الفصل الرابع

الفصل الرابع
فى صباح يومٍ جديد أسدلت الشمس خيوطها الذهبية كانت صدفة تستعد للذهاب إلى المشفى لمباشرة عملها  حتى تتخلص من إزعاج عمر لها ، لا تعلم لماذا يبغضها بهذه الطريقة؟
إرتدت هى بلوزة بيضاء بها بعض الفراشات الحمراء مع جيب من اللون الأسود وأطلقت لشعرها العنان كانت جذابة للغاية.
قامت بالإتصال على صديقة دربها تخبرها أنها خرجت من المنزل للتو وفى طريقها إلى المشفى .



فى أسبانيا فى مقر الإجتماعات الذى كان يجتمع به أفراد عصابة راؤول كان مارسيل يكاد أن يجن كل ما سعى إليه أخذه راؤول ورحل دون علم أى أحد ، لا يعرف كيف هرب من السجن .
وعلم أيضاً لماذا لم يخبرهم راؤول بالمكان الذى يخبئ فيه الأموال .
ثم تحدث بغضب
- أحمق أنا أحمق ظننت أنه لم يخدعنى وسيتقاسم معنا المال ويعطى كل ذى حقٍ حقه ، ولكن هذا راؤول أكبر مخادع أنجبته البشرية
نظر إلى الفريق بغضب وإنفعال جلى واضحاً على معالم وجهه
- مازلتم هنا هيا إبحثو عنه فى كل مكان وكل ركن لا يجب أن يفلت من بين أيدينا بهذه السهولة سنجده بكل تأكيد
ذهب كل شخص فى هذا الفريق لإتمام مهمته فى البحث عن راؤول
بينما كان مارسيل يلعن ذاته لأنه أوضع ثقته بشخص مخادع كهذا .


كان المكتب الإدارى بالوزارة الداخلية فى دولة أسبانيا يعم بالفوضى فخبر هروب راؤول إنتشر كالبرق فى أرجاء المدينة فكانت أليسا فى قمة غضبها لو رأته أمامها لفتكت به وقطعته إلى أشلاء
فكان مديرها المباشر ينظر لها بغضب وسخرية
- لو كنت أعطيت ملف القضية لضابط من الضباط الجدد لمَ كان حدث كل هذا هل أنتِ سعيدة الآن؟ مجرم خطير كهذا بعد صعوبتنا فى إيجاده تقدمين أنتِ له الهروب على طبقٍ من ذهب خسئتِ
حاولت أليسا أن تُهدئ من روعه
- إهدأ سيدى لم يُغمض لى جفن حتى أجده سآتى به حياً أو ميتاً إطمئن سيدى
نظر لها بإستنكار هل هى حمقاء ؟
- أنتِ موقوفة عن العمل الآن لا أريد أن أرى وجهك مرة آخرى إرحلى من مبنى الإدارة فى الحال ولا تنسى أيضاً أن تأخذى كافة أشيائك من هنا
ثم أكمل بسخرية
- فأنا لا أتمنى أن تكررى الزيارة علينا
ذهبت أليسا مهزومة منكسرة فهذا راؤول دمر حياتها وحلمها الذى طالما كانت تسعى إليه ، كان جاك يسير خلفها ويكرر النداء عليها ولكن لا حياة لمن تُنادى ، لم تستمع إلى نداءه ولا أى شئ .
صوت إنكسار قلبها دوىَّ فى أرجاء المكان تحاول أن تمنع دموعها من الهطول كى لا تظهر ضعفها ؛ولكن أقسمت أن تجده حتى لو أدى هذا لإنتهاء حياتها .
ذهبت إلى المكتب الخاص بها كى تأخذ أغراضها كما أخبرها المدير وترحل للأبد من هذا المكان، كان الجميع ينظر لها بشماتة فقد كانت صارمة ومتغطرسة فى عملها فهكذا تخلصوا منها للأبد .


فى منزل بسيط بعض الشئ كان عماد يستعد للذهاب لإجراء المقابلة يتفقد ملف السيرة الذاتية الخاصة به جيداً حتى لا ينسى أى شئ ونظر إلى المرآة كى يتأكد من جمال مظهره ؛ فالمظهر عامل أساسى فى مثل هذه الأماكن، ثم أغلق باب منزله جيداً ورحل وهو فى قمة السعادة والتوتر شعور مختلط لم يشعر به من قبل وكل هذا بفضل صدفة لا يعلم كيف سيراها مرة آخرى.


فى مبنى ضخم ومنسق كانت الحافلة التى إستقلها عماد تترجل أمام الشركة فقام هو بالهبوط منها
كان عماد لا يصدق عينيه يشعر بالذهول ما هذا المكان نظر للكارت الذى أعطته له صدفة مراراً وتكراراً نعم هو نفس المكان .
شعر بالخيبة فى داخله هل سيقبلون بشخص مثله فى هذا المكان ثم تنهد بعمق وقرر أن يذهب لعل الحياة تضحك له ويحالفه الحظ.
صعد هو بالأسانسير الخاص بالشركة وذهب إلى مكان إجراء المقابلات شعر بالتوتر الشديد فهيئة المدير لا تُنذر بالخير، إبتسمت له السكرتيرة بلطف ثم أخبرته أن هذا دوره فى الدخول.
قام عماد بالدق على الباب فأذن له المدير بالدخول، كان يوسف ينظر إليه بتفحص يريد أن يعرف هل هو عماد الذى أخبرته عنه صدفة أم لا

"فلاش باك"
كانت صدفة تفرك يديها كعادتها إبتسم يوسف بيأس لإبنته التى لا تزال طفلة بعد
- ماذا تريدى أن تخبرينى تحدثى دون توتر نحن أصدقاء صحيح أخبرتك بهذا مسبقاً
تحدثت بخجل
- أريد أن أُخبرك بشئ حدث معى اليوم يا أبى ولكن أريد أن تتفهم موقفى فأنا أشعر بالحيرة
نظر إليها يوسف بتركيز وقصت هى عليه ما حدث معها وحدثته عن شعورها بالألفة تجاه عماد وطلبت منه أن يعمل بالشركة هى تريد حقاً أن تساعده ولا تعلم ما هو السبب أبداً .
تفهم يوسف موقفها فهى إبنته الوحيدة وصدفة من النوع الإنطوائى وخاصةً بعد وفاة والدتها فدائرة معرفتها أصبحت محدودة فالشعور الذى تتحدث عنه تعجب هو منه للغاية كيف شعرت بالألفة وقررت أن تساعده دون أن تعلم عنه شئ؟ ولكنه أخبرها كما نصحتها سلمى مسبقاً أن لا تنجرف بمشاعرها معه لابد أن تعرف عنه كل شئ ،
ورأى أيضاً أنه من الصواب أن لا يعلم بهويتها أبداً ويعلم أنها ثرية .
فيجب أن يتأكد هو من حسن نواياه قبل أن تعطيه قلبها فهى اللؤلؤة المكنونة الذى لا يمتلك سواها.
"عودة إلى الوقت الحالى "
كان عماد يشعر بالتوتر من نظرات يوسف إليه وخاصةً بعد تسليمه الملف فنظراته له كانت ثاقبة يتفحصه بدقة.
ثم تحدث بلهجة صارمة
- لم يسبق لك أنك عملت من قبل صحيح
توتر عماد بدقة وكان يتصبب عرقاً
- لا سيدى كنت أعمل نادل بمطعم لم تسنح لى الفرصة للعمل بشهاداتى أبداً

كانت صدفة فى عجلة من أمرها فلاحظت سلمى هذا من توترها
- ما بكِ صدفة هل أنتِ بخير؟
نظرت لها صدفة
- نعم بخير ولكن أريد أن أذهب إلى الشركة كى أطمئن كيف أجرى عماد المقابلة ؟
نظرت لها سلمى بيأس وإستغراب من إهتمامها
- حسناً إذهبى وأنا سأنهى كل شئ ولكن لا تتأخري
قامت صدفة بتقبيل وجنتها بسعادة
- أنتِ أفضل صديقة على الإطلاق، لا تخافى لن أتأخر أبداً إلى اللقاء
ودعتها سلمى وكانت تدعى ربها أن لا ينكسر قلب رفيقتها أبداً وأن تبقى سعيدة هكذا دائما

فى غرفة المكتب
كان يوسف يشعر به وبمدى توتره فحاول إنهاء المقابلة لكى يفكر جيداً
إبتسم يوسف بثقة ثم تحدث قائلاً
- حسناً فى حالة القبول سنقوم بمهاتفتك إترك الرقم للسكرتيرة بالخارج حظاً موفقاً
شعر عماد بالخيبة كان يتوقع تلك النظرات ثم فعل ما أمره به ترك رقم الهاتف للسكرتيرة ورحل كان مهموم وحزين ولكن حدث ما لا يتوقعه إنها أمامه مجدداً تنظر إليه نفس النظرة مرة أخرى
تقدمت صدفة إليه
- هل كل شئ بخير ؟ كيف كانت المقابلة
تردد عماد أن يحكى لها شئ حتى لا تهتز صورته أمامها
- بخير تركت رقم الهاتف سيحدثوننى قريباً لا تقلقى كل شئ على ما يرام
إبتسمت له بلطف ولا تعلم بماذا تتحدث ؟ فالعيون تحكى الكثير ولكن اللسان لا يقوى على التفوه
ثم تذكرت عملها الذى تركته من أجل الاطمئنان عليه
فتحدثت بمرح لم تعهده
- حسناً سأرحل الآن وداعاً عماد
نظر إلى أعينها مباشرةً ثم تحدث قائلاً:
- لا تقولى وداعاً أبداً فكلمة الوداع تقتل الأمل فى اللقاء مجدداً من يدرى قد نلتقى مرة أخرى
يتبع ...
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي