14

تتحدث بحيوية و مرح طفولي لتبدي كمية السعادة التي استولت علي كامل مشاعرها
" هل ما تقوله حقيقية هل سيأتي العم سام"

يضحك رايز علي قفزها و رقصها الذي أعلنت به مقدار سعادتها التي سيقدمها لها مجرد قدوم شخص قد استولي على جزء من قلبها البريء فيقول من وسط ضحكاته

" ستتأذين أوري و لن تستطيعي الإستمتاع و اللعب معه أو مع ابنه"

فتغني بغافية طفولية بلحن لطيف و هي تتجاهل كلماته، فهو دائما ينسى أنها حتى أن تأذت ستشفى بسرعة قبل أن تحس بالألم، لتتجول في القصر و هي تعبر عن سعادتها لأي شخص قد إلتقت به.

تقابل في احد الممرات نتاشا التي ترتدي فستان عملي قصير بسيط يصل الي نهاية ركبتها بلون زهري فاتح مخالفا لعادتها اليومية و شعرها ينسدل واضعة عليه ربطة شعر بنفس لون فستانها، يهب النسيم مداعبا خصلات شعرها التي تقوم بإرجاعها بشيء من الانزعاج الي خلف اذنها لتبدو جميلة و لطيفة في نظر أوري الا ان أوري قد تجنبتها رغم ذلك، لأن أوري وضعت أن نتاشا السبب في إبعاد رايز عنها، يمسك رايز أوري و يحملها بحجمها الصغير الذي يأبى أن ينمو ليقول
" هل اخيرا قد هدأتي"

فتبتسم أوري بقليلا من التكلف و هي تنظر لنتاشا التي قد اقتربت منهم و هي التي كانت تحاول أن تتجنب مقابلتها دائما علي الرغم من محاولات نتاشا الدائمة التقرب منها و تكوين بعد الصداقات الا ان أوري دائما ما كانت تحاول التملص منها بردود ذكية غير جارحة فأحست نتاشا أن أوري فتاة غير اجتماعية فقط.

ألقت نتاشا التحية علي رايز و أوري و ابتسمت بلطف و هي تداعب شعر أوري فتظهر شيء من معالم الانزعاج علي وجه أوري التي قد لمحاها رايز فتغيرها بابتسامة متكلفة فتقول لها نتاشا

" أوري كيف كان يومك، لقد سمعت من الخدم بأنك سعيدة جدا، ما هو السبب هل لك أن تخبريني"

تتردد أوري في الاجابه لينظر لها رايز بشيء من التعجب فقد كانت تجيب علي أسئلة الجميع بسبب سعادتها بسرعة فما بالها الان

فتتكلم أوري بصورة هادئة مخالفة عن ما عهدها عليها رايز
" فقط اليوم جميل، و استمتعت بتواجد بابا معي "

ترتسم معالم الحيرة علي وجه الرايز و علي ذلك كاد أن يفتح فمه بكلمات تسائلية لكن سبقته نتاشا بحديثها
" لطيفة أوري كما عهدتها"
فترجع خصلات أوري التي طالت قليلة الي الخلف و تردف قائلة " براقة جدا"

تتجنب أوري لمساتها و هي ترفق رأسها بصدر اخاها اتقبض علي قميصه قليلا بشيء من الانزعاج.

تتحدث نتاشا و قد بدى علي وجهه شيء من علامات الحيرة فهل هي قد تضايقت أوري، لتضع اعتقاد انها قد تسببت في قطع وقتها مع اخاها

"إذا سأغادر، اتمني وقت جيد لكما"

لتغادر مع نفس ابتسامتها التي أتت بها ليوقفها رايز بقول " هل هناك شيء أتيت من أجله انسه نتاشا"

لتقهقه و تقول "لا تقلق، ليس مهما"

ليعرف رايز انها قد أتت من أجله ليقول " ساجدك في المكتب"

تظهر معالم الحزن علي وجه أوري فها هي قد تأكدت ان نتاشا تبعد اخاها عنها.
تغادر نتاشا لتطلب أوري من رايز أن يقوم بإنزالها، فيرفع رايز حاجبه متسائلا
" ماذا حدث أوري، و لماذا كذبت علي الانسه نتاشا "

فتتحدث أوري بنبرة منزعجة و هي تتململ لينزلها " فقط أنزلني، لدي شيء لافعله "

فيعيد رايز نفس سؤاله بصوت حاد قليلا و هو ينزلها أرضا 

" أوري ما بالك ما هذه الأشياء التي تفعلينها"

تتجاهل أوري كلماته و هي تركض بينما قليلا من الدموع تتساقط من وجهها تاركة رايز الذي يناديها من دون توقف و هو يتسائل ما الذي يزعجها

أوري

هذه الفتاة برغم من كل دعمها و تعاملها اللطيف و محاولتها الدائمة للتقرب مني إلا أن قلبي يأبى دخولها يأبى التماس اي شيء تقدمه لي بطيب خاطر، فكيف لي أن أحب شخص قد أخذ من أحب و ابعده  عني و سلمه للخطر لتتهدد حياته في كل لحظة يغادر فيها ليحقق مرادها هذا اختيار اخي صحيح لكنها هي من أخبرته هي من عرضت عليه ذلك هي من ترسله لاخطر المهمات، ليأتي مصابا عدة مرات لكنه يخفيها مني.

كما أصبح يخفي الكثير من الأشياء، فلماذا ألقي الخطأ عليها و أخي هو قد وافق علي عرضها و هو الذي قبل أن يعرض نفسه للخطر هو الذي يخفي عني الأسرار لكن لحبي له انا ارمي انزعاجي علي المسبب، انا حقا أغضب من نفسي عند انزعاجي منها  ما هذا التناقض الذي يصيبني حتى، لكني أواصل كرهها، حتى أنني اليوم خفت أن أخبرها خبر سعادتي بوجود سام بالجوار خشية أن تبعده عني أيضا، فقط الان اتمني من اخي ان يوقف كل شيء و نعيش حياتنا كالسابق من دون أي تدخلات خارجية أخرى اتمنى ان يعود عقله اتمنى ان نعود لتكون حياتنا عبارة عن وجودي و وجوده فقط .

رايز

منذ تلك الليلة التي نامت فيها أوري و هي تبكي أصبحت أكثر حساسية و انزعاج من كل ردات فعلي التي تدور حول عملي الخارجي هي حتى أصبحت غير متشوقة به، و لا تسألني ماذا أفعل أو كيف ابلي، فقط أراها تتفاعل معي عند الحديث عن أي شيء خارج ذلك الإطار حتى و لو كان تافها، لتبدي اليوم مشاعر الانزعاج هذه أمام نتاشا تلك المشاعر التي لم ترحني فأوري لا تخفي مشاعرها ابدا لكنها أيضا لم تبدي اي مشاعر انزعاج أو كره لأحد حتي لوالدتنا التي لم تكن تحبها فمنذ أن علمت أوري لم أجد منها إلا تلك المشاعر اللطيفة سوى من سعادة أو حب او غضب أو الحزن كلها كانت لطيفة جدا، برغم أن مشاعرها المختلطة التي أظهرتها اليوم  أظهرت جانبا جديد و لطيفة أيضا لكني، الا انني لا أريدها أن تضع شيء في قلبها قد يأذيها أو يجرح مشاعر الآخرين.

خطوات خافضة اقتربت من تلك الشجرة التي نمت في وسط الحديقة بصورة جميلة لتنخفض بذلك الجسد الذي يهتز بسبب بشهقاته تخرج من صاحب تلك الخطوات كلمات هادئة بعد أن جلس

"كانت أوري جميلة بإطلالتها السعيدة اليوم لكن مزاجها تعكر بسبب مجهول"

لم تنجذب مسامع تلك التي تغرق في البكاء أو لم تبالي بها ليردف صاحب الكلمات بصورة حزينة

" اعتقد ان أوري اللطيفة لم تعد تحب اخاها و لم ترد أن تقضي الوقت معه لتأتي لتجلس تحت هذه الشجرة و تبكي وحدها، كانت دائما أوري الصغيرة تبكي و تشتكي في كتف أخيها عن ما يحزنها و يزعجها، فتبتعد عنه الان"

تتحدث أوري بصوت باكي و نبرة غاضبة " ماذا سأستفيد إذا بكيت في كتفك أو بكيت هنا أو شكيت لك أو لنفسي أو للشجرة هل ما أقوله سوف يفعل هل ستتحقق مطالبين و من الذي أبتعد عن الآخر أخبرني لماذا لا تذهب لها و تقوم بما تأمرك به "

" و هل كل ما أخذته من كلامي هذا،. هل أصبحتي تكرهيني حتى انك لم تستطيع نكران ذلك "

تتحدث أوري و هي تمسح دموعها لتقف و تقول" اكرهك و اكره نفسي و اكره تلك الساحرة البغيضة نتاشا "

فيصرخ رايز في وجهها مناديا اسمها بعد أن زمت نتاشا بصورة حادة

" أوري "

فتقول أوري بنبرة غاضبة" اضربني بعدها، لست أنا التي لم أعد احبك بل أنت، من الذي يبتعد عن الآخر، و من الذي يودي بحياته للموت، و يقول لي أن أعيش حياتي بدونه دعنا عن كل هذا و نعد لما قلته أن اشتك لك إذا ماذا رأيك هل إذا قلت لك لنترك هذا المكان ستبالي و تستمع لي اذا قلت لك اني لا احب التواجد هنا ستأخذني و ندعه هل انت اساسا أصبحت تهتم أحبني " أنهت حديثها و شهقاتها تتوالي و لا تقدر علي التحكم بهم ليقول رايز بصوت تائه


" أوري ارجوك "

هذا كل ما خرج من فم رايز بينما قلبه يتخبط فهو كل ما يفعله من أجلها من أجل أن تحظى بحياة أفضل لاحقا، من أجل أن يجعلها تعيش بحرية كفرد من UB من دون أن تخفي حقيقتها، من أجل عالم أفضل ليس لها فقط بل من أجل الجميع، لا بل كل هذه ليست أفكاره الأساسية هو فقط يفكر بأفكار أنانية قد زينها بهذه الأفكار النبيلة، هو يريد أن يأخذ حق والده الذي قد حرما منه حق تلك الأوقات العصيبة التي قد عشوها من بعد أن قد قامو بخيانة والدهم و خداعه يريد اخذ ثمن قتل ابيه و القدر به، يريد تدميرهم ليحظي براحة الضمير لكن كيف سيقول لها هذا، فهذه فقط يعدها أفكار أنانية مظلمة قد تلوث أوري و تأخذها الظلام كما أخذته.

تقاطع أفكاره كلمات أوري التي ذهبت ما إن رمتها عليها

"اذهب إليها فهي تحتاجك أكثر في مهمة قد تودي بحياتك، لكن امل قبل أن اشهد هذا اليوم، أن أموت اولا"

انقطعت به الأفكار و السبل فكيف لطفلة أن تقول هكذا كلام له اخذ نفسه راحلا نحو وجهته التي طلبت منه أن يذهب إليها، لوهلة أراد أن يذهب و يخفف عنها قليلا لكنه ابعد الفكرة لأن أوري عطوفة سريعة النسيان، فكر أن يتركها تهدأ الان و يأتي لاحقا ليزيح كل انزعاجها.

هنالك في مكتب نتاشا يجلس الن علي كرسيها و هو يقوم ببعض من الكتابات علي الأوراق أو يوقع علي بعضها يدخل عليه رايز بعد أن طرق ثلاث طرقات علي الباب.

يتحدث الن مباشرة بعد جلوس رايز

" ستتوجه من هنا الي قاعدة شركة تينا التجميلية، هنالك يقام احتفال بفتح فرع جديد في احد المقاطعات الشرقية سيذهب فريقك هناك كحراس شخصين لعدد من شركاء و ضيوف الشركة انت ستكون حارس شخصي لرئيس الشركة، فمن خلال الأبحاث السابقة التي قد تمت بعد النظر في مهمتك السابقة قد أوضحت انهم من ياخذون جزء من الأطفال المختطفين نسبة كاملو من  الرضع و ربع نسبة باقي الاطفال و كذلك قد كشف أن مختبرهم الذي يجرون عليه تكسير الأطفال و التجارب علي باقي الأطفال في قاعدة شركتهم هذا مخطط يحتوي علي الممر السري و هذه بطاقتك كحارس شخصي، لقد استلم فريقك بطاقاتهم فقط عليك الان توزيعهم و توضيح استريجياتك "

يتنهد رايز فهاهو اليوم قد نوى أن يقوم بحل مشكلته مع أوري، و لكنها قد ارفق بهذه المهمة التي قد تاخذ معه فترة طويلة تتراوح بين الثلاث لخمس ايام
فيجيبه

ب" حسنا "

فكل ايجابات أسئلته ستكون متواجدة علي بيانات هاتفه السلكي ليخرج و يتوجه بحثا عن أوري التي قد خبئت نفسها من رؤيته و الاستماع له.

رفضت أوري بعد أن وجدها رايز التحدث معه فغادر رايز من دون أن بخبرها شيء

في مقطورة في إحدى قطارات الإنفاق يتحاور خمس من المجموعة الشبابية بإنتظار قائدهم المنشود الذي عين جديدا  ليتحدث دانتي من وسطهم بنبرة متسائلة " ألم تفقدو شخصا من بيننا"

فيقول أحدهم مجيبا اياه "اتقصد ذلك المستجد"

فيهمه دانتي ليجيبه " هو دائما ما يرافقك بالمهمات الثنائية انت اعلم به "

يتنهد دانتي عندما لم يجد الإجابة التي روقه فيتكأ علي كفه و يفكر بما سيحل في وقت لاحق.

يأتي رايز بحلته الهادئة ليلقي التحية عليهم بينما احد الأشخاص الجالس بقرب دانتي يقوم بوكز دانتي الذي سرح بخياله فيلتفت دانتي و هو يقول" ماذا "

ليقول الآخر مع ابتسامة " لقد وصل صديقك"

لينظر دانتي الي رايز و يرمقه بنظرة منزعجة " ألم تعلم وقت الحضور الصحيح"

فيبتسم رايز و يجببه بنبرة ساخرة " بل اعلم لكني اريد ان اعيش دور الشخصية الرئيسية"

فيجلس رايز في احد كراسي المقطورة التي جهزة بجلسة اجتماع دون الثلاث غرف الثنائية الصغيرة التي تحتوي علي أسره لراحة الفريق  و مرحاضين مختصرين و كما أنها محصنة بميزة كتم الصوت أن لا صوت سيخرج من داخل هذه المقطورة الي الخارج.

ضغط رايز علي زر تحت طاولة الاجتماع الدائرية لتخرج منها شاشة ضوئية في الهواء، ليبدأ رايز التحدث بعدها
" انا رئيس الفرقة الجديد، سأوزع المهام علي حسب استرتجياتكم القتالية"

تظهر علامات الدهشة الطفيف علي وجههم بينما لم يبدو علي وجه دانتي الا النظرات الحادة التي يلقيها نحو رايز الذي ابتسم بعد أن فهم نظراته ثم قال له " انا حتى لم أعلم الا في اللحظات الأخيرة"

ثم يغير نبرته الي جادة و يردف" هنالك حقائب قد ارفقت لكل شخص منا فيها سلاحه الذي اختاره و حسب التعديل الذي يناسبه، سنصل الي وجهتنا خلال يومين او يوم و نصف بينما الاحتفال الذي سنشهده اليوم الثالث ستحاولون التخفي بقدر الإمكان و عدم شك احد بكم، لديكم أسماء وهمية كما موضحا علي بطاقاتكم، و يجب أن تعامل بعضكم بجهل تام حتي لو كشف و تأذي أحدنا لا تقتربو منه و تجاهلوه، هل لدى أحد منكم اعتراض "


لينفي الجميع بالسلب بينما يتحدث شخص بقامة قصيرة ذو لون قمحي و شعر مجعد" لقد وافقنا رغم معرفتنا بالخطر لذلك الكل يجب أن يخاطر بحياته و عند كشف أحدنا عليه فقط أن يرضي بالموت و لا يخاطر بالمهمه فهي ستنفذ أرواحا "


ابتسم رايز علي كلامه فقد صح ليقول" سننقسم لثلاث مجموعات،مجموعة ستقوم بمداهمة المختبر و أخذ المعلومات و الملفات التي نحتاجها و مجموعة تقوم بتفجير قاعة الاحتفال كعمل إرهابي بدون أن تأذي احد بعد أن تخرج المجموعة الأولى يقومون بتفجير المختبر، مجموعة تقوم بمراغبة المكان و تمهيد طريق الخروج وذ و إسقاط من يتدخل و يعرقل عملية إنقاذ الأطفال و لكن ذلك بعد أن تقتل رئيس الشركة أثناء الانفجار الاول "

يهمهم دانتي بفهم ثم يقول" اذا كيف يتم التقسيم"

ابتسامة ساخرة تظهر علي فم رايز" و من حسن حظي أنك لن ترافقني هذهِ المرة "

ليبادله دانتي بنفس الابتسامة و يقول" و هذا من دواعي سروري "


ليكمل رايز و هو يتجاهل كلمات دانتي التي بدى عليه معالم الانزعاج بينما ابتسم بعض رفاقه علي تجاهله
" بما انا اوليت لديه خبرة بإستخدام الأجهزة الإلكترونية سيرافقني الي المختبر، بينما دانتي و ريما لديهم خبرة بالمتفجرات سيقومون بعمليات التفجير، و آخر مجموعة جايكوب لونا بما انهم بارعين في القنص"
ينهي كلامه ليقومون بمناقشة ما سيفعلون و كيفية ذلك بحزر تام ليفر كل واحد منه ليلبث في مكان راحته.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي