الفصل الثانى

قاموا بإبلاغ المطافئ حتى تأتى فى الحال فالوضع صعب للغاية ورائحة حريق الجثث شديدة وصعبة لم يحتملها أحد.
قامت المطافئ بإطفاء الحريق بأكمله ، ذهبت أليسا هى وبعض الضباط للتأكد من وجود راؤول حتى يغلقوا ملف هذه القضية بسلام خصوصاً أن راؤول لم يعترف على أحد من رفقائه وهم دونه لا شئ فكل شئ إنتهى الآن .
ذهبت  إلى غرفة المشرحة ولكن كانت لا تحيد نظرها على موضع الجثة.
كانت جميع الجثث متآكلة ومحترقة لا تستطيع تميز أى شخص جميع الوجوه محترقة ، طلبت أليسا من عامل المشرحة والطبيب المسئول إحضار كشف عدد وأسماء الجثث هنا حتى تتأكد من صحة ما حدث.
بالفعل أحضر الطبيب الكشف الخاص بالجثث بالإسم وتاريخ الوفاة والسبب أيضاً
أخذت أليسا الكشف من يديه لتتأكد من العدد وقامت بالتأكد بنفسها من عدد الجثث .
العجيب أن عدد الجثث مكتمل إذاً كيف نشب الحريق ما السبب؟
خائفة متوترة ولكن لما الخوف فالعدد مكتمل والطبيب أكد أن راؤول فارق الحياة.
لا داعى للخوف يا أليسا هكذا كانت تحاول هى بث الطمأنينة بداخلها، ثم نفضت تلك الأفكار تماماً من رأسها ليس الوقت المناسب للتفكير أليسا هذا وقت التحقيق لابد أن نعلم من الفاعل وما هدفه؟
كان  جاك الضابط المرافق لها وجد شئ أوصل الرجفة لأوصاله وجعله لا يصدق عيناه، وجد ورقة ملصقة على اللوحة الكهربية للمشرحة مكتوب بها :
" لم تنتهى اللعبة أيتها الحمقاء "
شعر بالصدمة إنه السجين رقم 110 لم يمت كما ظنوا جميعهم بل حى وقام بحرق المشرحة ، كان يبحث عن أليسا كالمجنون
- أليسا هناك كارثة وقعت فوق رأسنا جميعاً ، لم يمت خدعنا
كانت أليسا تخشى أن يكون جاك صادق تمنت لو أنه يقول أنها مزحة لا أكثر
- لا تمزح جاك فأمامنا الكثير لننهيه
أجابها برعب جلى على ملامحه
- أنا لا أمزح أليسا لا أمزح إنها كارثة
- ماذا حدث جاك أخبرنى ؟
أجابها الإجابة التى كانت تخشى أن يتفوه بها
- السجين رقم 110 على قيد الحياة
كانت إجابته كالصاعقة
- كيف علمت أنه لم يمت جاك ما الدليل
أخذها جاك من يدها كى ترى ما رآه هو
- إنظرى إلى اللوحة الكهربائية أليسا
نظرت أليسا إلى اللوحة بصدمة تجمعت الدموع فى مقلتيها
- مخادع أقسم أننى سأقتلع قلبه حياً
- هدئى من روعك أليسا علينا أن نفكر ونبحث عنه قبل أن يصل الأمر للقيادات العليا
كان رأسها سينفجر إن الأمر وصل للقيادات سينتهى أمرها.
أمرت أليسا جميع القوات بوضع صور للمتهم فى جميع الشوارع والميادين.
ثم وضعت مكافآة مجزية بمن يلقاه ويخبر الشرطة ، كانت تسب وتلعن فيه بكل لحظة ذالك المخادع الذى إستطاع أن يهزمها بمنتهى السهولة.
كانت تقرأ الرسالة مراراً وتكراراً فقد كتب توقيعه أسفل الورقة
" البروفيسور"
ثم كانت تبحث كالمجنونة عن ذالك الطبيب صاحب التشخيص الخطأ ولكن هيهات لم تستطيع إيجاده أبداً إنها خطة محكمة ومدبرة.

فى مطار أسبانيا كانت الحراسات مشددة عند الأمن وتسيلم التذاكر كانوا يتأكدون من الهوية المصاحبة لكل شخص.
ولكن لا أثر للسجين رقم 110  إختفى من الوجود.
فكرت أليسا ربما تكون خدعة من فريقه وهو فارق الحياة بالفعل لما لا فعدد الجثث كامل والأمن لم يفارق باب المشفى مستحيل أن يكون هناك شخص قُتل هنا ما هذه المتاهة.
- لابد أن أفكر بتمعن هناك حلقة مفقودة
- هل تتحدثين مع ذاتك أليسا فقدتِ عقلك
- سأفقده جاك هناك شئ لا نعلمه
- سأحرق هذه الرسالة وأمر بغلق القضية
نظر إليها جاك بموافقة وتأييد على حديثها فهذا هو الصواب.
- سأفعل ما تريدين لا ترهقى عقلك إذاً
كان الشرر يتطاير من عينيها
- سأقتلع قلبه حياً سترى
طالعها جاك بشفقة ثم رحل كى يُكمل إجراءات غلق هذه القضية إلى الأبد
 

كان مارسيل وباقى الفريق يفكرون ماذا حدث ؟
هل خبر موت راؤول حقيقى؟ لا يصدقون ليس بهذه السهولة هناك لغز لا أحد يفهمه أبداً
كان عقلهم سيتوقف إلا أن نطقتها كيرا
- الأموال وكل شئ معه هل يُعقل أن يخدعنا راؤول؟
نظروا إلى بعضهم البعض بحيرة من الممكن أن يخدعهم راؤول بل من المؤكد هو حقاً لا يؤتمن.
قام مارسيل بوضع خطة محكمة للعثور على راؤول فلن يهرب بالأموال وكل شئ بهذه السهولة.
- لن نحاول للعثور عليه ، بل سنعثر عليه لابد أن نعثر عليه.


بعد مرور ثلاثة أشهر على إختفاء راؤول كان الجميع فى حالة صدمة أين هو؟
كأنه شيئاً لم يكن اتكون الأرض إبتلعته كيف هرب بتلك السهولة من الجميع.





فى منزل بسيط متهالك فى حى الأزبكية كان هناك شاب يتملل فى الفراش ينظر إلى هاتفه بكسل
- يجب أن أذهب إلى العمل على الفور قبل أن يلتهمنى مدير المطعم .
إنه عماد ذلك الشاب الوسيم الذى يمتلك من العمر خمس وعشرون عاماً خريج كلية التجارة يعمل نادل بمطعم .
كان عماد حنطى اللون عريض المنكبين قوى البنية متغطرس وعدوانى إلى حدٍ كبير
كان يستعد للذهاب إلى العمل فالمدير الذى يعمل تحت قيادته صعب للغاية لا يقبل النقاش أبداً وكان يبغض عماد أيضاً .
إن أُتيحت له الفور لقام بإلقائه خارج المطعم والبلدة بأكملها.
كان يهم هو للخروج من البناية الذى يقطن بها ولكن إستوقفه مالك البناية
نظر إليه المالك بعبوس عاقداً حاجبيه ذلك الرجل القصير الأصلع
- أين الإيجار هذا الشهر الثانى الذى لم تدفع فيه الأيجار
ثم أكمل مستهزءاً
- أم ستعطينى العام المقبل
تنهد عماد بإنفعال
- سأستلم راتبى وأعطيك الأيجار بأكمله هل أستطيع الذهاب
نظر إليه بسخرية
- نعم تستطيع ، من يراك وأنت على عجلةٍ هكذا يظن أنك ستتأخر على السفارة ، أحمق ، ومعتوه
كان عماد يستمع لتلك الكلمات اللاذعة وهو متحكم بأعصابه كى لا يفقدها ، فهذا المبنى هو الشئ الوحيد الذى يمتلكه ويحميه وإلا سيلقى فى الشوراع والطرقات.
ظل ينظر من شباك الحافلة على الأشخاص والأماكن المتزاحمة وكأنه حفظها عن ظهر قلب ، إلى أن وصل إلى المكان المنشود .
ترجل عماد من الحافلة بتعجل شديد فقد تأخر كثيراً على عمله
ولكن هيهات فالمدير يقف أمام المطعم ذلك البغيض الثمين
نظر متولى إلى عماد بغضب وإنفعال جلى واضحاً على ملامحه
فحاول عماد أن ينقذ الموقف قدر المستطاع
- أعتذر جداً أستاذ متولى فالحافلة التى أقلها تأخرت كثيراً المعذرة
نظر إلى بسخرية ثم ألقى بوجهه بضعة من الأموال سقطت على الأرض أسفل قدميه
فتجمعت العبرات فى عينيه يشعر الآن بالذل والإهانة
تحدث متولى بغطرسة
- من الممكن أن تعتبرها مكافآة نهاية خدمتك بالمطعم ، لا أريد أن أرى وجهك مجدداً
ثم أشار بسبابته محذراً
- لو وطأت قدميك أمام المطعم سأقطعك إرباً بغيض ،ولعين
لملم عماد شتات نفسه ورحل لا يعلم إلى أين تسوقه قدميه ، الشعور بالكسرة قليل على ما يشعر به ، نظر إلى الأموال التى ألقاها المدير فى وجهه ودسها فى جيب بنطاله ، ود لو أن يمزقها ويلقيها ولكن لا يمتلك غيرها.
فصاحب المنزل سينهال عليه بأفظع الألفاظ إن لم يسدد الإيجار المتأخر.
وضع يده على رأسه شعر أنه سيغشى عليه لم يأكل منذ يومين لأنه لا يمتلك حق الطعام .
ثم وقع مغشياً عليه بالفعل فى وسط الطريق وإجتمع الناس حوله كى يستفيق و ....
يتبع
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي