19

من بين كنف الظلام هنالك تتلألأ تلك الأضواء الجميلة التي تحتل مساحة صغيرة من الحديقة لتستقر في عيني أوري التي كانت مندهشة من جمال ما تراه في عينيها و كلما اقتربت من هذا المنظر يبدو لها جميلا اخاذا و تلك الزينة اللامعة الزاهية الألوان التي تخطف الأبصار، للتتسع حدقة أوري ذات اللون الاسود البراق عند تساقط تلك الرقاقات اللامعة و الملونة من فوقها هي و رايز و سماع العبارة التي رنة في اذنيها كاللحن الجميل من بين أفواههم

" عيد ميلاد سعيد أوري"


اوري

كل كياني و عقلي لم يستوعب الذي حدث و الذي صار أمامي في فترة وجيزة، فعن كل الجمال الذي يحيطني و الذي بدى اخاذ استقرت تلك الأغنية التي تردد عبر السنين و الأجيال احتفالا بأعياد ميلاد الأفراد، للتتسع ابتسامتي علي هذا الحدث الذي يحتوي علي الأشخاص الذين احبهم فهأنا أرى العم سام يبتسم بإتساع و يغني لي و هنالك ليو الصغير بينما هنالك بعض الناس الذين لا اعرفهم لكن أراهم سعيدين من اجلي،. وجهت نظراتي نحو رايز لأرى ابتسامته الدافئة و سعادته التي غمرتني لكن رغم ذلك تفيض دموعي و تنزل بغزارة تفيض سعادة و تفيض غضبا من نفسي لان فكرت ان اخي قد لا يهتم بيوم مولدي الذي دائما ما كان مثل أفضل أيام حياته و اليوم أيضا اثبت ذلك لي لتخرج تلك الكلمات التي تعبر عن أسفي

" انا اسفة اسفة لاني فكرت بك هكذا"

لاقوم بعناقه بقوة و ابكي في وسط أحضنه، يا اللهي أصبحت هذه الأيام ابكي كثيرا كيف عساي أن أوقف هذا الان رغم اني غاضبه الا اني سعيدة لما فعله، فأسمع صوت رايز المهدئ لي

" لماذا تعتزر صغيرتي أوري"

لأقول من وسط شهقاتي " لاني اعتقدت انك لن تقضي يوم مولدي معي و لن تهمتم بذلك"

فيتحدث رايز بصورة لطيفة معاتبة " لماذا اعتقدت هذا و انا دائما احتفل به معك، لكن هذه المرة حدث تغير طفيف للحصول على سعادة أكبر"

تحمر وجنتي من كلامه فكيف يعتبر كل هذا مجرد تغير طفيف فهذا أكثر من اللازم لكن رغم ذلك احيط اخي بيدي علي عنقه بلطف طفولي مدارية وجهي و اقول " تغير طفيف، بل إنه كبير انظر لكم هذا الأشياء و الناس، حتى أنني أشعر بالخجل لرؤيتهم"

يربت رايز علي رأسي بلمسة لطيفة و حنونة و يقول" ليس هنالك شيء كبير علي أوري، فأوري تستحق الأفضل، و ما علي أوري الا تمني المزيد و اخاها يحققه لها مهما كان الشيء لأن أوري أغلى ما لديه، و هنالك شيء يجب أن تعلميه، فبما ان أوري صغيرة في نظر رايز ستكون دائما مدللة و تحصل علي كل ما تريد"

اذداد احمرار خدي من كلمات اخي التي تكن لي كل الحب،فبكلامه هذا يثبت بأني ابدا لن أصبح كبيرة في نظره مهما زاد عمري سأظل الصغيرة أوري في نظره، ألن يجعل كلامه لي فتاة مغرورة و متعجرفة مدللة تحصل علي ما تريد او لا يهتم بحدوث هذا، لكن رغم كل تلك الأشياء التي يريد أن يعطيني إياها فقط اريد شيئا واحدا منهم و هو الذي احصل عليه بكثرة هو حبه الدائم لي و وجوده بقربي لذلك في هذا اليوم الجميل اريد ان اشكر الله علي نعمة الأخ حقا كم انا محظوظة بوجوده.

و من بين أعماق السعادة التي غرقت فيها انتشلت نفسي لاقبله علي خده و اشكره ثم اقول من بين عاطفتي

" سأظل احب اخي و اكون بجواره مهما طالت الأقدار، انا سعيدة بكل ما يقدمه لي اخي لكن سعادتي الكبرى هي وجود اخي بقربي و هذا أفضل شيء قد احصل عليه"



تنتهي لحظاتهما الدافئة بتواجد سام بقربهما الذي انتشل أوري من بين يدي أخيها و قال

" و هل جلبتنا هنا لنتفرج عليك و انت تحظي بالكلمات الجميلة و الحب و اللطف وحدك من قبل أوري، دعنا أيضا نحظي ببعض منها أيها الاناني "

لتضحك أوري و تعانق سام و تقول
" انا ايضا احب العم سام لأنه لطيف و لكني احب بابا أكثر"

تتقدم أوري نحو الجميع و هي تمسك بيد ليو الصغير الذي بدى سعيد أيضا بالوضع لتتشكرهم علي قدومهم فيحيوها و يتبادلو معها بعض من الكلام اللطيف فتتحدث معهم بسعادة بينما رايز ينظر لها من بعيد مع ابتسامة هادئة يجذب ذلك الصوت الرقيق مسامع الجميع

" يا إلهي هل فاتني الكثير"

لتقترب ناحية أوري و تتقرفص لتصل قريبا من طولها و تقول مع ابتسامة جميلة

" عيد ميلاد سعيد أيتها الصغيرة أوري"

فيلاحظ رايز أن أوري لم تتجاوز حلقة كراهية نتاشا لكنها تجاوز الموقف الان و ذلك مع ابتسامة بسيط و هي ترد

" شكرا لك"

يلاحظ الجميع أن تصرف أوري لم يعد مثل ما كان معهم ليتجاهل البعض ذلك و يفكر الآخرين أن هنالك شيء يدور بينهما، و لكن كل ما في الأمر أن نتاشا بريئة فهذه مجردة عقدة تملك أوري لحب أخيها، جعلها تكرهها و تخالها تريد إبعاده عنها، للتحدث نتاشا و هي مستمرة في الابتسام بطريقة طفولية


" هيا اغمضي عينيك و ابسطي يديك اريد ان اعطيك شيء"


ترتسم ملامح الحيرة علي وجه أوري فهي لا تريد فعل ذلك لكن ماذا تفعل عندها تنظر لاخاها فيقول بنبرة لطيفة

" هيا افعليها"

ليقوم بتأيده الجميع و الهتاف عند رؤية تردد أوري


" هيا أوري، هيا"

بينما نتاشا ترتسم عليها علامات الفرح، فهي حقا واقعة في حب أوري اللطيفة و خصالها الطفولية، و ذكائها الفائق، و كل ما يعنيها،. لكن المشكلة في أن أوري لم تستطيع أن تفتح لها قلبها.


عند اشتداد الهتاف تقع أوري للأمر الواقع و تقبل بما طلبته منها نتاشا، فتقوم نتاشا للإشارة لأحد الخدم الذي يختبأ بالخلف ليتقدم و هو يحمل صندوقا مزين و يقوم بإعطائه لنتاشا، فتقوم نتاشا بوضعه علي يدي أوري الصغيرتين و تطلب منها نتاشا فتح عينيها لتنظر للصندوق المتوسط الحجم.

تفتح أوري عينيها و هي تستشعر ذلك الشيء الثقيل بعض الشيء و هو يتربع علي يديها لتتسائل بنظرة هادئة ماذا به، لتطلب منها نتاشا فتحه لتقوم أوري بفتحه و هي تشعر بشيء من القلق.

عند انتهاء أوري من فتحه تظهر تلك الدمية الجميلة متوسطة الحجم بطول أربعين سنتيمتر التي كانت ترتدي فستان وردي براق و تملك شعر حريريا باللون الأحمر ببشرة ناعمة كالجلد الحقيقيو عيناي عسليتين شفافتين ، تتحسس أوري كل تلك الأشياء و هي مندهشة لتتكلم نتاشا من بين سعادتها و هي متأكدة انها قد أعجبت أوري


" انها دمية آلية بمواصفات عالية الجودة جماليا و ذكائا و دفاعا"

تنظر أوري إليها بتعجب فهي تبدو هدية غالية من خلال ما قالته، لتوجه نظراتها لرايز مرة أخري، لكن هذه المره وقف رايز معها و الذي بدى متوتر ليقول

" انسه نتاشا ، حقا شكرا لك لكن يمكننا تقبل هذه منك "

فترد نتاشا بشيء من الانزعاج علي رايز" ليس من شأنك رايز فلا تتدخل أن الهدية موجهة لعزيزتي أوري"

لتوجه نظراتها اللطيفة لاوري المتوترة و تردف قائلا " أوري أليست لطيفة ألم تعجبك، انها هديتك أخبريني إذا لم تعجبك "

فتبتسم أوري بتكلف و تقول" بلا أعجبتني لكن كما قال بابا لا يمكننا تقبلها فهي باهظة الثمن "

فتعبس نتاشا و تقول بنبرة حزينة" انه شيء تستحقه أوري و لقد تعبت كثيرا للحصول عليه،. رقم الدعوة المتأخرة، و انت ترفضين ذلك يبدون انها لم تعحبك حقا انا حزينة "

تهز أوري رأسها نفيا لتقول " ليس كما تعتقدين انسه نتاشا "


فتقاطعها نتاشا و تقول" إذا خذيها "


تعود علامات الحيرة مرة أخري الي وجه أوري لتقوم نتاشا بقرص خديها ثم تتوجه نحو رايز و اصدقائه متجاهلة أوري التي تريد الرفض.




تتوالي الدقائق و الجميع مستمتعون مع بعضهم و يتحاورون في اشياء تافهة و ما حولها ليصدح صوت ليو الذي خطف عقولهم فيتسابقو الي المكان الذي به ليو و أوري، لتنشق أنفسهم و هم يكادون يسابقون الريح لتسع أعينهم و هم يرون ليو الذي كان ساقط في الأرض مزين بتلك الجروح و بعض الدم يسيل من انفه ليركض سام الي ابنه الذي لا يكاد يحرك ساكنا و إمارات التوتر تأكله فيتحدث ليو و هو يشير الي إحدى أشجار الحديقة و يقول

" أوري معه هناك"

لم يتم فهم شيء منه غير اوري فقد كانت كلماته متقطعه فيوجه رايز نظراته الي محل إشارة ليو فيلمح ظل احدهم فيتحرك بسرعة ناحيت ذلك الشخص، و حينما شاهد ذلك الشخص تقدم رايز منه ليحول الركض لكن بدأ رايز يعيقه بالتقدم فقد اخرج سلاحه و بدأ التصويب نحوه ليقف الرجل منزلا أوري و ممسكا باوري من شعرها محيطا السكين حول عنقها فيتوقف رايز متصلبا فكم من مرة قد احيط بهذا الموقف و هو لا يعلم ما عليه فعله عندها، يحيطه أصدقائه بعد وصولهم له و هو قد أسرع و تركهم سابقا ليتحدث الرجل عند استشعار محاولة دانتي الاقتراب منه فيقول

" الا تهمك حياتها ام ماذا"

ليقرس السكينة علي عنق أوري التي أصدرت انينا لكنها تبدو مغميا عليها بسبب عدم ابدائها اي رد فعل ليصرخ رايز قائلا

" توقف ما الذي تريده "

تخرج من الرجل ضحكة ماكرة ليقول " لا أريد شيئا منكم فقط ابتعد مني و لن تتأذى الفتاة"

ليتحدث رايز بإضطراب" إذا ضعها أرضا و أعدك بأني سإتركك حينها"

تصدح ضحكة ساخرة من فم الرجل ليقول " و هل تريدني أن أذهب خالي الوفاض و انا أتيت من أجلها "


فيصرخ رايز" ما الذي تريده من فتاة صغيرة و من انت "

يوجه الرجل نظرة حادة تجاهه و ثم يقول" و هل علي الإجابة علي اسئلتك أو ماذا، ابتعد عن طريقي قبل أن اقتل هذه الفتاة هنا"


يصدح صوت إطلاق رصاصة من جانب رايز لتستقر تلك الرصاصة في صدر الرجل الذي أراد تجنبها و بالكاد نجح ليسقط أوري أرضا بسبب تألمه فيتجه رايز مقتربا منها، لكن يستشيظ الرجل غضبا و يمسك باوري التي تأوهت عندما تمادى ذلك الرجل و قام بشد شعرها بقوة تفتح أوري عينيها لتسقط نظراتها المظلمة علي الجميع الذين يبدون في أوج اضطرابهم بينما يتسلط النور علي رايز فقد فقد نفسه في تلك اللحظة عند رؤية تصرف الرجل بتلك الطريقة الوحشية مع أوري بالرغم من أن جرحها الذي في عنقها قد شفى و لم يلاحظ الرجل ذلك بسبب الدم الذي نزف منه إلا أنه قد يسبب خطر لها أن علم ذلك الرجل و قد يأذيها بصورة أكبر لاحقا دون أن يأثر ذلك عليه فهو الان يقر بأن ذلك الرجل إذا أفلت شعر أوري سيجد كومة من شعرها علي يده بسبب شده القوي له.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي