24

" استمعي الي نتاشا ما أقوله هذه أفضل طريقة لفعل ذلك، و انا لا اريد التراجع عنها"

تخرج تنهيدة تدل علي انزعاجها لما يقوله ملقية نظرة علي صاحب الشعر البني الداكن ذو القرة الطويلة التي بدأت تزعجه بتناثرها أمام عينيه المعتمة ليقوم برفعها و هو يأخذ نفس طويلا لعدم تقبلها و اقتناعها لما يقول لتحدثه نتاشا بنبرة حادة

" رايز رايز ارجوك توقف عن قول الهراء هذا خطر، لا تحاول ان تقنعني أن اتركك ترتمي في ذلك الجحيم، كيف أثق انك ستعود حيا، ثم اتخال أن المنطقة الثالثة عشر و غيرها مناطق آمنة بعد الآن أنا أصبحت احزر، المشكلة في أنك تريد التفاوض معهم اولا، هل يستمعون، و فوق هذا كله تتطلب أن تذهب بوهية متنكرة بمنظمة جديدة، انا اثق بك حقا لكن المهمة محفوفة بالمخاطر "

فتجلس علي كرسيها المريح و تقوم بتدليك رأسها بإبهام و خنصر يدها اليمنى و تسند رأسها للخلف تحاول تهدئة اعصابها، ليقول رايز بنبرة حاذمة

" استمعي لما سأقول اولا خطوة بخطوة، لاني حقيقة لن أتراجع حتى لو عنا ذلك بدونك "

لتنظر له بأعين مستسلمة فماذا تفعل مع هذا الفتى العنيد كيف تقتنع لفكرة متهورة، فكرة تعرضه للتهلكة مباشرة، لقد كانت اعمالهم السابقة خطيرة لكن هذه بدرجة أخرى عن الخطر فماذا عليها أن تفعل غير أن ترضخ لهذا العنيد لتتنهد للمرة الف فهذا اليوم منذ أن قابلته و هي لا تكف عن التنهد فتتحدث بنبرة مستسلمة

" إذا تحدث، ثم بعد ذلك لنرى، لكن إذا كانت خطة غير محكمة لن اوفق و سأمنعك مهما كلفني الأمر"

" فل تتريسي نتاشا لن يمسني شيء إلا ما شائه الله"

ليردف مكملا بعد صمت لبرهة مجمعا أفكاره

" ستكون الخطة كالآتي اولا بأني سأذهب للقطاعات التي تتعرض لكل النزاعات و غيرها فاخدعها للقانون بطريقتين اما السلمية أو الإجبارية و ذلك بالاخداع المسلح،ثانيا ستديرين كل شيء علنا بفرض سلطتك و قوتك بعد الآن أي بمعنى ستفرضين عليهم قانونك بينما أنا سأدير الأمور خفائا بكل من يتربص بك و يخالف القانون سلميني القيادة العسكرية لكن قيادتي ستكون سرية "

فتسند نتاشا رأسها علي يديها التي تسندهما علي طاولة المكتب و تقول

" كلامك جيد الي هنا، لكن كيف لي بفرض سيطرتي و إدلاء قوانيني علي الجميع تعلم أن هذا صعب "

فتخرج من رايز ضحكة سخرية ليس لأنه يرى كلامها غبيا بل لأنه يعلم أنها تعرف كيف ذلك لكنها تريد أن يتحدث فيقول

" انتي تعرفين كيف لكني سأتحدث، مبدأيا ستقومين بفرض سلطتك علي هذا القطع بما انك سيطرتي عليه تماما و أصبح الجميع يطيعون اوامرك و احترامك بسبب مركز الرعاية الذي لاقى الكثير من النجاح في الأشهر الماضية كما أنك أصبحت لديك عدد من الشركات و الأعمال التجارية التي تساعدني بها الآخرين في هذا القطاع و غيره بما ان الناس الذين تحت سلطتك سيتقبلون قوانينك سيكون هذا مفيد لك علي نحو مقبول لذا ستقومين بعمل دفاع قوي في هذا القطاع سيدخله فقط من سيتبعك و من يريد الحصول علي الأمن، من بعدها يأتي دور جيشك الذي سيكون تحت سلطتي سنقوم بإستعمار كل قطاع علي حد و كل قطاع تم السيطرة عليه سيكون تحت سلطتك و إدارتك و هكذا "

ترتسم ابتسامة علي وجه نتاشا و تقول" هذا جيد أيضا إذا أخبرني و ماذا عن منظمتينا العظيمتين هكذا نظهر لهم العداء بمخططاتهم و هكذا ستكون هجماتهم واضحة تجاهنا "

لتظهر ابتسامة ماكرة تتربع علي عرش شفاهه من ثم يخرج منها" و هذا ما نريده منهم للان، اتعرفين القول الذي يقول استفذ الشخص حتى تخرج اسواء ما فيه سنفعل ذلك و سنتجاهل وجودهم مبدئيا و نتركهم يفعلو ما يريدون و لكن قبل كل شيء علينا تحطيم كل مأيديهم الأثرياء واحد تلو الآخر و لو أمكن جماعة القضاء عليهم من بكرة ابيهم "

تعلو ملامح نتاشا إمارات التسلية و ابتسامة المرح لتقول" إذا كان علي كل هذا، مجرد استفزازهم او القضاء علي الحثالة فهذا هين بالنسبة لي انهما هوايتان استمتع بهما "

ليقهقه رايز عليها لتبدأ لحظة صمت من بعدها لفترة وجيزة ليتحدث رايز كاسرا ذلك الصمت فيبدو انه كان يفكر في أمر ما

" ما أريده منك هو أن تعطيني جيش اريد جيشا مثوق و قوي يمكنني التحكم به كيف ما أريد اريد أسلحة تناسب كل فرد في الجيش أعلم أن هذا ليس بالسهل لكن امل ان تقدمي لي هذا"

ترفع نتاشا حواجبها مع نظرة متسائلة ثم تقول

" مهلا يا فتى متى وافقت على كل ما تقوله حتى أحقق لك ما تريده "

" بعد ردة فعلك تلك تقولين انك لم توافقي، لكن عليك أن توافقي فليس لدينا خيارا آخر أنت تعلمين ما اقصده صحيح، رقم كل المخاطر فهذا أفضل بكثير فبعد كل هذا الوقت هناك أناس يأملون أن يعيشو في عالم أفضل يريدون أن يرجع للعصر القديم و أفضل منه حتى لذلك يجب علينا المبادرة بقوة متجاهلين كل الخطر الذي يحيطنا "

تتنهد نتاشا بيأس من ثم تقول" تعلم بأني افعل ذلك من أجل الصغيرة أوري انا خائفة بماذا سيحدث لها أن تعرضت للخطر ثم إن هذه المهمة ستستقر عدة أشهر علي هذا النحو ربما تكون سنين فلا يجب أن نستعجل "

يحرك رايز راسه رافضا ما تقوله ليجيبها" لا تأجل عمل اليوم الي الغد هذا مقولة قديمة انا احترمها انت تعلمين كلما تأخرنا سيسبقنا أعدائنا بخطوات، و حاليا نحن متأخرون كثيرا انا لا استحمل أكثر فأنا أيضا اخاف ان يزيد الخطر و يتربص بأوري هنا فأفضل أن تبعده قبل أن يحل علينا، من ثم لدي شهر مع أوري قبل أن نكمل استعداتنا من الان لذي ارجو ان تجاريني فكلنا لدينا مصالح مشتركة في ما نفعله "

فتقف نتاشا خارجة من خلف مكتبها ثم تقف أمام رايز مباشرة فتقول و هي ترجع قرتها الي الخلف

" حقيقة انت صعب المراس، لكني لن أقرر ذلك حتى نناقشه مرة في غرفة الاجتماع مع الكل و ناخذ الشورة الصحيحة "

فينهض رايز مبتسما و يده داخل جيبه و يقول و هو يدلف خارجا" لن اعترض علي ذلك أيضا فهذا أفضل أن نرى رأي الجميع و نقرر"

بخطوات ثابته و هادئة ينتقل بين الممرات شاردا في أفكاره بحركة سحرية بسيطة اريد ان انتقل و اتعمق داخل أفكاره و لأرى و أشعر ما يسيطر علي كيانه.

رايز


أن الشعور بالإرهاق و الاعياء أصبح يلزمني دائما هذه الايام و سيستمر مع المسؤولية التي سأحملها قريبا، كيف لهذا العالم أن يصبح اسواء و اسواء، أصبحت أبغض الناس حقا بدأت اشمئز، لا لا هذا سيء ليس علي أن أشمل الكل فقط علي أن احصر هذا الكره بهذه المجموعة البزيئة و الوضيعة من البشر الذين تخلو عن إنسانيتهم كيف يتجرؤون و يقومون بفعل كل هذه الاشياء الهمجية، الا يكفي ما حدث من السابقون و نحن نتضرر منه للان، ليأتو و يفعلو ما تمليهم عليهم عقولهم الشيطانية اي خير يرجى بعد الآن، ارجوك يا إلهي إن تساعدنا فإن هذا أصبح كثيرا بعد الآن أنا حقا بدأت اتلاشى، انا خائف، خائف أن يحدث شيئا و يتمادو و تصاب صغيرتي بخطر، خائف أن الوضع يصبح اسواء و كارثي إذا كانت السلطة تحت ايدي هؤلاء الأوغاد الا يكفي ما يخفون، ماذا يريدون بعد لكن يجب علي أن اهدأ و أن أترك كل شيء الان و الي أن يحين موعده المناسب و يهلكون.

تنهيدة طويلة تخرج منه يخرج بها كل غضبه القاتل لا ليس بعد لم ينتهي فقد ضرب الحائط الذي بقربه ليخرج غضبه علي الحائط الذي يتربع علي قطعة أرض صغيرة الذي ليس له ذنب بل ذنبه الوحيد انه كان بجوار ذلك الغاضب.

من جهة أخرى في تلك الحديقة التي كانت هادئة و جميلة، أصبحت مهعجا للعب الأطفال و احتواء صراخهم و ضحكاتهم هناك تقبع أوري حيث كانت محاطة بين ثلاث أطفال بمستوى طولها يتشاجرون بجذب كل واحد منهما يد أوري بجانبه اثنين منهما بالجهة اليمنى ليد اوري نسخة من بعضهما اما الآخر لم يكن سوى ليو الذي يماثل والده بشعره الأشقر و الملامح الوسيمة لكن بشكل لطيف طفولي كانو يجذبونها ناحيتها بقوة و يصرخون

"أوري صديقتنا نحن"

"بل هي صديقتي انا"

" لا و الف لا هي صديقتنا فقط"

بينما أوري كانت متوترة لا تفقه ما تفعل في وسط كل هذه المعمعة فهناك ليو الصغير صديقها الأول و ابن عمها الرائع الذي امتلئت عينيه بالبكاء و هو يسحب أوري تجاهه لا يريد أن يشاركها مع احد و بالجهة الأخرى التوأمان الصغيران الأذان أيضا بعمر ليو و قد أصبح وجه أحدهما منتفخا بسبب بكائه و هو إيان زو الشخصية الحساسة و الرقيقة بينما توأمه ليان فقط متمسك بأوري بوجه غاضب علي ليو، العجيب في الأمر أن أسمائهم جميعها بأحرف متماثلة و لكنهم لم يتفق ابدا.

سيطر الانزعاج علي كيان أوري من أفعالهم بعد أن طالت فترة صراخهم و تشبسهم بها لتصرخ بيأس قائلة

" اتركوني جميعا"

لينتفض الأطفال و تنغلق أفواههم من الصراخ و يلقون نظراتهم علي أوري التي بدأت غاضبة جدا بوجهه الذي كسته الحمرة و وجنتيه المنتفختين لتردف مرة أخرى بصورة حادة و أعين تلتمع شرارا


" لقد قلت اتركوني لم اعيد كلامي مرة أخرى"


لترتخي شدة امساكهم لها ثم تدريجيا يقومون بإفلات يديها عند احساسهم بالعاصمة التي ستخرج منها، فتصدح ضحكة في الأرجاء فتتحول أنظار الجميع نحو ذلك الشخص الذي يضحك علي تعاستهم، فتسقط أعينهم علي تلك الفتاة ذات الشعر البني قابعة تحت ظل الشجرة تراقبهم من بعد علي أفعالهم الطفولية فتقول بسخرية

" يالا السخرية الجنيات الصغيرة تتشاجر علي زهرة الليل"

فتتجاهل أوري كلامها و أصدقائها الصغار لتمضي قدما فقد تعبت سماع المزيد من الصراخ و لا يكفيها سخرية هذه فتاة، لوهلة إرادة الرجوع عند سماعها صوت إيان الصغير و هو يبكي طالبا من اوري العودة لكن تنفي رجوعها و الخضوع لرغباته، فتتنهد أوري بيأس قائلة

" يالا أطفال هذا الزمان"

تخرج هذه الكلمات من فمها متناسية انها مجرد طفلة في العشرة و جسدها الذي يمثل جسد طفلة في الخامسة.

تتوقف أوري مترصدة لذلك الشخص الملثم أو بالاحرى الفتى الذي يرتدي جاكيت مع قلنصوة يغطي به رأسه يحاول الخروج من خلال سور القصر الحديدي، ليجذبها فضولها نحو ما يريد فعله هذا الفتى دائما ما اجتباها فضول تجاه هذا الفتى ذو الشعر الأحمر الداكن لكنها لم تحاول الاقتراب منه بسبب سلوكه العدواني و تلك الهالة القوية التي تحوم حوله تقول محزرة الجميع ابتعدو عني، لكن اليوم رمة جانبها الخائف لتلحق به بقليل من التردد و الخوف.


في ذلك المبنى ذو العشر طوابق الذي يعرف من بين جميع المباني بسبب طوله و هيبته بل هو المبنى الوحيد العلمي في كل القطاعات لديه هذا الشكل الهندسي الفخم الذي يبين ثروت أصحابه كان حديثي كله لمدح منظمة W. B المنظمة ذات النفوذ المطلق بالطريقة القانونية و غير قانونية، اسمها الحالي يصاع بسبب تجاربها العلمية الناجحة و لكنها كانت و من دون شك علي حساب أرواح الكثيرين و الكثيرين من شتى الأجيال و الي أن يأمل معظم المتضررين منها أن يجدو شخصا لإيقافهم و ضحدهم في حدودهم

في الغرفة الرئيسية من هذا المبني يتواجد صاحب الحلة الرسمية المعتادة لكن بلون مختلف من الأسود الي الرمادي الفاتح و قميص ابيض يتكأ علي عرشه من خلف مكتبه مرجعا شعره للخلف بتسريحة جديدة يبدو أنه قد تضايق من المعتادة بسبب قرته التي تتناثر علي عنيه دائما و تزعجه أثناء عمله فيطر لارجاعها للخلف يتنهد و هو ينظر الي تلك الأوراق المتناثرة فوق المكتب بتململ طرقات علي الباب تنعش راسه و تخرجه من جوه الممل ليبتسم بعد أن دخل الشخص المنشود الذي سمح له بالدخول مباشرة
ليقول بنبرة سعيدة بشعره الأسود القصير و أعين ضيقة باللون الازرق الصافي و أنف حاد

" أغلق الباب بسرعة و أخبرني"

تنهد ذو الأنف الحاد فقد تجاهل الرجل الذي أمامه كل الرسميات و حتى تجاهل سؤاله إذا كان بخير أو لا ليجيبه بنبرة جافية

" لقد اكتمل ما طلبته مني كما أنني حصلت علي الرد و الموعد بعد غد كأقصى حد لتواجدك هناك"

ليبتسم برضي و يقول " أحسنت كأي هذا جد جيد تعلم اني احبك و أثق بك بسبب عملك المتفاني و المجد انت لن تأخر العمل الذي اطلبه منك ابد"

فينظر له كأي بنظرة مبهمة و يقول " انت سيدي بعد كل شيء و انا خادمك "

ليقف و يتجه نحوه و يقول بحماس" بل أنت الأفضل "

فيهمهم كأي متفهما ليردف الآخر" و الآن بعد أن قرر الأمر جهز حاجيات ستقادر معي "

فيقف كأي بإحترام و يقول" تحت امرك سيد آدم "

يخرج كأي تارك آدم الذي جلس علي طاولة المكتب التي تملاها الأوراق و يقول مع ابتسامة خبيثة

" لقد بدأت خطتي، اقسم لكم سأجعلكم تندمون فأنا اكره الخداع رغم كل شيء"


هزات مستمرة توالت خارجة من الساعة التي تلتف حول يد الصغيرة أوري ليخرج صوت لقد ابتعدت بمقدار كيلو متر من المنزل لتقوم بالضغط علي الساعة الإلكترونية بصورة منزعجة لتهدئتها بسبب تشتيتها لزهنها فهي قد نست أن ما ترتديه ترسل إشعار لاخيها بمجرد ابتعادها لأكثر من نصف كيلو، لتراقب ذلك الطريق الذي كان يمشي فيه ذلك الفتى المتربص بمشيه، فتخونها عينيها بسبب عدم تواجده في مرمى عينيها لتبحث في الأرجاء بين الشوارع الممتلئة بالناس فبسبب قصر قامتها كانت تصطدم بالكثير و الكثير ليساورها الشعور بالقلق و الخوف بمجرد معرفتها أنها قد اضاعت ضالتها و اضاعت الطريق الذي جائت منه لتهجم علي اذنيها الأصوات المختلفة في الشوارع، أصوات الخطوات الصاخبة و تلك الضحكات و الهمسات الهامشية بمختلف الأنواع لتحمل أوري قدميها تركض نحو أقرب مكان قد يبدو هادئ في نظرها لتجد نفسها في ذقاق صغير قد بدى لها هادئ عندما دخلت متجنبة الزحام و الأصوات.

تنهدة براحة فهي غير معتادة علي هذه الأشياء و الخروج وحدها و ما أراحها أكثر ان ما قامت به نتاشا من أعمال قد سهل عليهم المعيشة فالوضع أمن الان فلو لم يكن كذلك لكانت هي و الفتى الان في إعداد المبيعين في السوق السوداء، عند ملاحظتها للوضع من هذا الاتجاه بدأت لها نشاط الأسواق و سعادة الأشخاص بالنظر للمباني و كل شيء من حولها بدى لها القطاع ثريا، لتبتسم و هي تشاهد كل ما يحدث حولها أثناء ذلك ترتكز عينيها الي صاح القلنصوة لتركض من دون أن تحس تجاهه فتقف عند وصولها إليه و تقول براحة بال و هي تمسك يده


" لقد وجدتك اخيرا"


تخرج تنهيدة صغيرة و تقول " لقد كنت خائفة اني ساضيع"

وجه لها الفتى صاحب القلنصوة نظراة قاتلة ثم سحب يده ليقشعر بدن أوري و ترتعد فيتجاهلها ليمضي نحو وجهته تستعيد أوري وعيها عند رأيته يبتعد لتلحق به فهي لا تعرف الأماكن فيقول لها عند اقترابها

" ابتعدي عني قبل أن اقتلك"

ترددة أوري باللحاق به لكنه فكرة في كيف ستعود مرة أخرى لتستسلم و تتبعه بصمت فيزداد ضيقه عند معرفته انها ما زالت تلاحقه ليردف

" ألم أقل لك بأني سأقتلك"

فتجيبه أوري محاولة تثبيت نبرتها المرتعدة و تجاهل نظراته القاتلة

" لكني لا أعرف طريق العودة "

" و ماذا يعنيني هذا، تحملي مسؤولية نفسك و عودي كما خرجتي"


ليرتفع صوت أوري بحنق قائلة " مثلما خرجت معك سأعود معك"

فيقول ببرود " افعليها و سيجدون جثتك مبعثرة الي قطع"

فتقول أوري بصوت غاضب " انت ايضا افعل ما تراه انا سأعود معك فقط"

ليمشي متجاهلا اياها بينما أوري تلاحقه الي أن ذاق زرعه منها فيقف لتصطدم أوري به ليقوم بدفعها بقوة فتسقط علي الارض و تخرج تأوه يدل علي تألمها
فتحاول الوقوف لتتعثر و تسقط مرة اخرى بسبب تألم قدمها فعلى الأرجح اما حدث كسر أو الالتواء فهما لا يتعالجان بسرعة ياخذان عدة ساعات تستسلم للجلوس لتشعر بسيلان شيء علي وجهها تقوم بلمس باصابعها الصغيرة فترى بعض الدم قد صبغ أصابعها تمسح يدها علي ثيابها متجاهلة الجرح فهو سيلتئم في لحظات أو قد التئم ترتفع عيناها نحو ذلك الفتى بسخط ليتجاهل حالتها و يدلف في طريقه.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي