البارت الثالث عشر غابة مظلمة

فتحت احلام خزانتها الخاصة وهي تنظر لكل الازياء الرسمية بها ، فهمت انه قد استبدل كل الملابس الكاجوال بفساتين رقيقة ، فكرت احلام قليلا لتهتف عاليا بعد ان فتحت الباب " أبلة احسااااان "

لفت صوتها انتباه سيف ليردف بصوت عالي " ي احساااان "

أتت إحسان اليه مسرعة " تحت امرك ي فندم "

أشار لها للدور العلوي " شوفيها عاوزة ايه "
ردت بأدب " حاضر ي فندم "

صعدت اليها مسرعة لتقف أمامها بابتسامة " نعم ي أحلام هانم "

اردفت احلام بتوتر " ايه احلام هانم ، انا اسفة مكنتش قادرة انزل عشان ابليس ال تحت ده بس محتاجة منك ادوات خياطة "

اردفت إحسان بفضول " حضرتك كل الهدوم جديدة لو في اي حاجة بلغيني وانا اوديها للترزي "

هزت احلام رأسها معارضة " لاء انا محتاجها دلوقتي "

أجابت إحسان بهدوء " حاضر ثواني وهجيبهم " .......

نزلت إحسان للاسفل ليعلم سيف ما كانت تريده " مقالتش هي عوزاها ليه "

أجابت إحسان " لاء مرضتش تقول علي العموم الأدوات دي حادة ي سيف "

همهم سيف بكلمات مسموعه " اديها ال عوزاه مش هتأذي نفسها متقلقيش "

بعد ربع ساعة نزلت احلام الدرج بهدوء ليلتفت لها سيف متتبعا خطواتها الثابته ونظرة التحدي التي يراها في عينها تجاهه ، اردفت بثقة " الفساتين لقيتها مقطعة ف قولت اعدلها شوية "

اردف بسخرية " شكلك زي البهلوان "

ردت بتحدي " كفاية انها جات علي شكلي مش حياتي كلها حياة بهلوان "

صرخ سيف بعصبية " احساااان "

ردت احسان محاولة التماسك " تحت امرك ي فندم "

"ودي احلام غرفة الملابس خليها تنقي ال يعجبها "

نظرت إحسان لأحلام بابتسامة " اتفضلي ي أحلام هانم "

سارت أحلام للأعلي مرة أخرى وقدمها تضرب الارض بقوة دليلا علي تذمرها.....

دخلت خلف إحسان الي غرفته واتجهت معها لغرفة الملابس الصغيرة لتفتحها إحسان بهدوء وهي تنظر لها " اتفضلي "

ردت احلام بحيرة " ايوة بس دي غرفة هدوم سيف "

اكملت إحسان مبتسمة " مش قولتلك متاخديش بالمظاهر لازم تعرفي ال جوة الحاجة بعدين تحكمي "

دخلت إحسان للغرفة وتبعتها احلام بخطوات متعجلة لتجدها تفتح احد الإدراج الخاصة بجواربه وتضع يدها للداخل وكأنها ضغطت علي شئ ، سمعت بعد ذلك صوت غريب يشبه صوت فتح الخزنة ، تراجعت إحسان وتوجهت للركن الخاص بالبدلات الرسمية لسيف فأزاحتها للجانب الأيمن لتري باب آخر صغير تم فتحه لتدخل إحسان ، تتبعها احلام بخطوات مترددة لتجد نفسها في غرفة صغيرة عن الغرفة السابقة " الحجات دي بتاعت مين "

جملة اردفتها بدهشة وهي تري جميع المستلزمات والملابس والإكسسوارات النسائية لتبتسم إحسان " بتاعت حضرتك ي هانم "

أجابت احلام بضيق وهي تتفحص الملابس واحدة تلو الآخري " يووه ي إحسان مش قلنا بلاش من هانم دي انا نفسي ي ستي اعرف ليه التغير ده ف المعاملة انا زعلتك ف حاجة "

ابتسمت إحسان براحة لانها اكتشفت ان الصغيرة تعود تدريجيا لطبيعتها النقية " اسمعي ي أحلام انا ربيت سيف زي ابني بالضبط تخليت عن كل حياتي وكرثتها ليه حرمت نفسي من الجواز والخلفة وفضلت جنبه كأني والدته ف اكيد لما اعرف انك حاولتي تقتليه مش هبقي مبسوطة "

زمت أحلام شفتيها بضيق وهي تعود اليها ، لتحدجها بنظرات غاضبة " بس لما خطفني مقولتيش ليه عيب ي سيف كده مش صح ولا هنا كان كله بمزاجك "

تنهدت إحسان بحزن وهي تنظر بعيدا " أحلام انتي متعرفيش سيف بيحبك قد ايه صدقيني لو اديتي نفسك فرصة تسامحيه "

نظرت لها بوجه مكفهر ودموعها علي وشك الانهمار لتردف بصوت مبحوح وكلمات متقطعة " اسامحه اسامحه علي ايه ولا ايه ، انتي عارفة انا فضلت مستنياه قد ايه ، يمكن لحد دلوقتي عارفة لو كان سيف بتاع زمان انا كنت سامحت كل لحظة احتاجته فيها ومكنش جنبي فوق كل ده مشيني ذنب مش ذنبي وكمان بيعاقبني "

ردت احسان معاتبة " انتوا ال اختفيتوا ي أحلام وكنتوا مستقصدين انه ميعرفش مكانه "

صرخت ببكاء " مش انا ده بابا ، بابا ال عمل كده وبعدين هو وعدني انه هيرجع انا فضلت اعد الدقايق والثواني مستنياه لحد ما فقدت الأمل حاولت اعيش زي باقي البنات بس كانت محاولة فاشلة "

احتضنتها احسان بحزن لتنساب عبرات الدمع علي خطوط وجهها المتجعد ، لتنهار أحلام بالبكاء وهي تئن الماً لم تعرف سببه الي الآن........

بعد نصف ساعة كاملة من الانتظار سمع سيف صوت خطوات متناقدة خطوة ضعيفة واخري قوية أدار وجهه لينظر لها بصدمة ، وقف بهدوء الي ان اقترب منه ليضحك بصوت مرتفع اجتمع علي أثره جميع الخادمات ، كانت محط السخرية لهم تابع الكل ما فعلته بمظهرها لتصبح أقرب ممن فقدت عقلها لقد وضعت الكثير من مساحيق التجميل المتناقدة كما أصَّرت علي تحديد اعلي واسفل عينيها بالكحل الأسود وذادت اهتماما بل بركة علي وضع لون الروج الأحمر فاقع لتشبه بدورها مهرج أحمق ، لحظة؟اترتدي قميص طويل وواسع انه أيضا لا يخصها هو ملك له بل ترتدي فوقه بلوزة قصيرة ان الألوان غير متناسقة بل المظهر برمته ، بالتأكيد نست انها أردت جيبة قصيرة تصل للركبة تحتها بنطال واسع لونه أخضر وعليه بعض الزهور الصفراء ، تعالت ضحكات الخادمات لتصل الي آذانه...، توقف عن الضحك لينظر لهم بقسوة " انتو ي بهايم واقفين بتضحكوا علي ايه مش وراكوا شغل مخصوم من كل واحدة فيكم اسبوع غوروا علي شغلكم "

توقفت جميع الخادمات عن الضحك أثر صراخه عليهم ليسرعوا بخوف الي الداخل ، نظر لها مرة أخري ليري انها جامدة ، هي ليست جامدة بل تريد الصراخ والبكاء فهي بالنهاية انثي وأكثر ما يحزن الانثي ان تكون محط لسخرية الآخرين عليها لقد فعلت ذلك لكي تزيل نظراته لها ولكن يتضح ان هذا الفعل قد انقلب علي رأسها ، امسكها بقوة من زراعها ليجرها خلفه الي سيارته ويجلسها فالمقدمة ويصعد هو الآخر وبدأ بتحريك سيارته مغادرا القصر .....

بدء ضوء القصر ف التلاشي لتعلم انهم ابتعدوا عنه بما فيه الكفاية الي ان اختفي تماما ، أدارت رأسها ونظرت للخلف لتجد ان القصر قد اختفي بعدما قد مر بطريق غريب مظلم " سيف احنا رايحين فين "

لم يرد عليها بكلمة واحدة ليدق قلبها فزعا من ان يؤذيها " سيف مش بترد ليه ....انت عمرك ما هتأذيني صح ..."

التزم الصمت وهو يدخل للغابة تحت نظرات الرعب البادية علي وجهها ، نظرت من شرفة السيارة لتجد ان الغابة حالكة الظلام كما أن الطريق علي وشك الانتهاء انها جزيرة وليست مدينه ، بدأت السياره في الاهتزاز القوي نتيجة مرورها فوق صخور قاسية الي ان توقفت سيف وأخرج المفتاح من السيارة ليهُمَّ خارجا " انزلي "

كلمه اردفها وهو خارج السيارة نظرت له أحلام بخوف جليل " هنزل فين المكان ضلمة "

اردف بتهديد واضح " هتنزلي ولا هسيبك مع عربية مفتوحة وسط الغابة "

نظرت لزجاج السيارة لتجد انها من النوع الحديث يمكن ان يفتح النوافذ بضغطة علي زر خاص بالمتحم عن بعد وقبلها وحينئذ لن تستطيع غلقها، ماذا لو هاجمها حيوان مفترس لا بالطبع هي لن تجلس تنتظر مصريها ان أراد قتلها فلن يكن هناك ما يمنعه من ذلك ، خرجت بخوف ووقفت بجانب السيارة تتفحص المكان ، لا وجود لأي ضوء بشري الغابة حالكة السواد يسيطر عليها أصوات غريبة لم تفسر أهي حيوانات ام حشرات ام صوت الظلام ، تقدم بخطوتين بعيدا لتردف بقلق " انا هرجع العربية "

رد بجمود " قفلتها مش هفتحها تاني لو حابة تستني جنب العربية افضلي انا مش هطول يعني ممكن لحد ما الشمس تطلع كده ابقي ارجعلك "


علمت انه لا مجال للنقاش معه فهو يتعمد ان يبث الخوف بين ضلوعها ، لحقته بخطوات مسرعه لتماشي خطواته المبتعدة ، اختفيا بين الأشجار لتردف احلام يخوف " سيف انا خايفة "

رد بجمود " للأسف انا معاكي يبقا متخافيش "

اردفت بحزن " انا خايفة منك ي سيف "

وقف قليلا ليأخذ نفسا عميقا ويزفره بهدوء ، أدار وجهه وأمسك يدها بقوة بسيطة وأكمل طريقه ، بعد عشرة دقائق وصلوا لهضبة صغيرة ترك سيف يدها ونظر لها " خدي بالك "

ردت بحيرة " احنا هنلطع المرتفع ده "

صعدت بخطوات حذرة " اه مش كتير "

تتبعته وهي تحاول أن لا تفقد اتزانها الي ان اضرت ان تميل مثله وتتشبث بالصخور ، دخل لكهف صغير ومد يده ليمسك كفها ويسحبها للداخل ، كان الكف مظلما لكن هناك فجوة تبعد عدة امتار عنهم ليسير نحوها سيف زحفا وخلفه أحلام ، تبدل شعور الخوف بشعور الفضول ليخرج من الفجوة ويقفز بحرفية ، أخرجت هي نصفها الأعلي وهي تنظر للأسفل ، رفع زراعه ليلتقطها وينزلها علي الارض بهدوء ، ازال كلاهما التراب من علي ملابسهما لتجول عيني أحلام المكان بدهشة وهي تري ذلك الكوخ الخشبي الكبير " ايه ده هو فيه حد عايش هنا "

رد بأقتضاب " لاء ده مكاني بس محدش يعرفه غيري "

اجابته بسخرية " ليه والمهندس ال عمله راح فين "

عودها الإجابة بسخرية اكبر " اتعشى بيه زمرد "

" مين زمرد " كان الفضول يقلقها

تركها وتوجه ناحية الكوخ وبادلها بنظرات غامضة " هتفضلي واقفة مكانك تعالي "

ردت بخوف " انت جايبني هنا ليه "

أدار ظهره واردف بسخرية " نلعب سوا "

لقد كان الشك يراودها لكنها كانت تقول لنفسها انه لن يفعل ذلك بها هو ليس خائن لا يغدر ابدا ولكن يتضح انها أخطأت ركضت بكل قوتها لتبتعد عنه ، ليدفع بها شئ ثقيل ملئ بالفرو الكثيف أرضاً لتفتح عينها ببطئ وهي تشعر بأنفاسه الكريهة تلفح وجهها الشاحب .....انه.....ذئب ....ارتعدت اوصالها لتنهمر دموعها خوفا بعد ان انتشرت البرودة في أنحاء جسدها الخامل ، قد استخدمت كل قوتها لتحرك رأسها فقط يمينا اتجاه سيف ، لتجده واقف علي مقربه وعلامات البؤس قد احتلت وجهه " ده زمرد ال سألتي عليه.....مش هترحب بيها ي زمرد "


فتح فمه وصرخ بقوة علي وجهها ، لتشعر ان الكون بدأ يظلم حولها ببطئ الي ان فقدت الوعي .....

........بعد لحظات فتحت أحلام عينها ببطئ لتجد انها في غرفة دافئة ينيرها ضوء هادئ " سمعاني "

نظرت جانبها لتجده جالس ممسكا بيده كأس ماء صغير ، انكمشت ناحية الجدار علي فراشها لتردف بصوت متقطع وهي تبكي " انا مش ههههرب تاني واللللهههي العظيم هه "

نظر لها بحزن ليقترب ويحتضنها مطمئنا " هششش اهدي انا عمري ما هأذيكي انا بس خدت حقي بعدين زمرد ده غلبان اووي هو بس عشان لبسك افتكرك حيوان غريب بحاول اقنع فيه انك انك من فصيلتنا بس مش مصدق "

هدأت قليلا لتنظر له بضيف وهي تضربه بكفها الصغير علي صدره بقوة " انت واحد زبالة اصلا علي فكرة انت رعبتني اوووي منك لله "

ابتعد قليلا وهو يضحك " علي فكرة انا لو حد شاف ال بتعمليه فيا هبقي اول وأهم خبر ف الجرايد لمدة شهر بحاله قومي بقا عشان نتعشي "

ردت بحيرة " هو فيه اكل هنا "

ابتعد للخارج وهو يجيب " اه بس استنيني برة هنشوي برة "

ردت بنبرة شبه معترضة " يسلاام وصاحبك الحنين ال برة ده هيتعشي بيا صح "

" تعالي ي جبانة مش قولتلك طلاما معايا يبقي اوعي تخافي "

......خرجت أحلام خلف سيف لتري ذلك الذئب ينام علي ظهره واطرافه موجهة ناحية السماء ولسانه يرتمي خارجا ، تماسكت أحلام عن الضحك فهي لا تحاول أن تغضبه ابدا ، هتف سيف بضحك " زمرد بطل وتعالي هنا "

اعتدل بسرعة كبيرة ليأتي ركضا اليه ووقف أمامه وهو ينظر بفضول لتلك التي تختبئ خلفه ، هز سيف رأسه ناحيتها وكأنه يقول انها تهمه ، يبدوا ان زمرد قد فهم الأمر ليعوي بصوت عالٍ محتفلا ، اعتقدت أحلام انه ينادي علي عشيرته لتترك زراع سيف وتركض بخوف للداخل ، ولكن منها الذئب ووقف حائلا بينها وبين الباب بعصبية واضحة ، نظرت له برعب لتتراجع للخلف مقتربه من سيف " اظن ان مقولتش امشي "

ردت بخوف وهي تمسك بملابسه " انا خايفة "

اجابها بتحذير " عشان كده لازم تفضلي جنبي، هو شامم ريحت خوفك ومستغربك ممكن يهجم عليكي ف اي لحظة بدافع غريزته لانه حيوان مفترس ، متتحركيش غير معايا او بأذني ...زمرد تعالي هنا يلا نلعب "


ركض تجاهه زمرد بحماس لتجلس هي علي عتبة الكوخ تشاهد ما يفعلونه من مناغشات طفوليه ، ابتسمت احلام وهي تري كيف يداعبه سيف وكأنه يتعامل مع كلبه الأليف وليس ذئب مفترس ، ظلا يقفزان ويلاحقا بعض لفترة وجيزة من الزمن الي ان بدء علي سيف الإرهاق قليلا

دخل سيف للداخل ليحضر بعض الاشياء الخاصة بالعشاء ، جلس زمرد أمام احلام وظل يحدق بها بهدوء ، فركت أصابع يدها بقلق وهي تشتت نظرها بعيدا كي لا تخاف من جديد ، ....جهز سيف أدوات الشواء ليبدء في رص بعض اللحوم علي الشواية " انت...من...يجرحوك ...."

كان يتمتم ببعض الكلمات التي لم تصل جميعها لأذن احلام " سيف "

نظر لها بحب وهو يردف " قلب سيف "

عقدت حاجبيها اعتراضا لترد بضيق " انت ليه خطفتني وحبستني وخلتني زي العبدة عندك "

ترك ما بيده وتقدم نحوها ليجلس جوارها وهو يردف بصوته الأجش " خطفتك عشان بحبك وكنت متأكد اني لو ظهرت ف حياتك دلوقتي بعد السنين دي كلها مكنتيش هتتقبليني خصوصا بعد حوار الواد البايظ ده ، وحبستك عشان بردو بحبك لأنك لو مش ليا مش لغيري ي حلمي ، وإيه عبدة دي هو فيه عبدة ليها خدم وكل اؤامرها سمعا وطاعة وكمان فوق كل ده بتضرب وتهزء سيف الجبلاوي وهو عاجبه "

غمز لها مبتسما لتحمر وجنتيها خجلا وهي تشيح بنظرها للناحية الاخري ، نهضت بتوتر وهي تتمشي قليلا " انا حاسة اني سامعه صوت مية قريبة من هنا "

نهض هو الآخر ليقول " تعالي اوريكي " ، تقدم أمامها للجانب الأيسر للكوخ لم تكن تحسب انه نهاية الطريق ليمسك رسغها بقوة وهو يرجعها للخلف ، لقد شردت بهذا المنظر الجميل ، كان شلال مياه صفير تتدفق من خلاله المياة بقوة لتتلألأ كحبات الؤلؤ المتساقطة تحت ضوء القمر " سبحان الله المنظر شكله يهبل ، القعدة هنا تحسسك انك قاعد فالجنة "

أبتسم بسخرية وهو يقول " احنا مش ف جنة احنا ف غابة ، عجبك الشلال مش كده المية تهبل طبعا ، الواحد نفسه ينط ف المية دي وينسي همومة "

هزت رأسها " ايوة فعلا انا لو بعرف السباحة كان زماني نطيت فعلا "

اقترب من الحافة ممسكا يدها بقوة وهو ينظر للأسفل " دققي النظر كده ي أحلام "

عقدت حاجبيها بحيرة وهي تنظر للأسفل ، حدقت قليلا لتجحظ بعينها بخوف وهي تتراجع " تماسيح ، دي كلها تماسيح "

عادا سويا الي نار الشواء ليقلب قطع اللحم بهدوء وهو يقول " قوليلي بقا ي أحلام ايه حكاية إسلام ابن خالك ده "

ردت بقلق " ماله حصلتله حاجة "

رأي اللهفة يعينها رأي خوفها عليه أكثر من خوفها علي روحها شحب وجهها وهي تري صمته ، ليكسره بكلامته الباردة " لاء بس هو مش عاوز يجبها لبر "

خاطبته بنبره غريبه لم يحددها أهي تهديد ام ترجي " سيف فهمني بس هو عملك ايه "

نظر لها بجمود وهو يقول " البيه قالب عليكي الدنيا وناشر صورك ف كل الشوارع رجالتي تعبو من لمها وهو مزهقش خالص "

ردت بترجي " سيبه ف حاله مسيره يتعب ويزهق انا جنبك دلوقتي عاوز ايه اكتر من كده "

كانت تعتقد انها بهذا الكلام المعسول قد تنال هدوئه وتغييره للموضوع لكنه زئر بتحذير " أحلام انا سيف الجبلاوي اذا كنت بعدي حاجة ف ده بمزاجي مش هبل مني ، الود ده ايه ال بينك وبينه خايفة عليه للدرجة دي ليه ، مهتم دون عن الباقي بيكي ليه "

ابتعدت قليلا لتصرخ بوجهه " انت انسان مريض وانا فيا ال مكفيا بس ي سيف اقسم بالله العظيم لو بس مسيت شعرة واحدة منه شعراية بس هموت نفسي والدور ده مش هتلحقني "

كان الجو مشحونا ، غلت دمائه وهو يحدجها بنظرات قاتله ، حركت نظرها علي عروقه البارزة " ماشي ي أحلام .....حضري نفسك بكرة كتب كتابنا "

لم تعطي ردة فعل للحظات قليلة حتي فرت هاربة تجاه الغابة دون الالتفات خلفها ابدا ، لقد اعتقدت انها ستنول الرحمه والخلاص بين الحيوانات المفترسة بينما هو لن يذيقها ايا منهما ..........
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي