البارت الخامس عشر أخي

لا أهابه ولكني اهاب روحي المحترقة أشعر وكأني نسيت شيئا هل معي رحلة قد تغافلتُ عن تذكرتها أم حياة لا املك مفتاح سعادتها , مهلا انها ليست حياتي ليس مكاني وايضا ليس قلبي , اذن اين انا ؟وما كل هذا ؟ يبدوا انه كابوس مثل غيره التي راودتني عنه بالماضي لكن هذه المرة قد طال كثيرا ........متي سأستيقظ ؟

مشي فؤاد بخطوات ثابته الي مكتب سيف ليطرق الباب بهدوء ويدلف للداخل وعلامات الحزن قد نالت من وجهه أكثر مما ينبغي , نظر له سيف بجمود ليعاود الي تفحص اوراق صفقات هامة " كنت فين كل دة "
اقترب فؤاد من مكتبه ليجلس امامه ويرد بهدوء " كنت بريح اعصابي شوية "
نظر له سيف بتشكك وهو يرفع احد حاجبيه " متلفش وتدور انت عمرك ما كدبت ولا خبيت حاجة عني كنت فين ي فؤاد "
تردد فؤاد قليلا ليجيب بحزن دفين قد التمسه سيف من بريق عينه الخافت " هتعرف ي سيف اوعدك بس مش دلوقتي عشان حرفيا انا تعبان "
ترك سيف الاوراق التي بيده لينتبه أكثر لحاله صديقه التي لم يعهدها فسأله بقلق " فؤاد مش علي بعضك فيه حاجة انت كويس "
ابتسم فؤاد بوهن وهو يجيب " متقلقش عليا انا بخير المهم ايه الاخبار بينك وبين احلام "

تمطع سيف للخلف علي كرسيه بغرور معتاد وهو يجيب " خلاص بقا اسمها مدام سيف الجبلاوي "
رد فؤاد بصدمة " ايه امتي وهي وافقت "
اجابه سيف بهدوء " وافقت موافقتش مش هتفرق هي النتيجة واحدة اتجوزنا مفيش مبروك "
وقف فؤاد بعصبية وهو يردف " لاء يسيف هتفرق يصحبي انت كدة بتموت كل الحلو ال بينكم بأيدك "

اجابه سيف بجمود " دي حاجة متخصكش متدخلش في ال ملكش فيه خليك ف نفسك رغم ان وضعك مش عاجبني وعارف انك مخبي عني مصيبة بهيئتك دي بس مسيري هعرفها ي فؤاد " تنهد فؤاد بحزن ليغادر بهدوء دون ان ينبث بكلمة اخري .........

في بيت عزيز قد توالت طرقات قوية علي باب منزله لينهض اسلام بضجر ويسير للباب كي يفتحة " ايوة مين جاي اهو ...مين انت وايه ال عمل فيك كده " جحظ اسلام بعينه وهو يري حالة يوسف المتدهورة فقد غطت الكدمات وجهه ليصبح خريطة الوان صعبة
ليجيبه يوسف بتعب وهو يمسك بحافة الباب بعد ان شعر بدوار شديد " هه انا يوسف ي اسلام صديق احلام "

امسكه اسلام بصدمة ليساعده علي الدخول وهو يقول " مين ال عمل فيك كدة ي يوسف " , دخل به الي غرفة الاستقبال ليجلسه بهدوء علي الاريكة " لحظة اجبلك مية بلمون تفوقك شوية "
اجابه يوسف بتعب " مش وقته فين عم عزيز وطنت نعمة "
رد اسلام بقلق " في المستشفي عشان عم عزيز عمل عملية قلب مفتوح "
اعتدل يوسف في جلسته ليقص علي مسامع اسلام ما حدث بالتفصيل وما اصابه ايضا والقليل من الدراما الكاذبة " بس اعفيني انا من الموضوع ده ي اسلام انت شايف حالتي مش هستحمل اكتر من كدة "
حين اخبره يوسف بما قد يفقد حياته بسبب تحذيرات رجال سيف له ليس حبا او قلقا علي احلام , بل رغبة الانتقام هي من كانت تحركه , وقف اسلام وهو يردف بتقزز " تمم شكرا ي يوسف ي سييد الرجال ........مكنتش اتخيل انك ترجع تاني ي سيف , لاء وكمان اقوي من زمان "

في القصر ...............................
يقف سيف خارج الغرفة بمشاعر متناقضة منها قلقا ومنها تبلدا وهو يقول " عاملة ايه دلوقتي "
تنهدت احسان بحزن " زي ما هي رجعت للحالة دي تاني انا خايفة تعمل حاجة ف نفسها يبني ياما قولتلك ي سيف بلاش بس انت ال مسمعتنيش "
رد عليها بضيق " خلاص بقا ي نينة ال حصل حصل دلوقتي متفضلش وحدها ابدا ومتتحركش من اوضتي هناك زرع وزهور هتعرف تاخد نفسها وتطلع من ال هي فيه "
اجابت احسان بقلة حيلة " يارب ي سيف يارب "
استدار للخلف ودخل دون طرق الباب , ليجدها جالسة علي كرسي بجانب الفراش محدقة للأمام غير عابئة بما يدور حولها , اقترب منها ليقف امامها بحزن وهو يردف بصوته الأجش " احلام , انتي سمعاني انا عارف ومش هبررلك ال حصل ده ليه انا عارف انك بتحبيني مفيش مجال للمكابرة بتعملي فيا وفنفسك كده ليه "

رفعت رأسها للاعلي ليري وجهها الشاحب وعيناها الذابلتين من كثرة البكاء , ردت عليه بصوت مبحوح " عارف ي سيف .....انت اول واحدة ف الدنيا علمتني يعني ايه حب وكمان اول واحد علمتني ازاي اكرة , كرهتك وكرهت حياتي وكرهت جبروتك وقوتك وضعفي وقلة حيلتي كرهت نفسك ريحتك وكرهت شكلي ونصيبي ......شكرا ي سيف "
اخفضت راسها بألم لتنساب عبرات هاربة من عينها امامه , تحرك للشرفة يدور حول الازهار قليلا وهو يفكر جيدا فيما حدثته به " لاء ي احلام انتي مش كرهاني بس كارهة الظروف ال خلت كل حاجة بالغصب "
توجة ناحية البيت الخشبي الصغير ليفتح الباب بهدوء , حتي وجد مبتغاة " احلام تعالي "
طار الببغان اليه ليقف علي ذراعه متحدثا بصوت مزعج " سيف وحشتني "
رد سيف بابتسامه باهتة " وانتي اكتر معش سبتك كنت تعبان "
وصل للآذانه صوت سيارات قادمة اسفل القصر لينظر بقلق من الشرفه حتي وجد بعض افراد الامن المسلحين يرأسهم ذلك الذي يقرب لأحلالم " جيت برجلك ي اسلام " تحرك مسرعا للخارج لأسفل ليصيح بعصبية " كمان تدخل من غير استئذان مش كفاية تعديت علي جزيرتي "
اتجه اليه اسلام والنار تخرج من عينه ليردف بقوة " انت سيف احمد الجبلاوي "
رد سيف بعصبية " الباشا يلا متنساش نفسك "
عوج اسلام فمه بسخرية وهو يقول " طيب حضرتك ي باشا مطلوب القبض علي سعتك بتهمة اختطاف آنسة احلام عزيز مشالي "
" مدام سيف الجبلاوي " , سبقت يده لسانه ليضرب اسلام بقوة في وجهه , وجه جميع افراد الشرطة تجاه سيف ليخرج حرس القصر اسلحتهم ويوجهوها تجاه افراد الشرطة , صاح اسلام بقوة " لاء الكل ينزل سلاحه دي معركتي انا وسيف باشا محدش يتدخل مابينا "
ابتسم سيف بشر وهو يشمر عن ساعديه " هو ده القرار الغلط حكمت علي نفسك بنفسك ي حضرة الضابط "
دخلا كلاهما في صراع دموي وكان كلٍ منهما ينبش من جسد الآخر لحمه لن يكتفي احداهما او يتنازل الآخر , كانت القوي غير متكافئه ولكن الغاية واحدة , خرجت احلام من غرفتها بعد سماع صوت الشجار لتنزل للأسفل بفضول وهي تراقب الطرفين , علمت في البداية ان احدهم سيف ولكن من الآخر , دققت النظر لذلك الغريب الذي يجلس سيف فوقه ويتوالي عليه باللكمات حتي جحظت بعينها في فزع لتهرع تجاه مكان الشجار " اسلاااااام "
تشتت سيف لمصدر الصوت ليلقي لكمة قوية من اسلام ويدفعه للجانب الايمن ويقف بللهفة متوجها اليها , ركضت مسرعه له لتحتضنه بقوة وتجهش في البكاء , سحبها سيف من حجابها بقسوة ليلقي بها بجانب الدرج بقوة , ثار اسلام بعصبية ليعودا للشجار من جديد , لكن الغيرة والغضب قد لعبا دورا في تغير الشجار ليصبح اسلام فريسة لسيف سهلة المنال , ردد له الكثير من اللكمات القويه ليفقد اسلام توازنه ويسقط ارضا , انحني سيف ليكمل ما يفعله , ركضت احلام اليه وهي تصرخ ببكاء " كفاااية حرام عليك سيب اخوياااا "
ادار وجهه اليها بصدمة لتقرتب هي اكثر وتنهال عليه بضربات قوية قليلا محاولة ازاحته بعيدا عن اسلام " انتي ملكيش اخوات هتصيعي "
نهرها بعنف وهو يمسكها من حجابها بقوة لتجهش هي في البكاء وتردف بثقة " اخويا في الرضاعة اتربينا سوا عشر سنين ي سيف "
الآنن قبضته قليلا وهو يقول " مقولتيش ليه قبل كدة عن الموضوع ده "
ردت بصراخ وهي تزيح يده بقوة " عشان ده السبب الرئيسي ال خلانا نزلنا مصر وعرفتك لانك ابن صاحب بابا ......كانت معرفة سوده , والد اسلام لما اتجوز نجاة مامته كان شرطهم انهم ميخلفوش ولان نجاة كانت عندها 40 سنة ف وافقت لانها قالت استحالة تخلف ف العمر ده خصوصا انها كانت متجوزة مرتين قبل كدة وانفصلت بسبب الخلفة , بعد سنتين ف يوم كدة تعبت اووي وراحت للدكتور ووقتها الدكتور بشرها انها حامل كانت مش مصدقة عملت تحاليل كتير وراحت لكذا دكتور قالولها حامل وفي الشهر الخامس ولد , الفرحة مكنتش شيلاها نسيت اتفاقها هي وانكل فاروق , ولحسن الحظ ان اول حاجة عملتها انها جريت علي بيت ماما عشان تبلغها الخبر ده كنت انا لسة مكملتش سنة , ماما فرحت وفضلوا يعيطوا وبابا باركلها ولكن فكرها بلاتفاق ال بينه وبين اونكل فاروق.......... "
قاطعها سيف باستغراب وهو يقف " هو ليه حط الاتفاق دة من الاول معاه عيال غيره "
صمتت احلام قليلا لتتنهد بحزن وهي تنظر لاسلام بشفقة " لاء بس كان مريض مرض وراثي واغلب الدكاترة قالو انه لو انجب اطفال اكيد نسبة كبيرة هترث المرض ده اذا مكانوش كلهم يعني , طلب بابا منه يحضر للبيت وكمان طلب كام واحد من صحابه و.........."
فلاش باك من 24 سنة ...............................

اجتمع والدها مع صديقين مقربين ورابعهم زوج خالتها المريب فلطالما كانت والدتها تخشاه لان تصرفاته لا تمد للأنسان الطبيعي بصله كان دائما بارد قاسي لا يتهاون لم تعلم علاما احبته اختها هل لانه ذو رتبه عالية بالجيش ام لانه اعزب ووسيم وغير مفتتن بالنساء لقد خشيت عليها منه حذرتها مرارا ولكنها كانت تجيب بانه نقي وطاهر من الداخل وان عمله من جعله هكذا من الخارج ولا يعلم هذا سواها لانه يحبها , نظر فاروق بترقب لعزيز ليردف بجمود " نجاة كويسة صح "
رد عزيز بتوتر " اه الحمد لله المدام بخير انا بس حبيت اقولك موضوع كدة ي "
قاطعه ببؤس " انجز ورايا شغل مش فاضي "
تنهد عزيز بخير وهو ينظر لصديقاه حوله " اسمع ي فاروق انا كنت مؤمن ان كل حاجة قضاء وقدر لكن نجاة بدعائها السنين دي كلها قدرت تغير قدرها , ودي لو حد غريب سمعها مش هيصدق "
احتدت نظراته ليعتدل في جلسته وهو يتمتم بقلق " قصدك ايه "
رد عزيز بهدوء " نجاة حامل وكمان ف الشهر الخامس وولد الف مبروك "
صمت قليلا وهو ينظر له لتصدح ضحكاته العالية بالمكان كله , امسكت نجاة باطراف اصابعها الباردة في حافة الباب خلف السيتار وهي تتابعهم بعينين ذابلتين وضربات قلب مسرعة " قول حاجة غير كدة نجاة ال دخلت علي 45 سنة حامل كانت حملت من وهي شباب من ال قبلي "

رد عزيز بتفهم " لا حامل وفي ولد كمان "

اختفت الابتسامة من علي وجهه ليقول بجمود " مش مشكله ملحوقة تعمل عملية وتنزله " , انسابت الدموع من عيناها لصرخ قلبها معترضا هذا ما انتظرته من ان تزوجت وهي باول العشرون ربيعا لا لن تفعل ذلك
اجابه عزيز بضيق " مش هينفع هي كبيرة ف السن وده اول طفل ليها خطر علي حياتها وبعدين ده امر ربنا وهي عوزاه "

وقف فاروق بعصبية ليصبح مثل الجمر الملتهب " قول من الاول هي عوزاه انا كان شرطي مفيش عيال ولو فضلت محتفظة بيه ف احب ابلغك انه خطر علي حياتها لانها مش هتلحق تولده , وعد ي نجاة مش هتشوفي ضفره هحصرك عليه "
تركهم وخرج من المنزل لتسقط نجاة فاقدة للوعي .............
اختفت نجاة وعائلة عزيز عن الانظار لمدة ثلاثة اشهر ونصف , ببيت خشبي بأحد حقول الذرة الناضجة كانت نجاة تنزل من علي سلمٍ خشبي صغير للأسفل ممسكة بيدها مصباح كهربي صغير بضئ تلك العتمة التي سببتها التيارات القوية بالخارج ذاهبة الي المطبخ تاكل بعض الطعام فقلد زادت شهيتها في الآوان الاخيرة كثيرا , اخرجت من الثلاجة برطمان الزبدة وآخر مربي التين لمزجهما سويا فوق قعت خبز وتاكل بنهم مغمضة العينين , تسحب خلفها بهدوء حتي لا تشعر به ليقترب اكثر ويضح سكينا حادا علي رقبتها ضاغطا بقوة قليلة ويده الاخري علي فمها حتي لا تكشف امره , همس لها بصوت مبحوح وهو يقول " انا محرمتكيش من حاجة وحبيتك السنتين ال عشتهم معاكي نسوني عجزي وضعفي لكن الحلو مبيكملش حذرتك ومسمعتيش كلامي قولت مش عاوز عيال زيي مش عاوز عيل يعيش نفس عيشتي نفس مرضي انا عايش علي دم ال حوليا وانتي عارفة كدة بس الانسان طماع متقلقيش هرحمك وهرحمه كمان "

تساقطت دموعها بقوة وهي تصرخ بصوت مكتوم مستنجدة بعزيز او اختها لكنه كان سريعا جدا ليغرز السكين بجانبها الايسر بقوة ويخرجه من جديد لتسقط ارضا واضعة يدها علي جرحها وتصرخ بصوت هز اجاء المنزل " ابناااااااااي "...............
في المستشفي علي احد الترولي الباردة وضعوها بحذر ليذهبوا بها لداخل غرفة العمليات مانعين دخول نعمة التي حاولت بكل جهدها عدم تركها وحيدة " نجااااااة سيبوني دي اختي مليش غيرها عاوزة افضل معاها خليهم يدخلوني جوة ي عزيز اختي ي عزيز ليه كدة ي فاروووق "
احتضنها عزيز ببكاء وهو يحاول تهدئتها قليلا ,
بالداخل بدات نجاة في فقدان وعيها لتردف بصوت خافت " دكتور ..هه دكتههور "
ارقترب الطبيب اليها وهو يرتدي القفزات مطمئنا اياها " متقلقيش كله خير ان شاء الله "
ردت بضعف وهي علي وشك فقدان وعيها " اسمه اسلام خليه يسموه اسلام " نظر لها بحزن " انتي هتسميه باذن الله "
قاطعته الممرضة " دكتور المريضة مش هتستحمل بنج والا قلبها هيوقف "
رد الاخر " دكتور قلبها بيوقف فعلا هنعمل ايه "
همست نجاة بصعوبه " انقذوه "
بعد ساعة خرجت الممرضة تحمل ذلك الرضيع بين احضانها وهو يصرخ بقوة لتهرول لها نعمة مع عزيز وهي تحمله عنها " نجاة كويسة صح هتخرج امتي "
ردت الممرضة باقتضاب وهو تعود " قريب ان شاء الله " , نظرت نعمة لذلك الصغير الذي بين زراعيها بدموع , ليحتضنها عزيز ويقبل راسها " متقلقيش هتخرج ان شاء الله بخير ".................
بعد مرور ساعتين خرج الطبيب وخلفة ممرضة حديثة السن لتركض اليه نعمه وتساله بقلق " طمنا ي دكتور هتخرخ امتي "

اجاب الطبيب بحزن " لن نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون شدوا حيلكم "
صرخت نعمه عاليا " لاااااااااا نجااااااة وولدك ي نجاااة " ليصرخ الصغير ايضا علي فقدان والدته التي لم يطول منها سوي ملامسة وجهها بيده الصغيرتين مودعا اياها قبل ان تخرجه الممرضة لوالدته الثانية .........................

بعد مرور ثمانية اعوام .....

كان اسلام عائدا من مدرسته مع احلام وهو يقول " احلام الولد ال اسمه وائل ده مشوفكيش تلعبي معاه تاني "
ردت احلام بضيق طفولي " ايوة لما اخاصم وائل واخاصم جيمي ومحمد وخالد انا العب مع مين "
رد بعصبية " يعني ي احلام مفيش غير الولاد ال تلعبي معاهم يبنتي البنات كتار العبي معاهم "
اجابته بغضب وحزن " انت عارف انهم مش بيرضوا ومش بيحبوني واخر مرة قصو شعري روح انت العب مع البنات " , تركت يده وركضت للامام الي المنزل , هز اسلام راسه بقلة حيله ليتبعها بخطوات بطيئة الي ان وقفت جواره سيارة فخمة , ترجل منها رجل مسن قليلا ذو قامة عالية وشعر ابيض وبشرة قمحاوية وزي رسمي , اقترب منه بهدوء وساله بجمود " انت اسلام عزيز "
رد اسلام بقلق وهو يبتعد قليلا " لاء مش انا , اسمي ...رجب "
صرخت احلام بضيق من بعيد وهي تراه يحدث الغرباء وقد منعتهم والدتهم من ذلك " اسلااام ماما قالت متكلمش حد منعرفهوش "
ادار اسلام وجهه لها بخوف ليحمله ذلك المسن لداخل السيارة بقوة ويغلق الباب ويسير للمجهول , ركضت احلام خلف السيارة وهي تصرخ باسمه لعله يتوقف لكن ذلك لم يفلح الي ان سقطت ارضا تجهش في البكاء.....................................

في احد المستشفيات يجلس فاروق بجانب اسلام يتابعه بعينين باردتين ترتعش يداه بين الثانية والاخري وكانه يقول كيف سافعل هذا الان بعد ان اصبح طفلا صاحب الثمانية اعوام ليس طفلا بل طفلي , خرج الطبيب يحمل الاشعة والتحاليل ليقف جواره " استاذ فاروق استاذ فاروق "
انتبه فاروق لصوته ليقف مسرعا كمن لدغته عقرب " ايوة ي دكتور التحاليل الاشعة "
رد الطبيب مبتسما " الحمد لله ابنك مفهوش حاجة هيعيش سليم عمره كله ده لو بعد عن الشبسي والحلويات مش كده ي اسلام "
لم يفهم اسلام ما يحدث فآخر معلوماته هو ان والده ووالدته قد توفيا بحادث سير اثناء ذهابهم لرحلة خاصة , شحب وجه فاروق لتسري البرودة الي اطراف جسده وهو يقول " انت متاكد ي دكتور "
ربت الطبيب علي كتفه بابتسامة " مكنتش مصدق خليت كذا دكتور تاني شافهم بس النتيجة واحدة ابنك سليم وهيعيش سليم الحمد لله "
تركه الطبيب ورحل ليجلس فاروق علي ركبتيه بالارض واضعا كفيه علي وجهه وهو يضغط باصابعه بقوة " عملت ايه انا عملت اييييه سامحيني ي نجاااااة "

عودة من الماضي...................................
وقف اسلام بمفرده ليرفع راسه بشموخ فهذا الماضي لن يخذيه او يقتله ليطالب بقوة " رجعلي احلام ي سيف "
رد سيف بقسوة " احلام مش لحد غيري ي اسلام "
رد اسلام بتحذير صريح " هتقف قدام القانون ي باشا ولا اي "
اجابه سيف بغرور وثقة " اقف قدام الموت عشانها بعدين ي حضرة الظابط انا مبعملش حاجة غلط ولا عيب ولا حرام يعني يرضيك امشي مراتي من بيتي معاك دي تبقي عيبة ف حقك ي جدع "

رد اسلام بسخرية " اثبت انها مراتك ي سيف "
" احساااان هاتي القايمة "
ردت احسان بثبات " حاضر ي فندم " , اخرجتها من جيب ملابسها وكانها مستعدة لكل هذا لتناولها لسيف , اعطاها سيف له
اخذها اسلام بقوة لينظر لها بصدمة حتي فارت دمائه من جديد " مش ماضية بنفسها انت خليتها تبصم غصب عنها ي سيييف "
ابتسم سيف بسخرية وهو يقول " اثبت اني اجبرتها ي اسلام "
نظر لها اسلام بثقة " قولي ي احلام متخافيش منه انا جنبك "
قاطعه سيف بخبث وهو ينظر له " صح حمايا عامل ايه خرج ولا لسة "
فهم اسلام واحلام تهديده ليرد بضيق " سيف دي عيلتي واستحالة تمس شعره منها طلما انا علي وش الدنيا "
رد سيف باستهزاء " يبقا شكلك مش هطول "
اجابت احلام وهي تنظر للارض " انا متجبرتش علي حاجة ي اسلام انت عارف من بدري اننا بنحب بعض وعشان كدا اتجوزنا علي طول اول ما اتقابلنا من جديد "
سار اسلام خطوات قليلة تجاهها ليقف سيف عازلا بينه وبينها وهو ينظر له ببرود " متقربش من مراتي تاني "
نظر اسلام خلفه ليقول " كدابة ي احلام مش انتي بنت الناس المتربية تعمل كدة ف اهلها انت جبرتها ي سييييف الجبلاوي اتجوزتها غصب "
دفعه سيف بقوة للخلف ليتراجع اسلام بخطوات متعثرة " كفاية لحد كدة ي حضرة الضابط والا هضطر اتعامل معاك بطريقة مش هتعجبك بتهمت انك اتهجمت عليا واعوز تاخد مراتي مني "
رفع اسلام اصبعه وهو يعده بكلامات لاذعة " مش هسيبها ي سيف وده وعدي ليك هخدها وعن قريب كمان "
ليصرخ سيف بعصبية " وده علي جثتي ي حضرة الضابط , محمد وصل البيه "
سار اسلام للخارج بعد ان نظر لاحلام نظرة اخيره وخلفه باقي افراد الشرطة الي ان اختفوا ........................
نظر سيف لاحلام بشر لتتراجع هي للخلف بقلق " اييييه "
مد يده يمسك حجابها بقوة وهو يتجه بها لطرقة الخدم " سيبني بقا حرااام عليك "
افلتت من قبضته بصعوبه لينتزع حجابها , رماه بعيدا وركض خطوتين يمسك شعرها ويجرها خلفه للقبو سقطت علي الدرج ليعدلها مرة اخري وهي تصرخ وتستغيث ولكن لن ينظر لها احد وكان الكل قد صاروا عميان وفاقدين السمع , فتح باب حديدي ليتابع بخطوات مسرعة لمكان مظلم حديقة جفت منذ زمن , دعست بقدمها علي الكثير من الشوك , الكثير من الالم ولكن ليس البكاء اين الدموع والشهقات هل اعتادت ام جفت , وصلوا لمنحدر صخري قصير نزل سيف بها لتجد في نهايته قفص حديدي طوله مترين وعرضه كذلك ليقذف بها للداخل ويقفل عليها الباب بقوة وهو يبرط السلاسل , نهضت مسرعه وامسكت بالباب تاره وبيده تارة خلف سياجه وهي تترجاه " سيف انت مش هتسيبني هنا صح , سيف متسبنيش , طيب انا زعلتك ف ايه مش سمعت الكلام وقلت انه كله برضايا سيييف رد عليا "
نظر لها بعينين سوداويتين وهو يزمجر بغضب " عشان تبقي تحضني ف ال رايح وال جاي "
صرخت بنفاذ صبر " ده اخويا ي غبي اخوياااا"
مد يده من داخل السياج ليمسك راسها بقوة ويقرب وجهها له شاعرة بانفاسه المحترقة وهو يهمس " ولو ابوكي مش هسمحلك سامعة ........بقول سامعة "
ردت بخوف وهي تهز راسها مرارا " ح حاضر حاضر سامعة "
ترك راسها واستدار عائدا " سيييف متسبنيش ونبيييي مش هعمل كدة تاني طلعني من هنا "
اجابها بصوت مرتفع " لما تتربي هبقا اخرجك "
ردت بغيظ " مش هتربي ي سيف "
اجابها وهو علي قمة المنحدر " يبقا هتقضي عمرك كله هنا وسط الحيوانات ....ليلة سعيدة " ليتركها ويختفي من جديد..............
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي