الفصل التاسع والعشرون

فى أفخم فنادق بإيطاليا كان ديفيد فى حمام الغرفة يأخذ حماماَ دافئاَ فهو ينتظر أحد عاهرات الملهى أن تأتى إيه، وسرعان ما قد سمع صوت دق الباب هذهب مسرعاً دون إرتداء شئ فقط المنشفة حول خصره وفتح الباب على  مصرعيه فوجد أحد عمال الفندق أحضر ما طلبه منهم فى الأسفل كأسين وزجاجة نبيذ وبعض الخمور المتنوعة فإبتسم ديفيد برضا ثم أمر العامل بالذهاب .
فقد قام راؤول بغلق الباب جيدا وتأكد من جميع النوافذ وكان ديفيد لا يشعر بالإطمئنان إلى أن نزع راؤول الوجه الذى كان يرتدى
إبتلع ديفيد ريقه بصعوبة ثم تحدث قائلاً
- من أنت وماذا تريد منى؟
تحدث راؤول بسخرية وصوت قوى
- رافايل سيمون جئت كى أقتلك
نظر إليه ديفيد بهرع وقبل أن يستنجد بأحد أفراد الفندق كانت رصاصة المسدس الخاص براؤول بين حاجبيه إقترب راؤول منه وتحدث بفحيح يشبه فحيح الأفعى
- كنت تظن أننى فتى مدلل لن يأخذ بثأر أبيه ولكن صوركم لم تفارق مخيلتى وسأجعلكم تنالون نفس مصير أبى " رافايل سيمون"
ثم قام بإخفاء جميع البصمات الخاصة به فى المكان وذهب وكأنه لم يدخل إليه من الأساس.

بعد مرور يومين آتى اليوم المنتظر ل عماد وصدفة اليوم الذى طالما حلموا به  منذ وقت طويل  كانت صدفة فى صالون التجميل لتصبح  أجمل وأزهى عروس.
إرتدت صدفة فستان الزفاف كان رقيق للغاية كانت كالملاك به  وكانت سلمى بجانبها سعيدة  من أجلها  سقطت دموع السعادة من  أعينها ونظرت إليها ثم إحتضنتها بشدة فقد كانت أجمل عروس ، ثم آتى عماد كى يأخذها لحفل الزفاف .
كانت مستديرة وكانت هيئتها من الخلف  قد سلبت عقله فما باله لو إستدارت ، كانت صدفة متوترة للغاية لا تعلم ماذا ستفعل؟ كان يقترب منها إلى أن وصل إليها وإستدار هو لها كان ينظر إليه بعشق وهيام شارد فى تلك الملامح التى أبرزتها مساحيق التجميل كانت طفلة قبل أما الآن فهى بكامل أنوثتها .
كانت صدفة لا تعلم لماذا ينظر إليها هكذا ؟ أهى لم تعجبه أم ماذا ؟ لم يتفوه بشئ منذ أن رآها   كانت ستتحدث ولكنه إحتضنها بشدة شعرت بالسعادة فقد كان يحتضنها بدفئ لم تشعر به من قبل ثم أبعدها وقام بتقبيل جبهتها وتحدث بعشق قائلاً:
- كنت أود أن أتحدث بالكثير ولكن عندما رأيتك لم أستطيع التفوه بشئ فما عساى أن أتحدث أمام هذا الجمال بشئ لم يوفيه حقه فأى حديث فى جمالك هذا لم يجدى نفعاً
ثم أمسك يدها وقبل باطنها عدة قبلات ثم إحتضنها مرة آخرى وهمس بأذنها حتى لاحظ الجميع إرتباكها
- أريد أن أهرب بكِ لا أستطيع أن أنتظر حتى ينتهى الزفاف .
نظرت صدفة لأسفل فأمسك ذقنها ورفع وجهها وكان ينظر فى أعينها مباشرةً ثم تحدث بشوق بالغ
- اليوم لن تنظرى إلى الأسفل أبداً
ثم أمسك بيدها وصعدت إلى السيارة .



فى إيطاليا كان راؤول يستعد لللقاء الثانى كان يراقب " فرانك كيفين " من بعيد ينتظره فلابد أن يتأكد من قتله وخوفه ، أرسل طرد إليه يهدده فيه ليرى علامات الذعر بادية على وجهه فقد كان فرانك يشعر بالصدمة إن رافايل عاد لينتقم ولكن كيف ؟
ذهب فرانك مسرعاً إلى السيارة حتى يتأكد من سلامة كل أغراضه ؛ فقد كانت أغراض بملايين من الأموال فهو يعلم حقيقة رافايل الدنيئة وخداعه .
صعد فرانك إلى السيارة وقادها بجنون  حتى يلتقى ب بيتر وديفيد لإيجاد حل بهذه الكارثة رافايل لم يمت بعد.
كان راؤول يلاحقه بسيارة آخرى إلى أن وجد أن فرانك لا يستطيع التحكم بمكبح الفرامل كانت السيارة تنعطف يميناً ويساراً بعشوائية ثم إنقلبت وإنفجرت بالكامل ، هبط راؤول من سيارته وعبث بخصلات شعره بمشاكسة وإبتسم بكبرياء لا يليق إلا بسواه ثم رحل بعد إخفاء كل شئ يدينه، ثم رحل كى يستريح ويخلد للنوم فقد بذل مجهوداً كبير رأسه تؤلمه بشدة يريد أن يغفو.







فى باريس كانت برلين تشعر بالحزن فقررت السير فى الهواء الطلق حتى تشعر بأنها تتنفس لإنها لا تشعر سوى بالإختناق فهبطت إلى الأسفل وإرتدت شال من الصوف وكانت تاركة لشعرها العنان يتماشى مع إتجاه الهواء كانت شاردة تفكر بعدة أشياء إلى أن سمعت صوت إرتجفت أوصالها لسماعه
- أنتِ مرة آخرى
نظرت إليه برلين ووجدته هو إنه آدم ذلك الشاب اللطيف حاولت جاهدة أن تتفادى أن تنظر لعينيه ثم تحدثت بتوتر :
- أنا أحب السير دائما هكذا
أومأ رأسه ثم تحدث بلطف بالغ
- وأنا أصبحت أحبه
شعرت بقلبها يدق للمرة الآخرى فإنزعجت من هذا وبدأ على وجهها معالم الضيق والإنزعاج فلاحظ هو هذا فقد حاجبيه متسائلاً
- ما الذى أزعجك ؟ أخبرينى هل أنتِ بخير ؟
تحدثت برلين بحدة شديدة :
- أنت الذى تزعجنى، ولا يعنيك حالى أبداً
أخفض آدم رأسه لأسفل ثم نظر إليها مرة أخرى ثم رحل مبتعداً عنها .
كانت برلين تنظر لأثره ولا تعلم لماذا هى حزينة بهذا الشكل؟

أما آدم فكان يبتسم بسخرية ثم تحدث قائلاً إلى نفسه :
- يبدو وأنك لا يليق بك أن تُحب تتعب فقط ما ذنب قلبى أن يعشقها .


فى مدرسة جين كانت المدرسة تعم بالفوضى والهرج فكان جميع الطلاب فى حالة ذعر بسبب محاولة جين للإنتحار فقد شق معصمه وتناثرت دماءه فقاموا بمهاتفة شقيقه حتى يأتى فيبدو وأن سوء حالته النفسية قد فاقت الحد .



فى أكبر فندق فى القاهرة الذى تم إقامة حفل زفاف صدفة وعماد فيه كانت السعادة تملأ وجوه الجميع ماعدا يوسف كان القلق والخوف يملأ قلبه لا يعلم لماذا ؟ ولكن فكر أنه من الممكن أن يكون القلق بسبب أن صدفة ستهتم برجلاً آخر غيره فهى كل ما يمتلك ولكن كان يشعر بالسعادة فقد كانت مبهرة بفستان الزفاف ويبدو عليها حقاً السعادة وهذا ما يجعل قلبه يهدأ قليلاً .


كانت صدفة لا تصدق عيناها أصبحت زوجته قلبها يدق بعنف من آثر نظراته لها فكلما نظرت إليه وجدته ينظر إليها لا يُحيد نظره عنها مطلقاً فقد كانت تشعر بالخجل الشديد ،وكانت سلمى تنظر إليها بسعادة كبيرة لا تصدق أن عماد يعشقها إلى هذا الحد نظراته لها تحكى الكثير والكثير لاحظ هذا الجميع .



بعد إنتهاء حفل الزفاف ذهب عماد وصدفة إلى الجناح الخاص بالفندق الذى تم حجزه مسبقاً ، قام عماد بحمل صدفة تحت خجلها الشديد كان ينظر إليها بعشق بالغ إلى إن وصلوا الجناح أنزلها عماد برفق فنظرت صدفة لأسفل بخجل شديد وتحدثت والدموع تملأ عينيها
- أرجوك عماد إتركنى اليوم أنا خائفة للغاية أرجوك
قام عماد بمسح الدموع من عينيها وإحتضنها بلطف
- لا تقلقى صدفتى كما تريدين لن أجبرك أبداً
ثم قبل جبهتها وإبتسم بعشق
- سأبدل ثيابى بالحمام وأنتِ أبدليها هنا عندما تنتهى أخبرينى ولكن لا تتأخرى صدفتى
أومأت رأسها بخجل وبدأت فى تبديل ثيابها وإرتدت منامة ذات أكمام طويلة من الستان الأبيض وتركت لشعرها العنان ، أما عماد فإرتدى منامة قطنية من اللون الأسود وكان وسيم للغاية وجذاب .
أخبرته صدفة بأنها إنتهت وحين خرج إليها إبتسمت بشدة وكان هو يتفحصها بعناية ولا يعلم كيف سيتركها اليوم ولكن كان يتحدث إلى ذاته
- كل شئ يهون لأجل عيون
صلى بها عماد ركعتين كى يبدأون حياتهم بها ثم
جلسوا كى يتناولون العشاء سوياً وكان عماد يطعمها بيده وكانت هى خجولة للغاية وبعد الإنتهاء كانت صدفة تتثائب بشدة فإبتسم عماد فهو يعلم أنها خائفة وبشدة وتريد أن تنام كى تهرب فتحدث هو قائلاً:
- هيا لننام صدفة أنا متعب للغاية
تهللت أساريرها ثم تحدثت قائلة :
- حقاً سننام هيا إذن
قهقه هو بشدة على طفولتها وصعدوا إلى الفراش كانت صدفة خجولة فهذه أول مرة تشارك أحداً بالفراش لطالما كانت وحيدة ، فرد عماد ذراعه كى تنام بأحضانه فلبَّت نداء قلبه لها وتتفست عطره بعمق مما جعله يشعر بالسعادة فتحدث قائلاً:
- هل أعجبك عطرى؟
رفعت صدفة رأسها وكانت تنظر إليه وتحدثت قائلة :
- أعجبنى بشدة
كانت كلماتها كالسحر الذى وقع عليه إقترب منها رويداً رويدا وقبلها بشغف وبادلته هى القبلة بنفس الشغف ثم عبثت يديه وقامت بفك أزرار منامتها وأصبحوا روحاً واحدة لم ولن يفرقها أحد .

إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي