زمرد انين الألم .....اردفت أحلام براحة مؤقته وهي تري الأفعي فاقدة الحياة

" انت كويس "

أدار وجهه بغضب شديد يحملها مسؤلية ما حدث ليحاول زمرد تشتيت انتباهه عن طريقة الوقوف , ابتسم سيف وهو يربت علي رأسه " ايوا ي بطلي يلا بقا علي القصر بسرعة "

, تدافع زمرد للأمام بقوة وهو يخطو خطوات متعرجة الي ان وصل اسفل الفوهة وقفز مرة لكنه سقط , اعاد الكرَّة لينجح وينظر لهم " يلا ي زمرد هات الحرس "

" اختفي زمرد بعد أمر سيف لينظر لها سيف بغضب لكن بعد ان رأي اصابة يدها ركض عليها بقلق " انتي كويسة "

ردت بنبرة شبة باكية " مش قادرة امشي "

رد عليها بعصبية قليلة " عشان تستاهلي في حد يهرب من حد ف الغابة "

لترد بألم " سعات الحيوانات ال ف الغابة بتبقي ارحم من ال بني آدم "

اجابها بسخرية " الكلام ده كدب مين ال ضحك عليكي وقلهولك , انا ليا 12 سنة باجي هنا ملقتش الرحمة ابدا ف اي مخلوق مشوفتش غير حاجة واحدة وهي البقاء للأقوي "

تنهدت بحزن وهي تقول " علاقتك بزمرد تقول العكس "

شرد قليلا وهو يحكي لها قصة زمرد " من خمس سنين كنت ف سفرية شغل لروسيا , خرجت ف يوم فاضي للصيد بحب آخد حجات تذكارية غير الماديات , وانا بصطاد شوفت زمرد كان عمره شهر تقريبا كان خارج من جحره مغمي عليه , قربت وشلته سمعت صوت زئير وطيت شوفت الأم جوه جحرها بتحميه بعدت ومعايا زمرد , استكفيت بيه صراحة قولت هو ده ال هحنطه , لكن لما رجعت البيت وقعدت جنب الدفاية شوية بدأ الشوال يتحرك استغربت طبعا ف مسكته وفضيته , لقيت زمرد فاق بس مش قادر يحرك رجليه ال ورا , عرفت وقتها ليه أمه تخلت عنه ......عشان ضعيف هيبقي عالة عليها وعلي باقي القطيع , وقتها قررت اني هديه فرصة للحياة لو اتعالج هربية اما لو مفيش علاج اكيد مش هبقي انا احن من امه , جبتله دكاترة وباشروا حالته وعرفت ان فيه أمل , بدات اهتم بيه واربيه واعلمه لحد ما خف تماما وبقي زيه زي غيره "

قاطعته احلام بفضول " بتثق فيه "

رد مبتسما " ده حيوان مفترس هو مهاودني عشان بأكله وبهتم بيه لكن صدقيني لو جاع مش هيختلف عن غيره هبقا بالنسباله مجرج وجبه ومش هيندم "

لفحت نسمة باردة جسدها لترتجف قليلا وهي تحتضن نفسها بحزن , اقترب سيف وهو ينزع سترته الصوف ويضعها حولها بهدوء ليجلس جوارها تحت ضوء القمر وهو ينظر للسماء " كل ما بتوحشيني كنت ببص للقمر وأكلمه زي المجنون كنت متأكد انه هيوصلك شوقي ليكي , كل ليلة كنت بدعي انها تبقي آخر ليلة من غيرك مزهقتش ومبطلتش احبك لما شوفتك ف الكافيه مكنتش مصدق , هو آه اتغيرتي كبرتي مهو مش سنة ولا أتنين ..دول 15 سنة ي أحلام , وقتها وقفت من الصدمة رجلي خدتني غصب عني ناحيتك لكن لآخر لحظة كان شرف الزفت "

علمت انه يقصد يوسف ليكمل حديثه بحزن " عارفة كان اية شعوري وقتها لما لقيت اللهفة ف عينك ناحيته , الخذلان الغدر الخيانة الضعف .... مهو لو انا مش ضعيف مكنتش امي اتخلت عننا وحستنا عالة عليها كنت هبعد ي أحلام لكن مقدرتش انا مصدقت لقيتك حاولت انتحر لكن ف رقبتي امانة أخلصها الاؤل وبعدين اعمل ال عاوزه "

قاطعته احلام بدموع " انك تنتقم لرودي "



هز رأسه بعد ان انسابت عبراته الدافئه علي وجهه المكفهر " آه فعلا "



اردفت بضيق " انا فضلت مستنية ي سيف بس "



صرخ بعصبية " بس زهقتي صح مستنية هه انا كنت هستني العمر كله ي أحلام "



بكت وهي تصرخ " لاء مزهقتش انا فضلت مستنية لحد الآن ويوسف ده كان أختبار يمكن انساك بيه مشاعري تجاهه مش حب بل شفقة شفقة عليه وعلي عيلته بس انا مكنتش اعرف كدة كنت فاكرة اني بحبه "



رد بعصبية " وانا ها انا كان ممكن اعمل زيك كان ممكن اتخلي عنك ادي لنفسي فرص مش فرصة اخونك كل ما افتكرك كان ممكن اعمل اكتر من كدة بس محصلش عشان ايه عشااان غبي وبحبك "

ظل صدره يعلو ويهبط بعصبية وهو ينظر لها بضيق والشرار يتطاير من عينه , لتنساب دموعها من جديد وتحتضنه بقوة وهي تخبئ رأسها بصدره لتجهش في البكاء والأنين ممسكة بشده في ملابسه , صدم من ردة فعلها للحظة ليحيطها بزراعية وهو يضمها بقوة واشتياق (حسبي الله ونعم الوكيل ) , لم تدم اللحظة طويلا لينتبه سيف واحلام لحركات متشتتة فوقهم وأصوات غريبة لم تخمن صاحبها أحلام " شامين ريحة الدم "



همست احلام بخوف " مين دول "

رد سيف بعد ان ابعدها نسبيا عنه " الضباع "

غطت وجهها يكفيها الباردتين وهي تقول بصوت خافت " انا السبب ف كل ده هنموت بسببي "

انزل سيف يدها بهدوء وهو يقول " أحلام انا مش هسمح لحاجة تإذيكي ولو علي جثتي "
ودت ان تخبره انها قلقة علي أمره اكثر مما تكترث لأمرها , وقف بهدوء وهو يرجعها للظلام كوسيلة للأختباء حتي لا يصبحا محطاً للأنظار " انا هروح اجيب سلاحي وأجي مهما حصل متتحركيش من هنا ولا تطلعي صوت ماشي "
هزت رأسها مرارا وهي تقول " خلي بالك من نفسك انا مستنياك "
نزع يدها بهدوء وهو يسير بحذر ناحية الضوء , كان يتابع بعينه نظرات تلك المخلوقات الجائعة التي تتسابق لتنظر اليه بتلذذ , اخفض نظره وبحث بالأرجاء عن سلاحه الي ان وجده بجانب جثة الكوبرا , التقطه مسرعا وعاد لمكانه بجانبها " هما هينزلوا صح "
رد بثقة " لاء عشان عارفين ده مكان ايه وعاملين حساب صاحب المكان بس مش لفترة طويلة " ......
بعد نصف ساعة من الخوف والتوتر هزت الارجاء بحركات اشبة بالركض وتعالت اصوات الطلقات النارية ليعلم سيف انهم قد وصلوا اخيراً
في القصرصباح اليوم التالي....
قد ضج وعج بحركات الخدم المتفرقة بسبب صراخ سيف المتواصل " انتو يابهايم السجاد دة متغيرش ليه "
اجابت الخادمة بخوف " دي تالت مرة نغيرة ي سيف باشا "
صرخ عاليا " زفت ولعوا فيه وافرشوا جديد انا هقعد اراجع من وراكم فييين احسان "
ردت احسان بحزن " تحت امرك ي فندم "
ادار بنيته الجسمانية المتشنجة لها وهو يقول " بردو مش موافقة صح "

توترت احسان وهي تفرك يدها بقوة " سيف باشا الأمور دي مش بتبقا بين يوم وليلة يعني لازم "
زمجر بشر " لاء مش لازم خالص كل حاجة هتمشي زي ما هي ي احلام وكتب كتابنا انهاردة " .....
في الاعلي تجلس احلام علي فراشها تنظر لقدمها التي احاطها الشاش الطبي من كل جانب وايضا زراعها " سيف اكيد مش عاوزني اكرهه مش هيعمل كده "
في مكتب سيف بالأسفل يتحدث بحزن وصوت مبحوح " مش عارف اخليها تحبني وهي متاكده من حبي ليها بس بتستقل بيا وده ال وجعني "
ربتت احسان علي كتفه بحنان وهي تردف بثقة " انت بس متهيألك كدة , دي لما بتحس بخوف بتجري من الدنيا كلها وتستخبي ف حضنك "
رد بسخرية " لاء ي احسان امبارح جرت من حضني للغابة وهي متأكدة انها مكنتش هتنجو فضلت الموت علي انها تبقي جنبي "
تنهدت احسان بحزن لترد قائلة " ال يشوفها وهي متشعبطه ف حضنك وانتو راجعين يقول كلام غير كدة , بتحبك بس بتعافر وتكدب نفسها ي سيف وبعدين لما انت متأكد انها مش عوزاك هتتجوزها غصب ليه رغم ان انا واثقة انك متعملش حاجة زي دي "
اجابها بنبرة غريبة لم تعدها من قبل " عشان ليا وبس وهي لازم تفهم كدة ومش هتستوعب كدة غير لما تتحط قدام الامر الواقع "............................
في المشفي بأحد غرف المرضي استيقظ يوسف وهو يشعر بدوار نسبي ليردف بعدم تذكر " آآآآه انا فييين "
اتاه صوت رخيم لشخص غريب يرتدي معطف ابيض " انت بالمشفي لا تقلق بقيت كويس "
رد يوسف بتعب " مستشفي هو ايه حصل انا من امتي هنا "
رد الطبيب بهدوء " انت هون من عشرة ايام تقريبا ومن وقتها انت بغيبوبة من قبل العمليه كنا نتوقع ان بعد ما نعملولك اياها راح تفوق بس اتأخرت شوي يلا حمدلله بسلامتك "
رد يوسف بلا مبالاه " عملية اية "
بلع الطبيب ريقه واخذ نفسا عميقا ليخرجه بهدوء " اسمع ي يوسف انت شكلك ما متذكر شى بس الواضح انك اتعرضت لعنف وضرب مبرح خصوصا بمناطق كتير ****** لهيك ما قدرت تتحمل واجرينا عملية مشان ننقذك "
صرخ يوسف بألم وهو يعتدل " يعني ايه الكلام ده "
هز الطبيب رأسه بقلة حيلة ليردف " ما راح تقدر تخلف تاني "
امسكه يوسف بعصبية وظل يصرخ فيه بقوة " هو انا خلفت اصلا ازاي تعملو كدا فيا انتو تبعوا صح يولاد ال*** " اجتمع الممرضون ليمسكوه بقوة حتي يستطيع الطبيب اعطائه حقنة المهدء ليعود للنوم من جديد ...........

الساعة السابعة مساءً ..........
يقف سيف امام مرآته يعدل من وضع ملابسه ويمشط شعره واخيرا ينهي زينته بوضع عطره المفضل , ظل يدندن وهو يكمل بعض الاشياء الصغيرة المتبقية الي ان دخلت احسان واردفت " سيف احلام مش راضية تلبس ولا تنزل والمأذون وصل تحت هنعمل ايه "
رد بتحدٍ " مش مشكلة اسبقيني وانا هجيبها وانزل "
اردفت بقلق وتوتر " سيف يبني انا بقول "
رد سيف بعصبية " احسان تحت وانا جاي وراكي "
اجابته وهي تخرج بحزن " تحت امرك ي فندم "
خرج سيف يصفر قليلا وهو يرتدي ساعته ليقف امام باب غرفتها قليلا يأخذ نفسه ويزفره ببطئ حتي يتمالك اعصابه للحرب القادمة ليطرق الباب بهدوء ويدلف للداخل , وجدها جالسة علي فراشها تنظر امامها بجمود , اقترب اكثر ليجلس بالقرب منها ويهمس بصوت مسموع " بالذوق ولا العافية "
نظرت له ولوسامته الملعونه لتردف بغيظ مكتوم " انسي ي سيف علي جثتي "
اقترب اكثر ومسد بيده الخشنه علي رأسها بهدوء ليردف بنبرة تحذيرية " احلام هتتجوزيني برضاكي او غصب عنك واي حاجة بقولها بتتنفز وانتي اكتر واحدة عارفة كدة كويس "
ازاحت يده بعيدا وهي تنظر لعينه بعدم خوف " اعلي ما في خيلك اركبه انا مش فاهمة انت ازاي عاوز تتجوز واحدة بتقرف منك ومن ريحتك وشكلك بقرف ما ابص ف خلقتك انت ايه حلوف مش فاهم "
نظر امامه للحظة ليسْودَّ وجهه يبتسم تارة ويضيق تارة آخري ما كان بيدها غير التراجع للخلف وهي تري تقلبات مزاجه , نظر لها مبتسما بل ضاحكا ولكن عينه تخفي الوعيد " خلصتي ي عروستي يلا بقا عشان المأذون زهق "

شحب وجهها وهي تتراجع ليقف بشموخ وهو يقترب " لاء لاااء ابعد سبني اوعااااا "
أمسكها من يدها بقوة ليسير بها للخارج صرخت به حاولت الافلات من قبضته استنجدت بمن ينقذها لكن دون فائدة لتتوقف عن المشي وتسقط ارضا بسبب قدمها المصابه , لم يعيرها سيف اهتمام ليجرها خلفة بقوة الي ان وصل للدرج فحملها عنوة تحت صرخاتها التي ضجت القصر برمته لم يسلم من ضرباتها المتتالية له لا عضتها الفتاكة لينزف زراعه بزقت عليه اكثر من مرة فلم ينظر لها حتي وصل امام المأذون وخادمات القصر وحارسين من حراسه ليلقي بها ارضا " شوف شغلك "
رد المأذون بخوف " يبني العروس لازم توافق برضاها "
اخرج سيف سلاحه ووجه ناحية الماذون ليصرخ بعصبية " مين قالك انها مش موافقة هي بس بتدلع شوف شغلك "
ارتجفت يدي المأذون وهو يعبث بالاوراق الي ان اخرج الورق المطلوب وانحني قليلا وهو يقول " امضي هنا يبنتي "
صرخت احلام بعصبية " مش همضي علي جثتي يسيف "
نظر سيف للماذون وهو يقول " خلاص ي عروسة همشيلك كلمتك المرادي هتمضي ومش هتبصمي شوفتي انا متفاهم ازاي "
اعطي سلاحه لاحد الحارسين لتزحف هي بعيدا هاربة , امسكها من زراعها بقوة وجرها الي مكانها وفتح اصابع يدها اليمني رغما عنها ليضع الاصبع الكبير في علبة خاصة بالحبر ويضعها علي الاوراق مكان امضاء العروس " وكدة نقول مبروك ي عروسة بقيتي ملكي ف الحلال محدش يقدر ياخدك مني ابدا " كان يحيط بكف يده راسها وهو يقربها منه عنوة ليقبل جبينها بقوة " زغرتي يزفته منك ليها "
بدات الخادمات في اطلاق الزغاريد تحت هذا المنظر المؤسف ليقف سيف وينظر للمأذون بتحذير "جمال خد منه باقي الورق وامضي انت ومحمد انا مضيت من بدري ز...و اظن لو فتحت بوقك ي شيخنا عارف النتيجة " رد المأذون بخوف وهو يرحل " انا مشفتش حاجة ي بيه الف مبروك جوازة سعيدة الورق اهو " خرج المأذون ومعه الحارسان لتصرخ احلام بقهر وانتقام وهي تبكي بحرقة , نظر لها سيف بحزن وتركها ورحل .....
صباح اليوم التالي ...............
توجه سيف الي مكتبه يتضح عليه علامات الارهاق وعدم النوم الكافِ تبعته سمية بخطوات مسرعه وهي تدخل خلفه بعد العديد من الهتافات ولكنه لم يسمعها " سيف باشا يفندم سيف باشا سامعني "
جلس علي كرسيه وهو يفرك عينه بتعب " عاوزه ايه ي سمية "
ردت سمية بحزم " فؤاد بيه وصل مكتبه من ساعة "
انتبهت كل حواسه أثر جملتها الاخيره ليرفع رأسه لها وهو يقول بتفكير " ابعتيله دلوقتي حالا "

اجابته بهدوء وهي تخرج " تحت امرك ي فندم " .....
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي