الفصل العشرون

بسم الله الرحمن الرحيم
العبث الحقيقى هو أن تستهين بخصمك وتعتبر أنه ضعيف ستبقى فى هذه الحالة أحمق .
لا أخفيكم سراً أنا لم أستهون أبداً بأى شخص عدوٍ كان أو حبيب ، أوووه لقد نسيت وهل شخص مثلى يمتلك حبيب بالطبع لا .
ولكن دعونا ندخل فى صلب الموضوع ها أنا لم أثق بأى شخص خُلقَ بهذا الكون أتذكر أبى قبل أن يموت كان يريد أن يعلم أين أقوم بتخبئة الأموال منه ؟ قهقهت بشدة من حديثه بعدما أخبرنى أنه على فراش الموت ويريد أن يشعر بأنى أستأمنه قال لى :
- أنا على فراش الموت أشعر وكأنها آخر لحظات لى أريد فقط أن يُدفن سرك معى أنا تخبئ الأموال إطمئن لم أُخبر أحداً
قهقت بشدة على حديثه ثم تحدثت إليه قائلاً :
- القبر لا يسع إلا شخص واحد وأنا أريد أن تكون بحريتك أنت وسرى لا يعقل أبداً.
نظر إلىَّ وقتها بيأس فقد كان يعلم أننى لم أُخبره ولكن لا بأس من المحاولة.
تذكرت كل هذا وأنا أنظر فى المرآة فى منزلنا القديم بعدما تحدثت إلى ريو وشعرت بأننى أحتاج أن أجلس بمفردى وأردت فقط أن أنظر إلى نفسى قليلاً فى المرآة لقد إشتاقتُ إلى نفسى كثيراً.
قمت بنزع القناع الخاص بىَّ والذى يراه فريقى لا تتعجبون نعم فريقى لا يعرف هيئتى الحقيقية يظنون أننى هو راؤول ذو الثلاثون عاماً ولكنَّى أملك من العمر ثلاث وعشرون فقط أصغر شخص فى الفريق أمتلك قدراً هائلاً من الوسامة عينى كلون السماء جسدى رياضى جداً ولكنى فضلت أن أظهر بهذه الصورة أمامهم كى لا يعرفون هيئتى هم فريقى ولكن أؤمن بمقولة وهى :
- حين تبصم بأصابعك على ثقتك بشخص إترك أصبعاً كى تعض عليه من الندم.
نعم لا أثق الثقة الكاملة بهم لو رأونى لم يعرفونى هيئتى وصوتى نعم حتى صوتى فأنا أملك موهبة تغيير الصوت بحرفية شديدة.
نظرت لنفسى فى المرآة وتحسست وجهى وشعرى البنى كنت أفتقد شكلى كثيراً ثم بعد فترة إرتديت قناع وجهى الذين يعرفونه هما وذهبت إلى مكان الفريق حتى نُخرج برلين، أووه نسيت أن أُخبركم كيف علمت بخطة كيرا وخطف برلين.
كنت أشعر بالملل والضيق فى الوقت الذى جعلت فيه برلين تبكى فقمت بالنظر إلى شاشة المراقبة فرأيت كيرا فى غرفتها تسير ذهاباً وإياباً فى البداية لم أبالى بالأمر ولكن حينما يدق باب غرفتى وتدخل كيرا وهى أمامى بفيديو الشاشة علمت أنها خدعةً منها تعلم أنى أراقبها لذلك وضعت فيديو مسجلاً فى تفريغ الكاميرات.
وعندما ذهبت من غرفتى قررت أن أراقب برلين لإن الشك بدأ أن يراودنى وأريد أن أعلم ماذا تخبأ كيرا.
بعد ذهاب برلين لأداء المهمة قمت بالذهاب خلفها دون أن تشعر حتى أننى صعدت من الباب الخلفى لمنزل جاك ووصلت منزله وكنت أراقب كل شئ عن قرب وتركت جاك يخدرها ويأخذها معه برغبتى وليس رغماً عنى حتى أسلب منه أمل أن يصل إلىَّ ، وعندما أخبرنى ريو أنه رأى برلين متنكرة بوجه جارة جاك هو لم يخطئ ولكنها لم تكن برلين بل كانت جارة جاك حقاً كانت صدفة لا أكثر .
ولكن أنا أشعر بالإرتياح بخيانة مارسيل وكيرا كلما كان العدد أقل كان الربح أكثر لا تظنون أننى جشع لا إنه حقى أنا ، نعم هم يظنون أن الحصة عشرة مليون دولار وليست خمسون ولكن هذا حقى أنا ، نعم أنا من يخطط وأنا من يفكر هم ينفذون فقط، لذالك أنا صاحب الحصة الأكبر أحتاج المال وبشدة فلهذا الغاية تبرر الوسيلة.








فى منزل يوسف العامرى كانت صدفة تفكر هل ما تشعر به حقيقى؟ ماذا لو كان شئ عابر طرق على قلبها هى لم تُحب من قبل لهذا لا تعرف ما هو الحب الحقيقى ؟ فقررت أن تسأل والدها ؛ فذهبت إلى غرفته وقررت أن تتحدث معه دون خجل
أذن لها يوسف بالدخول فوجدها جلست تفرك يديها بتوتر شديد فعلم أنها تريد أن تتحدث ولكن تشعر بالخجل فحاول أن ينزع هذا التوتر :
- إحضرى لكِ كوباً من الشاى وآخر من القهوة لى وتعالى كى نتحدث
ذهبت مسرعة وأعدت الأكواب وذهبت كى تتحدث
إبتسمت صدفة بخجل فقهقه هو بشدة ثم تحدث قائلاً
- ماذا بكِ صدفة تحدثى ؟
نظرت إليه بخجل وتحدثت بصوت يكاد يخرج بصعوبة
- كيف علمت يا أبى بأنك تحب أمى؟
نظر إليها وتنهد بحزن واشتياق
- كان والدها مديرى بالعمل بالطبع كنت لا أعلم كم هو عدد أبناءه ولا جنسهم ؟ ففى يومٍ كنت متأخر كثيراً على العمل ولكن صدمتنى وهى تسير فوقعت جميع الملفات منى تشاجرنا معاً فذهبت إلى الأسانسير فذهبت خلفى نظرت لها بضيق ثم دخلت نفس الغرفة معى وهى غرفة المدير .
"منذ ثلاث وعشرون عاماً"
- هل هذه الأوراق الذى طلبتها منك يوسف
نظر إلى المدير بخوف
- نعم سيدى ولكنها وقعت منى سأرتبها
نظر إليه فؤاد بغضب
- ترتبها أنت مهمل أنا طلبت منك هذا بالأمس إختفى الآن ورتبها وسأبلغ الحسابات بخصم من راتبك نتيجة إهمالك.
ذهب يوسف بحرج فقد كانت واقفة تستمع لتوبيخه من والدها فشعرت بالحزن لإنها السبب فى ذلك فتحدثت لوالدها بحزن
- أنا إصتدمت به يا أبى وأوقعت الأوراق منه هذا رغماً عنه
نظر إليها فؤاد بسخرية
- لو إنتهيتِ من الحديث إمشى من هنا لست متفرغ لهذا الهراء لدى أعمال كثيرة
ذهبت جميلة من أمام والدها وكانت تبحث عن مكتب يوسف إلى أن عثرت عليه فوقفت قبال المكتب وحمحمت بحرج فتحدث هو بحزن
- هل أخدمك بشئ ؟
شعرت جميلة بالشفقة إتجاهه
- أنا أعتذر منك أنا السبب فى الخصم سأدفع الخصم بدلاً عنك
نظر إليها بتعجب ولكن رأى فى عينيها جمال لا يوصف أبتلع ريقه بصعوبة فأكملت هى حديثها العفوى
- أبى دائما ما يغضب سريعاً ولكن داخله حنون جداً لا تشعر بالضيق أنا مت تسببت بهذا
تحدث يوسف بلا وعى
- ما إسمك ؟
نظرت إليه جميلة بتعجب ثم أجابته
- إسمى جميلة
إبتسم هو بتلقائية
- معكِ حق أنتِ جميلة حقاً
نظرت إليه بخجل وتركته ورحلت رحلت عنه ولكن لم ترحل منه كان يشعر بالإستغراب النظر فيى عينيها أوقعه أسيراً لدرجة أنه علم مكان عملها فكان يذهب باكراً ليراها تدخل عملها وينتظر عودتها من العمل إلى أن تقدم لها ووافق والدها على مضض بسبب إصرار جميلة على يوسف وعشقها له من أول نظرة .
"عودة للوقت الحالى"


كانت صدفة تنصت إليه بتركيز ثم بعد ما إنتهى تحدثت متسائلة:
- وهل فى يومٍ شعرت أنه ليس حب حقيقى ؟
أجابها يوسف بصدق
- فى بداية الأمر كيف أحببتها لم أراها سوى مرة ؟ وخصوصاً أننى لم أحب قبلها أبداً كانت أول وآخر شخص يعشقه قلبى ولكن بعد ما تزوجتها علمت أننى لو لم أعشقها لوددت ذلك ، كانت جميلة فى كل شئ عفوية مثلك وهذا أكثر شئ جعلنى متيم بها هو براءتها
تنهدت صدفة بعمق ففهم يوسف مغزى السؤال فحاول أن يجعلها تطمئن
- لا تخافى صدفة هو حب حقيقى ....
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى/ شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي