الفصل الخامس والعشرون

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد مرور يومين كان جاك فى قمة سعادته أخيراً سيقبض على راؤول فذهب إلى المكان الذى مكان التتبع به وكان مكان شبه مهجور كان متأكد من هذا ثم وجد منزل منفرد بين الأشجار فإنفرجت أساريره وذهب وهو مترقب كان يدخل بحرص دون أن يصدر أى صوت قام بفتح الباب بهدوء شديد فوجد مهرج مستدير للخلف موليه ظهره فإبتسم بإنتصار فيبدو أن راؤول أعلن راية الإستسلام فإستدار ليقف قبالته ولكن شعر بالصدمة فوجده مجرد تمثال لمهرج مبتسم يمد يده اليمنى ممسك بجهاز التتبع ويحمل لافتة مكتوب بها :
- حظ أوفر المرة القادمة
كان جاك يشعر وكأنه سيصاب بجلطة قلبية ما هذا بالطبع ليس حقيقى هل خدعه مرة آخرى؟ ظل يبحث كالمجنون عنه فى أرجاء المنزل ولم يكتفى بهذا بل ظل يبحث فى المكان بأكمله إلى أن تذكر أن جهاز التتبع كان فى مكان آخر قبل هذا المكان لابد أنهم بعد إن أكتشفو أن هناك جهاز تتبع قرروا أن يخدعوه ويجلبوا الجهاز إلى هنا فأخرج اللاب توب الخاص به وإستعلم عن جميع الأماكن الذى كان الجهاز بها لم يكن سوى مكان واحد ظل الجهاز به إثنى عشر ساعة فذهب إليه.







فى منزل يوسف العامرى كان يوسف يشعر بالحيرة والقلق على إبنته تصرفات عماد تؤكد مدى عشقه لها ولكن ما حدث بالماضي يجعله يشعر بالخوف خشياً أن تدور الدائرة ويحدث مع إبنته مثلما فعل هو .
تنهد بتعب ورفع رأسه إلى السماء راجياً من الله الرحمة لا يريد سوى الرحمة فقط أدمعت عينيه بندم ليته لم يفعل هذا ولم يخطئ .

كانت صدفة تلاحظ تعب والدها ولا تعلم ما هو السبب وارء ذلك فهى ستجلس معه بعد الزواج لم تراه بهذا الشرود والحزن منذ أن خُلقت فربت على كتفه فوجدته يبكى فشعرت بالتعجب ثم إحتضنها يوسف بشدة وتحدث قائلاً :
- لقد إشتاقت إلى جميلة كثيراً
ثم أجهش فى البكاء كان يريد أن يحتضنها ويبكى فقط حتى لو كان يكذب ولكن هذا الشئ الذى فى قلبه ويؤلمه لا يستطيع أن يتفوه به لأحد يشعر بتأنيب الضمير ما فعله ليس بهين أبداً.
ربتت صدفة عليه بحزن فهى لم تراها أبداً فقد توفت جميلة يوم ولادتها ولكن عشق يوسف لها جعلها تتمنى لو كانت متواجدة معهم من يعشق شخص بهذه الطريقة تؤكد أنه شخص مثالى وبرئ وصورة جميلة وملامحها البريئة تؤكد هذا .
فتحدثت صدفة قائلة :
- لا تبكى فهى بمكان أفضل أنت من أخبرنى هذا
أومأ يوسف رأسه بشدة وهو يبكى كطفل فقد أمه وتحدث قائلاً:
- أشتاق إليها حد الموت لا تعلمين ما الذى بداخل قلبى نيران تأكلنى يا صدفة أشعر وكأننى أختنق .
تنهدت هى بحزن على حالته تلك ثم ربتت على كتفه بحنو بالغ وتركها هو وذهب إلى غرفته .
كانت صدفة حزينة ومهمومة على حال والدها فدائماً ما تستمد القوة منه ولكن الآن تشعر بأنه ضعيف ولا تعلم لماذا كل هذا الضعف لا تصدق أن كل هذا البكاء والنحيب لأجل الإشتياق فقط ألا يتذكر أمر أشتياقه سوى الآن لا تصدق أبداً.






فى إيطاليا فى المطار الخاص بها بوجه الخصوص كان يهبط راؤول من الطائرة و هو يشعر براحة فأخيراً سينتقل للجزء الأهم من الخطة الجزء الذى يريد أن ينتقم فيه بكل ما أوتى من قوة حتى يستريح قلبه وينفذ وصية أبويه .
كان راؤول من أمهر العمال مستعين بشكل وصوت آخريين وكأنه شخصاً آخر يتحدث الإيطالية بطلاقة وكأنه ولد فى إيطاليا .
بعد خروجهم من المطار كان هناك باص ينتظرهم فصعد جميع العمال جتى يذهبون إلى المنطقة السكنية الخاصة بالمطعم الذى فى إيطاليا.







ذهب جاك إلى المكان الذى وجده فى إستعلامات الجهاز ولكنًّه وجد باب مغلق والغريب أنه بمنطقة سكنية مليئة بالبشر ففكر أنه بالتأكيد أحد السكان سيعلم من هو الساكن الذى يمكث هنا فأوقف رجلاً عجوز وسأله :
- من الساكن هنا وأين ذهب ؟ هل تعلم ؟
أومأ الرجل برأسه بشدة ثم تحدث قائلاً:
- نعم أعلم التى تسكن هنا فتاة إسمها برلين وذهبت إلى والدتها فى بريطانيا تذهب لها كل عام
حك جاك رأسه بحيرة وذهب كى يتأكد .









بعد وصول كلا من ريو وبرلين إلى الفندق الذى حجزه راؤول على أنهم دانييل وكاترين الزوجين اللذان آتيان لقضاء شهر العسل تفاجأ كلاً منهم أن رؤول قام بحجز غرفة لهم هم الأثنين حتى لا يشك أحد بالأمر ولكن أخبر ريو أن هذه الغرفة هى آخر غرفة بالفندق وهذا الفندق الذى لم يخطر على بال أى شخص فلا يستطيع أن يحجز بفندق معروف فهم مسجلين دوليين .





فى المطار الخاص بأسبانيا كان جاك يراجع كشف الأشخاص الذين سافروا إلى بريطانيا ليتأكد أن هذا العجوز لم يكن يخدعه أبداً فظل يبحث ويبحث إلى أن وجد إسم برلين بالكامل فى أسماء الأشخاص الذين سافروا الليلة وبحث أكثر من مرة لعله يجد إسم راؤول ولكن بلا جدوى ، فلم يحزن فالجزء الإيجابي هو أنه سيمسك ببرلين مرة آخرى وهى التى ستجلب راؤول إليه فقام بحجز أول طائرة إلى بريطانيا حتى لا تفر منه مرة آخرى.

" فلاش باك"

ربت ريو على كتفه وذهب كى يجلب الأشياء الخاصة بالتنكر من أماندا كما أخبره هو، فقبل أن يرحل أمسك راؤول بيده إستوقفته قائلاً:
- ستتنكر بأى هيئة وستذهب للحجز أول طائرة لبريطانيا بإسم برلين وستذهب أماندا متنكرة بهيئة برلين
إبتسم ريو بشدة فهو يعلم ما الذى يدور برأس راؤول سيجعل جاك يدور فى الكرة الأرضية بأكملها بحثاً عنه ولكن دون جدوى فأماندا كالزئبق ستسطيع الفرار من جاك إن وجدها.
" عودة إلى الوقت الحالى "
كان راؤول يشعر بالقلق كلما إقترب ما يسعى إليه فليس بهين أن يفعل كل هذا يشعر وكأن كل شئ فاق الحد يتذكر أن الحياة لم تكن منصفة معه أبداً عاش هارباً ولا يتمنى أن يموت هارباً لا يعلم أين هى الحياة ؟لا يتذكر أنه شعر بالسعادة يوماً لا يعلم ما هو مذاقها ؟ تنهد بحزن يتمنى أن يعيش بهيئته فقط مبتعداً عن التنكر إنه يشتاق لرؤية نفسه فى بعض الأحيان ، ولكن سيجلب حقه سيقتلع أفئدتهم جميعاً ، بحق كل ما حدث له، إكتسب القوة من والده والذكاء ولكن هو بشر بالنهاية سيتعب من الركض إنه يركض إلى اللانهاية يركض دون توقف بمفرده دون أن يعلم أحد عنه شئ لا يوجد له شخص يهون عليه الحياة أبداً لا يوجد شخص يستند عليه لا يعلم ماذا سيفعل حينما ينتهى كل شئ ؟ من سيبقى له سيغاد ريو وسترحل برلين أيضاً ؟ والشخص الوحيد الذى يفعل كل هذا من أجله لو علم شئ عنه سيتألم وهو لا يريد له هذا أبداً فهو أغلى ما يمتلك فى هذه الحياة يفعل كل هذا من أجل أن يحيا هو بحياة نقية مبتعدة عن القتل والإنتقام.
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي