الفصل السادس والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

فى المشفى الخاص بالأمراض النفسية والعصبية كانت هناك سيدة تبلغ من العمر ما ينهاز الخمسين عاماً  تمسك صورة لصبى يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً كانت تبكى وتتمنى لو يعود العمر لكانت قتلت من تسبب فى إبتعادها عن أبناءها أحدهم تركته وهو ثلاثة عشر عاماً والآخر تركته وهو عمره يوم واحد فقط تم خطفه من المشفى فى اليوم الذى ولد فيه بالطبع هو من فعل هذا لو كانت حرة  كانت ستقتله ولم تتركه ينعم بهذه الطريقة  .

"فلاش باك "

كانت نرمين سعيدة للغاية وهو تُمسك بيدها إختبار الحمل وأدمعت عينيها من فرط السعادة فقامت بالإتصال على محبوبها كى يأتى إليها وتخبره بهذا الخبر السعيد .
كانت تنتظره على أحر من الجمر تنظر تارة من النافذة وتارة آخرى تفتح الباب تنظر منه إلى أن آتى إليها.
كانت نرمين مبتسمة  عندما سمعت صوت الباب يفتح إرتمت فى أحضانه وربت عليها هو وأبعدها  ونظر فى عينيها مباشرةً ثم تحدث  قائلاً :
- أخبرتينى فى الهاتف أن هناك شيئاً هام تريدين أن تتحدثى معى فيه
كانت نرمين تبتسم ودموع الفرحة تغطى وجنتها وأمسكت بيده ثم قالت :
- أنا حامل أحمل فى أحشائى طفلاً منك
نظر إليها يوسف بإستنكار ونفض يده من يدها ثم تحدث قائلاً :
- هذا الحمل لا يمكن أن يكتمل هل تريدى أن تشوهى سمعتى بالتأكيد ليس إبنى
نظرت إليه بصدمة شديدة وتحولت دموع الفرح إلى دموع قهر وحزن ثم تحدثت بكسرة
- تركت كل شئ خلفى من أجلك والآن تخبرنى أن الطفل ليس منك أنت  أنت تعلم جيداً أنه منك
قهقه يوسف بشدة ثم تحدث بإستهزاء وسخرية
- وإن كان منى لا أريده فهمتى أنتِ فقط كنتِ درجة سلم صعدت عليها ولا أريد أن أرى وجهك مجدداً هل سمعتِ ما قولت ؟
كانت دموعها لا تنقطع تبكى بكاءاً متواصل ثم أومأت برأسها ولملمت شتات نفسها وتركته ورحلت تجر أذيال الخيبة خلفها لقد هدمت كل شئ تركت زوجها وولدها من أجل ذلك الوغد الذى وعدها بالنعيم ثم جعلها تأخذ كل شئ من زوجها غدراً ويأخذه هو ولكن هيهات إن أدم إبنها أصبح لا يريدها تتذكر عندما حاولت أخذه معها رفض أن يترك والده بعد أن أصيب بالشلل أثر فعلتها كانت تبكى بكل شئ بها .

" عودة إلى الوقت الحالى "
سقطت دمعة من مقلتيها وهى تنظر لصورة أدم لو كانت معه هل هو حى أم تم قتله ؟ لا تعلم لا تستطيع أن تخرج من هذا السجن يدفع أموال طائلة كى لا تخرج من هنا ولكن لا بأس ستدور الدائرة عليه تريد أن تراه منكسر وتذيقه مثلما أذاقها ثم أجهشت فى البكاء وهى تحتضن صورة إبنها:
- ليتنى لم أفعل هذا كسرت فؤادك طفلى دمرت طفولتك وقتلت براءاتك أين أنت الآن تحت التراب أم حى ترزق تتذكرنى وتشتاق لى مثلما أشتاق أنا أم لا تطيق رؤيتى أنا أريد فقط أن أطمئن عليك.

ثم غفت ككل مرة من البكاء وكثرة التفكير ، قامت الممرضة بإعطاءها جرعة منومة حتى لا تستيقظ فى الليل أبداً ثم ذهبت من الغرفة .




فى نيويورك وفى إحدى المدارس الداخلية بها كان هناك شاب إسمه جين يمتلك من العمر سبعة عشر عاماً كان ينظر إلى كل شئ من حوله بضيق فمنذ أن ولد وهو متواجد فى المدارس الداخلية لا يعلم أى شئ من أهله أين هم ألهذه الدرجة لا يريدون رؤيته لا يسألون عنه له شقيق إسمه أدم هذا كل ما يعلمه فقط الزيارات ممنوعة وكل شئ ممنوع مدرسة هذه أم سجن .






فى أسبانيا وفى المطار بوجه الخصوص كان جاك ينتظر موعد طائرته المتجهة إلى بريطانيا ليذهب إلى هناك حيث توجد برلين ، وقتها لن تستطيع الفرار منه مرة آخرى لا هى ولا راؤول بالطبع لم يكن بالحسبان أن أمر السفر إلى بريطانيا سينكشف له إبتسم بفخر فدائماً ما يتسم هو بالذكاء.







فى مصنع المواد الغذائية كان راؤول يقف بين العمال يؤدى عمله من يراه لا يصدق أبداً أنه هو راؤول كان منتحلاً شخصية دانييل ذلك الشاب ضعيف الشخصية الذى يتهتئ بالحديث ولا تتكون لديه جملة صحيحة بسهولة أبداً كان يتحدث بنفس ضعفه وطريقته حتى لا يشك أحداً به.





فى باريس وفى غرفة الفندق بالتحديد كان كلاً من برلين وريو يجلسون سوياً فنظرت برلين إلى ريو ثم تنهدت بضيق وتحدثت قائلة:
- متى سيأتى راؤول لقد إشتاقت إليه كثيراً
إبتسم ريو وتحدث :
- لم نكمل سوى يومين ما بك؟
- أعشقه ريو وأنت صديقه فهيا أخبرنى هل يحبنى راؤول
نظر إليها ريو بحيرة شديدة
- ستصدقينى لو أخبرتك أننى لا أعلم ، حقاً برلين أنا لا أفهم حديث راؤول بأكمله عندما يتحدث وأنتِ تسأليننى عن شئ بداخله بالطبع أنتِ تمزحين ؟
نظرت برلين أمامها وتنهدت بضيق وذهبت كى تخلد للنوم وتتذكر ما مضى معه فقد كانت أحلى لحظات قد تكون عاشتها يوماً
"فلاش باك "
سأشتاق إليك راؤول لا تبتعد كثيراً رجاءاً فلا أحتمل أن تبتعد أنا أحبك بشدة صدقنى لا يوجد شخص فى هذا الكون يحبك مثلى
أمسك وجهها بيده ثم قبَّلها بشغف وكأنها قبَّلة الوداع كان لا يريد أن يتركها ولكن شعر بأنها تحتاج أن تتنفس ثم ربت على كتفها وإحتضنها هو بإحتياج وكانت هذه المرة الأولى التى يحتضنها بها كان متشبث بها لا يريد أن يتركها ثم تحدث بتعب :
- سنجتمع مرة آخرى خارج إرداتى برلين خارج إرادتى صدقينى
إبتعد عنها وقبَّل وجنتها ثم أكمل مردفاً :
- سأرحل الآن لقد تأخرت إستعدوا لا أريد أخطاء برلين حسناً
" عودة إلى الوقت الحالى "
تحسست شفتيها مرة أخرى وذهبت فى ثبات عميق.



فى منزل يوسف العامرى كانت صدفة تقف فى النافذة الخاصة بغرفتها تتأمل النجوم وتفكر بكل ما تتمنى كى يتحقق بينما يوسف ينظر إليها من بعيد وهو يشعر بالخوف لا يريد أن يصيبها مكروه أبداً .
وفكر لو أن نرمين سامحته كان الأمر سيكون أهون ولكن لا يعلم أين هى ؟وأين تسكن ؟ على قيد الحياة أم فارقتها حقاً لا يعلم عنها شئ أبداً بحث عنها بكل مكان ولكن بلا جدوى حتى زوجها السابق مات منذ زمن بعيد وإبنها أيضاً وهى إختفت تماماً.





هبط جاك من الطائرة قد وصل بالفعل إلى بريطانيا وقد قام بحجز غرفة بفندق حتى يبحث بتمهل دون عجلة وكل ما يشغل باله هو الإنتقام لما حدث معه والأخذ بالثأر لروح أليسا لا ينسى أبداً رأسها الذى بدون جسد وهى بجانب الفراش لا يستطيع أن ينساها هبطت الدموع من مقلتيه بغزارة وتوعد أشد الوعيد لراؤول هذا المخادع القاتل الذى لا يخشى شيئاً .



كان جين يجلس بجانب رفيقه فى المدرسة ويتحدث بحزن
- على الأقل أنت تذهب لوالديك كل عام لقضاء العطلة ولكن أنا لم يسأل عنى أحد ولا يعيرونى إهتماماً ولكن ما عساى أن أفعل ....
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي