الفصل الثانى والثلاثون

بسم الله الرحمن الرحيم

ذهب كلاً من صدفة وعماد وهما ممسكان بيدى بعضهما البعض إلى المطار حتى يذهبون لقضاء شهر العسل ، كان الجميع ينظر إليهم بحب فلا يوجد من يحب بهذا الشكل فى هذه الأيام فعماد كان يمسك بها وكأنها جوهرة يخشى أن تنكسر .
إنتهى عماد من كافة الإجراءات الخاصة ثم جلسوا لإنتظار موعد الطائرة ، كان عماد يحيط صدفة بذراعه وكأنه يخبر العالم من حوله أنها ملك له هو ففط، وكانت صدفة مستمتعة بهذا غيرته حبه لها أمام الجميع الذى لا يشعر بالخجل منه أبداً ، كانوا بإنتظار موعد الطائرة وختم جوازات السفر .




إستيقظ راؤول من النوم منزعج  بشدة  هو إلى الآن لم يجد طريقة لقتل بيتر شعيب  يشعر وأن رأسه ستنفجر  فذهب إلى مقهى كى يتناول فطوره ويشرب كوباً من القهوة حتى يستطيع التفكير بصفاء .
جلس رؤول فى المقهى وكان يفرك رأسه بتعب ولكن لا وقت للتعب إقترب من تحقيق هدفه،  بينما كان يرتشف كوب القهوة كانت هناك أعين تراقبه بتركيز  ولاحظ هو هذا عندما إلتفت على غفلةٍ منه، هنهض من موضعه  وذهب خارج الكافيه وبالفعل خرجوا هم خلفوا كان هو لا يعلم أين سيفر منهم  ؟
   نظر خلفه فوجدهم يفتعلون أنهم منشغلون عنه ولا يراقبونه فإبتسم بسخرية وركض بسرعة الريح فإنتبهوا إليه وركضوا خلفه .

كان راؤول يركض دون أن يستريح ولكن أمامه فقط ثلاث ثوانى وإلا سيدهسه المترو كانوا لا يعلمون أنه بهذا الجنون أخرج أحدهم سلاحه ووجهه إليه كنوع من التهديد ولكن ركض راؤول وتفادى المترو ولكن أصابته رصاصة من المسدس.





كان ريو يجلس بإنتظار برلين فقد سمع بكاءها الأمس ولكن بعد حديثه لها فى آخر مرة لن يجرؤ أبداً على الحديث معها مرة آخرى .
إستيقظت برلين من نومها وكانت تشعر بأن سائر جسدها يؤلمها بشدة بل قلبها أيضاً يؤلمها فنهضت من الفراش وذهبت إلى الحمام كى تغتسل وتتناول فطورها  ولكن تذكرت ما حدث بالأمس إبتسمت على وقاحة آدم رغم كل شئ  ، ولكن لا تعلم من أين آتى فى طريقها؟ ترى عشق فى عينيه وبراءة لم ترى لها مثيل أبداً كل شئ به مثالى ولكن ماذا عنها ؟  ليست مثالية أبداً تكبره بعشرة أعوام هو يعمل بأخلاق وهى مسجلة خطر  ، من الممكن أن يكون تفكيره بها عابر يقضى وقت لطيف معها .
ثم إبتسمت بمرارة فالحياة ليست عادلة فتحدثت بسخرية مصحوبة ببكاء
- لا تتأملي كثيراً يا فتاة فشخص مثلك لا يليق سوى براؤول فقط بشاعته تتناسب مع بشاعتك كثيراً
ثم أجهشت فى البكاء .

كان ريو يستمع إلى شهقاتها وتنفس بعمق فلا يعلم ماذا عليه أن يفعل معها وأثناء شروده كان هناك شخص يدق على الباب بعنف شديد فقام بفتح الباب فوجده راؤول ولكنه مصاب برصاصه وواضح على معالم وجهه وهيئته أنه كان يركض لفترة طويلة فأسنده ريو كى يجلس ويستريح مما حدث له ، قام ريو بالنداء على برلين فعندما خرجت من غرفتها شعرت بالذعر من هيئته فركضت إليه وتحدثت وهى تبكى بهيسترية
- ما الذى حدث لك ؟ من فعل هذا أخبرنى ؟
تحدث راؤول بصعوبة كبيرة
- ليس... أمامنا وق..ت يجب أن نهرب سريعاً أخرج الرصاصة ريو قبل أن تسممنى ونخرج من هنا
قام ريو بتنفيذ ما أمره به أخرج الرصاصة وقام بكوى الجرح .
كانت حرارة راؤول مرتفعة فقامت برلين بعمل كمادات باردة له ولكن راؤول كان متعب لدرجة أنه كان يهلوس بجنون
- سأقتلك بيتر سأقتلك سينتهى كل شئ
قلبت برلين عينيها بملل ثم تحدثت قائلة :
- حتى وهو ليس بوعيه لا يهلوس سوى بالقتل لقد سئمت منه
ثم أكمل راؤول
- سينتهى كل شئ سنتزوج برلين ستكونين لى فقط أحبك برلين أحبك
نظرت إليه بصدمة لا تصدق هل قال للتو أحبك سقطت الدموع من عينيها من فرط السعادة إذن هو يحبها ولكن كبريائه يمنعه من الإعتراف لها.
كانت تنظر له فأمسك يدها وفتح عينه وإبتسم لها وهذه كانت الصدمة الكبرى فهذه هى المرة الأولى التى ترى راؤول يبتسم فيها ثم أغمض عينيه مرة أخرى فيبدو أنه كل هذا تأثير الحرارة .
إبتسمت بشدة ثم تحدثت قائلة :
- بالطبع عندما تصاب بالمرض والحرارة فإن الجليد الذى بداخلك سينصهر
ثم قهقهت بشدة وقامت بتقبيل يده


فى قصر بيتر شعيب كان يشعر بالغضب ويعنف رجاله كيف يتركوه يهرب منهم بهذا  الشكل يجب أن يكون معه فى الحال وإلا ستكون العواقب وخيمة فيبدو أن نجل رافايل سيمون شبح كما أخبروه مسبقاً  فيجب أن يتخلص منه على الفور وبالفعل هو يعلم أين هو ولكن سينتظر فبالتأكيد هو يعلم أنه سيتحرك فيجب أن يوهمه أنه لا يعلم شئ حتى يجعله يطمئن أولاً ثم سيمسك به ويذيقه كافة أشكال العذاب .


بعد شعور جاك بالهزيمة قرر أن يستريح قليلاً فقد بحث فى أرجاء بريطانيا عنها ولكن بلا جدوى وقرر أن يذهب إلى أوروبا حيث تمكث عائلته لينال قسطاً من الراحة قبل أن يُكمل.





فى مطار أوروبا كان عماد سعيد للغاية فقد كانت صدفة ستدخل بين أضلعه خوفاً من الطائرة وهذا راق له كثيراً  فهو الأمان والمسكن بالنسبة لها إستقلوا سيارة حتى يذهبون للفندق الذى تم حجزه لهم من قبل  فكان من أشهر الفنادق فى أوروبا  كل هذا كان مقدم هدية من يوسف يحاول بشتى الطرق أن يقدم له كل شئ حتى لا يطعنه فى أعز ما يملك "صدفة".

وصلت السيارة إلى الفندق وهبط عماد وصدفة   ودخلوا إلى صالة الإستقبال ؛ فقامت موظفة الإستقبال بالتأكد من جوازات السفر وبطاقات الهوية وقسيمة الزواج وتأكدت بالفعل أن كل الأوراق سليمة فإمروا عامل الفندق بحمل الحقائب إلى الجناح .


فى مشفى الأمراض النفسية كانت نرمين تبكى فقط تبكى بإنهيار فقد علمت أن الذى أدخلها هنا المصحة ليس يوسف بل آدم إبنها الوحيد أمر ببقاءها هنا بالمشفى حتى ينتهى أجلها كانت تستمع لهمس وشفقة الممرضات عليها هو يدفع الكثير من الأموال كى تبقى هى مشفى الأمراض النفسية والعصبية يريدها أن تجن بالكامل يحرمها من حقها فيه كأم ، ولكن بالنهاية هى تستحق هذا سبق وتركته بإرادتها يقضى طفولة سوداء كانت تعلم مصيره ورغم ذلك كانت لا تبالى فلماذا هى حزينة الآن؟ هل تريد منه أن يرحمها وهى تركته للموت
نهضت من موضعها وكانت تصرخ فى أرجاء الغرفة وتحطم كل شئ يأتى فى طريقها فقام الطبيب بحقنها بمخدر حتى تنام وتهدئ قليلاً مما هى عليه.





فى أوروبا وفى أفخم الفنادق بها كانت صدفة تُفرغ الحقائب بينما كان عماد يأخذ حمام دافئ فكانت هى مستديرة بينما هو تحرك على أطراف أصابعه كى لا تشعر به وإحتضنها من الخلف ودفن رأسه فى عنقها وقبلها بشغف شديد وتحدث بهمس أذابها
- إشتاقت إليكِ كثيراً ألم تشتاقين إلىَّ
إستدرات إليه ونظرت إلى عينيه التى تفيض عشقاً وقبلته قبلة زلزلته بالكامل ثم إبتعدت عنه فوجدته يبتسم لها بعشق ثم تحدث قائلاً
- ستصيبنى بالجنون
فقامت هى بإحتضانه وكانت يدها تعبث بخصلات شعره بنعومة
ثم تسكت شهرزاد عن الكلام غير المباح


إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى /شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي