البارت الثامن عشر زيارة صديقة

بعد لحظات من الهدوء نظر سيف لفؤاد بضيق وهو يردف " يلا انا مش قولت مشوفش وشك تاني إيه ال رجعك "

اجابه فؤاد بتمثيل وهو يغير نبرة صوته " إيه ده ي سو كنت فاكرك مش هتقدر علي بعادي ده انت طلعت قاسي اووي "

رد سيف بجدية " انا مش بهرج بتكلم جد "

تنهد فؤاد لينظر له بحزن ويخاطبه قائلا " سيف انت عارف انا بعزك قد ايه , وانا وانت ملناش غير بعض , لا انت عندك أخ سند ولا انا بردوا ف أهلك أهلي وأهلي أهلك بردو , بعدين ربنا قال وبالوالدين إحسانا ودي والدتك و انت مف "

قاطعه سيف بحدة " مش عاوز اسمع حاجة انا مش صغير هتعلمني ايه ال مفروض أعمله و إيه "

وقف فؤاد وهو يصيح " لاء ي سيف هتسمع غصب عنك كل مرة انا بسمعك وبنفز من غير ما أناقش مش لأني خايف منك او مليش شخصية , لاء لأنك ف الأغلب بتكون علي صح ولما بتغلط بتتراجع لكن انت دلوتي غلطت ومش عاوز تعترف بكده أنت فاكر إيه لسة في وقت تتزل شوية أتنين عشان تغفرلها , بردو لاء لاء لاء مامتك بعد ما سافرت برة مصر مع علي ضحك عليها وخد كل فلوسها حتي باسبورها محاه عاشت مشرده ف شوارع الاجانب 15 سنة لا قدرت ترجع ولا قدرت توصلكم بس كانت بتدعيلكم وإذا هي رجعت ف هي رجعت بس عشان تسامحها مش أكتر "

قاطعه سيف ببرود وهو يمط شفتاه قليلا " تستاهل ده جزاتها انها سابتنا وفضلت عشيقها علي عيالها لكل حاجة تمن وهي لازم تدفع تمن ال عملته "

أجابه فؤاد بحزن " حتي لو عرفت ان أيامها معدودة , سيف والدتك مصابة بكانسر في مرحلته الأخيرة وهي رافضة العلاج كل ال طلباه انك تسامحها ف آخر أيامها "

أجابه سيف بجمود بعد ان تحولت عيناه واصبحت سوداوية " لاء هعيط كلامك أثر فيا , ملهاش عندي غير نار حامية لو قربت مني تاني هتشوف الجانب الوحش ال فيا وانت عارفه كويس ف الأحسن انني مشوفش وشها تاني ف حياتي "

أردف فؤاد بحزن وهو يجلس من جديد " أنا عملت فوق طاقتي ي سيف الباقي ف اديك انت وضميرك بقا اصطفوا سوي "

غير سيف الموضوع بجمود " عملت إيه ف ال عمل كده "
رد فؤاد بأهتمام " الرجالة حاصروه بعد ما انت اتصبت لكن للأسف لحد ما وصلوا عنده كان موت نفسه بنفسه ملقناش حاجة معاه توصلنا هو مين أو حتي شغال مع مين بس الواضح من ملامحه أنه أجنبي من روسيا او اوكرانيا محددناش لسة لكن مين ممكن يستجرئ يعمل حاجة زي كدة "

أجابه سيف بتفكير " حد قربت أمسك رقبته , حد تقيل ومرتاح وواثق كمان والواضح ان ليه شركة وليه سند "

بهت وجه فؤاد وهو يقول بخفوت " قصدك ؟"
قاطعه بشر وتوعد " ايوة الماضي "

أردف فؤاد بعصبية وخوف علي صديقه " ليييييه يصحبي ليييه الماضي اتقفل من زمان بتودي نفسك ف داهية ليه "

أجابه سيف بثبات " لاء متقفلش حق رودي هجيبه يعني هجيبه عمري ما هسامح نفسي ولا هيهدالي بال غير لما أجيب ال بيعمل كده فيها وفغيرها "

اردف فؤاد بتحذير " سيف انت لو مش خايف علي نفسك خاف علي أحلام الحاجة الوحيدة ال انت متشعبط بيها ف الدنيا دي "

تنهد سيف قليلا وهو يقول له " فؤاد جهز كل المطلوب عشان هنرجع مصر من جديد وأعمل حسابك هتيجي انت وعيلتك كمان لأن الوضع بقي مش آمن انا هخلص الموضوع ده لوحدي "

امسك فؤاد كتفه الأيمن وهو يقول " أحنا سوا علي الحلوة والمرة ي سيف " ..................................

نقل بطلنا الي غرفة فارهة تجلس صغيرته بجانبه لتلاحظ شروده عنها " لسة بردو معرفتش مين ال عمل كده "

نظر لها بأهتمام ليرَ علامات القلق قد أحتلت وجهها ليردف بهدوء وهو يبتسم بلطف " ده واحد متعين جديد كان بيتدرب لكن معرفش ينشن صح وصابتني "
ردت أحلام بضيق " انا مش عيلة صغيرة عشان تقولي كدة وأصدق بطل تكدب عليا ي سيف "

نظر لها بهيام وهو يقول " انا عمري كدبت عليكي "
ردت بضيق واضح " آه دلوقتي , انا عارفة انه واحد من أعدائك "

أجابها بضحك " أبتدينا نشغل مخنا اهو إيه يبت الذكاء ده ال حل عليكي مرة واحدة "

وكزته في زراعه الأيمن بضيق وهي تقول " سيف انا بتكلم جد بطل رخامة ورد علي سؤالي "

تنهد بهدوء وهو يجيبها " بكرة هنرجع مصر أجهزي بقا "

شحب لون وجهها وهي تنظر للشرفه التي أمامها بحزن لتنساب دموعها الحارقة وهي تحرج لسانها لتبلل به شفتيها اليابسة لتقول بترجي " لاء ي سيف ارجوك مش عاوزة ابعد عن ماما وبابا هما محتاجيني و و اناهههه "

لم تستطع أكمال حديثها لتبدأ سلسلة بكاء وشهيق , مد سيف يده ليمسك رأسها ويقربها منه يقبلها بهدوء " هششش كله هيبقا تمام انتي عارفة ان الوضع صعب دلوقتي وطبعا محدش يعرف انك معايا ولا يعرفوا حكايتك لكن لو عرفوا هيضروا عيلتك عشان كده نبعد شوية لحد ما أرجع كل حاجة لمكانها ووعد مني بعد كدة هرجعهم مصر يعيشوا معانا " ( قَبَّلَ رأسها يا أهل الخير أتقوا الله )

رفعت رأسها غير مصدقة لتردف بحماس " بجد ي سيف "
اجابها بلطف " بجد ي قلب سيف " ..................

أصرَّ سيف علي رجوعه لمصر رغم تحذير الأطباء ان حالته لا تسمح بذلك ولكنه قرر أيضا انه سيترك المشفي ليعود الي عرينه المحصن جيدا , أتت معه طبيبة وممرضتين لكي يباشوا حالته حتي لا تخرج الأمور عن السيطرة , تولت أحلام رعايته من طعام وادوية رغم أصرار الطبيبة علي أن هذا واجب الممرضات لكنها قد غارت وأصرت علي فعل ذلك بنفسها ..................

تجلس أحلام علي الفراش بقربه وهي تحاول أن تطعمه " سيييف متتعبنيش كل عشان تاخد العلاج "

رد بضيق " لاء شبعان مش عاوز بطني قالبة عليا "
أردفت أحلام بضيق مماثل " سيف دي شوربة مش ديك رومي كل يلا ع سيف "

بدأ الكون يظلم حولها لتسقط جانبه فاقدة للوعي , تحرك سيف قليلا ليؤلمه جرحه وهو يصيح " أحسااااااان "

دخلت أحسان ومعها الطبيبة والممرضتان بخوف لتنظر الطبيبة له بقلق " سيف باشا مينفعش حضرتك القعدة كدة غلط "

أحمر وجهه من شدة الالم وهو يردف " مالها حصلها إيه "

أرجعته احسان للوراء وهي تقول " هي بس عشان مش بتاكل ي سيف أعدل بس نفسك عشان الجرح "

حاولت الطبيبة فحصه ليهدر بها غضبا " شوفيها هي الأول ما يمكن بتموت ولا هي الفلوس عمتك عن واجبك "

أحرجت الطبيبة من كلامه الجارح لتلتفت لتلك النائمة جواره وتبدأ بفحصها الروتيني " ضغطها واطي هبططت وأغمي عليها هنعلقلها محلول وتبقي زي الفل ان شاء الله "
اردف سيف بجمود " هاتولها المحلول هنا "

حاولت الطبيبة التكلم ولكن أوقفتها أحسان قبل نطق حرف واحد " تحت أمرك ي سيف باشا ال تشوفه سيادتك " .............

أستيقظت أحلام لتجده يحدق بها , رفعت حاجبيها بحيره وهي تقول " في ايه وانت جيت أوضتي ليه "

رد بضحك " دي اوضتنا حتي الأوضه ال حيلتي عاوزة تاخديها "

تفحصت الغرفه بنظرة سريعه وهي تعتدل في جلستها لتري تلك الأبرة العالقة بيدها ولكن بدون محلول يبدوا انه نفد ولم تحتاج للمزيد تفهمت ما حدث , نظرت له مرة أخري لتجده يحدق بها بهدوء " كل دي ي سيف متتعبنيش دي وبس عشان علاجك وأنتي اصلا مش بتاكلي ي مفترية "

أجابته بتوتر " مليش نفس بعدين ايه مفتريه دي , ده بدل ما تقول شكرا لاني اتبرعتلك بدمي "

رفع حاجبه بدهشة وهو يقول " بجد ازاي يعني لقيوا دم "
ردت بعصبية " أفندم تقصد إيه "

ضحك قليلا وهو يقول " مش قصدي حاجة والله بس انا اتبرعتلك من فترة قريبة يعني انتي معندكيش دم كفاية ليكي "

ردت وهي تحاول التذكر " مش فاكرة بس لما طلبو دم روحت معاهم ولما أبتدت تسحب محستش بحاجة بعد كده لما صحيت لقيت نفسي ف أوضه ومعايا أحسان "

فهم ما حدث ليغير الموضوع وهو يبتسم بخبث " بس إيه جو الحنية ده خوفتي عليا وادتيني دمك هو انا غالي للدرجة دي "

أجابته بضحك " لاء ده رد دين مش اكتر وبعدين انا بس خوفت لحد غيري يموتك لانك هتموت علي ايدي ي سيف الجبلاوي "

ضحك بقوة وهو يحاول القبض عليها بزراعه المعافي " آه ي متوحشة انتي هاتي بوسه بقا "

نهضت مسرعه وهي تخرج لسانها بعند " لاء مفيش أنسي ي سيف ولا بعد مليون سنة "
لتخرج بخفة تحت أبتسامته السعيدة علي مزاجها الهادئ " ربنا يهديكي عليا كدة ديما انا لو أعرف ان اصابتي هتعمل ده كله كنت انا ال عملت كده ف نفسي من بدري ولا كل البهدلة دي "

قاطع حديثه مع نفسه أهتزاز هاتفه ليرد بهدوء " قول "

اجابه الطرف الآخر من المكالمة بثبات " ي باشا في واحدة بتقول أنها صديقة مدام حضرتك وجاية تزورها "

أردف سيف بثبات " أسمها إيه "
أجابه الحارس " آنسة يارا فتحي "

رفع سيف صوته قليلا وهو ينادي عليها " أحلام ي أحلام "

فتحت الباب مسرعة وهي تركض اليه بأنفاس لاهثة " في إيه أنت كويس محتاج حاجة "

أبتسم بحب وهو يجيب " في صديقة ليكي أسمها يارا فتحي "

ردت بصدمة " أيوة دي صحبة عمري "

أردف بتفكير " صحبة عمرك ..طيب هي جاية تزورك مستعدة ولا بلاش "

أجابته بسعادة غامرة " أكيييد ي سيف خلي الحرس يدخلوها "

غمز لها بأبتسامة خبيثة وهو يقول " وأنا هستفاد إيه من الطلب ده "

أردفت بغرور " كفاية عليك اني اعملك العشا بإيدي "

نظر لها بدون أقتناع " لاء مش كفاية "

أردفت بتوتر " وهتعشا معاك "

رد بحماس " لو يارا حابة تعيش معانا معنديش مانع "

صفقت بيدها وهي تقفز فرحا " يعني هقابلها "
رد سيف بتحذير " بس متنموش عليا كتير "

ضحكت وهي تجيبه " هو أنا أقدر بردو "

رد بلا مبالاه " يبقا سمعتي باظت "

خرجت أحلام مسرعه الي غرفتها لترتدي شيئا مناسبا , بينما في غرفة سيف تقف أحسان أمامه لتري مزاجة المتقلب " تحت أمرك ي فندم "

تحدث سيف بنبرة جادة " يارا تتفتش كويس قبل دخولها للقصر وتاخدوا منها كل ال ف أديها وعينك عليها من بعيد لتضرها انتي عارفة مش بثق ف حد "
أجابته بطاعة " حقك , تحت أمرك "

خرجت أحسان تنفذ ما أمرها به لتلحقها أحلام بعد دقائق قليلة الي غرفة الأستقبال فوجدت يارا في انتظارها , ركضت اليها بأشتياق لتقف يارا وتحتضنها ببكاء

تبادل الطرفين البكاء لتنسحب أحسان من بينهم تاركه لهم مجالا من الحرية المقيدة تحت كاميرات المراقبة , أردفت يارا وهي تجلس مع أحلام علي الأريكه خلفهم " كده ي أحلام طب كلميني طمنيني يهون عليكي العيش والملح "

أجابتها أحلام بدموع " غصب عني ي يارا أخبارك وأخبار بابي وماما عاملين إيه "

أردفت بحزن " الحمد لله كويس دلوقتي عشان بس مش فاكر ان مخطوفه لأن العملية أثرت علي ذاكرته ونسي ال قبل العلمية ش بشهرين مش فاكر ولا حاجة فيهم , وخصوصا أنه أتهيئله انك زُرتيه في المستشفي وقولتي انك مسافرة ف شغل وهترجعي "

تنهدت أحلام بحزن وهي تقول " أنا فعلا زرته ف المستشفي "

قصت أحلام علي مسامع صديقتها ما حدث بالتفصيل لم تنسي قصوته معها وعقابة المستمر وكذلك اهتمامه بها وحبه لها ولكن كررت أنها أجبرت علي هذه الجيزة لتضرب يارا بيدها علي خديها وهي تشهق " وليه مقولتيش لأسلام , لما جه هنا عشان ياخدك مروحتيش معاه ليه "

أمسكت أحلام كفيها لتردف برجاء " ابوس أيدك متدخليش أسلام ف الموضوع ده تاني أنا مصدقت لهيت سيف عنه شوية , سيف أتغير ي يارا مش زي زمان وأنا بحاول أفوقه من ال هو فيه "

ردت يارا بعصبية " تفوقيه ليييه انتي مالك وماله هتضيعي عمرك عشان واحد أناني مش بيحب غير نفسه هو ده لو كان بيعرف يحب كان عمل معاكي كده , أحلام انتي في حاجة مخبياها عني بصي ف عيني متهربيش لبعيد ...هو قرب "

قاطعتها أحلام بعجلة " لاء ي يارا ولا تعدي حدوده معايا الحكاية بس ان الوضع أتغير "

أحتدت نظرات صديقتها لتهمس بفضول " يعني أيه الوضع أتغير "

أردفت أحلام بتوتر وهي تفرك أصابعها " أقصد يعني أني أبتديت اشوف سيف بتاع زمان وأحن للماضي مشعري تجاهه اتغيرت بقيت بحس بالأمان وأنا معاه "

هتفت صديقتها بصدمة " انتي اتهبلتي ولا الكائن المريض ده عداكي بمرضه "
قاطعتها أحلام بضيق " يارا مش هسمحلك تغلطي فيه لأن كرامتي من كرامته وتعديكي عليه بالكلام ده شئ يقل مني ويوجعني "

أردفت يارا بتماسك " يوجعك همممم طب ويوسف ي أحلام سيبك من أنه طلع زبا*لة بس انتي "

حدثتها بهدوء وهي تعلم ما تود البوح به " زي ما انتي قولتي انسان زبا*لة خلاص بقا صفحة وأتقطعت علي رأي بابا "

ردت يارا بحجة أخري " سيف بيموتك بالبطئ ي أحلام علي طريقته دي مش هتقدري تتحملي "

وقفت أحلام بجمود وهي تقول " سيف عمره ما هيأذيني انا بروح للموت برجلي وهو بيشدني "

هتفت يارا بقلق " بتحبيه "

صمتت قليلا لترد بهم وحزن " آه ي يارا بحبه من من انهاردة لاء ده من عشرين سنه "

أمسكت يارا زراعها بحزن " أنا خايفة عليكي "

ردت أحلام بهدوء لتطمئنها " متقلقيش عليا أنا مع سيف "

ذهبت أحلام تودعها من أمام باب القصر الداخلي لتردف بدموع " هتوحشيني ي يارا "

أردفت يارا بحزن " متقلقيش كل يومين هنطلك هنا غصب عن عين سي السيد بتاعك "

ضحكت أحلام من خلف دموعها " أنا مسافرة بكرة ي يارا هرجع مصر بس هبقا ازورك وعد مني "

هتفت بدهشة " مصر طب وأهلك مش ناوية تقوليلهم دول هيموتوا من الخوف عليكي "

ردت بحزن " شوية شغل خاص بسيف يخلص وهنرجع ونحل كل الأمور سوا ان شاء الله "

أحتضنتها يارا بقوة لتنساب دموعها " أن شاء الله هستناكي متتأخريش "

أجابتها أحلام بوعد " حاضر أوعدك أني هحاول ".............
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي