البارت العشرون الوصول

ضربته بضيق ليشير لها بعينه أنهم ليسوا بمفردهم , أنكمشت قليلا بعد أن أحرجت ليقهقه عاليا وهو يقول " بهزر أعملي ال عوزاه أنتي مراتي ي عسل أنت "

نفثت بضيق وهي تقول " كده ي سيف كسفتني ماشي مش هسبهالك "

أردف بضجر " ابتدينا نكد الست المصرية "
أسرعت متسائلة " هااا بتقول حاجة "

أبتسم بأستفزاز " بقول عاوز ساندوتش بوسه بالكاتشب "

فتحت حقيبتها الثقيله وهي تبحث بحيرة " سندوتش بوسه أنا ....بووووو عليك بتاكل بعقلي حلاوة "

رد بضيق " ابتدينا الردح المصري ياريتني ما رجعت مصر انتي يبنتي مش سايبة مصر بقالك 15 سنة إيه لسان الحواري ده "

ردت بتفاخر " عشان ليا صحاب أقصد صحبات بتواصل معاهم من مصر معرفة قديمة يعني , المهم تاخد ساندوتش طحنية ولا بيض مسلوق "

نظر لها بريبه قليلا لتبدء هي بالضحك الشديد علي علامات وجهه التي لا يوجد لها تفسيرا, ليفهم أنها كانت مجرد مزحة ..........

في لبنان ببيت عزيز .........
يجلس عزيز أمام التفاز يقلب بضيق بين قنواته , لاحظت زوجته ذلك وعلمت ما يدور بخاطره لتقف أمامه بأبتسامة كاذبة وهي تقول " مش نفسك ف حاجة أعملهالك "

أجابها بحزن " نفسي أحلام تكلمني هي ليه لا بتتصل ولا حتي فاتحة تليفونها أنا قلقان عليها أووي , دي عمرها ما عملتها "

تحججت قائلة " معلش ي عزيز أصلها السفرية دي مهمة أوي بالنسبالها تلاقيها مشغولة بعدين اسلام طمنك بنفسه أنها بخير وفترة قصيرة وهترجع تاني "

أجاب بلا حيلة " لله الأمر من قبل ومن بعد , بس أسلام ماله متغير بقاله فترة كده لا بياكل معانا ولا بيكلم حد ده يوم الأجازة بيحبس نفسه ف اوضته في إيه "

أجابته نعمة بقلق " مش عارفة ي عزيز تلاقيه مضغوط في شغله أنا هروح أشوف ماله هو مش بيخبي عني اي حاجة "

أردف بهدوء " تمم وأبقي طمنيني "


في الطائرة تنظر أحلام من نافذتها بسعادة وهي تشير للمناظر الطبيعية الخلابة التي يحلقون فوقها " بص ي سيف المنظر حلو أزاي , انت بقا كل سفرية بتعدي علي الجنة دي "
أجابها بشرود " صدقيني المنظر ده كان جحيم بالنسبالي لأني بشوفه كل مرة وانا راجع من غيرك , كل مرة ببقا طالع وأنا علي يقين اني هلاقيكي لحد ما لقيتك وده بالنسبالي الجنة "

صفقت بحرارة وهي تقول " ياسيدي ي سيدي علي الكلام الحلو ده ي تري هيدوم "

أجابها بهيام وهو يحتضن وجهها " لآخر نفس فيا ي زمردتي "


في لبنان ببيت عزيز.............
طرقت نعمة الباب وهي تنادي بصوتها الأجش " أسلام يبني مش هتتعشا "

أجاب من الداخل بأقتضاب " لا ي خالتو مش جعان روحي انتي نامي ولو جعت هقوم آكل "

دخلت بهدوء وهي تغلق الباب خلفها لتقترب منه بعد أن أغرقت عيناها بالدموع ..قالت بصوت منخفض " أسلام متخبيش عليا انت عرفت أن ضنايا جرالها حاجة وانت مش عاوز تقولي "
أجابها بثبات " لاء مفيش جديد بس قربنا نلاقيها أن شاء الله "

أمسكت في ملابسه باحثة عن حقيقة ما يقول بعينه لتردف بثقة ورعب " لاء كداااب أنت عارف وساكت قولي ريحني ابوس ايدك "

أحتضنها وهو يقبل رأسها بحزن " والله محصلهاش حاجة هي بخير أطمني "

رفعت رأسها والدموع تغرق عينها " عرفت أزاي انها كويسة "

تنهد بهدوء ليجلسها علي فراشه ويجلس بجانبها وهو يقول " هقولك كل حاجة بالتفصيل بس أهدي عشان عمي عزيز ميحسش بحاجة "

وضعت يدها علي فمها تكتم شهقاتها من اثر بكاء الفرحة أن صغيرتها علي قيد الحياة وهذا ما كانت قد تشككت فيه منذ الأوآن الأخيرة ليحدثها أسلام بهدوء " أحلام اتخطفت وال خطفها أتجوزها طبعا مش هتفهمي حاجة غير لما أقولك أن ال عمل كده سيف الجبلاوي "

جحظت عيناها بصدمة وهي تقول " أتجوزت .......سيف الجبلاوي, طب ليه مجاش طلبها مننا وهي مش ليها أهل ترجعلهم "

أجابها أسلام متفهما " هي كانت مجبورة علي الجوازة دي "

أكملت وهي تزرف الدموع " ليه سيف يعمل كده أنا عارفة أنه بيحبها بس ده ميدلهوش الحق انه ياخدها غصب آآآه ي ضنايا ي حصرتي عليكي كان نفسي اللبسك الأبيض يوم فرحك وأبوكي عزيز أمنية حياته يوصلك لأيد عريسك ليييييه كده ي أبن جيهان ليييييه " , لتبدء في البكاء المرير بصوت منخفض حتي لا يسمعها زوجها , أحتضنها أسلام وقبل رأسها وهو يتوعد له بالأنتقام .

بعد مرور أسبوع ...............

في حي سكني راقي بالقاهرة , يجلس فؤاد علي الأريكة ممسكا جهاز التحكم بالتلفاز يقلب بين محطاته بحثا عما يشغله قليلا في وقت فراغه , لتقترب منه زوجته بدلال وتقف أمامه تحول بينه وبين التلفاز ليقول غضبا " هنا أبوس إيدك انا مصدقت لقيت فيلم حلو أسمعه أوعي بقا وبعد ما أخلص نلعب زي ما وعتك أنا عمري خلفت وعدي ليكي "

لم تتحرك من مكانها بينما تأخد ابتسامة عريضة معظم وجهها وهي تحاول تخبئة شئ ما خلفها , لاحظ فؤاد انها تخفي شيئا ليقول بفضول وهو يحاول أستراق النظر " إيه ال مخبياه ده "

ردت بدلع " مفاجأة ليك ي حبيبي "

أبتسم بخبث وهو يجيب " مفاجأة .....يارب يطلع حمام محشي "
ردت بضيق " أنت ديما كده همك علي بطنك , لاء دي حاجة تانية خالص أحلي من الحمام المحشي وصنية اللحمة بالبطاطس "

أخرجت يدها من وراء ظهرها ليتبين أنها تحمل علبة هدايا مغلفة , ناولته أياها بسعادة والدموع تقف في مقلتيها أستعدادا لما هو قادم من حياة جديدة

تبدلت ملامحه وهو يري تلك السعادة للمرة الأولي بعيني حبيبته ليأخذ العلبة ويبدأ في فتحها بعجلة إلي ان وجد علبة أخري , نظر لها بضيق " شكله خازوق في الآخر , طب إيه ساعة ولا كرفتة ال كان نفسي فيها قولي أنك جبتيها "

ظلت صامته ليفتح علبة تلو الآخري بدا الأمر مسليا له الي أن وصل أخيرا لعلبة صغيرة تكاد تسع لخاتم فقط " خاتم فضة "

فتحها بهدوء ليجد ورقتين مطويتين " إيه دول "

فتح الورقتان وهو يمعن النظر قليلا ثم نظر لها مرة أخري " أنا مش فاهم حاجة , استني بتعيطي ليه انتي تعبانة روحتي لدكتور مالك متقلقنيش أكتر من كده أبوس رجلك "

تماسكت قليلا لتمسح دموعها وتنظر له بهدوء وهي تقول " مش قولتلك هيُستجاب وكمان مرتين سوا "

وقف مصدوما والدموع تجتمع في عينه وهو يقول بصوت مبحوح " ح..حامل "

هزت رأسها إيجابا وهي تذرف دموع السعادة ليحملها ويدور بها كثيرا وهو يصيح فرحا " اللهم لك الحمد يارب شكرا "
أنزلها وسجد شكرا لله فبعد أنتظار ثمانية أعوام بدون أطفال كاد ان يفقد الأمل لكن هي لم تفقده وظلت تدعوا إلي أن لبي ندائها الله ......

بعد مرور شهر .........

يحاول سيف التقرب أكثر لأحلام بشتي الطرق وانتهاز الفرص , بينما هي لا تعترض علي ذلك بل اعتادت وجوده في حياتها مثل السابق وأكثر ..........زاد فؤاد أهتمامه بزوجته خشية عليها وذلك لأن الطبيب حذره لأنها مرتها الأولي وهذا يمكن أن يؤثر علي صحتها ................قطع أسلام علاقته مع يارا وفضل العزلة عن الأشخاص المحيطين له لكي يعيد ترتيب حساباته جيدا , يبنما يارا لا تفهم لماذا يفعل ذلك أو بالأخص انه موضوع لا يذكر خاصة أنها أعتادت عليه في حياتها بعد أختفاء أحلام فهي تعتبره كأخٍ لها والان أختفي هذا ليس عدلا من وجهة نظرها ...........زاد قلق عزيز علي صغيرته حاول كثيرا الوصول لها لكنه فشل ما يطمئنه قليلا أن زوجته قد أعلمته أنها بخير وأقسمت علي ذلك وانها قريبا ستعود بعد أنهاء عملها ........ أما والدة فقدت الأمل في ان يسامحها طفلها علي ما سببته لهم من أذي تخليها عنهم في الماضي لكن فؤاد لم يتخلي وكان دائما يردد لها بصدق " سيستجيب " .........

في صباح يوم الأثنين أستيقظت أحلام علي أصوات ضوضاء قليلة لتجده يقف أمام المرآه يعدل من ملابسه الرسمية , تثائبت بنعس وهي تفرك عينها " علي فين كده من اول الصبح "

نظر لها مبتسما وهو يقول " صباح الخير الأول , رايح بس أمشي ورق مهم في الشركة واحضر اجتماع وراجع "

ردت بحيرة " شركة ..انت هترجع لبنان تاني "

ضحك قليلا وهو يرتدي ساعته " لاء الشركة هنا ف مصر بتاعت بابا الله يرحمه "

اردفت بتبرم " طب والجرح ي سيف حرام عليك نفسك عشان خاطري أخرها شوية لحد بس ما يلتئم الجرح شوية "

بدأ في رش عطره وهو يقول " مش هينفع ي حبيبتي وانا كويس أوي و لو عليا والله مسبكيش لحظة بس لازم أكون موجود أنهاردة مش هتاخر وهكون معاكي علي الفون لحد ما أرجع , وحشاني من دوقتي "

أبتسمت بحب وهي تودعه " ترجع بالسلامه ي سفسوفتي "

قبلها في وجنتها بحب وهو يرحل " مع السلامة ي حلمي "

ضربت الارض بقدمها ضيقا وهي تصيح " سييييف "

ضحك عاليا وهو يخرج من باب الغرفة " خلاص بقا ي زمردتي مش هقول حلمي تاني "

في الشركة ...............

كان دخوله هذه المرة مختلفا , كانت السعادة بادية علي وجهه لتزيده وسامة , تدافع الموظفين رجالا ونساء في رؤيته فقد طال غيابه هذه المرة الي أن دخل مكتبه ليجد فؤاد في أنتظاره ليقول مداعبا " إيه ي راجل الغيبة دي كلها ده لو شهر عسل مش هتقطع مننا كده ولا هي قعدة البيت عجبتك "

فهم سيف مقصده الخبيث ليبتسم بسعادة وهو يجلس علي مكتبه قائلا " انت يلا مش وراك حاجة غيري غور شوف شغك حلل القرشين ال بتاخدهم "

رد فؤاد بنبره مازحة " متوحش اوي ي سيفو طب بالله موحشتكش "

ضحك سيف بهدوء وهو يقول " أنت متأكد ان هنا حامل ليكون أنتفاخ أصلي بصراحة مش واثق في مللتك بشكلك ده "

وضع فؤاد يده علي رأسه وهو يتنهد تعبا لما يمر به قائلا " آآه ي سيف متفكرنيش أنا زمان كنت مبصدق أهرب من الشركة للبيت دلوقتي ببقا ف الشركة هربان من البيت وياريت سالم من كده , مطلعة عيني من خامس شهر دي بتقوم ف نص الليل من أحلاها نومه تضربني وتعيط وهي بتقول أنت بتخوني ي فؤاد عملتلك إيه عشان تعمل فيا كده شفتك في تل أبيب مع الفلسطينية عجبتك , ياخي ده انا هولد قبلها "

تعالت ضحكات سيف الشديدة بالمكتب وهو يقول " دي ذنوب ي صحبي وبتخلص هههههههه "

نظر له فؤاد بضيق وهو يقول " أنت بتضحك ي صحبي بتتريق عليا , روح ياخي ربنا يكتبها ليك "

رد بسخريه " أنا مش طري زيك "

قطع حديثه طرقات علي باب مكتبه لتدلف للداخل فتاة في نهاية العشرينات من عمرها صاحبة بشرة بيضاء وشعر كيرلي برتقالي اللون مثل لون النمش الذي وارته مستحضرات التجمل المبالغ فيها , خطت للأمام بدلع وهي تتعمد أثارة الفتنة بملابسها المكشوفة , تحدثت بمياعة وهي تنظر له كصياد يراقب فريسته " سيفو حمدلله بسلامتك مش تقول أنك جاي كنت جهزتلك المكان "

نهض فؤاد مازحا " ياسبحان الله سيف لسه كان بيجيب ف سيرتك بالخير , اخلع أنا بقا ي سيفو وأسيبك انت بقا تاخد راحتك "

أجابه سيف بضيق واضح " سيب الباب مفتوح وراك "

أردف بأبتسامة واسعه وهو يغادر " حاضر ي سيفو سلام ي قلبي "

أقتربت تلك الفتاة لتجلس علي طاولة المكتب جواره وهي تعدل ياقته بهدوء " إيه الغيبة الطويلة دي قلقت عليك اوي ي حبيبي "

تأفأف سيف وهو ينهض مبتعدا عنها الي شرفته الزجاجية المطلة علي الطريق العام للسيارات " مريم أنتي زي أختي أرجوكي متخلنيش أشيلك من الخانة دي عشان محطكيش ف غيرها "

أحتضنه من الخلف وهي تهمس " أومال هتحطني ف أنهي خانة ي سيفو "

فك يدها ونظر لها ببرود ليجيب عن سؤالها بحدة " هحطك ف خانة الغريب كأني بتعامل مع واحدة من الشارع وأنا مش عاوز أعمل كدة "

أصطنعت الحزن وبدأت دموع التماسيح في الهطول بلا توقف وهي تقول بصوت خافت " كله ده عشان بحبك ي سيف أنا حياتي كلها واقفة عليك حتي أني برفض العرسان عشانك "

رد بأستهزاء قائلا " بترفضي العرسان عشان واحد متجوز "

شحب وجهها غير مصدقة لما سمعته أذناها لتعيد سؤاله من جديد " إيه متجوز , مش فاهمة "

أقترب منها مبتسما بطريقة أستفزازية ليضغط علي كل كلمة تخرج منه قائلا" هو أنا مقولتلكيش ي مريم أني أتجوزت ولا إيه شكلي نسيت معلش أتلهيت في شهر العسل "

رددت ورائه وكأنها مغيبة " إيه أتجوزت ...أمتي ومين وفين وازاي"

أجابها بأنتصار وهو يراقب تعابير وجهها " أحلام عزيز فكراها "

أردفت بزهول وهي تهز رأسها " هه آه فكراها مالها .... مش معقول أنت لقيتها "

أبتسم بسعادة " آه وأتجوزنا وعايشين أحلي أيام شهور سنين حياتنا سوا "

أحمر وجهها غيظا لتقف وهي تقول له بضيق واضح " مبروك "

خرجت مسرعة وهي تصفع الباب خلفها ليبتسم سيف منتصرا عليها فقد تمني هذه اللحظة من زمن طويل حتي تحل عنه تلك الغبية , هو يعلم أنها فقط تريد مركزه أمواله سيطه بالعالم حتي يقال عنها زوجة سيف الجبلاوي تماما مثل والدته .............
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي