الفصل الثانى عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت أول ما تفكر به صدفة هو حديث عماد هو الذى أشعرها بالقوة وقطع تفكيرها هذا قدوم سلمى إليها
قامت سلمى بإحتضانها وأخبرتها بحماس
- أخبرتك أن تطمئنى هل رأيت كل شئ على ما يرام ؟ أنتِ طبيبة ماهرة لا داعى أن تقلقى هكذا مرة أخرى
إبتسمت صدفة بسعادة وأجابتها بحماس
- كانت يدى ترتجف عندما أمسكت بالمشرط ولكن سرعان ما تذكرت حديث عماد لقد بث بداخلى الطمأنينة فشعرت بالتفاؤل والشجاعة ومر كل شئ بسلام.
كانت تتحدث بسعادة بالغة وكانت سلمى سعيدة لأجلها وأعلن الهاتف إتصال من عماد فهرولت مسرعة خارج الغرفة كى تستطيع التحدث بأريحية.
أجابت على الفور وكانت تنتظر حديثه
فتحدث هو بقلق شعرت به فى نبرة صوته
- صدفة أخبرينى هل كل شئ على ما يرام
شعرت هى بالسعادة حيال حديثه هذا
- نعم لقد إنتهيت هل تعلم لقد تذكرت حديثك معى ؟ وهذا ما أشعرنى بالشجاعة
إبتسم هو بسعادة لإهتمامها بحديثه
- كنت متأكد أنكِ سوف تنجحين يا أجمل صدفة فى حياتى
كان قلبها ينبض بشدة لقد قال للتو أنها أجمل صدفة فى حياته
إبتسم هو من صمتها فقد علم أنها شعرت بالخجل ثم تحدث بمشاكسة
- لما أنتِ صامتة أخبرينى أنتِ حقاً لا تعلمين ذلك
ثم تنهد بعشق
- أنتِ أجمل شئ حدث لى فى حياتى بأكملها
كان قلبها سيخرج من موضعه فحديثه جعلها كالمغيبة تماماً
فأجابت بخجل وتوتر
- لا تتحدث هكذا عماد إن قلبى سيخرج من موضعه ، رفقاً بقلبى
تنهد هو بعمق
- وهل كنتِ ترفقين بقلبى ؟ إن رؤيتك ، حديثك ، وإبتسامتك كل شئ بكِ يُهلكنى حد الموت.
ثم أكمل بنفس النبرة الهادئة
- أحببتك من أعماق قلبى لن أستعمل عقلى مثلك
إبتلعت ريقها بصعوبة من حديثه هذا وشعرت بالإرتباك والتوتر
- لا أعلم ماذا أجيبك ؟ حديثك هذا يشعرنى بالخجل كثيراً مازلت لا أعلم عنك شئ
إبتسم بود ولطف تعهده منه دائماً
- سأخبرك بكل شئ عنى لا تقلقى إطمئنى صدفتى
كانت سيخشى عليها من حديثه
- حسناً عماد سألتقى بك كما إتفقنا إلى اللقاء
- إلى اللقاء حبيبتى
ثم أغلقت الخط وأم تتزحزح من موضعها ليست بحالتها أبداً كانت سلمى تناديها ولكن لا هناك لمن تنادى ذهبت سلمى إليها وجدتها شاردة الذهن فهزتها بعنف فإستجابت لها
- ما بك هل أنتِ بخير ؟
أناديكِ منذ فترة لمَ أنتِ مرتبكة هكذا هل حدث شئ ؟ تحدثتى إلى عماد
أمسكت صدفة يد سلمى وأدخلتها إلى الداخل كى يتحدثوا
قصت عليها كل شئ وكانت سلمى تستمع لها بإصغاء ثم ربتت على كتفها بحنان وتحدثت بصدق نابع من داخلها
- إستمعى إليه إعطى له فرصة هل أحببتيه يا صدفة
أومأت برأسها بشدة وإبتسمت بخجل .






فى مقر تجمع الفريق كان راؤول يقف و يُدخن بشراهة تحت نظراتهم جميعاً ينتظرون أن يتحدث فشعرت برلين بالملل منه ثم تحدثت بإنفعال جلى واضحاً على ملامحها
- هل سننتظر كثيراً لم تخبرنا بشئ حتى الآن ؟
نظر لها بإستعلاء وتكبر ولم يجيبها أبداً ووجه حديثه إلى ريو
- ستتخلص من مارسيل اليوم كما خططنا لذلك
أومأ ريو برأسه دون أن يتحدث وذهب لأداء مهمته.
بينما نظر إلى كيرا وتحدث بلهجة أمر
- هل جمعتِ المعلومات التى طلبتها منك
أجابته بعملية
- سأجلبها لك فى الحال
ثم إستئذنت للرحيل
وقفت برلين تتابع ولم تتفوه بشئ حتى يوجه لها الحديث ولكن إنتهى وجلس يكمل سيجارته ولم يتحدث أبداً
وقفت أمامه بعناد وتحدثت بغضب
- أنا أتحدث معك
إبتسم بسخرية وأجابها ببرود
- ماذا تريدين ؟
نظرت إليه وتحدثت بإندفاع
- رأيتك أمس تُقَبِلها راؤول ما تفسيرك
قهقه بشدة على غيرتها تلك لطالما كانت تثيره بشدة ثم نظر إليها بتلاعب ونهض من موضعه وكان يقترب منها رويداً رويداً.
كانت برلين تشعر بالخوف منه ليتها لم تُخبره كانت كلما يقترب تبتعد هى إلى أن إلتصقت بالحائط ثبتها هو وكانت أنفاسه الحارة تلفح وجهها فإبتلعت ريقها بصعوبة
ثم نطقت بصعوبة
- إبتعد راؤول
نظر إليها وهو شبه مغيب بها
- تقولين إبتعد أنتِ لا تريدين ذلك فكل شئ بك يصرخ بإسمى أعلم ذلك
تاهت هى فى نظراته فأمسك بخصرها وكان يعتصره بيديه وكان يقبلها بجنون ونهم وكانت تائهة معه تماماً لا تريد شئ سوى إقترابه لها ثم إبتعد عنه بصعوبة كى يلتقط أنفاسه ونظر إلى هيئتها فقد كانت مسلوبة الإرادة معه
ثم تحدث بثقة وغرور وهو يتحسس وجنتها بيده
- سأنتظرك الليلة فى غرفتى لا تتأخرى
ثم ذهب وتركها
كانت تتحسس شفتيها بيدها وتبتسم فهى تعشقه ذلك الوسيم المخادع الذى لطالما يأسرها بجرأته التى إعتادت عليها منه




أما راؤول فقد كان يتنفس بغضب لا يريد أن يفعل هذا مرة أخرى العشق سيدمر كل شئ ثم تحدث كى يطمئن نفسه
- ليست سوى دمية أستمتع بها أنت لم أعشقها
ثم تذكر ما حدث منذ قليل وتنهد بعمق وذهب كى يكمل باقى الخطة








كان يوسف يراقب عماد طوال الوقت هو شاب وسيم وبسيط ويتمتع بالهدوء كان ينظر إليه ويتنهد بتعب يريد أن يعلم عنه كل شئ كى يطمئن على إبنته


بعد إنتهاء الدوام كان عماد يستعد للرحيل
ثم أوقفه يوسف
- إلى أين ستذهب ؟
إبتسم عماد له بتكلف ثم تحدث إليه
- إلى المنزل
- سأخذك فى طريقى هيا أريد التحدث معك
شعر عماد بالحرج ثم أجابه :
- هل يمكن تأجيل هذا لغداً فاليوم سأخذ خطيبتي فى نزهة
شعر يوسف بالصدمة ورحل دون أن يتحدث بشئ لو علمت صدفة بهذا ستنهار حقاً ماذا سيفعل ؟
كان يفكر وذهب إلى المنزل ينتظرها حينما تنتهى من الدوام.

كان عماد ينتظرها أمام الشركة إلى أن أتت إليه فصافحها وكان لا يريد أن يترك يدها أبداً
شعرت هى بالحرج حيال ذلك ثم تحدثت بخجل
- هيا لنذهب كى نتحدث
تناول يدها بين راحة يده وذهب معها كى يتحدثوا.


فى مطعم فاخر يجلسون سوياً ينظر إليها بعشق وكانت تبادله ذلك بخجل إلى أن تحدث :
- ماذا تريد صدفتى أن تعلم عنى ؟
- كل شئ أريد أن أعلم كل شئ
إبتسم بسمة بسيطة وتحدث بهدوء قائلاً :
- إسمى عماد أمتلك من العمر ثمانى وعشرون عاماً والدى متوفيان منذ الصغر وخالتي هى من إعتنت بى حتى كبرت ثم تركتني وتزوجت ولا أعلم عنها شئ
الآن ، ليس لدى أصدقاء كُثر ولكنهم حقيقيون وهذا الأهم
ثم غمز إليها بعينه اليسرى
- وإنتِ صدفتى لم تعلمينى عنكِ شيئاً
نظرت إليه بتوتر ثم إستجمعت شجاعتها وأجابته بثقة
- إسمى صدفة عمرى خمسة وعشرون أعمل طبيبة بالصراحة العامة والدته متوفية منذ عامان فقط أعيش مع والدى فقط لا أمتلك سواه هو وسلمى ، هى صديقتي الوحيدة فى هذا العالم
حاول أن يشعرها بالأمان فتحدث بهدوء يليق به
- ستعرفيننى مع الوقت صدفة تمهلى ولكن عندما تعرفيننى ستحبينى مثلما أحبك أنا
نظرت إلى الأسفل بخجل لا تجرأ على الحديث أبداً
فإبتسم على خجلها هذا وأكمل حديثه
- سأُرتب شئونى ثم أتحدث مع والدك بأمر الخطبة ...
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي