البارت الثالث وعشرون

لازمت فريدة وإحسان الأهتمام بها لمدة يومان دون قدومه الي القصر مما أعطي لها فرصة للأستيقاظ ورؤية ما وصلت اليه من تعب وضعف " أمممم أنا فين "

نظرت لها أحسان بسعادة لتقترب منها وتربت علي وجهها بهدوء حتي لا تعود لحالة الأغماء مرة أخري " احلام سمعاني فوقي ي بنتي فوقي ي قلبي "

كانت الرؤية ضبابة لم يكن عقلها رزينا حينها لتري وتسمع والدتها هي من تتحدث , في تلك اللحظة عادت لها ذاكرتها بما حاولت محوه لتُغرق عينها بالدموع ويعلو صوتها أنينا بالبكاء والعويل , أحتضنتها إحسان بقوة لتبادلها البكاء بحرقة علما وصل بهما الأمر لهذا الحال " ماما خديني البيت أنا مش عايزة أفضل هنا رجعيني لبابا "

أبعدتها إحسان عنها لتمسك ذراعيها وتهزها بقوة قائلة بصوت مختنق " أحلام فوقي أنا احسان "
أدركت انها مازلت بمفردها تحت رحمته نظرت لإحسان بترجي انها فرصتها الوحيدة هنا لتقول " نينة خرجيني من هنا أنا عاوزة أبعد أرجوكي ساعديني "

ردت أحسان بصوت مبحوح " مش هينفع ي أحلام سيف مش هيرحمني أنا لو أقدر أعمل كده كنت هربتك من زمان لكن مش هقدر أنا معايا فريدة أختي وهي معاها عيال وأحفاد سيف مش هيرحم حد وأنتي عارفة كدة "

عادت للبكاء من جديد وهي تحتضن نفسها حاولت إحسان التخفيف عنها قليلا لكنها لم تفلح أنه ليس بالأمر الهين تلك المرة .............


في لبنان .........

في جريدة الأخبار بالعاصمة تجلس يارا بمكان عملها الجديد وهي تحتسي مشروبها المفضل القهوة المخفوقة باللبن , تطالع الحاسوب خاصتها بإهتمام وهي تتقصي أخبار احد الأشخاص المهمين بالبلد سمعت صوت رخيم يأتي من جانبها " يارا أنتي فاضية "

سعلت قليلا بفزع وهي تنظر تجاهه بضيق ليعتذر بهدوء " أنا آسف مكنتش أقصد افزعك "

وقف أمامه لتضربه في كتفه الأيمن بعصبية " كنت فين وقافل تليفونك ليه هاا قلقتني عليك أنا أفتكرت جراتلك حاجة من سيف "

أجاب بإبتسامة غريبه لم تفهم محتواها " خفتي عليا "

ردت بتوتر " أكيد هو أنا ليا حد غيرك أنت واحلام وطنت نعيمة وعم عزيز وعم عبدو بتاع النسكافية "

ضحك بهدوء وهو يعيد سؤاله " يعني فاضية دلوقتي "

هتفت بمزاح " ده أنا لو مش فاضية أفضالك ي باشا اؤمرني سعتك"

اردف بحماس " مش هنا تعالي نروح الكافية القريب من الجريدة "

أجابت مسرعة " خلاص تمم اسبقني انت لحد ما اخلص الاجراءات المطلوبة مني وأحصلك "
أجابها مبتسما " هستناكي لحد ما تخلصي "...................

في الكافتريا القريبة من الجريدة يجلسا سويا علي طاولة تبعد قليلا عن الحشد والضوضاء , كان الجو بينهما مشحونا لم يعلما من أين يبدأ ايٌّ منهما لتسبقه يارا قائلة " عمو عزيز بخير "

أجاب بهدوء متنهدا " ايوة الحمد لله .......... "

عاد للصمت والتوتر من جديد " مالك ي إسلام انت عاوز تقول حاجة "

أجاب بهدوء وقد حان الآوان ليفصح لها عما يشغله " يارا أنتي كنتي متجوزة "

اجابت بضيق قليلا " آه واطلقت بعد كتب الكتاب بيومين يعني ملحقناش عملنا فرح جوازة مكملتش "

رد بنبرة محتدة قليلا " ومقولتيش ليه وأحلام مجبتش سيرة عن حاجة شبة كدة "

أجابت بحيرة " مجتش مناسبة أني احكي ف الموضوع ده لانه من الماضي وهو حصل بسرعة عشان كده متمش لاني مكنتش أعرفه كويس والحمد لله ربنا نجاني منه وأحلام مقالتش ليك أكيد عشان أنا نبهت عليها أن مش عاوزة حد يعرف مش عايزة حد يفتح معايا الموضوع ويفكرني بيه زي ما أنت بتعمل دلوقتي "

أجاب بحنق " عشان أنا الموضوع ده فارق معايا ويهمني أوي كمان "

أردفت بضيق " أنا عارفة انك خايف عليا لكن أنا كويسة وأنت عرفت تتعامل معاه ممكن بقا متفتحش الموضوع تاني عشان بجد بيتعبني "

تنهد قليلا وهو يطالعها بنظرات حزينه " يارا أنا بحبك "

أردفت بإبتسامه " وانا كمان بحبك ربنا كرمني بأجمل أخ ف الدنيا بعد حرمان السنين دي كلها "

رد بهدوء " لاء أنتي مش فاهمة "

تسرب الشك لداخلها لتقول بخفوت وهي ترجع ظهرها للخلف " يعني إيه مش فاهمة "

أخرج علبه صغيره من جيبه ومد يده وهو يفتحها علي الطاولة أمامها ليظهر بداخلها خاتم ماس رقيق , نظرت له بصدمة بعد ان تجمعت الدموع بعينها غير مصدقة ليقول وبريق الأمل يتلألأ بعيناه " تقبلي تتجوزيني "

وقفت بعصبية والدموع تنساب علي وجهها لتغادر مسرعة الي الخارج .

تجمد إسلام قليلا من ردة فعلها ليخرج ورائها مسرعا " يارا ي يارا أستني بس أسمعيني "

أمسكها من ذراعها بقوة لتقف وهي تصيح به مبتعدة " سبني مش من حقك تلمسني كده , أنا غلطانة أني اتساهلت معاك للدرجة دي أنا السبب أني أكون مطمع للحوليا عشان أنا بنت ملاجئ ويمكن أكون بنت حرام , أنت فاكر انك لما تقولي كده هقوم أعيط وأوافق ونعيش في سبات ونبات ونخلف ولاد وبنات لااااء مش هيحصل عارف ليه عشان أنت أبن بشوات مشوفتش أل شوفته محستش ال بحسه كل لحظة أنا ببقا ماشية بحس الناس كلها بتبص عليا بتعايرني أني يتيمة مهما نجحت ولا وصلت لمكان مرموق مش هنسى أصلي هفضل لحد ما أموت حاسة بالنقص ي حضرة الضابط متعملش ف نفسك كدة أنا مش هقدر أشوفك بتظلم نفسك معايا"

أردف برجاء والدموع بعينه " أرجوكي أديني فرصة أنا بحبك ي يارا والله بحبك "

أردفت بهدوء " إسلام انت لو بتحبني يبقا هتحققلي أي طلب "

أجاب بلهفة " لو عاوزة حياتي مش هتأخر "

ردت بحدة ونظرات قوية " يبقا مشوفش وشك تاني ف حياتي وإلا مش هيحصل كويس "

ركضت الي الطريق العام لتشاور الي سيارة أجرة تقترب عليها لتدخلها وترحل بعيدا عنه , وقف للحظات مكانه شاردا قليلا ليصعد هو الآخر سيارته ويتجة بها عائدا لكابوس الماضي ...........

في مصر وصل سيف القصر وصعد لغرفته , ركضت أحدي الخادمات بخوف الي الأسطبل وهي تلهث " سيف باشا وصل ي أحسان هانم "

وقفت أحسان بقلق لتردف " طيب أنا هتصرف "

أتاهم الصوت من امام باب الأسطبل " أنا مش قولت محدش يدخل هنا "

فزعت الخادمة وهي تنظر لإحسان حتي طمئنتها " روحي شوفي شغلك "

أجابت بخوف وهي تخرج مسرعة " ح حاضر "

بعد ذهابها أردفت إحسان بهدوء " أنا ال دخلت هنا عشان الحقها لو كانت فضلت علي حالتها كانت السخانة مع الجروح عملتلها تسمم "

زمجر بضيق وهو يجر خلفه أصفاد حديدية " أطلعي برة "

هتفت برجاء " سيييف يبني أرجوك "

صاح بعصبية " برااااا "

خرجت بحزن وهي تعلم أن كلامها معه لن يجدي نفعا الآن ..............
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي