الفصل الرابع عشر

بسم الله الرحمن الرحيم

كان مركز الشرطة بأسبانيا يعج بالإزدحام مجتمعين حول زنزانة مارسيل بتوجس يشعرون بأنها خدعة وينتظرون مجىء جاك حتى يتأكد من حالة إغمائه تلك.

كان جاك يقود سيارته وكأنه يسابق الرياح يريد أن يذهب بسرعة يشعر وكأنها خدعة من العصابة يريدون تشتيتهم وإبعادهم عن الهدف الرئيسى.
وصل إلى المركز وهبط من السيارة سريعاً مهرولاً إلى الداخل فوجد العساكر مجتمعين حول الزنزانة فأبعد الجميع ثم أخرج المفاتيح الخاصة بها وقام بفتح الزنزانة بحذر مسلط بصره نحو مارسيل ، كان يقترب منه بحذر شديد إلى أن أصبح أمامه مباشرة فهبط إلى مستواه مباشرةً وتفحص مؤشر النبض لديه وكان متوقف ولكن قد حدثت هذه الخدعة من قبل .
" فلاش باك " 
فى الزنزانة قام الحرس بإحضار الطعام ل راؤول كما أمرت الشرطية أليسا .
وضعه الحارس أمامه ثم قام بإغلاق باب الزنزانة خلفه بإحكام ، نظر راؤول إلى الطعام ثم شرع فى تتاوله؛ ولكن حدث شئ غريب فجأة دون أية مقدمات سقطت الملعقة من يد راؤول وأصبح فاقداً للوعى .
كان السجن فى حالة من الفوضى نعم فالأمر ليس به أية تفسير أبداً تم نقله إلى مشفى السجن تحت قيادة الشرطية أليسا والعديد من الضباط وكانت الحالة الأمنية شديدة.

فى المشفى كان العديد من الأطباء بالغرفة كان هذا أمر الشرطة.
قام الطبيب بفحص راؤول بدقة شديدة.
نظر الطبيب إلى الشرطة بدقة
- أصبح فى عداد الموتى الآن
نظرت له أليسا بعدم تصديق
- هل أنت متأكد مما تقول؟
- نعم كل المؤشرات الحيوية متوقفة  تأكدي من طبيب آخر إن كنتِ تريدين
" عودة إلى الوقت الحالى "
تجمعت الدموع فى مقلتيه وتذكر أليسا ويشعر أن مخه متوقف عن التفكير تماماً ثم قرر إخبار رئيسه المباشر حتى لا يحدث شئ آخر .



فى مقر تجمع العصابات كانت برلين تستعد كى تذهب إلى رؤول غرفته كما طلب هو منها مسبقاً قامت بإرتداء ملابس أنيقة ومثيرة ووضعت أحمر شفاه صارخ ثم نظرت إلى هيئتها برضا تام وذهبت إليه ، إستوقفتها كيرا وقفت أمامها مباشرةً نظرت إليها من أعلى لأسفل بسخرية وإبتسمت بغل واضحاً على معالم وجهها  وربعت يدها وتحدثت بثقة لا تليق بها أبداً 
- ذاهبة إليه أليس كذالك سيلقى بكِ فى سلة المهملات حينما ينتهى منكِ
إختفت البسمة من وجهها تماماً وشعرت بغصة فى حلقها حاولت أن تداريها قدر الإمكان كى لا تبين ضعفها وتبكى فنظرت إلى عينيها مباشرةً ثم تحدثت بثقة
- لست مثلك حبيبتى ، لقد رأيتك وأنتِ تقبلينه
ثم إبتسمت بإستخفاف
- ورحل عنكِ بعد ما أخبرك أنه علم لماذا يحب الرجال العاهرات
ثم إقتربت منها وهمست فى أذنها بشماتة
- راؤول أخبرنى أنه ينتظرنى بالغرفة لا أريد أن أتأخر عليه إلى اللقاء عزيزتى
ثم تركتها  تتآكل من الغيظ ورحلت عنها

ذهبت هى إليه وكان قلبها يرفرف من السعادة تشعر بالغرور والكبرياء فقد رأت نفوره من كيرا ورأت أيضاً ضعفه معها لدرجة أنه قرر أن تأتى لغرفته طرقت الباب بهدوء فأذن لها بالدخول.
نظرت إليه بإعجاب شديد فقد كان لا يرتدى سوى بنطاله فقط نظر إليها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها بإعجاب شديد إبتسم لها برضا تام على هيئتها تلك  ففعلها هذا من أجله يشعره بالكبرياء .
أفسح لها المجال كى تدخل الغرفة فجلست هى على الأريكة بطريقة مغريه جداً بالفعل قد أثارته بشدة، كان يحاول أن يتحكم بأعصابه ومشاعره حتى لا يندم ولكن هيئتها بعثرت ما تبقى بداخله من عقل.
كانت هى تنظر إليه بجرأة تتفحصه بشدة لطالما كان هو ما تمنته طوال عمرها كانت تنتظر إقترابه منها بشدة أما راؤول فكان يقترب منها بحذر يخشى أن يضعف معها، إلى أن جلس بمفردها وتحدث بصوت أذابها وفوقها بنفس الوقت
- أريدك أن تقتلى جاك
إبتلعت ريقها بصعوبة لا تتوقع أن يهوى بقلبها بهذه الطريقة أبداً ثم تجمعت الدموع فى مقلتيها وحاولت أن تخفيها بشتى الطرق حتى لا يلاحظ هو هذا
- ما هى الخطة ؟!
تحدث إليها بثبات وهو يعلم أنه أحزنها وخيب ظنها
- سأخبرك إنتظرى
قام هو من موضعه وإتجه إلى خزانة ملابسها وأخرج حقيبته التى يضع فيها جميع أغراضه أخرج منها قناع وذهب إليها كى يخبرها بالخطة
  كانت تنتظره وهى تشعر بالمهانة فنظراته كانت تتفحصها وكأنه يريدها بشدة  والآن نظراته باردة كالجليد
جلس بجانبها وأعطاها القناع قد كان لأليسا يريدها أن تتقمص شخصية أليسا حتى تقضى على جاك.
- ستذهبين باكراً إلى منزله الساعة السابعة صباحاً سيذهب ريو معك منتحل شخصية عجوز حتى يعطل النظام الإلكترونى بالمنطقة من أجل الكاميرات ستذهبين إليه وستقومى بحقن هذه الإبرة فى عنقه ثم ستقومى بوضع هذه القنبلة بمؤقت خمس دقائق فقط حتى تُغلق القضية تماماً ولكن حين تخرجين ستنتحلى شخصية أخرى تسكن بجانب جاك لأن النظام الإلكترونى يتم تعطليه خمسة عشر دقيقة فقط حاولى أن تنتهى سريعاً
نظرت إليه بإستغراب وأجابته مستفهمة
- ولماذا أضع قنبلة فالإبرة ستقتله
نظر إليها بملل على غباءها هذا يقسم أنه عقولهم جميعاً فارغة .
نظر إليها بلهجة أمر غير قابلة للنقاش
- أنتِ تنفذى فقط كفى عن الثرثرة
أومأت برأسها فى صمت ثم إبتسم هو بسخرية وأجاب ببروده المعهود
- من يراكِ بهذه الملابس يظن أنك ذاهبة لسهرة  ،الطريق بين غرفتى وغرفتك لا يستحق كل  هذا
ثم قهقه بشدة وترك الغرفة وذهب للخارج كانت تقف وتتساقط دموعها كالشلال تشعر بالذل كانت تظن أنه يريد الإقتراب منها كانت سعيدة للغاية ولكن كل شئ قد إنتهى كلام كيرا صحيح إذن يظننا جميعاً عاهرات وهو الملاك بيننا كانت تقسم فى داخلها أنها ستنتقم منه وتأخذ بثأر كرامتها.


كان راؤول يقف بالخارج مرتدياً بنطاله فقط  والجو شديد البرودة كان يدخن بشراهة ولا يشعر ببرودة أبداً يعلم أنه أحزنها وأبكاها وأنه حقاً لم يستدعيها لهذا السبب ولكن حلمه سينتهى لو عشقها فالعشق يرهق ويضعف صاحبه شديداً قلبه يؤلمه يعلم أنها تبكى بغرفته هيئتها أثارته بشدة ولكن أبى أن يقترب حتى لا يضعف معها .


كفكفت برلين عينيها وخرجت وكأن شئ لم يحدث أبداً ولكن قابلتها كيرا وهى بمنتهى السعادة تنظر لها بشماتة ثم تحدثت بسخرية
- أُشفق عليكِ بشدة لم يتأثر بهيئتك مطلقاً أووه
لم تتحمل برلين طريقتها المزعجة أبداً فأمسكت بخصلات شعر كيرا بغضب حتى كادت أن تقتلعها من جذورها ثم تحدثت بإنفعال وصراخ أتى راؤول على أثره
- لا تعبثى معى سأقتلك سمعتى
كان راؤول ينظر إليهم بملل وقام بتخليص خصلات شعر كيرا من بين أيدى هذه القطة الشرسة
فذهبت كيرا إلى غرفتها لتتجنب غضب راؤول وتتلاقاه برلين بأكمله
كانت برلين تتنفس بسرعة عالية صدرها يعلو ويهبط بشدة علم راؤول أنها فى ذروة غضبها .
نظر إليها بلامبالاة وتحدث ببرود تعهده منه دائماً
- إذهبى إلى غرفتك الآن لتأخذى قسطاً من الراحة حتى تكونى مستعدة لا أريد أى خطأ
ثم أشار بإصبعه محذراً
- أى خطأ سيكلفك حياتك فهمتى
إلى اللقاء أحبتي فى البارت القادم
بقلمى / شيرين محمد الطيب ❤️
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي