البارت الخامس وعشرون مواجهة قديمة

خرج بعصبية تحت نظرات إحسان الحزينه ليصرخ بقوة " هاتي الكرباج "

أجابت إحسان بهدوء " تحت أمرك "

خلال لحظات كان سيف قد رحل بسيارته من أمام القصر متجها الي فيلا بأحد الأماكن الراقيه .................

سمعت صوت طرقات قويه علي باب منزلها لتنهض فزعه وهي تركض تجاه المرآه تعبث قليلا بشعرها ليبدو أشعث وتضع القليل من مساحيق التجميل لتبدو وكأنها من استيقظت توا من نومها , ربطت ملابسها بإحكام وهي تنزل للأسفل مسرعة " أيوة جاية ...هه سيف "

كانت يده هي من وصلت لشعرها قبل لسانه ليمسكها بقوه وهو يدلف للداخل مغلقا الباب بقدمه وهو يهزها بعصبية " فينها ودتوها فين "

اصطنعت البلاهة وهي تجيب صارخة " مين دي أنا مش فاهمة حاجة سيب شعري آآآآآآآآآآآآآه "

دفعها بقوة لتسقط أرضا أمامه , ظلت تزحف رجوعا للخلف وهي تقول بخوف " سيف أنا والله والله معرفش حاجة "

تجمهر وجهه لتري سواد عينه وهو يقول بصوت فحيح " بنت عمتي مش بتيجي غير بالذوق ...فين أحلام "

بللت شفتاها بلسانها وهي تبتلع ريقها بخوف " م معرفش "

تحرك تجاهها ليقبض علي شعرها بقوة ويجرها خلفه الي طاولة الطعام , نزع حزامه الخاص وقيد يداها بالطاولة تعالت صرخاتها وهي تستغيث تارة وتقسم له كذبا تارة أخري , تركها وعاد للخارج لم يتأخر لحظة واحده ليعود وبيده ذلك السوط الذي لطلما يتفاخر به , ليقترب بهدوء ووجه لا يبشر بالخير مطلقا " مش قولتلك ف يوم هتجربية "

شحب وجهها وأستكانت حركاتها البائسة وهي تقول برعب حقيقي ودموع بكاء شديد " أستني ي سيف هتعمل فيا أنا كده "

جلس علي ركبته أمامها وهو يمسح دموعها بهدوء ليقول بصوت بارد " أتكلمي ي مريم كده كده هتتكلمي "

هزت رأسها إيجابيا وهي تقول " حا حاضر . عماد خدها وراح لبنان في لبنان "

أبتسم بتشفي وهو يقف قائلا " فين ف لبنان ...أنطقي "

أنتفضت فزعة علي أثر صراحه لتقول ببكاء " عماد مقاليش فين عشان عارف أن أنا مش "

أكمل بشر " مش هتتبل في بوقك فوله ......هانت ي عماد "

الساعة السابعة بتوقيت يجوب سيف وبجواره فؤاد أنحاء لبنان " ي سيف اهدي أنت عارف أنه مش هيقدر يعملها حاجة "

صراخ سيف وهو يضرب مقود السيارة بعصبية " لاء واخدها يفسحها فؤاد حل عن دماغي "

أجاب فؤاد بهدوء " لا أنت ولا الرجالة هتلاقوة أنت بتضحك علي نفسك ي سيف "

ضغط علي مكابح سيارته بقوة لتقف مرة واحده مصدرة صريرا مزعجا , كاد وجه فؤاد أن يرتطم بالزجاج ليسمع كلمات سيف اللآزعة وهو يسب ويلعن بأقبح ما لديه " فؤاد أروح أكمل نوم ف مصر ولا أتحجب وأقعد أولول في نص الطريق أنت عااااوز من أهلي إييييه "

أجاب فؤاد بثبات " عاوزك تهدي وتسمعني , عماد خطف أحلام أقصد مدام أحلام عشان حاجة واحدة أنه ينتقم منك وأكيد هيبقي عاوز يدوقك من نفس الكاس عشان كده مش هيقدر يمس شعره منها غير قدامك .......عاوز يحرق قلبك ي صحبي زي ما كويت قلبه زمان "

صاح سيف بعصبية " مش هخليه يلمس شعره منها هقتله هقتله بعدين هو هيقارن مراتي الشريفة بواحدة من الشارع دي من طين وحبيبته من زبالة زيه مااالك ايييه شايف أنك بتبررله ال بيعمله شايف الشفقة في عينك عليه "

تنهد فؤاد بحزن وهو يقول " أنت غلطان من الأول علي الأقل مش قدامه كان ممكن تخلص منها من وراه "

رد بعصبية " فكرك كان هيسكت كان هيدور ويعرف طب وليه يعرف مني أحسن "

أصدر هاتفه ضجيجا حبست له الأنفاس إحترما لينظر سيف للرقم الغريب ويردف " الظاهر أنه عرف بوصولنا "

اجابه فؤاد بقلق " رد طيب "

قرب الهاتف من أذنه وهو يجيب بصوته الرخيم " ألووو "

أتاه الصوت الآخر مستنكرا " نورت لبنان ي إبن خالي طب مش تقولي آجي أستقبلك أو كنا جينا سوا "

ضرب بيده علي المقود وهو يصرخ " لو مسيت شعرة واحده من رمشها هنسفك أنت وأختك وأبوك من علي وش الدنيا "

قهقة عاليا وهو يجيب بضحك " علي رأي فؤاد أنت متوحش أوي ي سيفو ياخي بهدلت البت معاك الطريق كله بتشتكيلي من قسوتك عليها مش قولتلك الامور تتاخد براحة لتطير منك "

صرخ بعصبية " عمااااااااااد "

أجابه بجمود " قدامك نص ساعة وتكون وصلت تل لبنان الصحراوي لوحدك ده لو عاوز تودعها سلام ي سيفو "
اغلق عماد الخط بوجهه ليغمض سيف عينه بتماسك مع ضربات قلبه العالية يتنهد بحرقة فيما سيفعله , أردف فؤاد بهدوء " أنا هاجي معاك مش هسيبك لوحدك "

بحركة سريعه أخرج سيف سلاحه ووجه ناحية رأس فواد قائلا بنبرة جافة مليئة بالوعود الصادقة " لو شميت خبر أنك ملاحقني أنت ولا حد من الرجاله هيكون آخر يوم ليك ف عمرك فاهم "

صدم فؤاد من ردة فعل صديقه ليفيق علي صراخه المتواصل " أنزل أنت هتبصلي كتير "

استدار للباب بجانبه وأغلقه جيدا وهو يعاود النظر له بثبات " مش هسيبك تروح لوحدك علي جثتي " ....................

في منطقة جبلية خالية تماما من أثر الحياة , داخل سيارته السوداء يجلس أمام المقود يتابع شرودها من نافذة السيارة ليقاطعها ساخرا " مش فاهم أنتي مش خايفة مني "

أجابت بهدوء وهي تتفحص المكان تحت أشعة الشمس الحارقة " أنت لو موتني يبقي عملت فيا جميلة "

رد ضاحكا " للدرجة دي بتحبيه "

نظرت له بهدوء " مش هقدر أعيش معاه تاني "

أبتسم بشر وهو يقول " حلو أوي هو ده ال أنا طالبه "

لم تفهم مقصده من تلك الكلمات المبهمة ولكن دخل الشك قلبها فور رؤية إبتسامته الغير مطمئنة لتردف قائله " قصدك إيه ي عماد "

أجاب بتلذذ " قصدي انك مش هترجعيله ي أحلام ده وعد مني متقلقيش "

شحبت ملامحها وهي تسأل " أنت هتعمله حاجة صح أنت جايبني طعم ليه مش كده "

أجابها بسخرية " انا لو كنت عاوز أضره كنت قتلته من بدري "

سألت بحيرة " طيب خاطفني ليه "

أجاب بفحيح " عشان فيه حساب قديم لازم نصفيه سوا ...وأنتي من ضمن الحساب "

قاد سيف السيارة بمفرده الي المكان المنشود كانت الصخور تتخذ شكل الكهوف الصغيرة كما أن الأرض غير مستويه ويبدو أن هناك علامة تميز هذا المكان الخالي وهو وجود بئر جاف تم فتحه من جديد لسبب مجهول , اقترب بسيارته جانب البئر وعاود الرنين علي رقمه ليأتيه صوته مهلهلا " وصلت ي سيف الجبلاوي "

أجاب سيف بجمود وهو يتفحص المكان بعينه " أنت فين "

رد عليه بخبث " قريب ....قريب أوي أطلع بقا زي الشاطر من العربية وأقفلها كويس وأرمي المفتاح بتاعها في البير وكمان أسلحتك "

نفذ سيف أوامره بهدوء , خرج من سيارته وأغلقها جيدا ثم أقترب من البئر الجاف يلقي فيه مفاتيحه وسلاحه للأسفل , رن هاتفه فورا ليجيب بإقتضاب " فينها "

خرج عماد من وراء أحد المرتفعات موجها سلاحه نحوه مبتسما بإنتصار يقترب منه متحدثا بسخرية " مش قولتلك ي سيف هردلك ال عملته أضعاف مضاعفه "

نظر سيف له بقلق وهو يبحث بعينه مكان خروجه متسائلا " فينها أحلام فينها "

كان علي وشك التحرك ولكن أسرع عماد بضرب الطلقتان مكان قدمه ليقف سيف ثابتا تعلو أنفاسه وتهبط بعصبية " عارف ي سيف أنا مستني اليوم ده من أمتي هممممم من سنين ي راجل أنا عاملك حتتة مفاجئة هتعجبك بص كده وراك "

دار برأسه للخلف ليجدها بعيده عنه كثيرا يكاد يري وجهها الباكي بصعوبه ولكنها بمفردها , تنهد براحه وهو ينظر له بجمود " الواضح أنك شلتها من الحسبة "

أبتسم بسخريه وهو يجيب " مين قالك وهي أصلا الحسبة كلها "

نظر لها سيف برعب مدققا النظر ليجدها ترجع للخلف محدقه به ببكاء يكاد يفطر فؤاده ليفهم أخيرا أن هذا نهاية المكان بل نهاية عالمه

صرخ عاليا وهو يركض تجاهها " أوعي ي أحلاااااام انا هنا جيت متعمليش كده "

نظرت له ببكاء وهي تري عماد الذي يوجه سلاحه نحوه وهو علي وشك إطلاق الرصاص لتصرخ بحرقه " خلي بالك من أهلي دول أمانه ...... مع السلامه ي سيف "

أرخت جسدها للخلف تاركه له العنان لتسقط للأسف تشاهد تلك السماء الصافيه وهي تعينها علي أسترجاع شريط ذاكرتها أمام عيناها كاملا ................

في الأعلي سقط سيف علي ركبتيه فور رؤيتها تسقط أمام عينه , أقترب منه عماد وصوته الساخر قد وصل لأذنه " واحده بواحدة كدا بقينا متعادلين ي سيف "

عم الصمت للحظات ومن ثم صدرت ضحكاته المجلجلة وهو يقف ينفض أثار التراب عن ملابسه " تعرف قد إيه صعبان عليا لأنك ساويت شرفي بواحدة من الشارع , أنت فاكرني قتلتها ليه هاااا رد ...مفيش عداوة بيني وبينك تخليني أعمل كده عاوز تعرف الحقيقة حاضر ي عماد روقية ست الله يحرقها في قبرها بنار جهنم كانت شغالة في نايت كلاب بس بتطلع للبشوات عشان جمالها وشطارتها طبعا وعرفت رودي مش من طريق ونص لاء ده حد من أعداء شركتنا سلطها عليها , أدتلهم كل المعلومات عن حياتها كل حاجة تخصها وفعلا في اليوم ال كانت ..."

فلاش باك من خمس سنين ..........

خرجت رودينا ما سائقها الخاص , كانت الشمس مستترة خلف أكوام السحاب لتردف بحماس " شكلها هتمطر إنهاردة "

أجاب السائق الأربعيني " فعلا ي هانم الأرصاد حذرت من كده أنا جبت مظله لحضرتك أحتياطي "

أردفت بلا مبالاه " حذرت هه .....حد يكره المطر , المطر ده رزق علي رأي رُوقيه يوووه صحيح نسيت أكلمها "

أخرجت هاتفها وأتصلت بها لتجيب روقية بنبرة غريبة وكأنها تتألم " ركبتي ي أحلام أنتي فين "

أجابت رودينا بإستغراب " انا قدامي نص ساعة واكون عنك مال صوتك متغير أنتي كويسة "

أجابت روقيه بتمثيل " مغص ي رودي بطني وجعاني مش قاردة "

أردفت رودينا بخوف حقيقي " طيب هعدي عليكي ونروح المستشفي دلووقتي حالا , مد شوية ي عم متولي "

أجابها السائق بقلق " حاضر ي هانم ألف سلامة "

أردفت روقية برفض " لاء مش مستاهلة أنا هعملي كوباية حاجة دافية وهاخد مسكن وكله يبقي تمام هي أول مرة "

أصرت رودينا علي قرارها قائلة " لاء هنروح المستشفي أجهزي "

ترجتها رودينا قائلة " لاء ي رودي عشان خاطري أنا كويسة والله بس تعب بسيط لأني نومت علي المروحه بعد ما خدت دوش "

تضايقت رودي وهي تقول " عشان حلوفه حد ينام علي مروحة ف الجو ده وكمان واخدة شاور "

أكملت روقية بتوتر " أنتي دلوقتي هتعملي إيه "

أجابت رودينا بملل " خلاص المشوار أتلغي هعدي عليكي أقعد شوية معاكي وبعدين هروح عشان أبيه ميقلقش "

اردفت روقية برفض " لاء أنتي تروحي تجيبي الفستان ال أخترناه امبارح وتجيبي تاج مناسب ليه عشان تحضري بيه البارتي بتاع مريم أومال هتحضري بإيه انهاردة "

أجابت رودي بملل " هخلي عم متولي يجيبوا "

رفضت روقية قائلة " لاء هتيه انتي عشان ممكن يتلخبط وبعدين أبقي تعالي عدي عليا "

أجابت رودي بإقتناع " خلاص تمم جهزيلي بقا الأندومي عشان ليا أسبوع مدقتهوش بسبب إحسان "

ردت روقية بمكر " عنيا "

عودة للحاضر ...........

أكمل سيف قائلا بحرقة والدموع تتسابق في النزول الي فؤاده " والمكان ال كان فيه الفستان مفخخ أتقتل السواق وأتخطفت هي وياريت أستكفوا بكده لاء دول أعت*دوا عليها وكمان مسجلين شريط بكده عارف ليه عشان يكووني من جوة أنا أول ما وصلت بعد 3 أيام من البحث ليل نهار لقيتها شبه ميته حسيت جسمها بيعفن وهي علي قيد الحياة , مدفنتهاش ي عماد رودي عايشة بس شبة ميته لأنها من وقتها في غيبوبه وكل ده بسببها "

أجاب عماد بعصبية " أنت كداب هي لو كانت عملت كده كانت هربت "

أجاب سيف بحرقة " لو كانت هربت كانت هتثبت الجريمة عليها وهي متأكده أني هجيبها ولو في عين الشمس , بس هي فضلت منها تبعد التهمة ومنها تسترزق علي قفا واحد أهبل زيك , عارف أنا كنت زيك بالضبط غبي لأني مشكتش فيها بسبب إنهار عرفت تمثل كويس يوم ما دفنت جثة علي إنها رودي وقتها أتمسكت بيها علي أنهار ريحة من أختي قولت بكرة رودي تفوق وتسألني عليها فوظفتها عندي بالشركة وهي ما صدقت شافت أنك قد إيه أهطل وبتريل علي أل رايحة وال جاية قامت أصطادتك وأنا كنت شايف وساكت قولت هي كويسة ملفها المزور ال كان محطوت ف حياة رودي نضيف ف مش مشكلة أنكم لو أتفقتوا ربنا يتمم علي خير لكن لما رخيت الحبل بنية أن فيه إن فيما بعد بينكم وهيبقي كلام رسمي معني كده هتبقي مرات أخويا , هي عشان زبالة أفتركت الادب والحنان طمع قامت يسيدي مدلوقه عليا بالكلام الغريب والصوت الرقيق وحركاتها ال معجبتنيش " ......فلاش باك من 3 سنين

لقد أيقظت داخله الشك وقتها ليتماشى هو مع الدور الذي تقدمه له بهدوء وتقبل لتقترب من مكتبه بطريقة غير لائقة وهي لتقول " أي هاجة تاني ي سيف باشا "

أحتدت نظراته وهو يتفحصها جيدا ليميل للأمام علي مكتبه ويردف " أنهاردة الأجتماع كان طويل ولسة فيه غيره أنا مش قادر الغيه "

دارت حول مكتبه بخطوات مغرية وهي تقترب منه قائله بصوت رقيق " ي فندم الإجتماع ده مهم اووي للشركة وبعدين دي تالت مرة ناجله العميل يزعل وأحنا يهمنا راحة العميل "

وضعت كلتا يداها علي كتفه وهي تمسج له مكملة حديثها " أنا هعملك مساج من اديا وفنجان قهوة وكله هيبقي تمم "

أسودت عيناه وكأنه تيقن مما يشك فيه ليقف منتفضا حتي لا تتمادى أكثر من ذلك , وقف بجانب النافذه بنفث غضبه بعيدا عنها لتقلق هي وتتوتر كثيرا " أ أنا مش قصدي انا شوفت حضرتك تعبان والله يعلم قد إيه بعزك زي أخويا ي فندم ف قلت لو رودي كانت مكاني كانت هتعمل أكتر من كده "

إستدار لها مبتسما وهو يقترب بخطوات ثابته حتي أصبح قبالتها , أمسك خصلة من شعرها الناعم وهو يلفها حول أصبعه قائلا " أنا مدايقتش كل ال في الأمر أن المكان هنا لا يسمح لكده عشان العمال ....... تعالي القصر نفضفض شوية وتعمليلي مساج من إديكي الطرية دي "

هزت رأسها بإيجاب مرات عديدة وهي تبتسم بخجل كاذب " تحت أمرك ي فندم "

أردف بنبرات ساخرة " لاء فندم إيه دلوقتي بقا لما نكون وحدنا قوليلي سيفو بحب الأسم ده "

ردت برقة " حاضر ي سيفو "


عوده للحاضر ..............

أكمل سيف قائلا " من وقت ما أتغيرت طريقتها معايا وأنا شكيت وتماديت عشان أجيب آخرها لحد ما جاتلي القصر برجلها الساعة 12 بالليل , عشمتها بحجات كتير واحنا ف الجنينة حاولت أجر لسانها بالهزار والأدب منفعش .......

عودة للماضي مرة أخري ..............

صعد سيف معها الدرج يحيط بذراعه الأيسر خصرها الرفيع وهي تبادله الضحكات الخادشة , لم تكن تعلم أن بعد كل ضحكة تصدر منها يأتي قبالتها الكثير من الوعيد والإنتقام داخله , دخل بها غرفته وأغلق الباب لتبدء إحسان في لطم وجهها برعب وهي تقول " يلهوي ي سيف يلهووووي ي سيف يعني يوم ما تعملها تعملها مع خطيبة عماد لييييه ي سيف هي خاينة وأنت والعيش والملح "

ظلت تنتحب علي حظها وتدعوا الله أن ينزل كارثة تلهيهم عما سيفعلانه ..
في داخل الغرفة جلست روقيه علي فراشه براحة زائده وهي تمضغ العلكة بطريقة مستفزة " الأوضة واسعة أووي ليه حد عايش معاك فيها مش ناوي تجيب حد يمليها عليك "

أجاب بصوت رخيم ونظرات حادة " كفاية أنتي ي جميل , ندخل في الجد بقا عشان الأدب منفعش معاكي "

أكفهرَّ وجهه وهو يقترب منها أسودت عينها وهو يضع يده علي حزام بنطاله ليبدء في نزعه بقسوة , شحب وجهها وهي تحاول المحافظة علي تلك الإبتسامة الكاذبة لتقول بقلق " إيه ي حبيبي مالك لو تعبان أروح ونبقا نعوضها مرة تاني "

نزع حزامه ليطبقه نصفين , يكاد كفه يغلق عليه بقوة بسبب سماكته ليضرب به الكمود بقوة لتنكسر مطفئة السجائر وتصبح فتات صغيرا , أنتفضت من مكانها وهي تقول " في إيه ي فندم أنا عملت إيه "

أجاب وهو يشمر عن ساعديه " لاااا ده إحنا ليلتنا طويلة "

عودة للحاضر ..........

أكمل سيف منهيا حديثه الاذع علي قلب رفيق طفولته " منكرش أنها أستحملت كتير شككتني ف نفسي لكن مسبتهاش غير لما أعترفت بكل حاجة وعرفت أنها متعاملتش غير مع الوسايط يعني متعرفش مين كبيرهم وأنها كانت بينهم وبينها بس فلوس وأوامر وهما نصحوها أنها متشتغلش معايا لكن هي طمعت وطمعها جاب أجلها "

ضحك عماد بقوة كالمجنون للحظات ثم تماسك قليلا ليقول بضحكات متقطعة " المفروض أني أصدق الهري ده كله عشان مقتلكش لاء ي سيف متخافش مش هقتلك أحنا كده صافي ي لبن "

رد سيف بسخرية " وأنت فاكر أني هقول كل ده من غير دليل , أنا مسجل كل حاجة بالصوت والصورة كمان هتلاقيهم ف صندوق العربية مفتوح مش هتتعب نفسك , أسيبك بقا عشان أطمن علي مراتي "

أجابه عماد بدهشة " أنت مش مصدق ال حصل بتهلوس صح "

اردف سيف موضحا " انت فاكر ان أنا مش عارف أن كل ده هيحصل ي غبي ده أنا جبتها بنفسي لحد عندك مصر وأنا ال قولت لمريم عشان كل حاجة تبقي علي المكشوف بس آخد الأوسكار مش كده, حبيت أتغدا بيك قبل ما تتعشي بيا أو بالأصح حبيت أفوقك قبل ما أخسرك "

تركه مع سيل أفكاره المزعجة وذهب الي أسفل المكان المرتفع ليجد أحلام جالسة في السياره وهي تنظر للبادية بشرود , أتجه الي فؤاد ليستقبله صديقه بإبتسامة " كل حاجة أتصلحت صح "

نظر بحزن لها وهو يجيب " لاء في جات هتاخد وقت "

تنهد فؤاد براحة " متقلقش هتسامحك بس أنت متيأسش " ..........


بعد مرور أسبوع علي أبطالنا
سافر عماد مع أخته مريم بعد التأكد من صحة ما قاله سيف ليشعر بالندم كثير والإحراج مما حدث , بينما يحاول سيف بشتى الطرق كالعادة إصلاح علاقته مع صغيرته ولكن هي تصده بقوة وغالبا ما تتركه وتذهب لمكان منعزل بالقصر , أما إسلام ففشل العثور عليه من قبل أصدقائه بالعمل ليزداد قلق يارا وعزيز ونعيمه عليه داعين الله بعودته هو وصغيرتهم سالمة ............

في مكتب الشركة يجلس فؤاد أمام سيف بحماس وهو يقول " لكن بردو مش هتقولي عرفت إزاي أنه هيخليها ترمي نفسها من فوق التل "

أجاب سيف ببرود وهو ينفث دخان سيجارته الفارهة بوجهه " ملكش دعوة "

سعل فؤاد قليلا وهو يقول " ياخي أطفى الزفت ده وقولي أنا مبنامش ليكون بتقرا الفنجان من ورايا "

أردف بضيق " متنقش فيها أديها لاوية ومش معبراني أنا سيف الجبلاوي يتعمل فيا كده تذلني وتجرجرني علي ملا وشي وراها في القصر عشان تسامحني وياريته جاب نتيجة "

ضحك فؤاد عاليا يضرب كفيه ببعضهما قائلا " عندها حق والله تعمل أكتر من كده "

أمسك سيف قلمه وألقاه عليه بقوة وهو يقول " غور شوف شغلك غلطان بحكي معاك "

غمز له فؤاد وهو يقول بنبرة خبيثة " خسارة كان عندي فكرة تخليها تنسي ده كله وتمسحه بإستيكه "

أجاب بتلهف وهو يعتدل في جلسته " أشجيني صحبي حبيبي "

عدل فؤاد من ملابسه بتفاخر وهو يقول " أعملها فرح وهات بباها ومامتها وصحابها وأبتدوا حياة جديدة "

فكر سيف قليلا " تصدق فكرة بما أننا معملناش فرح وكده , أكلم إسلام وأخليه يجيب بباها ومامتها وصحبتها ال جات زارتنا , فؤاد انت مسؤل علي الموضوع ده "

أجاب فؤاد وهو يقف " تحت أمرك ي فندم "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي