10

" بابا، ماذا نفعل الان" تحدثت أوري و هي واضعة رأسها علي صدر أخيها بينما هو يقوم بالتربيت عليها برفق طاردا التوتر و القلق منها

فيجيبها بصوت هادئ " لا تقلقي هنالك ورقة رابحة امل ان لا يخيب ظني".

تهمهم بتعب بسبب اجهادها من البكاء و التفكير الكثير هذا ما اعتقدته ، لقد انتابها الفضول لتعرف ما هي ورقته الرابحه التي ستخرجهم من هنا، و ما الذي سيحدث في الدقائق القليلة القادمة لهما، فقد تبقى القليل من مهلة الساعة التي حصلا عليها، لتغلق أوري عيناها ببطئ مقاومة ذلك الظلام الذي اجتاحها فجأة.

ترتخي عضلات أوري بين جسد أخيها، فيتحسس هدوئها المفاجئ، ينتابه القلق عندما لم يجد منها اي استجابه، فيناد ي اسمها بقلق كبير، يهرع ليضعها في تلك الطاولة التي كان يتكأ عليها سابقا يتحسس نبضها لكنه ضعيف جدا

يهرع ملتفتا في الانحاء و هو يقول ماء فيظن انه لو رش عليها بضع قطرات من الماء و سقاها قليلا قد تستيقظ.

يستوعب تلك الخطوات التي تقدمت نحوه بنظرات من الريبة.

ليحدث آدم نفسه (اهذه مسرحية جديدة أو ماذا فالنرى ماذا يجري) يتجه نحوه مع رفيقه الذي أبدى قليلا من التعاطف، فرغم كل شيء مايكل من محبي الأطفال رغم كل الذي فعله سابقا الا انه ابدا لن يضر طفلا أو يحدثه بطريقة قاسية تقدم ناحيتها ليلقي بضع نظرات عليها و يسأل رايز ما الذي حدث لكنه لم يلقى إجابة من رايز فيستشعر توتره منه ليعيد مايكل حديثه بصورة حاده

" ما الذي حدث معها أخبرني فرغم كل شيء نحن اطباء"

استسلم مايكل لحقيقة هذا لكنه خائف من ان يجريا عليها أي فحوصات معملية فيكتشفا أمرها لكنه تحدث خوفا عليها من أن يكون قد أصابها اي شيء خطير فهي لم يصيبها اي داء من قبل فما الذي حدث الان يقول بصوت متطرب قليلا

" لقد كانت بخير، لكن لا أعلم ماذا حدث فجأة توقفت عن الحديث يبدو أنها مجهدة، أو قد اغمي عليها بسبب الخوف"

"إن حرارتها مرتفعة" خرج صوت آدم اثناء تفحصه لاوري واضعا يده على جسدها، يزداد اضطراب رايز بشدة، فلقد كان جسدها قبل قليل معتدل الحرارة، ليمد يده ليتحسسها فيقول

" بل حارق "

يتبادلون النظرات فما هذا التغير الذي يطرأ فجأة في جسدها تغير لون جسدها للاحمر بسبب ارتفاع حرارتها و بدأت تتعرق بغزارة و إزدادة سرعة تنفسها

فيقول أدم بنبرة هادئة " تحتاج الأكسجين" فيقوم مايكل بحملها ليهرع ناحية الباب فيمسك رايز بيده و يقول " الي اين ستأخذها"

لينظر إليه بنظرة حادة و يقول " لا توقفني اريد مساعدتك"

ليقول له رايز بصوت بارد " سأذهب معكم"

" و من تخال نفسك لتقرر هذا" يحدثه آدم بصورة ساخره

فيجيبه بصوت حاد " و هل تسألني هذا السؤال، الطفل طفلي، هل تريدني أن اتركه مع أناس قد اختطفوه وحده، كيف لي أن أثق بكما "

فيقول آدم ساخرا " كيف لنا أن نثق بك، و انت تمتلك القدرة لتصنيع أشياء كتلك، ربما قد تكون هذه خدعة "

ليقول رايز بإمتعاضة" بحقك "

" توقفا كلاكما كل ثانية تأخرنا ستأثر علي الطفل، انت ستذهب معنا من دون أن تحدث أي مشكلة، انا احذرك " خرجت تلك الكلمات من فم مايكل محذرة رايز

توالت خطواتهم خلال ممر ذو جدار ابيض مارين بعدة غرف من حولهم بأبواب حديدية إلكترونية التحكم يوجد عليها جهاز صوتي و لوحة مفاتيح لفتحها و هنالك ماسح للبصمه إستولى الذهول معالم وجه رايز فقد شاهد البدائي و الحديث في هذا العالم فهنالك بعض التطور عند الذين يملكون المال فهو عالم محطم في النهاية يملكه الغني فيصلحه ليعيش بترف برغم تدمره لكن هذا لا يمنع البعض من التقدم و يأتي التقدم علي حساب بعضهم البعض

يتجهون ناحية ممر علي الجهة اليمنى فينفتح بابه بمجرد أن مرر ادم يده، لتنكشف تلك الغرفة الطبية تتواجد بها مختلف الأجهزة التي لم يراها رايز الا في الكتب فقط من جهاز تنفس و جهاز رسم للقلب و الصعق الكهربي، و أخرى لم يعرفها، فقد احب رايز التقدم و التطور و كل ما هو جديد و حديث لكن كل ذلك لم يره سوى في الكتب فقط و أغلبها أشياء كانت قبل حدوث تلك الفاجعة التي اودت بهم الي الحضيض و بات كل ما كان عادي وبسيطُ سابقا إلى أن أصبح حصري و جديد الان.

يقوم مايكل بوضعها علي السرير الطبي فيتجه آدم لوضع الأجهزة الطبيه، ثم يضع جهاز الأكسجين و يقوم بحقن دواء يساعد في عملية التنفس علي  الصلاين المتصل بجهاز الأكسجين يجلب شاشة صغيرة متحركة بها مقياس للضغط و الحرارة و دقات القلب يضع المشابك المتصلة بها علي أصابع أوري الصغيرة ينظر للشاشة متمعنا في العدادات ليلاحظ أن عداد درجة الحرارة يبدو غير مستقراً، في كل عشر ثواني تنخفض درجة الحرارة بمعدل درجة منذ أن كانت حرارتها خمسين درجة مئوية فيظن انه خطأ في الجهاز بما انه قاس درجة الحرارة بمعدل غير طبيعي و لكن ما اراحه أن معدل تنفسها قد استقر للوضع الطبيعي، فبسبب شكه أن الجهاز قد تعطل ذهب ليستبدله بآخر، بعد مضي بضع دقائق جلب الآخر ليقوم بفعل ما فعله سابقا و عند وضعه للمشابك علي يديها لاحظ برودة يديها ليتحسس باقي جسدها ليجد أن جسدها أصبح كانه تم سكب الثلج عليه توترت ملامحه وبدأ يحدث نفسه ما هذه الحالة التي يراها عداد الحرارة ليجدها تصل لمعدل عشر درجة مئوية فيقول بإنصعاق

"ما هذا بحق الله"

يلاحظ كلا من رايز و مايكل شحوب جسدها ،تستولي مشاعر التوتر رايز الذي هرع يتحسسها، فيقول مايكل


" تفحص ضغط دمها هل هو منخفض"


فيجيب آدم نافيا بالسلب يقول "كل الوظائف تعمل جيدا كما أن ضغطها طبيعي و معدل دقات القلب طبيعية و نشاط المخ و الأعصاب انا لا ارى فيها أي خلل الا في درجة الحرارة"


يلتفت تجاه رايز و يقول " هل حدث هذا معها من قبل"



لينفي رايز سؤاله و هو أيضا لا يعلم ماذا بها يكاد الاضطراب أن يقتله، ليفكر بعدها في إذا كان هذا احد تطورات قدراتها ام ماذا.


نتخذ مساراً آخراً ناحية ما يحدث في متجر ألفا منذ أن سعى سام للذهاب له

صوت رقيق يرتفع بنبرة حادة " إذا لعبوا هكذا سيندمون علي ذلك"


كلمات اخرجتها نتاشا من فمها و هي غاضبه علي اختطاف رايز و أوري، وتنادي اتباعها و ترشدهم بما تريد



ترافق نتاشا نظرات سام المتشككة و هي تقوم بتوجيه بعض التعليمات لبعض من رجالها فيقول لها بعد أن انتهت" هل انتِ متأكدة من كل ما تفعلينه، انتِ فقط ذاهبة مع رجلان لتواجهينهم بينما تتركين ثلاثة يراغبون من الخارج، هل انتِ واثقة لتلك الدرجة بخطتك، سيكونون أكثر عتادا وعدة كيف ستواجهينهم إذا تمت محاصرتكم"

لتقهقه نتاشا و تقول " لست واثقة، بل أنا علي أتم الثقة فهذا شيء بيني و بين الملثم و انت فقط أوصلت إشارة البدأ "

تقوم بالتربيت علي كتفه ثم تردف" عليك بالعودة الان و ستجدهم عما قريب جوارك "

تتوجه ناحية كرسيها لتلتقط سترتها الرجالية الطويلة ذات اللون الرمادية التي تتناسق مع بنطالها الأبيض و البلاوذ برقبة طويلة الذي يصل لمنتصف خصرها، ترتدي سترتها ثم تقوم بلف شعرها و تضع عليه قلما من الرصاص كان علي سطح مكتبها تتجه نحو مركبتها التي تعمل بالطاقة الشمسية لتدل علي مدي ثرائها فلقد إنعدم البترول آنذاك لذلك استبدلت بالتقنية البديلة للطاقة الشمسية فجل من يستطيع شراء مركبة ليصعد احد رجالها بقربها علي المقعد الخلفي اما الآخر يصعد بقرب السائق لتنطلق مركبتهم متجهة من دون توقف.

تنفس الصعداء عندما استشعر رايز حركة يديها و ارتعاشهما ليقوم رايز بفرك يديها الباردة ليمدها بالدفئ يريد خلع قميصه لكن اوقفه مايكل ليعطيه سترته فقد كان رايز يرتدي قميصاً خفيفاً اما سترة مايكل فقد كانت ثقيلة و دافئة ،لف رايز أوري بالستر ليكمل فركه لاطرافها بينما آدم اقترب من أوري و هو يحمل حقنة ليمسك يد أوري ثم يحاول قرس الإبرة فيها فيسحب رايز يد أوري نحوه و يقول " ما الذي تفعله"

فيرفع آدم حاجبه و يقول " ماذا ترى، أريد سحب دمائه لفحصها"

فيقول رايز بحدة " لن تفعل ذلك، ليست بحاجة لذلك، بما ان الوضع مستقر، ستعود حرارته لطبيعتها بعد قليل"

ينزعج آدم منه متحكما بقبضته و يقول من تحت أسنانه " هل انت الطبيب هنا"

يعاود رايز بنفس النبرة " لن تفعل شيء من دون موافقتي "

يتنهد مايكل من تعصب رايز من مجرد اخذ عينة من دمها لفحصه إذا كانت مريضة ام لا، ليتبادر الشك لذهنه فيقول" هل هنالك أمرا تخفيه ام ماذا"

تتسع عينا رايز لسماعه ما تحدث به مايكل لكنه يتجاهله عند سماع صوت أوري المجهد، ليضع يده على خدها الصغير و يقول

" آر هل تسمعينني"

لم يجد منها ردا فيردد ذلك عدة مرات الي أن يستشعر حركة عينيها عدة مرات، استغل مايكل انشغال رايز ليشير بيده لآدم ليقوم بما أراد فعله لم تكتمل ثلاثين ثانية لينهي ما أراد فعله ثم يتجه لتفريغه في أنبوبة تحتوي علي مضاد لتجلط الدم.

يخرج صوت أوري ليبدي شيء من السرور علي وجه رايز و هي تقول " بابا هل انت هنا"

فيجيبها رايز و هو يمسك يدها " أجل بقربك، افتحي عيناك"

فتقول " احاول، لكنهما تألمانني"

يشعر رايز ببعض القلق من كلامها فيقول " تمهلي لا تفتحيهما حتى تحسي بالارتياح حسنا انا بقربك"


تنفس الصعداء عندما فتحت عينيها ليكشف جفنيها عما كانا يخبئان، تتسع عينا رايز، و كادت أن تنطلق منه شهقة ليتحكم بها في الثلث الأخير، ليزيد ارتياب أوري من ردة فعل أخيها فتقول " ماذا بك" فيستشعر الرفيقان صوت أوري ليلتفتا نحوها فيقوم رايز بإحتضانها و يقول بهمس قبل أن يقتربا " أوري استمعي الي لا تفتحي عينيك مهما يكن"

يتحدث مايكل بشيء من الريبه " هل حدث شيء هل استيقظت"


يجيبه رايز بشيء من الهدوء " أجل استيقظت، فقط تشعر بالبرد"

يتحدث آدم و هو يقترب منهما " هل يمكنك وضعها علي السرير اريد فحصها"


يرفض رايز طلبه و يصر علي بقائها هكذا فهي تشعر بالبرد، و عند إصرار آدم كثيرا لشكه فيه يطلب منه رايز بعض الوقت ثم سيسمح له بذلك


صوت رنة خافضة كجرس يجذب انتباههم ليستقر نظرهم نحو ذلك الجهاز الذي يتصل بالحائط يضغط مايكل علي أحد ازراره فيخرج صوت أحدهم ليبدو انه جهاز اتصال سلكي فيقول الرجل

" مرحبا سيدي"

فيجيبه مايكل "ماذا هنالك ايد"

ليقول " هناك ضيف من متجر ألفا"


لتتسع ابتسامة رايز لسماعه هذا فها قد أتى موعد حريتهم قبل حدوث شيء فيرد مايكل بنبرة باردة " أين هم الآن"

" لقد تم ارشادهم للطابق العلوي"


ينهي مايكل المكالمة بحسنا لينقطع الاتصال.


" ستغلق الغرفة من الخارج و لن تستطيعا الخروج منها، و مما يبدو من رؤيتك سعيدا يبدو الأمر متعلق بكما"

يخرجان تاركان كل من أوري و رايز في مشكلتهما الخاصة، ليقول مبعدا أوري من صدره

" هل يمكنك فتح عينيك "


لتفتح أوري عينيها و تظهر مقلتيها المصبوغة باللون الأزرق الرمادي متلألأة مثل حجر القمر بل لوهلة يتهيأ لك كأنها حجر قمرٍ نقي يستقر في عينيها.



يضع رايز يديها علي خديها و هو لا يصدق ما يراها اهي طفرة جديدة من تطور فصيلة UB ، لم يقرا من قبل أن حصول طفرة تغير للون مقلة العين، هو الآن محتار في كيف سيحل هذه المشكلة الجديدة و قد بدى التغير واضحا الان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي