الفصل الخامس

بسم الله الرحمن الرحيم
شعر عماد بالخيبة كان يتوقع تلك النظرات ثم فعل ما أمره به ترك رقم الهاتف للسكرتيرة ورحل كان مهموم وحزين ولكن حدث ما لا يتوقعه إنها أمامه مجدداً تنظر إليه نفس النظرة مرة أخرى
تقدمت صدفة إليه
- هل كل شئ بخير ؟ كيف كانت المقابلة
تردد عماد أن يحكى لها شئ حتى لا تهتز صورته أمامها
- بخير تركت رقم الهاتف سيحدثوننى قريباً لا تقلقى كل شئ على ما يرام
إبتسمت له بلطف ولا تعلم بماذا تتحدث ؟ فالعيون تحكى الكثير ولكن اللسان لا يقوى على التفوه
ثم تذكرت عملها الذى تركته من أجل الاطمئنان عليه
فتحدثت بمرح لم تعهده
- حسناً سأرحل الآن وداعاً عماد
نظر إلى أعينها مباشرةً ثم تحدث قائلاً:
- لا تقولى وداعاً أبداً فكلمة الوداع تقتل الأمل فى اللقاء مجدداً من يدرى قد نلتقى مرة أخرى
كان قلبها ينبض بشدة من أثر كلماته فبالرغم من بساطة حديثه إلا أنه يدخل قلبها دون إستئذان ، إما عماد فكان يشعر بالسعادة لا يعلم كيف ؟ مجرد رؤيتها تحيى شئ بداخله.
ثم أجابته بخجل
- بالتأكيد سنلتقي مرة أخرى إلى اللقاء .
كانت ستهم بالرحيل ولكن إستوقفها نداءه
- صدفة
توقف بها الزمن عند هذه اللحظة أيكون إسمها بمثل هذه الروعة قلبها لا يتوقف أبداً لا تعلم ما الذى يحدث ؟
إستدارت إليه ونظرت فى عينيه وجدته لا يحيد نظره عنها أبداً ثم تحدثت قائلة :
- نعم هل هناك شئ؟
كان عماد يفكر كيف سيطلب منها هذا وماذا ستفكر فيه ولكن هذا هو الحل الوحيد
- تقولين أننا بالتأكيد سنلتقي أنا لا أعرف سوى إسمك كيف سنلتقي؟ كنت أريد رقم هاتفك هل تمانعين ؟
إبتسمت هى بسعادة فهو يريد أن يراها مثلما تريد هى فأخرجت هاتفها وقامت بإعطاءه الرقم
فإبتسم هو لها بود ولطف ثم مد يده ليصافحها
- إلى اللقاء صدفة سررت بلقائك
قامت بمصافحته وأصبحت القشعريرة تسرى فى سائر جسدها حديثه دافئ تشعر بأن كلماته تحتويها رغم قلة حديثه لكن عندما تنظر إليه ترى عيناه تتحدث كثيراً ثم تنهدت بعمق وقالت له :
- وأنا سررت بلقائك أيضاً سأرحل الآن
نظر لها عماد بإستغراب من مجيئها
- هل تعملين بالقرب من هنا ؟
أجابته هى بعفوية قائلة:
- لا أعمل بمشفى (.........)
عقد حاجبيه بإستغراب
- لماذا أتيتى إلى هنا إذاً؟
تحدثت بدون أن تشعر بأنها لا يصلح أن تقول هذا تحدثت بصدق وعفوية نابعة من داخلها
- من أجل أن أطمئن عليك كيف مرت المقابلة معك ؟
ثم وضعت يدها على فمها وتسب وتلعن نفسها لغبائها هكذا أوصتها سلمى و أوصاها أباها يا للكارثة
أما هو فشعر بقلبه سيخرج من موضعه هل قالت للتو أنها جاءت من أجله ؟
كان سيتحدث ولكنها فرت من أمامه لا تعلم كيف ستنظر فى وجهه.
ظل عماد ينظر فى أثرها إلى أن إختفت بالكامل من أمامه.
ولولا أن قدميه تعلم بالفطرة مكان المنزل لكان ذهب لمكان آخر فقلبه وعقله معها هى بالكامل هيئتها لا تفارق مخيلته يشعر وأخيراً أنه على قيد الحياة يبتسم بشدة من يراه يظن أنه فقد عقله.



كانت سلمى تنظر لها بريبة فقد كانت صدفة مرتبكة وتبتسم كالبلهاء فقهقهت سلمى على هيئتها بشدة ثم تحدثت قائلة:
- هل أُصبتِ بالجنون ؟
تنفست هى بعمق وكأنها لأول مرة تتنفس
- أشعر وكأننى أحلم كأننى محلقة بالسماء
إبتسمت سلمى على براءة صديقتها ثم حدثتها قائلة
- لم تخبرينى ما الذى حدث معك؟ منذ مدة وأنتِ على هذه الحالة صبرى بدأ أن ينفذ إحذرى صدفة لا تنسى أنى أخبرتك قبل أن أنفجر بكِ
نظرت صدفة لها بنفس الإبتسامة التى لم تفارقها وكأنها لا تبالى بحديث صديقتها أبداً ثم شرعت فى الحديث عما حدث وكانت تسرد لها بحماس وسعادة لم تعهدها سلمى على صديقتها أبداً ثم ربتت على كتف صدفة بحنان بالغ ثم تحدثت بنبرة حانية كوالدة تتحدث مع إبنتها وترشدها إلى الصواب
- تعلمين كم أحبك صحيح
أومأت صدفة برأسها بمعنى نعم أعلم
فأكملت سلمى برفق جلى على نبرتها وملامح وجهها
- أريدك فقط أن تحذرى تمهلى صدفة لا تجعلى الأمور تسير بهذه السرعة إهدأى قليلاً حبيبتى فهمتى ما أقصد صحيح
هبت صدفة واقفة وتحدثت كالطفلة التى آتى والدها إليها بلعبة جديدة
- أهدأ كيف تخبريننى أن أهدأ بمجرد أن نطق إسمى فقط شعرت أن قلبى سيخرج من موضعه فكيف إذا غازلنى يا سلمى ، أنا أمامه أصبح كالمغيبة تماماً عقلى يتوقف .
كانت سلمى تشعر بالقلق لابد وأن ترى هذا الشخص الذى سلب عقل وقلب رفيقتها بهذا الشكل وما هى نواياه تجاه صدفة .

ثم إحتضنتها بشدة وكأنه أخر عناق ستعانقه لها.





فى أسبانيا كانت كيرا تراجع كشف المطار بجميع من خرج فى هذه الليلة من البلدة وأى بلد من المتوقع أن يذهب إليها راؤول وظلت تبحث بتركيز إلى أن شعرت بالإرهاق دون أن تصل إلى نتيجة، ثم شعرت بمن يقبض على عنقها ويخنقها بشدة ما كان سوى مارسيل
ثم تحدث بلهجة تحمل فى طياتها الغضب الشديد فقد كان كالبركان الذى ثار فجأة
- لو علمت أن هروب راؤول لكِ علاقة به فلا تلومينى على الطريقة التى سأقتلك بها
ثم ألقاها على الأرض كمن يلقى بالدمية حين ينتهى من اللعب والإستكفاء منها .
أما هى فكانت تتحسس عنقها وتسعل بشدة وتتنفس بسرعة كبيرة ، ثم أجهشت فى البكاء فراؤول لجأ إليها حقاً فى بداية الأمر ولكن لا تعلم أين يوجد هو؟
وغضب مارسيل ما هو إلا رسائل تحذيرية لها ولابد أنه علم شئ كانت تفرك رأسها بشدة لإيجاد حل سريع فى الخروج من هذا المأزق ولكن لا جدوى فراؤول كان كالزئبق الذى لا أثر له .
ففكرت أن الهروب هو الحل الوحيد لهذه الكارثة.





كان مارسيل يدخن بشراهة فبعد علمه بمساعدة كيرا لراؤول دون علم أى فرد من أفراد الفريق أشعله، ومنع نفسه بصعوبة أن يفتك بها لإنها الخيط الوحيد الذى سيدلهم على راؤول ، فمن المؤكد أن راؤول تركها بينهم حتى يعلم ماذا سيخططون؟ وكيف سيفلت منهم ؟ ولكن هيهات فلقد علموا خطته الوضيعة .






فى أحد المطاعم الفاخرة كانت تجلس أليسا تائهة تأكل دون إشتهاء للطعام تفكر فقط فى هدفها للوصول بهذا الوضيع الحقير ، لقد أوقفوها من العمل ولكن إيجادها لراؤول ليس له علاقة بالقضية تريد أن تأخذ بالثأر تنتقم منه .
لا تفكر سوى بأن تقتلع قلبه حياً ، ثم قطع تفكيرها صوت جاك
- كنت أعلم أنكِ ستكونين هنا
نظرت له بفراغ ثم إلتفتت للجهة الآخرى
- هدأى من روعك بالتأكيد سيتغير قرار الإدارة ولكن تمهلى
نظرت له بشجاعة وغضب مكتوم
- لا يهمنى أنهم أوقفونى من العمل جاك، كل ما يهمنى هو أن أجد راؤول وسأواصل البحث
وضع يده على كتفها بتشجيع ومساندة لطالما كان لها الرفيق الأفضل
- وأنا سأساعدك بأن نجده
إبتسمت له بلطف فقد كانت تعلم أنه بالطبع سيساندها.
يتبع ...
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي