25

سماء زرقاء تتراقص فيها الرياح مداعبة السحب لتسوقها معها بهدوء مودعة هذه الأطلالة من المدينة الي مكان آخر.

فنجول هناك في منتصف القطاع، لن تجد فيه الهدوء بل و لن تجد سوى أماكن العمل التي تضج بالزبائن و العمال الذين يتسابقون لقضاء حوجاتهم بوتيرة يومية، خطواتهم تصدح في المكان و هنالك أصوات العربات القديمة التي تجرها الحيونات و بعض منها تساق من قبل البشر عن طريق تبديل القدمين لتحريك العجلات الأمامية و العربة من خلف، فالمحركات تحتاج لطاقة لتشغيلها فنالك الطاغية الشمسية و الطاقة النووية و الطاقة الكرومغنطيسة و الحرارية و لن يتحمل الناس تكلفة شراء تلك المركبات التي تحتاج الي مثل هذه التكلفة العالية ، لن أقول إنه لن تتواجد عربات حديثة لكنها نادرة فقيمتها عالية جدا و هي رغم غلوها تتواجد بأنواع طاقات المختلفة كما زكر سابقا ما عدا المحركات التي تشتغل بالجازولين و غيره من منتجات البترول لانعدامه في هذا الزمان و حسب نوع طاقتها تحتسب تكلفتها و كذلك ليست بالهين.

تقف أوري بصعوبة و قطرات دموعها تتساقط علي الارض بسبب المها، تمسحها بقوة و غضب، و تواصل وجهتها نحو ذو الشعر الأحمر متجاهلة الألم الذي يعتريها تبحث بمقلتيها عنه في الأرجاء بقلب متوتر مكتفي من فضوله الذي أحدث كل هذه المشاكل.

تتسلط عينيها نحو تلك المجموعة المكونة من ثلاث مراهقين يحومون حول فتى آخر بوجوه غاضبة تترائ لها تلك القلنصوة التي تعرفها جيدا فقد كانت تتابع صاحبها منذ فترة فتتسائل مفكرة ( أليس هذا هو الفتى الوقح الغاضب ادائما يصطنع المشاكل هنا و هناك)

تقترب لتروي ذلك الفضول مرة أخرى الذي قد قالت سابقا انها لن تتبع فضولها مرة أخرى لكن من يأبه بما يقول أو يفعل ما تمليه عليه نفسه.

يحتد صراخ الثلاث مراهقين و دفعهم لصديقنا ذو الشعر الأحمر الذي قد طفح كيله اخير من ازعاجهم ليوجه قبضته بصورة قوية نحو الذي أمامه فيسقط أرضا فيصدر من الفتى صوت تأوه عالي معبرا عن ألمه فيتلوى في أرض قابض بطنه من الألم ليصقع المراهقين الآخرين و يوجهان نظرات حادة و غاضبة تجاه ذي الشعر الأحمر الذي بادلهم بنظرات بارده قاتلة، بينما أوري تنظر إليهم من بعد نصف متر بوجه مندهش ففارق الطول بين ذو الشعر الأحمر و المراقبين شاسع و بغض النظر عن بنيتهم القوية، و بنيته النحيلة.

يقترب من ذو الشعر الأحمر المراهقين بمعالم غاضبة فيقول احدهما

" كيف تجرأ علي فعل هذا من تخال نفسك أيها الو*د"

ليوجه لهم نظرات ساخطة من دون أن يردف شيء يتحامى الشجار بينهم بقوة و بصورة غير عادلة اثنين ضد واحد بكلمات و ركلات موجهة تجاهه يصد بعضها و تصيبه بعضها ليبادلهم أيضا ذلك الكم من الإصابات بصورة متهورة ، فيصبحو ثلاث ضد واحد بعد أن استقام صديقهم المصاب فيوجه له ضربة مباغطه نحو وجهه لتخرج بعض من الدماء من فمه فيلمس مكان إصابته متحسسا اياها ليسقط نظراته القاتله علي من قام بلكمه كانه يقول (ستندم علي ذلك) أو ( ستموت) شيء من هذا القبيل و هل كانت أول لكمة يتلقاها أو أذى له أوليس هو من أصابه سابقا، لكنه غضب بسبب ان ذلك الفتى قد قام بمباغتته .


ليشتد غضب الآخر من نظراته و يقول بحدة " انزل عينيك أيها الكريه كيف تتجرأ بالنظر نحوي هكذا"

فيتجاهل نظراته أخذا رجليه نحوه ببطئ بينما الآخر شعر بالخوف من الهالة التي تحيطه و المعالم السوداويه التي تعلو علي وجه ذو الشعر الاحمر فيقول بنبرة مرتجفة " امسكو به ستتأدب من قبلي، امسكوه جيدا لا تفلتوه"
اقبل المراهقين الاخرين نحوه ببعض لكن صرخة من صديقهم الآخر بصورة غاضبة نحوهم جعلتهم يتماسكون و يقومون بالانقضاض عليه شغالين حركته بينما هو يقاوم بقوة مع امرات الغضب التي تسيطر عليه.

يستل المراهق الآخر سكين كان يخبئها في ملابس فيتوجه بإبتسامة شريرة كشخص متعطش للدماء من ثم يقول " أخبرتك سابقا أن تعتزر علي الاصطدام بنا وكما أخبرتك أن تخفض عينيك لكنك كابرت و فوق كل ذلك قمت بضربي انت من جلبت ذلك لنفسك، لذا سأقوم بتأديبك الان"

يخفض من مستوى يده و يقوم بدفعها بقوة فيصدح صوت صرخة أوري و هي تجري بكل طاقتها

"لااااا توقف"

لكن لا مجال لكي تتوقف فهو جادا في ما سيفعله و لن يتهاون من قبل طفلة أو هو اساسا لم يكن يسمعها فقد كانت ازنيه مغلقتين بسبب من يوسوس له بالقتل ، تنغرس تلك السكين داخل ذلك البدن الصغير،لترتسم علامات الاندهاش و الاضطراب التي علة معالم وجوههم.

انتشر الناس من حولهم بعد سماعهم لذلك الصوت الضئيل و الطفولي خارج من فم الصغيرة أوري، كانت وجوههم تعلوها شيء من الخوف لشكل تلك الطفلة التي اخترقت السكين صدرها، بينما فاعل تلك الفعل الشنيعة أصبحت يداه ترتجفان تاركا السكين تستولي علي مكان في صدرها.

لا يعرف كيف حدث هذا فلقد كان يصوبها نحو ذو الشعر الأحمر إذا كيف أصابت الفتاة وجه مقلتاه الي أوري التي لم تحملها قدماها و سقطت أرضا و الي القابع خلفها الذي أيضا تسمر و اتسعت عيناه من ما فعلته تلك الطفلة التي كانت تلاحقه و تزعجه كيف لها أن تفعل هذا و تخترق قواعده فهو لا يرضى و لا يقبل أن يقوم أحد لمساعدته و مساندته.

اما المراهقين اللذان كانا يقيدانه ارخيا تقيده بل بسبب خوفهما افلتا يده و تراجعا للخوف، ليستعيد ذو الشعر الأحمر شتاته و يتحرك ناحية أوري متقرفصا قربها بتوتر يلقي نظراة قلقة عليها و هي تحاول جذب السكين خارج جسدها لكن ليس لها قوة هي الآن خائفة من ما حدث لها، تعلم بأن ما حدث لن يقتلها لكن مشاهدة السكين و هي تنغرس داخل جسدها قابعة بين اضلاعها و كمية من الدماء تستنزف منها اخافتها كثيرا هذا المنظر وحده يحدث اضطراب كبير بالفرد.

بالعودة الي ما قبل الفاجعة عندما كانت أوري تراقب شجارهم و هي تحاول أن تتجنب التدخل فقط تريد رؤية ما الذي يحدث مع ذلك الفتى الذي يحدث شجار مع كل من يلتقيه و لا يبالي بما سيحدث هل هو مجنون أو ماذا.

أوري

لقد سيطر علي القلق و التوتر عند رؤيتي لذلك الشخص هو يخرج السكين و علامات الشر تترسم علي وجهه هل حقا ينوي أن يؤذيه الا يفكر ماذا سيحدث لو مات الا يفكر بالعواقب ، الا يوجد أحد لمساعدته ماذا يفعل الناس الا يرون ما يحدث ام يتجاهلون الأمر، هل حقا لن يساعده احد هل يتجاهلون الأمر ام انهم حقا لا يرون شيء، ماذا علي أن أفعل الان


اندفعت نحوهم دون تفكير و دون أن احس و انا اصرخ بأن يتوقف ذلك المراهق عن ما يريد فعله و انا املة بصراخي أن ينتبه احد و يساعده، لكن لم يتحرك احد لأجد نفسي أخاطر بالوقوف أمامه كحائل بينه و بين ذلك المراهق لمنعه من قتله، لم أفكر حتى في ما أفعله بدون تردد وقفت،. لكن ذلك المعدن الحاد لم يتوقف ابدا.


شعرت بذلك المعدن البارد الذي يخترق جسدي بقوة و هو يحتل مكان في جسدي، لم اتألم مبدأيا لكن الألم اصابني بعد أن أفلت ذلك الفتى السكين و تركها في صدري، فأحوال إخراجها بميدان ترتجفان ترفضان فكرة وجود ذلك الكائن القريب في جسد صاحبهم، فاتشتت بوجود ذلك السائل القرمزي المقيت الذي يخرج و يعيقني جاعلا من يدي لزجة كم أكره هذا اللون الأحمر القاني و رائحته انه يوترني أكثر.


انا اعلم بأني لن أموت من مجرد طعنة فجسدي سيتجدد و يلتئم الجرح مجدد لكن و جهودها داخل جسدي يرعبني و يزعجني و يمنع التئام الجرح و يصيبني بالألم، انا الان اريد ان ارى بابا إذا رأني هكذا اعتقد بأنه سيغضب و سيوبخني بل سيتوتر و يقلق علي ما حدث لي سارى نظراته الخائفه تهاجم محياه، انا مخطئة ما كان علي أن أحدث كل هذه الضجة و لا أن اتبع هذا الفتى الي هذا المكان ، لكن بعد كل شيء يبدو أن الوقح الغاضب بخير، امل ان يتعلم درسا من هذا و يلين قلبه و يصبح فتى جيد يساعد الناس، كم امقت وضعي هكذا هل الموت مألم هكذا، يجب علي الموت بين يدي بابا.


" ما الذي يحدث هنا"

صوت قوي صدح لرجل بجثة قوية وقف في منتصف الحدث ليرتعب المراهقين فيفرون بدون أن تطرف لهم عين بوجه و جسد مزعور، كأنهم كانو يترقبون اي فرصة ليهربو، فيلتفت احمر الشعر تجاه وجهة هروبهم و يصرخ و هو يحيط أوري دون أن يعلم ماذا يفعل فهو كذلك مجرد طفل في الثانية عشر لا يفقه شيء من للازعافات الأولية في هذه الحالة.

" ايها الجبناء أين تهربون ستندمون اعدكم بذلك"



تنتشر همسات الناس في الأرجاء فهي عادة البشر لا يكفون أن يفعلوا شيء فقط يتهامسون من دون المساعدة في وضع كهذا هل ينتظرون موتها لينشرو القيل و القال الا يوجد أحد ليساعد، يقترب منهم نفس الرجل ذو الجثة القوية بحالة من التشتت فيقول لاوري التي تحاول نزع السكين

" توقفي هكذا سيزداد النزيف ساخذك لأقرب مشفى"

فترفض أوري ذلك فهي تعلم أن الجرح سيلتئم بمجرد نزعها للسكين من جسدها و هذا سيحدث مشكلة جديدة هي في غنى عنها أو يعرضها لخطر أكبر من هذا لتهمس بخفوض لذو الشعر الأحمر و تقول

" ارجوك انزعها و خذني بعيدا من هذا التجمع بسرعة"

تستولي معالم الحيرة علي وجهه لكن أوري تطلب منه ذلك بحزم ليقوم بإمساكها و يحاول ذلك فيمنعه الرجل محزرا

" لا تفعلها ستودي بحياتها"

فيتجاهله موجها نظرة قاتلة تجاهه و يقوم بنزعها بصورة سريعة فتتأوه فيها أوري من الألم ليقوم بحملها متجاهلا ندائات الرجل و همسات الناس و هو يركض بسرعة الي أقرب مكان قد يكون أمن و هاديء.

اصطدام قوي اوقعه أرضا لكن من دون اوري التي تم انتشالها قبل أن يسقط ترتفع عيناه بسخط نحاية ذلك الجسد الذي اسقطه و قد أخذ الطفلة من بين يديه ليبادله بنفس النظرة القاتلة لكنها تحولت الي قلقة عند استشعاره لعناق الصغيرة أوري و اهتزاز جسدها الذي انزر ببكائها لتقول

" اسفة بابا، انا اسفة حقا لن اعيدها اعدك"

يحيط يده حولها ليتحسس ذلك السائل اللذج الذي صبغ يديه فتتزعز عيناه من القلق فينتشلها من حضنه و يقول بهلع

" ما هذه الدماء"

فتتوحه يديه نحاية تمزق التشيرت الذي ترتديه قرب صدرها ليرى ذلك الجرح الذي بدى له من خلاله، يضطرب قليلا لرؤية ذلك الجرح القائر الذي لم يلتئم بعد فتتسع عينيه و تنقمر ببعض من الدموع

" كيف حدث هذا"

فتتحدث أوري ببعض من الإرهاق و هي تمد يدها لتصل خده و تقول

" لا تقلق سأكون بخير انت تعلم ذلك، المهم اننا ابتعدنا من انظا"

لم تكتمل جملتها لتسقط في ذلك الظلام الذي أحاط بها فتتساقط دموع الرأي القلقة عليها.

" رايز هل وجدتها، ما بالك، ما بها اوري"

خرجت تلك الكلمات من فم نتاشا و هي تتجه بخطوات قلقة نحو رايز القابع أرضا ، و عند اقترابها تجد رايز محاوطا أوري لتنهي جملتها بنبرة مصدومة عند رؤيتها لدماء أوري.

لتردف عندما لم تجد ردا من رايز الذي تشتت وعيه " هيا بنا لنسرع و ناخذها للقصر "

تنهي عبارته و هي تحسه للقيام فيستعد وعيه و يتحرك معها نحو مركبتها الكهرومغنطيسية تلتفت نتاشا موجهة نظرتها لذو الشعر الأحمر الذي لم يتحرك من الأرض منذ سقوطه و هو محني راسه للأرض فتقول له بنبرة حادة " زيون اصعد الان و سنتحدث لاحقا في الأمر ".

.
نعود للماضي لفترة لا تتجاوز الساعتين ربما عند السيد رايز و هو غارق في أفكاره الجهنمية لما سيفعله و ما يحدث بعد شهر و كيف ستتغير حياته و هل كل ما سيفعله سيكون خيرا أو لا، يتوقف عند باب تلك الغرفة التي يترغب التحدث و اللهو مع صاحبها و لم تكن إلا غرفة صغيرته التي اشتاق لها كثيرا فهو لم يلتقي بها منذ الأمس و قد بدى له انها أصبحت مشغولة باللعب مع الأطفال فكما قالت له انها احست بأنها أصبحت مربية أطفال بسبب ليو و ليان و إيان.

تدور عينيه في الغرفة بحاثة عن ذلك الجسد الصغير الذي يقبع فيها لكن لم يجد، فتأخذ قدميه نحو باب الحمام ليطرق علي الباب بخفة مناديا بإسمها

" أوري هل انت بالداخل"

لم يسمع شيء ما ليدلف للداخل باحثا في ارجائه فيخرج مباشرة بعد التأكد من عدم تواجدها فيه، فيجلس علي السرير مفكرا ربما تكون تلعب في الخارج مع رفاقها الجدد، فتهتز ساعته مجيبتا عن تسائلته ليفتح الرسالة و يجد إشعار من ساعة أوري المرتبطة بساعته مكتوب عليه قطع قرينك الف متر من المكان الذي تتواجد به فيقف متصنم يتأكد من ما قرأ.

يتجول رايز بقلق و هو يبحث عن أوري و يسأل من يقابله عن أوري، لكنه لم يجد ردا يشفي توتره حتى أن قابل نتاشا

" ماذا هناك رايز"

فيقول مضطربا " يبدو أن أوري اختفت"


تتسع أعين نتاشا و تقول " كيف حدث ذلك"

"لا أعلم لقد وصلني إشعار منذ فترة انها ابتعد عن المنزل "

فتجيبه نتاشا بنبرة منزعجة " هل انت احمق ماذا تفعل فالتحدد موقعها و دعنا نزهب، يبدو أنك تصبح غبيا عندما تتعلق الأشياء باوري".


يرفع خصلات شعره و يرجعها للخلف و يقول " أنا آسف انا حقا لا أعرف أين يذهب عقلي "

تظهر ابتسامة باهته علي وجهه بعد أن انهي حديثه، فيتجهو صاعدين المركبة متابعين موقع أوري.


بالعودة للحاضر.

سحابة كئيبة تحيط تلك الغرفة التي باتت اجوائها قاتلة بسبب النظرات التي تلقيها نتاشا علي رايز بينما تستلقي أوري في سريرها الفخم الذي يحتوي علي ملائة طفولية جميلة تليق بفتاة بعمرها و بجانبها يجلس رايز يلقي عليها نظراته المهمومة و نتاشا وقفة هناك تنظر إليه و الحنق قد كاد يقتلها فتتحدث نتاشا بصوت مرتفع و منزعج

" كيف ترفض أن أطلب الطبيب ليأتي و يتفحصها،. هل تريد أن تتأذم حالتها، كيف تقول ستتكلف بالأمر هنا أنه ليس بالأمر هين فرغم كل شيء سيستغرق الوقت فترة طويلة مع هذا الجرح القائر"

يتنهد بعمق و ينظر لنتاشا بوهن فيقول " ارجوك نتاشا توقفي عن الحديث،. فقلقك ليس أقل من قلقي "

فتوجه نتاشا له نظرة حادة و تقول" هل تجرأ علي ذلك، إذا كنت حقا قلق عليها فاسمح للطبيب أن يأتي، فجسدها سيصبح خالي من الدماء هل ستكون سعيد عندها "

يصدح صوت رايز و هو ينادي اسمها" نتاشا"

لتصر نتاشا علي أسنانها ليتحدث بنبرة هادئه متمالكا نفسه" اقترب و انظري للجرح لقد التئم تماما، لقد التئم منذ أن كنا في المركبة هي الآن مرهقة بسبب فقدها للدم ستتحسن بعد أن تعوض كل الدم الذي خسرته بالأكل الصحي "

تظهر علامات الدهشة و الحيرة علي وجه نتاشا فتقول بصورة غير مصدقة " كيف ذلك انا اعلم انها من فصيلة U. B مثلي لكننا لا نشفي بهذه السرعة مثل هذا الجرح يستغرق ساعات انا اعلم هذا، هل انت تخفي عن شيء رايز "

يرجع خصلات شعره و يلقي نظراته نحو أوري ثم يقول

" اسف نتاشا انتي تعلمين أن أوري كل ما أملك فأنا لا استطيع التفريط فيها أبدا هذا صعب لذلك أنا لم أخبرك بكل شيء عنها، انا لا أقول بأني لا أثق بك لكن المشكلة اني اخاف ان تتثرب المعلومة عنها حتى لو كان ذلك عن طريق الخطأ فهذا سيأثر ارجو ان تتفهمي ذلك،. فأنتي أيضا تملكين الكثير من الأسرار امل ان هذا لن يقف في طريقك "

تنهيدة صغيرة تخرج من فم نتاشا و تقول" حسنا انا أتفهم الوضع، لكن لدي سؤال امل ان تجيب عليه و إذا لم ترد أن تجيب عليه لن اجبرك علي ذلك "


همهم رايز حاثا أيها علي الحديث فتردف نتاشا بنبرة هادئة مترددة
" بشأن جرعة الشفاء هل هي من دم أوري، هل اعتقادي صحيح، انا اعلم انها قد صنعتها لكن لا أعلم ما هو المكون الرئيسي و لم ابحث بذلك لبناء الثقة بيننا "

يغمض رايز عينيع و يأخذ نفسا عميقا بصورة هادئة فيجيب نتاشا" أجل، هذا صحيح، فاوري صنعتها من أجلي للحالات الطارئة إذا تأذيت بصورة خطيرة، لكني لم استعملها بسبب أني لم أتعرض للإصابة الا مرة واحدة و قد قامت بجرح نفسها من أجلي و لكي نكسب مال كافي من أجل رحلتنا الطويلة قررت بيعها و الإستفادة منها بصورة أخرى"

فتومأ نتاشا متفهمة ما قال لتقول" اشكرك للإجابة سؤالي، ساخرج و اتركك ترتاح انت و أوري امل ان تنهض سريعا و بخير "

يتجه رايز نحو الخزانة بوجه مبهم يأخذ بعض من الثياب المريحة التي تناسب أوري ليقوم بتبديل تلك التي قد امتلئت بالدماء
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي