البارت الثامن وعشرون استيقاظ عزيز

يجلس علي كرسيه مكتوف الأيدِ فاقد الوعي يدور حوله فؤاد بنظرات ساخرة ليقول " فوقوه "

أتي حارس من حراسه بجردل مياة باردة ليصبها دفعة واحدة في وجهه , أستيقظ علي أثرها أسلام فزعا يسعل بقوة محاولا إلتقاط أنفاسه " إيه كح كح انتو مين فيه إيه "

أردف فؤاد بضيق " إيه ال رماك علي الأرف ده ي أسلام ده أنت ماضيك أخضر ي حضرة الضابط "

أجاب إسلام بزئير " ماضيا أنا ال صنعته محدش يعرفه غيري وبعدين دي حاجة متخصكش أنت مين وعاوز إيه "

رد فؤاد علي سؤاله بنبرة جامدة " أنا فؤاد جاي من طرف سيف باشا عاوزك تفوق وتصحصح ف أقرب وقت "

أردف إسلام بسخرية " أنا مش هفوق ولا هتحرك من مكاني روح قول للباشا أنه كسبان وأنا خسرت أحلام وهي دلوقتي تحت رحمته وأنا مش عارف اعمل حاجة واقف متكتف قوله الكلمتين دول وسقفله نيابة عني "

تنهد فؤاد وقد فهم سبب أتجاهه لهذا الطريق المظلم الذي لا نور فيه ليردف بحزن " أحلام هربت ي إسلام ومش لاقينها محتاجين مساعدتك بما أنك بتتردد علي مصر وممكن تعرف هي فين لانها أكيد راحت مكان محدش غيرك يعرفه "

قهقة إسلام عاليا وهو يقول " والله برافوا عليها بت أبوها مخيبتش ظني طلع عندها كرامة "

أردف فؤاد بنبرة تهديدية وهو يضع يده علي كتف إسلام محدقا في عينه " سيف ليه أعداء بعدد شعر راسك صدقني لو أحلام وقعت تحت إديهم قبلنا يبقي قول عليها ي رحمن ي رحيم "

نظر له أسلام بشرود وتعب يكاد الضوء الساطع أن يعزل عنه الرؤية " أحلام لو وقعت ف إيدي انا صدقني سيف لو دور ف سابع أرض حجر حجر مش هيوصلها "

نطق فؤاد بمراوغة " ولو هي ال طلبت ترجع "

أبتسم إسلام بسخرية " مش هيحصل "

أردف فؤاد بثقة " نبقي نشوف الموضوع ده بس بعد ما نلاقيها هاا فوقت "

رد بسخرية " الكشافات دي كلها ومش عاوزني أفوق "

أردف فؤاد بأبتسامة " ده عشان حضرة الضابط متكيف لسة مفاقش أو مشافش النور من بدري "

فهم إسلام مقصده ليشعر بالندم الحقيقي لتلك الحالة التي أصبح عليها فلم يكن ينوي الرجوع الي هذا الطريق ولكن الظروف هي من تجبرنا أحيانا علي أختيار الخطأ لنسيان الحقيقة المؤلمة ....

............. .................. ........................

في مصر .......
فتحت أحلام باب منزلها لتجد الحاج أبو محمد صاحب البيت يقف علي أستحياء وهو يقول محدقا بالأرض " أؤمريني يست البنات بسمة قالت أنك عوزاني خير محتاجة حاجة "

اردفت بتوتر " طيب كدة علي الباب أتفضل عشان أعرف أحكي "

أردف بجدية " ميصحش يست البنات أنتي لحالك ف البيت أدخل كيف يعني "

أجابت من خلف وشاحها بقلق " خلاص طيب أنا آسفة أنا بس محتاجة حضرتك تجبلي موبايل وخط علي بطافتك ممكن "

أردف بطاعة " ال تعوزيه تلاقيه يست البنات عوزا محمول وخط أتصالات "

أجابت مسرعة " آه والمحمول عوزاه تاتش حديث يعني شاشة كمان نوعية نضيف الفلوس اهي أتفضل "

أخذ المال من يدها وهو يقول " خلاص أنهاردة يبنتي أن شاء الله هجيبهم تعوزي حاجة تاني "
أجابت بسعادة قائلة " لاء شكرا ربنا يخليك "

أغلقت الباب بعد أن ودعها لتظهر جارتها من المنزل القريب منها وهي تمط شفتيها في تهكن ساخرة لتقول " عيني عليكي ي بسمة فاكرة أن البت مغماية وهي دايرة علي جوزها الغلبان "

دخلت أحلام غرفتها التي أصبحت قابلة للعيش فيها لتجلس علي فراشها الصغير بوجه محتنق قائلة بغضب طفولي " هفضل كده لأمتي منك لله ي سيف اللهي ربنا يتعبك زي ما تاعبني ...بس ميتعبكش أوي كده يووووه أنتي هتشفقي عليه ي حلوفه بس مكنتش متخيلة أنك ممكن تأذيني كده وتوجعني للدرجة دي أنا حبيتك ي سيف وأنت أستغليت حبي ليك وأفتكرت انك كدة ضمنتني , قولت مهربتش وهي مش طايقة تبص ف وشي أومال بعد ما تحبني هتسيبني لاء ي سيف حبي ليك خلاني بعدت قبل ما أكرهك بجد "

دخلت في نوبة بكاء مريرة وهي تحتضن صورته تأنبه تارة وتشتاق له تارة أخري ......................

في القصر ..........

طرد سيف جميع الخادمات ليبقي بمفرده في قصره المظلم يجلس علي مكتبه بشعر اشعث وملابس متسخة تحمل ما لاتطيقه من روائح كريهه ينفر منها كل من يقترب منه أصبح تحت عيناه سواد حالك يحدق جيدا بالخرائط التي أمامه لمحافظات ومدن وقري مصر كلها بيده اليمني قلم أحمر يخط به علي المكان الذي فقد فيه الأمل في إيجادها ويدور به تارة حول المكان الجديد ليبدء البحث فيه , دخلت أحسان بهدوء لتقول بحزن " مش هتتغدي ي سيف "

أجاب بأقتضاب " لاء وخدي أجازة أنتي وفريدة لحد ما ........."

أنسابت الدموع من عيناها لتقترب منه وهي تقول " هتلاقيها ي سيف أنا متأكدة بس وقتها حافظ عليها "

هز رأسه وهو يبتلع غصة مريرة " أنا كنت فاكر كده أني بحافظ عليها مش عارف أزاي عملت كده ولا حتي ليه كنت بفرض سيطرتي عليها أنا بس كنت بوريها وشي التاني عشان تخاف ومتسبنيش تاني ببقا قاعد خايف ف لحظة تهرب وتسبني وف الآخر ضيعتها بنفسي من إيدي أنا قالبي واجعني ي نينه مخنوق مش قادر أتنفس "

أحتضنت رأسه وهي تقبلها " سلامة قلبك ي أبني هترجع ي سيف والله هترجع عشان بتحبك أديها بس شوية وقت "

أردف بصوت مختنق ووجه محمر " أنا بس عاوز أطمن عليها "

.............................

أقترب آذان المغرب بدء سكان القرية في العودة لديارهم بعد يوم طويل شاق في حرث الأراضي الزراعية يستعدون لتناول وجبة العشاء البسيطة وكوبا من الشاي والقليل من الراحة في إنتظار صلاة العشاء وبعدها الخلود الي النوم ...... خرجت بسمة من منزلها تمسك صنية طعام صغيرة تضع فيها بعض المعجنات الفلاحي متحمسة لتذيقها لأنغام التي أصبحت صديقة ودودة لا تعرف عن الحقد ودهاء نساء القري شيئا , عند أقترابها من المنزل خرجت جارتها مسرعة وهي تقول " يديكي العافية ي بسمة "

أجابت بسمة بابتسامة كاذبة " الله يعافيكي ي توحيد كيف العيال "

أقتربت منها وعيناها تزوغ علي ما تحمله بسمة لعلها تستكشف ماذا تخبئ تحت الغطاء " زنين ي حبيبتي كيفك مع جارتنا ال ملهاش حس حتي سلام معترميش "

لوت بسمة فمها بتهكم وهي تقول " يختي عسمعها بودني وهي عترمي السلام آآآآآآآه قصدك معتاخدتش وتدي ف الحديد لاه هي في حالها معتكلمش حد غيري "

أردفت توحيد بخبث وهي تبث السموم بعقلها " ومتعرفيش لييه هي عتعمل كده يولية خليكي ناصحة محدش عيعمل حاجة ببلاش ف الزمن ده بعدين دي بحراوية بنت بندر يعني تاكلها والعة توديكي البحر وتجيبك عطشانة "

أردفت بضيق " قصدك إيه بالحديد ده ي توحيد "

وضعت يدا علي الأخري وهي تصدر صوتا من فمها ثم قالت بخبث " الست القادرة بتسحب الراجل جوزك الغلبان من تحت ايدك وانتي ولا دارية ولا خابرة مستغلة طيبتك ي حبيبتي "

ردت بسمة بعصبية " ملكيش دعوة خليكي ف حالك ي توحيد ومتحشريش مناخيرك ف حاجة متخصكيش واصل فاهمة "

ابتعد عائدة لمنزلها وهي تقول بتهكم " بكرة نقعد تحت الحيطة ونسمع الزيطة وتقولي توحيد قالت "

غلت الدماء في عروقها لتتجة الي منزل أنغام وتدق بابها بقوة , ركضت أحلام الي الباب بعد أن ايقظتها الطرقات العالية لتقول بخوف " م مين "

ردت بسمة بعصبية " أنا ي أنغام أفتحي ي حبيبتي أفتحي ي كيداهم أفتحي ي ست الستات "

فتحت أحلام بعد أن تنهدت براحة لتدخل بسمة وتغلق خلفها الباب , خاطبتها أحلام بضيق " كدة يبسمة صحيت مفزوعة بسببك وبعدين مالك في إيه مش علي بعضك "

جلست بسمة علي السجادة وهي تقول بضيق " أقعدي ي أنغام عاوزاكي ف موضوع "

جلست أحلام بقلق وهي تسمع نبرتها الجادة ونظراتها الغاضبة " قعدت أهو مالك بقي حد زعلك "

نفخت بضيق لتقول " أنتي إيه حكايتك يبت الناس عشان الفران أبتدت تلعب ف عبي أسمعي ي أنغام أن كان معاكي قرشين ورايدة راجل يتستر عليكي ف أبعدي عن جوزي يبت الناس أحنا غلابة ومعايا عيال وقبل ما تفكري تعملي كده هكون دفناكي مكانك فاهمة "

صمتت أحلام قليلا لتبدء في الضحك بشدة وهي تتمايل لا إراديا بسبب ما تسمعه لتمط بسمة شفتها بضيق متبرمة " عتضحكي ي بت البندر "

تماسكت أحلام وهي تمسح دموعها لتقول " بتغيري ي بسمة ده أنتي جوزك ف عمر أبويا بعدين أنا متجوزة "

ردت بضيق " مهو ف عمر أبويا بردو بعدين أنا معرفكيش أنتي غريبة وإش ضمني أنك متجوزة "

وقفت أحلام وركضت الي غرفتها وأحضرت هاتفها الجديد وورقة وصورة لسيف لتعود وتجلس جوراها مرة أخري , أخذت نفسا طويلا وذفرته بهدوء قائلة " هحكيلك أولا أسمي أحلام عزيز مش أنغام محمود ثانيا دي قسيمة جوازي تعرفي تقري "

أمسكت الورقه وهي تحدق بها بفضول قائلة " بعرف بس مش قوي اتعلمت ف محو الأمية السنة ال فاتت ونجحت ....... صح أسمك أهو أحلام عزيز و الجدع جوزك أسمه سييف أ احمد "

ناولتها أحلام صورته لتقول بسمة بصدمة " ده جوزك ده زي ال عيجو في التلافزيون يخايبة سبتيه ليه بالزمة القمر ده يتساب "

خطفت أحلام صورته منها وهي تنظر لها بغضب " فيه إيه ي بسمة مش كدة "

ضحكت بسمة وهي تنغزها " بتحبية هه ولما بتحبيه هربانه منه ليه ي موكوسة "

أردفت بخجل " مطلع عيني ي بسمة لازم أربية شوية "

قالت بطريقة مضحكة " الحب المشعلل بتفكريني بأيام شبابي أنا وأبو محمد قبل ما نجيب قرطة العيال ونتبلي بيها "

ردت أحلام ضاحكة " بردو العيال بلوة حرام عليكي بعدين أنتي لسة ف عز شبابك أهو أومال لما تدخلي علي الخامسين "

عقدت حاجبيها وهي تصيح " تفي من بوقك بعد الشر أسم الله عليا وعلا شبابي بس قوليلي هو زعلك كيف "

تنهدت حزنا لتروي لها كل ما حدث , استمعت لها بسمة تارة ضاحكة وتارة أخري متنهدة حزنا الي أن أنهت أحلام قائلة " ووصلت لهنا بالعافية أتمني فعلا أنه ميلاقنيش "

نظرت لها بسمة بحزن وهي تقول " يبت ي هبلة بيموت فيكي أكبري خليكي ست عاقلة أنتي دلوقتي معدتيش بنت لاه بقيتي مرة وده جوزك وكلمته علي رقبتك "

أجابت أحلام بحنق " ايه جو سي السيد ده أنا زي زيه علي فكرة أنا بنت ناس ومن عيلة راقيه مش أقل منه ف حاجة مبحبش شغل الأستعباد دة "

غمزت ضاحكة " هو الراجل لما عيحب بيستعبد مرته عشان متبصش لغيره تبقي تدور حولين حالة زي النحلة اليوم كله عشان ترضيه بعدين دي غلطة وتلاقيه بيضرب نفسه بالمركوب عليها متضيعوش أحلا أيام عمركم علي كلام فاضي زي دة "

تنهدت أحلام بحزن قائلة " لاء ي بسمة أنا فعلا تعبت بعدين نفسي أرجع لماما وبابا وقتها مش هبص ف وشه تاني "

نظرت لها بسمة بشك لتقول بخبث " الله حلو الموبايل دة ورهوني "

فتحت أحلام هاتفها الجديد وهي تقول " آه بصي ..... أ أصل "

نظرت لها بلؤم وهي تري صورة زوجها خلفية في هاتفها لتقول " مش هبص ف وشه تاني جبتي منين الصورة دي ي فاجرة "

ضحكت أحلام بخجل وهي تجيب " من علي صفحته علي الفيس "

ردت بسمة مسرعة " طب وريني باقي الصور "

تحول وجة أحلام للقرمزي وهي تقف " كفاية كدة روحي شوفي عيالك بينادوا "

وقف بضحك وهي تقول " عتطرديني ماشي ي أحلام الله يسهله يما القمر علي الباب متفتحيش عشان مزعلني "

أردفت أحلام بغيظ " بوظتي الأغنية بقلك صح بلاش تجيبي سيرة لحد عشان الموضوع خطر عليا "

ضحكت وهي تغادر باب منزلها " خطر عليكي بنات آخر زمن تصبحي علي خير ي أنغام "

أغلقت أحلام الباب مودعة أياها " وانتي من أهل الخير ي أم محمد "
وبدءت في التفكير بما قالته لها لتفتح الهاتف تتفقد صفحته الشخصية علي تطبيق من تطبيقات التواصل الأجتماعي لتجده قد نشر مقولة جعلتها تبتسم حزنا " لم اخسر أبدا في حياتي سوا مرة في الماضي ولن أعيدها "

أردفت قائلة " غلطان ي سيف "

........ ................ ...................... ....................

صباح اليوم التالي يجلس في أحد نوادي محافظة الشرقية وبجواره فؤاد الذي يتابع حالته بحزن " سيف أمتي آخر مرة بصيت ف المراية "

نظر له سيف وهو يشرب قهوته " هممم مراتي مش لاقيها بلف ليل نهار أدور عليها وجاي تسألني سؤال فيه حياة أو موت أمتي آخر مرة بصيت ف المراية فؤاااااد حل عني "

أشار له فؤاد بقلق " أهدي شوية مش قصدي بس حالتك يصحبي صعبه أحسان قالت أنك مش بتنام ولا كمان بتاكل كويس ومتقوليش مراتي ضايعة وانت بتتكلم ف النوم والاكل عشان لو فضلت كده هتقع من طولك ومش هطول سما ولا أرض "

صاح بغضب وهو يلقي الفنجان أرضا ليتحول الي أجزاء متناثرة " عاوزني أعمل إيه اسيبها كده أنا مش عارف هي عايشة ولا ميتة اصلا "

أجاب فؤاد بهدوء " متقولش كدة أهدي بس هي مستخبية ووقت ما فلوسها تخلص هتطلع تدور علي شغل "

صاح غاضبا " أستني أنا بقا لحد ما حضرتها تطلع تلف علي كعب رجليها من محل لمحل ومن بيت لبيت عشان تشتغل اوزن كلامك ي فؤااااد "

نهض وهو يلتقط مفاتيح سيارته ليخرج كالبركان الثائر , وضع فؤاد المال علي الطاولة وذهب خلفه راكضا , فور خروج فؤاد من الباب وجده مغشى عليه وبجانبه شباب النادي يحاولون إفاقته " سيييف "

................. ........................ ..................

في جانب آخر من كل هذا الضجيج نذهب لتلك العجوز اليائسة تخطو بخطوات مثلجة غير مصدقة أنها ستري فتاتها الصغيرة ألم يقولوا أنها فارقت الحياة ألم يخبروها أن جثمانها قد أنهت عليه الديدان لتفتح الباب بأصابع مرتجفة وتدلف بهدوء ونظرات مترقبة تلك الأميرة النائمة كما سمتها أنها أميرتها زهرتها التي تركتها وهي في طفولتها المبكرة لتصبح علي هذا الحال جثة هامدة لا حول لها ولا قوة , تزاحمت الدموع في عينها فور رؤية وجهها الشاحب وجسدها الهزيل وكل تلك الأجهزة التي تنعشها أقتربت بخطوات متعثرة وأيدي مرتجفة تحتضن يدها الباردة وتقبلها بدموع وأنين وألم " سامحيني ي بنتي حقك عليا أنا غلطانة ربنا ينتقم مني أكتر من كدة يشيل منك ي ضنايا ويحط فيا أنا عارفة أنك سمعاني ي رودي وحاسة بيا قومي ي بنتي قومي ي حبيبتي ولا أقولك أستني أحكيلك إيه جرالي بعد ما سبتكم الأول وإلا هتعملي زي سيف اول ما تقومي مترضيش تسمعيلي أنا يبنتي ربنا خد حقكم مني بس أنتي دفعتي بردو تمن ذنب مش ذنبك عشان أنا أتكوي عليكي وقلبي يوجعني آآآآآآآآآآه ي ضنايا "

.............. ............. ............. .............

" الف حمدلله بسلامتك ي أسلام والله ليك وحشة ي راجل مصر نورت بيك "

أحتضنه أسلام بتعب قائلا " الله يسلمك ي مصطفي عامل إيه وأخبار الوالدة وحشاني والله "

رد بصدق وقلق " بخير الحمد لله قولي بس أنت عامل إيه وشكلك تعبان خالص أنت ليك قد إيه منمتش ......إسلام أنت رجعت "

تنهد إسلام بتعب حقيقي " مصطفي أنا محتاجك ي صحبي مش قادر خلاص جسمي متكسر صداع "
وضع مصطفي يده علي وجهه بضيق وحزن وهو يتمتم " ليه بس ي إسلام حرام عليك " ............ ............ ............


بعد يومين بالقصر تفتح إحسان ستائر الشرفة لتدخل أشعة الشمس الدافئة تعقم المكان وتغير رائحته " آآآآآآه إحسان هاتي الموبايل "

أجابت بقلق وهي تقترب " سيف أنت فوقت حمدلله بسلامتك "

أعتدل بتعب وهو يمسك رأسه " أقفلي الستاير دي مش قادر أفتح عيني "

أردفت بسعادة " ده بس عشان ليك فترة نايم أنت دلوقتي كويس حاسس بحاجة "

سأل بقلق وهو يبحث بعينه علي هاتفه " فترة؟! أنا ليا قد إيه نايم هاتي التليفون "

أردفت بهدوء وهي تعطيه هاتفه " بقالك يومين من الضغط جالك انهيار عصبي وكنت بتهلوس خلال اليومين دول بس الحمد لله اديك كويس أهو "

فتح هاتفه ووجد المكالمات الفائتة من رقم مألوف ليسأل مسرعا " حد سأل عليا حد جة "

نظرت له بهدوء " أيوة الظاهر لقيوه ي سيف "................

بعد أن تأكد سيف أنه عثر عليه دخل ليأخذ حماما دافئا يزيح عنه عبئ الماضي قليلا لأنه علي وشك إغلاقه الي الأبد هذه المرة , حلق ذقنه عدل من هيئته أرتدي أفخم ما يملك وكأن لديه موعد غرامي أو مناسبة مهمة كما أنه تناول وجبته المفضلة بكل هدوء , تنظر له إحسان بأبتسامة السعادة والرضا وهي تقول " متتوصاش أشرب من دمه "

بلع آخر قضمة وهو يجيب مبتسما " عيب ي إحسان ده أنا هخليه يتمني الموت ومينلهوش رجعي الخدم نضفي القصر عاوز كل حاجة ترجع لطبيعتها "

هزت رأسها في طاعة " تحت أمرك ي فندم "

وقف سيف وغادر بهدوء ليصعد سيارته وينطلق الي وجهته الرئيسية أحد مخازن الشركة , وصل بعد نص ساعة ليجد حراسه يقفون علي البوابة " فين "

أجاب الحارس من خارج السيارة وهو يشير " المخزن الخامس ي باشا "

دخل بسيارته الي الأجواء ليقف بهدوء أمام المخزن , فتح له أحد الحارسان باب سيارته لينزل منها وهو يعدل هيئته كم هو مفتتن بها في هذا اليوم المميز من عمره , خرج مسن قوي البنيان حاد الملاحظة شديد الدهاء وماكر أيضا يرتدي زي رسمي أنيق وكأنه ينافس به سيف ليبتسم بمكر " مش قولت هجبهولك "

أبتسم سيف بنظرة إنتقامية " وأنا كنت متأكد بس مش طولت شوية "

أجاب العجوز ساخرا " ده بدل توشكر "

أردف سيف بعد أن تحول وجهه للجمود " كله بحسابه أهلا بيك ف شركتنا "

دخل سيف المخزن ينظر لذلك المقيض بنيران مشتعله ليقترب منه وينزع العصابة من علي عينه قائلا بزئير " أهلا بيك من جديد بردو تتعبني عشان الآقيك "

جفت عروق ذلك الذي علي مشارف الموت شحب وجهه وكذلك جف حلقه ليردف برعب حقيقي " سيف الجبلاوي "

أردف سيف مبتسما بشر " آه أبن أحمد الجبلاوي عدوك القديم وكمان أخو رودينا أحمد الجبلاوي دراعي ال لوتني بيه أخيرا لقيتك"

هربت الكلمات من لسانه بل هرب عقله منه فهو علي يقين أنه لن يرحمه وأنه آن الأوان لدفع ثمن أخطاء الماضي لم يكن يتمني سوا الموت الرحيم ولكن هذه الأمنية لم تكن ضمن قائمة سيف الجبلاوي

بعد ساعتان خرج بملابس ممزقة مليئة بالدماء والأتربة يلفظ أنفاسة ببطئ قد كانت معركة حامية نظر للحراس وأردف بهدوء " يتعالج هنا ويتربي يتعالج ويتربي شهر وهرجع أكمل عليه "

أردف الحارسان بطاعة " تحت أمر معاليك "

قاد سيف سيارته للمشفي وهو يتمتم بدموع وضحكات " جبته ي رودي أنا أخوكي عمري ما كنت هسيب حقك أنا سندك وضهرك جبته ي رودي جبته "


في عتمة الليل يتشارك معها فراشها محتضنها براحة " بس كدة مفاضلش غير أنك تقومي وترجعي لينا تاني وكمان أحلام الكلب ال مش عارف عنها حاجة , قومي ي رودي أنا حاسس أن الدنيا بدأت تضحكلي "

علي الجانب الآخر بالصعيد تحتضن أحلام هاتفها باكية وهي تستمع لأحد الأغاني الحزينة ( سلميلي علي ال بينا قولي كرهاك بمية طريقة لو يسألوكي عني يوم قولي مش فاكرة الحقيقة قولي غاب مش فاكرة شكله قولي مات ومعاه مشاكله قولي قلب )

قطع تركيزها بكلمات الأغنية القاسية حركة غريبة خلفها لتلتفت للوارء ولكن كان أسرع منها ليضع أداته الحادة علي رقبتها شخص مقنع لم تري وجهه ولكنه قوي البنية أرتجف جسدها وهي تقول " ع عاوز إية "

أجاب بصوت منخفض " حلو ي قطة لو صوتك علي عن كده هجيب أجلك قولي بقا فين الفلوس "

أجابت بخوف " ف الدولاب "

أردف بخبث " قومي علي مهلك ومنغير ما تتذاكي ي بنت البندر وهاتيهم بأيدي الحلوين دول "

وقفت أحلام بجسد متثاقل وأطراف مثلجة لم تكن تعلم أن خطتها ستنجح أم لا ولكن يكفي المحاولة فهي لن تفرط بهذا القدر من المال لتذهب بتروٍ الي دولابها الصغير وتفتحه تقلب بين ملابسها بحذر الي أن أخرجت حجاب لها وفتحته لتخرج له قدرا من المال , أخذه منها بقوة وهو يضع أداته الحادة علي رقبتها قائلا " كام دول "

أجابت بخوف " 1500 جنية "

رد بتحذير وهو بضغط بقوة " فين باقي الفلوس "

تماسكت حتي لا يغشي عليها لتردف بشفاة مرتجفة " م مفيش تاني دول ال فاضلين معايا من حاجة البيت ال جبتها "

أردف بتهديد قائلا " طيب همشي دلوقتي ولو صرختي ولا عملتي أي ردة فعل صدقيني أنتي الوحيدة ال خسرانة ناس البلد هنه جبنا "

أردفت بخوف " حاضر مش مش هتكلم والله " ...........


في صباح اليوم التالي طرقت أحلام باب بسمة لتخرج وهي تقول " أيوا ي واد يمحمد جبت الحشيش للبهايهم زي ما أبوك ......أحلام "

دخلت أحلام تحتضنها بقوة وهي ترتجف باكية لتفزع بسمة من حالتها وتقول " مالك فيه إيه يبت أنطقي حد عملك حاجة "

أجابت أحلام ببكاء " فيه حرامي هجم عليا بالليل "

ضربت بسمة صدرها بقوة وهي تقول " يمصبتي ومصرختيش ليه مجتيش تخبطي ليه خد فلوسك "

أردفت أحلام بخوف " آه بس مش كلهم بس كان هيموتني "

قبلت بسمة رأسها وهي تقول " الف بعد الشر عليكي تعالي أعملك مية بلمون تروق دمك وبعدين نتحدد أنا وأنتي زين "

في المشفي .......... ............. ........................

أستيقظ سيف بكسل يتثائب قليلا وهو يعتدل في جلسته ناظرا لوجهها الشاحب فقد تورد قليلا اليوم دق قلبه مسرعا ليقول بخفوت وهو يهزها قليلا " رودي رودي أنتي سمعاني "

سمع صوت مألوف يأتي من الكرسي المجاور " إيه فاقت رودي فاقت "

نظر لها بصدمة ليقف ثائرا صائحا " أنتي أزاي دخلتي هنا مين سمحلك ومين دلك علي هنا فين الأمن أنا مشغل بهايم ال داخل سابق ال طالع "

أنخفضت علي يده تقبلها ببكاء " أطمن عليها وأمشي "

صرخ بعصبية " أنتي واحدة أنانية خربتي حياتنا زمان وجاية تخربيها تاني دلوقتي يشيخة حرام عليكي كفاية بقا كدببب عاوزة فلوس هديكي فلوس وخدم وحشم بس أبعدي عننا "

أمسكت في ذراع صغيرتها فور أمساكه يدها محاولا إخراجها بالقوة " سيف سبني أطمن عليها قبل ما أموت مش عاوزة حاجة تاني بنتي ي سيف ضنايا ي ولدي سيييف "

سمع كلاهما أنينا هادئا لينظرا لها بصمت قليلا لعلهما يخطئان كالعادة " م هممم ماما "

ترك سيف يدها فور رؤيتها تعود للحياة من جديد لتركض إليها ببكاء تحتضنها بقوة وتقبلها تعطيها عدد لا نهائي من القبل والدموع والترحيبات بقدومها من جديد , لم يكن يقوي علي الوقوف ليسند بيده علي الجدار يحاول أن يستجمع شتات نفسه بل يحدث نفسه مرارا وتكرارا أنه حلم وسيستيقظ عاجلا أو آجلا منه إلي أن دخل الطبيب ومعه ممرضتان يفحصانها بدقة وهي تكاد فاقدة للوعي لم تستيقظ كليا بعد أقترب سيف وهو يقول بدموع " رودي أنا جبتلك حقك أنا "

فتحت عيناها بتعب شديد " هممم أنتو مين أنا مين "

اجاب سيف واضعا يده علي صدره وهو يحدق في وجهها بصدمة " أنا سيف ي رودي أخوكي مش فكراني "

أردفت والدته بدموع " وأنا ماما ي رودي "

نظرت لهم بوهن شديد لتعود للصمت من جديد ..

بعد ساعة كاملة من الفحص خرجوا الأطباء ليتحدث كبيرهم لسيف قائلا " بصراحة حضرتك هي أتولدت من جديد مين كان متخيل أنها تفوق تاني ,كل مؤشراتها الحيوية بتدل علي أنها كويسة محتاجة بس فيتامينات وكالسيوم وغذاء صحي وكمان جلسات علاج طبيعية ونراعي الضجة وكمان الأضاءة الشديدة حاولوا مترهقوش ذاكرتها ده شئ طبيعي أنها تبقي مش فاكرة حاجة لأنها مصحيتش من سنين محتاجة رعاية كاملة ي سيف باشا "

أردف بسعادة " أكيد جهزوها عشان بكرة هاخدها "

أجاب الطبيب بأبتسامة " إن شاء الله حمدلله بسلامتها "

بعد ذهاب الأطباء أتاه صوتها من خلفه راجية " سيف خدوني معاكم أديني فرصة أرجوك عشان خاطر رودي "

تنهد بضيق ليردف قائلا " تمم هتيجي بس بشرط "

وقفت أمامه غير مصدقة لتردف بسعادة " موافقة من غير ما اعرف "

أكمل بجمود " رودي فاقدة الذاكرة مؤقتا ف أنتي هتيجي علي أساس أنك الخدامة بتاعتها ومش هتجبيلها سيرة إنك تعرفيها أصلا "

أجابت بسعادة " حاضر والله ما هنطق أنا مش عاوزة أكتر من "

قاطعها بحدة " لسة مخلصتش كلامي ......... ف خلال أسبوعين أفتكرتك وأتمسكت بيكي يبقي هتقعدي معاها لأني وقتها مش هقعد ف مكان يجمعني بيكي لكن لو مفتكرتش حاجة وده الأقرب لقلبي وكمان الأحسن ليها هتأكد وقتها أنك أختفيتي نهائيا من حياتنا "

أغمضت عيناها بألم لتنساب علي وجهها دموعا حارقة قد مزقت قلبها لقد أصبح شيطانا بسببها لتهز رأسها وهي تجيب " ح حاضر ي سيف ال تشوفه "

أردف بجمود " أسمي سيف باشا مفيش حاجة تربطني بيكي "
ردت علي مضض " أمرك يسيف باشا "


دخل فؤاد المشفي ركضا وهو يحملها بين زراعيه تنساب الدماء منها بغزارة ليصرخ بشدة " دكتورررر "

أحضر الممرضين سريرا نقالا ليضعوه عليها متجهين الي غرفة العمليات بجناح الطوارئ   

رن هاتف سيف لينظر بضيق للرقم المتصل " الو أنت أزاي تجيبها لحد هنا من غير ما ترجعلي أنت عارف أن مفيش غيرك أنت وأحسان ال تعرفوا عنها مين أداك الحق تعمل ده كله ألو رد يزفت فؤااااد "

أتاهُ صوته المختنق " سيف مراتي بتضيع مني "

عقد سيف حاجبية بقلق ليردف مسرعا " أنت فين ي فؤاد "

......... ......................... ...............

بعد دقائق وصل سيف إليه ليجده جالس علي أرضية المشفي بجانب باب غرفة العمليات محتضنا نفسه يخبئ رأسه بين زراعيه الملطختان بالدماء الجاف , فزع سيف فور رؤيته هكذا لقترب منه مسرعا يتفحصه " فؤاد أنت كويس إيه حصل إيه الدم ده "

رفع فؤاد وجهه الشاحب ليحدق لسيف بنظرات تكاد تخلوا من الحياة " هنا بتسقط ي سيف "

أحتضنه سيف وهو يخفف عنه " يتعوض ي فؤاد أن شاء الله يتعوض بس تقوم هي بالسلامة وكل حاجة تتعوض "

أردف بدموع " أنا خايف عليها مش مشكلة العيال يجي غيرهم "

قال بحزن " إيه حصل "

أجاب بحرقة " معرفش ي سيف رجعت البيت متأخر أمبارح ولقيتها نايمة بس كانت كويسة صحيت أنهاردة علي صراخها وهي بتقول أنها بتولد بس لسة بدري علي الولادة بتاعتها ولعت النور لقيت السرير مليان دم وعمالة تصرخ وتعيط كانت خايفة لتفقدهم وأنا خايف عليها شلتها وجيت جري بالعربية بس غمرت مني ف الطريق "

أردف سيف بحزن " متقلقش يمكن عشان أول حمل ليها طبيعي يحصل مضاعفات بعدين هي قوية خليك واثق ف ربنا أنها هترجع أحسن من الأول وكل حاجة هتكون بخير "

أجاب بحرقة وهو يبكي " يارب يارب "

خرج الطبيب بعد ساعة ونصف من غرفة العمليات لينهض فؤاد ومعه سيف ينظران له بقلق " طمني ي دكتور مراتي كويسة صح "

رد الطبيب مبتسما " الحمد لله بخير "

أكمل فؤاد بأمل " طيب والعيال "

تنهد الطبيب بهدوء وهو يجيب " للأسف مقدرناش ننقذ غير واحد التاني للأسف أتوفي وده من وجهة نظري الأفضل ليه لأنه كان هيتولد معاق أنت ربنا بيحبك ي أستاذ فادي "

سجد فادي لله حمدا علي نعمه ليقول سيف بسعادة " حمدلله بسلامتهم ي فادي مش قولت خلي إيمانك بربنا " ..................

في الصعيد ...

أكملت احلام بهدوء " وبس ده ال حصل أنا مش هقدر أقعد أكتر من كده "

نكزتها بسمة وهي تقول " اتلهي أسكتي فلوسك هترجعلك يجيي بس أبو محمد وأخليه يجبلك أجله

أردفت أحلام بحزن " أرجوكي ي بسمة مش عاوزة شوشرة ده مبلغ بسيط الحمد لله "

ردت بسمة بحماس " خلاص أنا هبقا أبات معاكي من هنا ورايح "

هزت أحلام رأسها رفضا وهي تنهض " لاء ي بسمة ميصحش وجوزك وعيالك مش موافقة طبعا "

أردفت بأبتسامة " متقلقيش هو مش بيعارض علي حاجة بعدين هو بعضمة لسانه كان بيقولي آجي أبات معاكي عشان متخافيش بس أنا بصراحة كنت عوزاكي تتنصحي وتعتمدي علي نفسك لكن طلعتي خايبة وأبو محمد عنده حق "

أجابت أحلام وهي تغادر " أنا خايبة ي بسمة الله يسامحك خلي أبو محمد ينفعك "

ضحكت بسمة من تعكر مزاجها بل لإزاحة الخوف والهلع من علي قلبها لما مرت به من ليلة عصيبة لتتبعها وهي تصيح " يبت ي أحلا أنغام زعلتي يمرة أستني هقولك يوه ده زعلت بجد بنات آخر زمن "

........... .................. ................... ....................
في مشفي للعلاج النفسي يجلس علي سريره بتعب قليل بجانبه صديقه يحدثه قائلا بعتاب " كده ي إسلام مش قولنا صفحة وأتقفلت رجعت ليه تاني "

أجاب بألم " عشان أنا مليش حظ ف أي حاجة ف الدنيا خصوصا الستات "

أقترب أكثر مصطفي وهو يبتسم بخبث " أيوا وصلت للنقطة المهمة أشجيني "

ابتسم إسلام بوهن وهو يقول " أتلم ياض الموضوع مش زي ما أنت فاكر أحنا كبرنا بقا "

ضحك عاليا وهو يقول " يبقي الموضوع كبير "

تحدث إسلام بجدية " مصطفي بجد أنا محتاج مساعدتك "

أجاب مصطفي بقلق فور تغير مزاجه " رقبتي سدادة ي إسلام "

قص له إسلام ما حدث عن موضوع أحلام لينهي حديثه قائلا " ركز أكتر علي الصعيد أحلام ممكن تكون ف سوهاج "

سأل بفضول " وأنت ليه متأكد من كدة "

أجابة بثقة " لأني حكيتلها تفاصيل المكان والقري وأن هناك صعب جدا التنقل ف هي ممكن تكون خدتها مخبئ ليها في القري ال من جوا "

أجاب مصطفي " حاضر ي إسلام هتحرك أنهاردة أن شاء الله بنفسي وكمان باقي الدوريات أديني بس صورتها عشان نسهل الموضوع "

........... ......... ............

عاد الظلام من جديد , أغلقت أحلام الباب جيدا وأيضا نافذة غرفة المعيشة وجلست ممسكة هاتفها تقاوم النوم إلي أن سمعت طرقات علي باب منزلها , نهضت بفزع وهي تقول " مييين "

أتاها صوت بسمة بهدوء " متخافيش يولية أفتحي "

فتحت أحلام الباب وهي تدخلها لتغلقه خلفها " إيه وليه دي ي بسمة قوليلي حلمي "

دخلت بسمة غرفتها لتحضر وسادة وتعود اليها " أتلهي ده أسم راجل كان الله يرحمه جارنا مسيحي مات مشنوق من الوحدة بعد ما عياله سابوه ومراته كمان "

نظرت لها أحلام بخوف " متكدبيش ي بسمة "

أجابت بسمة وهي تجلس " والله العظيم هكدب ليه "

جلست أحلام بجوارها وهي تقول " هتنامي هنا طيب خديني ف حضنك بقا عشان مش هعرف أنام بعد القصة بتاعت حلمي دي "

ضحكت بسمة وهي تقول " قومي فزي هاتيلك مخدة بنات آخر الزمن "...... ......... ........

لم تنكر أحلام أنها كانت ليلة هادئة أستطاعت أن تنام في سلام ولكن يتوجب عليها الرحيل فهي لن ترضي أن يستمر هذا الحال بسمة لها زوج وأطفال يتوجب رعايتهم كما أن البيت متهالك وأنها تعرضت للسرقة ولن يتوقف الفاعل بل سيتردد عليها حين تواتيه الفرصة لذلك قررت أنها في خلال يومين ستغادر المكان كله باحثة علي مكان جديد أكثر أمنا وأقل أختلاطا لأن من الواضح أن جاراتها قد بدئن بصنع المكايد لها بعد أن وجدت القمامة أمام باب منزلها , لم تخبر بسمة بذلك حتي لا تصنع المشاكل لكن فضلت الصمت وإزاحتها عن باب منزلها بهدوء تحت نظراتهم المتشفية وأيضا الحاقدة "


انتظروني في الجزء القادم.......

في رعاية الله ♥️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي