البارت الثاني عشر خطة فاشلة

ابتسم سيف بخبث وهو يعلم ما يدور بعلقها الساذج لينزل بحماس الي الاسفل وهو يتمتم بكلام غير مفهوم.....

ارتدت احلام بنطال جينز ازرق وفوقه قميص اسود ضيق وعليه جاكت سكري اللون وحجابها الاسود البسيط ، نزلت علي الدرج مسرعة بحذائها الرياضي لتجد سيف جالس علي الاريكة يدخن سيجارته الفارهة ، وقفت امامه مرتبكه قليلا ليقف بهدوء وهو يلقي سيجارته بعيدا ، اقترب منها وهو ينظر لها نظرة اعجاب واضح ليردف بخبث "كل حاجة جات مقاسك بالضبط هممم بس واضح ان زوقك مش حلو اقصد يعني ان دي اول مرة تخرجي معايا البسي حاجة مناسبه اكتر من كده حاجة تليق بيكي معايا "

اردفت بغيظ مكتوم ده ال عندي ي سيف ويلا عشان منتاخرش اقترب اكثر مما ينبغي ليمسك زراعها الاريسر بقوه وهو يزمجر بقسوة " اوعي ي احلام انا عارف ال ف دماغك انا هنبه عليكي لاخر مرة مش عاوزك تشوفي وشي التاني الجانب القذر ال متعرفيش عنه حاجة "

ارتجفت اوصالها وهي تري تلك النظرات القاسية التي لم تعهدها عليه من قبل لتتلوي الما وهي تجيبه بصوت خافت " ااااه ي سيف دراعي بيوجعني سبني بقا مش ههرب متقلقش "

نظر لها بجمود وكانه يحاول ان يلتمس صدقها ولكنه لم يستطع ايجاد الوفاء في حديثها ليعلم انها لن تتراجع.....

في المستشفي علي الجانب الاخر من المياة دخل سيف مع احلام من الباب الخلفي للمستشفي لتجد احلام ان المكان خال من الاشخاص لتردف بقلق " هو فين الممرضات والدكاتره انت متاكد ان دي المستشفي "

نظر لها بلؤم وهو يزم شفتيه -اخدو اجازة انهاردة " وقف فجاة امام باب معدني وهو يفتحه بهدوء " باباكي جوة تقدري تشوفيه وتحكي معاه

تغيرت تعابير وجهها للدهشة وهي تقول " بجد ....شكرا " تركته ودخلت لتري والدها مستلقي علي فراشه بجانبه بعض الاجهزة الخاصة بالقلب وبيده وصدره بعض المحاليل اقتربت بهدوء وهي تجلس جانبه علي كرسي معدن صغير امسكت يده بحذر وهي تقبلها لتردف بصوت مبحوح "وحشتني اووي ي بابا انت كويس طب سامعني ولا هفضل كده بكلم نفسي يرضيك بعد ده كله مسمعش صوتك ال واحشني " اجهشت في البكاء وهي تضع يداها علي وجهها لتخبئ تلك الحقيقة التي لا مفر منها وهي تركه وحيدا في هذا المكان البارد

شعرت يبد بارده تلمس كفها بارتجاف شديد " احلام يبنتي عاملة ايه بتعيطي ليه انا كويس اهو "

نظرت له بسعاده وهي تحتضن يده بين راحتي كفيها وهي تقول " ازيك ي بابي وحشتني ي حبيبي انا بعيط اني شوفت وانت كويس وبخير وحشتني اووي ي بابي "

اجابها بتعب وصوته يحمل الكثير من العتاب " انتي ال اتاخرتي ي احلام انا ليا ساعتين مستنيكي هنا لوحدي حتي امك سابتني ومش عارف راحت فين "

قبلت يده وهي تجيبه بابتسامة كاذبه " معلش ي بابي غصب عني والله انا لو عليا مفارقش حضنك لحظة واحدة وماما راحت تجيب اكل وجاية حالا "

حدثها بصوت شبه باك " انتي ليه بعيده كده تعالي ف حضني حاسس ان ليا سنة محضنتكيش "

اجابته ببكاء " عشان جرح " لم تكمل جملتها ليشدها بهدوء وتعب فتحتضنه بحذر وهي تبكي بحرقة

ربت علي ظهرها بتعب وهو يردف " بس ياحبيبتي ايه حصل لده كله في حد زعلك غيري قوليلي ده انا اقوم دلوقتي امسك ف رقبته "

ابتعدت قليلا وهي تضحك بهدوء " انا مزعلش منك ابدا ي بابي مهما حصل كل الموضوع بس انك واحشني "

اجابها بابتسامة " بقا كل ده عشان خاطر الساعتين ال غبتيهم لاء ، انتي مخبية عني حاجة ي أحلام قولي انتي متعودتيش تداري عني اي حاجة يلا انا سامعك ي بنتي "

اجابته بحزن وهي تمسح دموعها " ابدا ي حبيبي الموضوع اني .....اني مسافرة دلوقتي عشان شغل "

اردف باستغراب " مسافرة فين وشغل ايه وبعدين مقدرتيش تاخدي اجازة كام يوم بدل ما تحصلي حاجة ومشوف"

وضعت يدها علي فمه وهي تقف لتهز رأسها معارضة لما يقوله " ان شاء الله تبقا احسن مني وترجع تاني لحضننا ي بابي انا قولتلك علي الموضووع ده قبل العملية وانت وافقت وانا بعد ما سافرت رجعت تاني لما عرفت انك تعبت بس مقدرتش اخد اجازة وإلا هيفصلوني وانت عارف ان دي فرصتي عشان اثبت نفسي بس متفتكرش ان ده كله اغلي منك ي حبيبي بس مفيش ف ايدي حاجة اعملها "

هز رأسه بهدوء وهو يقول " حققك عليا اما انا عطلتك ولهيتك عن حلمك ي أحلام سامحيني ي بنتي "

احتضنت رأسه وهي تقبلها لتهمس له بهدوء " هرجع تاني ي بابي متقلقش "

اجابها بحزن " وانا هستناكي ي أحلام "

اتجهت ناحية الباب لتنظر له النظرة الأخيرة مودعة إياه ليقول لها مبتسما " سفرية سعيدة ي حبيبتي تروحي وترجعي بالسلامة "

اجابته وهي تغلق الباب " مع السلامة ي بابي "

اغلقت الباب وهي تمسح دموعها بقوة وتأخذ نفسا عميقا لتذفره بهدوء وهي تفكر في خطتها التالية ، رفعت رأسها باحثة عنه لم تجده لتتحرك مسرعه لنهاية الطرقة وهي تتلفت للخلف من لحظة لأخري حتي تصتدم بشئ مانع ، رجعت للخلف خطوتين وهي تنظر له بقلق " ك كنت بدور عليك "

اجابها بفتور " واضح ...يلا بينا "

سارت خلفه بضيق وهي تفكر فيما ستفعله لتقف مكانها وتضع يدها علي بطنها بتمثيل مبالغ فيه وهي تقول " سيف عاوزة اروح حمام مش قادرة "

اقترب منها بقلق وهو يقول " مالك حاجة وجعاكي انتي كلتي ولا شربتي حاجة من هنا "

اجابته بغيظ " هو انا كنت في لوكندا ، مكنت مرزوعه ف أوضة بابي قدامك مش عارفة حصل ايه بطني بتعمل أصوات وحاسة عاوزة ارجع وو "

اجابها بابتسامة " متتكلميش تاني بجد قرفت حاضر هوديكي الحمام "

أشار لها أن تمشِ أمانه الي ان وصلت لدورة المياة نظرت له بتوتر وهي تقول " طبعا فاضي مش كده "

اجابها وهو يفتح الباب " اكيد يلا ادخلي "

اجابته بضيق " انت هتدخل معايا ولا ايه "

رد هو بمكر " عادي لكل دورة مياة باب خاص بيها انا هبقي من برة "

ردت عليه بتذمر وقلق " سيف انا بتكسف واظن أن هيبقا فيه أصوات عمرك ابدا ما هتحب تسمعها "

تجمدت تعابير وجهه وهو يقول لها " خلاص براحتك اتفضلي "

دخلت بقلق وهي تغلق الباب خلفها ، ابتسمت بفرح وهي تركض للداخل متفحصة المكان ، فتحت باب دورة المياة لتجد فوقها شباك صغير الحجم لكنه يسع جسمها النحيف ، صعدت علي دورة المياة ونظرت منه لتجد حراس سيف يجولون المكان ذهابا وإيابا

نزلت بضيق وهي تفكر لتفيق علي صوت طرقات الباب الخارجي لدورة المياة " أحلام انجزي "

اردفت بضيق " طيب خلاص قربت "

أبتسم بخبث وهو يعلم أن محاولتها فاشلة لكنه يماطل معها قليلا الي ان تتوقف من تلقاء نفسها

مرت خمس دقائق علي هذا الحال ليطرق الباب مرة اخري بضيق " أحلام اطلعي ليكي سنة جوة ايه مفيش حمام ف القصر " لم تجيبه ، السكون عم المكان

ليطرق الباب مرة اخيره وهو يدلف للداخل بهدوء " احلام انا دخلت "

توجه ناحية الابواب ليفتح باباً تلو الآخر بعدما يطرق عليه ولكن لم يجدها الي أن وصل للباب الاخير ففتحه بحذر ، ليجده خاليا والشباك الخاص بهذه الدورة مفتوح علي علي مصرعيه " بردو نفذتي ال ف دماغك ماشي ي أحلام "

اخرج هاتفه وطلب رقم معين ليجيبه الآخر " تحت امرك ي باشا "
هتف سيف بقسوة " خرجت من شباك الحمام اوعي تهرب منكم وإلا ورحمة ابويا لخليكو تحصلوه "

رد الحارس بقلق " متقلقش ي باشا المكان كله متأمن "

سمعت أحلام أصوات خطواته تبتعد مسرعة للخارج لتتنفس براحة وهي تفتح تلك الخيانه الصغيرة التي تختبئ بها منه ، لتقف ببطئ وهي تضع يدها علي ظهرها بألم " منك لله ركبتني العصبي "

اتاها رده الساخر " مش بقولك غبية بس مش عاوزة تصدقي "

شحب لون بشرتها وهي تدير رأسها له لتجده متكئاً علي الجدار وهو عاقد ساعديه بجمود لينطق بكلمات ساخرة " سايبة دليل وراكي ياريت كنتي عملتي كده من زمان "

نظرت حيث أشار بعينه لتجد انها قد تركت علامات الحذاء المتسخ علي تلك الأرضية ناصعة البياض الي الخزانه الصغيرة مقر اختبائها ، لفت نظرها شئ معدني حاد يتضح انه مقص لتركض اليه وتمسكه وتوجهه نحوه محاولة إصابته ، تفادي سيف ضرباتها السريعة ليمسك برسغيها بقوة وهو يحدجها بنظرات قاتله " حسابك معايا ف القصر ي أحلام "

القي المقص بعيدا وخلع بيده الاخري نزع حزام بنطاله ، ليضعه حول كفيها ويقيدهما بقوة " هربيكي من أول وجديد ي أحلام قولتلك بلاش تشوفي الجانب القذر مني لكن انتي الفضول هياكلك وتعرفيه "

بزقت علي وجهه وهي تقول له " انت ضعيف ي سيف ضعيف لدرجة انك مقدرتش تحمي اختك ف متجيش تطلع عقدك عليا "

لم تعلم من أين جاءت لها الجرئة لتفعل هذا واين كان قلبها ليرضي بفتح جراح قلبه مرة اخري كانت تصّر علي أوجاعه كانت تريد أن تستشف الضعف من عينه ولكن هيهات فلم تري سوي تحول وجهه للون المظلم ، أخرج منديل ورقي ومسح أثر فعلتها الشنيعه ليمسك مؤخرة الحزام ويجرها خلفه بقسوة ، سقطت أرضا ليتابع السير وهو يزحف بها للخارج تحت صراخها " سيييف وقف ارجوك الحقوووووني ي نااااس ياعاااالم حد يلحقني "

باءت محاولاتها بالفشل لتنهار بالبكاء وهي تترجاه ان يتوقف ، تمزق بنطالها لتجرح ركبتيها لكنه لم يبالي الي ان وصل بها لسيارته انحني قليلا وحملها ووضعها في الخلف وأغلق الباب وتحرك عائدا للقصر مرة اخري ..........

في المساء ....
تجلس احلام علي فراشها بحزن وهي تري الشاش الذي حاوط قدمها كاملة شاردة فيما قد اذنبته " انا مكنش ينفع اقول كده انا ليه عملت كده حبيت أشعر أني انتصرت عليه حبيت اثبتله أني مش ضعيفه ، هه مش ضعيفه ولا حابه تشوفيه يضعف ، ومالو خليه يدوق من ال بدوقه "

كانت تخاطب نفسها وكأن هناك من يشاركها همومها الي ان دخلت إحسان بعد ان طرقت الباب بهدوء " أحلام هانم سيف باشا بيقول لحضرتك تستعدي عشان هتخرجي معاه انهاردة "

نظرت لها أحلام باستغراب علي معاملتها الرسمية لتقول " قوليلو أني مش هروح معاه ف اي داهية "

اكملت إحسان بجمود " هو قال ان ده أمر لحضرتك مش مشورة "

تمتمت أحلام بكلام غير مسموع لتنهض بألم وتسير بخطوات بطيئه الي غرفته ، وجدت الباب موارب قليلا لتدفعه ببطئ وهي تدخل " مش هروح معاك ف اي مكان ي سيف انا تعبانة "

نهض من علي فراشه بجمود وهو ينظر لها بقسوة " هتيجي ورجلك فوق رقبتك ي أحلام ...بعدين متقلقيش مش هنبعد هنروح نتعشي ف الغابة ونرجع "

هتفت بصراخ " انا مستعدة اروح جهنم ولا اروح جنتك ي سيف غ ..غابه انت قولت غابة "

أدركت اخيرا ما سمعته اذناها لتنظر له بخوف علي حياتها أيَوَدَّ ان ينهي حياتها علي فعلتها تلك مهلا هناك الكثير لم تحققه بعد وهناك والدها ينتظر عودتها مرة اخري هناك حياة قد خطتها بيدها كان من المفترض أن تبدئها قريبا " سيف انت هتاخدني الغابة ليه "

رد بجمود " متقلقيش مش هقتلك دلوقتي "

هتفت بخوف " انت ناوي تقتلني اصلا "

اجابها بنبرة باردة " مش كنتي انتي ال عاوزة تقتليني مستغربة ليه من اني ممكن اقتلك "

أجابت بقلق وسرعة " كنت فاكرة انك بتحبني "

رد بإيجاز " لكل واحد مننا طاقة وممكن تخلص ف اي وقت "

لتنظر له بحزن واضح " وانت طاقتك خلصت من ناحيتي "
رد بهدوء وهو يتحاشي النظر لعينها " لأي بس قربت ، احسااااان "

دخلت إحسان مسرعه أثر هتافه " تحت امرك ي فندم "

قال بصوت رخيم " خلي الرجالة يعشو زمرد عشان الضيفة ال معايا انهاردة "

اردفت بطاعة " تحت امرك ي فندم " وخرجت بهدوء

هتفت احلام بقلق " مين زمرد ده ...سمعت الاسم ده كذا مرة هو حيوان مش كده اوعي يكون أسد انا مش بحب الاسود "

أبتسم بسخرية وهو يخرج " متستعجليش خمس دقايق وتكوني جاهزة وإلا هاخدك زي ما انتي كده "

تركها وخرج لتشرد هي فيما ستفعله الآن ، فهو حتما سيعاقبها علاما فعلته ولكن هل العقاب سيصل لحد الموت أم اسوء...........


في خارج القصر يقف سيف بحديقته وهو يداعب إحدي الازهار بلطف وهو يفكر قليلا /هل قسوت عليها ، أليس هذا كثير ؟ هي من أخبرتني علي ذلك يجب أن تري جانبي المظلم حتي تخشاني قليلا فأنا غير مستعد لخسارتها مجددا يجب أن تزيل فكرة الهروب مني من عقلها " وعد مني ي أحلام هشيلها خالص من دماغك "

ضغط بقوة علي زهرته الي ان تمزقت لأجزاء كثيرة حتي يلتصق عطرها الفريد في يده ليقربها من أنفه ويستنشق عبيرها بغلٍ واضح ........

في الداخل أقتربت أحسان منها لتردف بجمود " أحلام هانم من الأفضل ليكي انك تستعجلي شوية عشان سيف باشا ميغضبش علينا "

ردت بخوف وحزن " هو ممكن ف يوم يأذيني فعلا "

أجابتها أحسان بتمثيل " مش عارفة بس سيف باشا خلقه ضيق "

نظرت لها أحلام بضيق وهي تصعد للأعلي تدب الأرض دبا
لتضحك أحسان عليها بخفوت
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي