15

تصدح مختلف الأصوات من الضحكات و القهقهات و هنالك بعض الهمسات و الوشوشات و تصادم الكاسات الي أن نصل الي صوت الموسيقى الهادئة التي تم تجاهلها من قبل الجميع مع نقاشاتهم و تحاورهم و إعطاء التحية لمن لهم مصالح معهم.


يجذب دخول الشخصية الرئيسية ببدلته الزرقاء الغامقة و يزينها بأزرار و حلي باللون الأحمر القرمزي بينما يبرز جانبا من منديله الأبيض الذي يشابه لون قميصه كنوع من الكاريزما النبيلة خارج جيبه يضفي شعره عيه مظهر الشباب بتسريحته الشبابية مثبتا شعره الكستنائي الي الخلف ليتدلي من الإمام القليل من الخصل

فيرفق الجميع عند دخوله بإبتسامة واسعة بشوشة و هو يمضي نحو المسرح و خلفه حراسه الشخصين يقف في مسرح التقديم ليرحب بالجميع و يلقي خطابه، بينما رايز يرفقه بنظرات خاطفة و من ثم يوجه نظراته بحثا عن فريقه من بين الجمهور.

يتحدث رايز مستقلا تصفيق الجميع و صخبهم من بعد أن ضغط علي أحد أزرار الساعة الإلكترونية التي يرتديها فيصدح نور أخضر خافض عنها يعلمه بأن هنالك استجابه فهي تصدر إشعار لباقي الساعات المقترنة بها لتصدر إهتزازات تتوقف عند الضغط علي زر الاستجابة للاشعار، يقرب رايز جهاز الاتصال السلكي من فمه فهو أيضا مرتبطا بالساعة فبعد استجابة الجميع بعد تلقي اشعارهم الذي أعلن عن بدأ محادثة يقوم ادخال كل الأجهزة التي قبلت الأشعار الي المحادثة بالأجهزة السلكية .

يتحدث رايز بنبرة هادئة " فالتبدأ المهمة"

بعد عشر دقائق من ابتعاد رايز بعد أن أعلن بدأ المهمة و توجه الي احد الممرات القريبة من قاعة الاحتفال صدح صوت انفجار في الأرجاء لينسحب و يفعل ساعته و يحدد موقع إليوت.

ظهرت علامات الهلع لدى الجميع بعد حدوث الانفجار و انتشار الدخان ليتدافع الحراس ليحمو اسيادهم بينما ينسحب كل من إليوت و جايكوب و لونا لينتقل كل منهم إلي موقعه المحدد.

قبل بضع دقائق من الوضع الراهن عند دانتي

تلقينا من رايز الأمر ببدأ المهمة وجهت نظراتي لريما التي كانت تحادي ناظري لاشير لها بالضغط علي زر التفجير لنرحل لخطتنا الثانية لكنها تأخرت بدقيقة من الوقت المحدد توجهت إليها بطريقة محترفة متداريا أنظار الجميع عندما لاحظت علامات الانزعاج عليها و كل ذلك أثناء انتباه الجميع لخطاب رئيس الشركة فتحدثت بشيء من الانزعاج


" ما الأمر"

أجابت و هي يبدو عليها التوتر " انه لا يعمل لا أعلم لماذا"

أخذت منها جهاز التحكم لاقوم بضربه بعنف بكفي ثم اقوم بتشغيله ليحدث الانفجار و اقول

"هنالك أشياء لا تعمل الا بالعنف"


بعد انفجار المتفجرات الصوتية التي قمنا بوضعها في الصباح مستقلين وضع ترتيب و تجهيز المكان رغم احترافيتهم في المراقبة الا اننا قد انجزنا مهمتنا بعد أن كدنا نخسرها ، عند توالي انفجار المتفجرات الصوتية بصورة الممتازة كما خططنا لها، توجهنا بخطوات متسارعة مستقلين الزحام و خارجين نحو وجهتنا الثانية.


ازدادة خطوات الناس و تصادمهم بنا عند ممر الخروج بعد سماعنا لبعض أصوات الصراخ التي أكدت لنا نجاح الخطوة التالية التي سيقوم بها جايكوب و لونا ابتسامة ساخرة ظهرت علي فمي علي عملنا الإرهابي المتقن حقا لنتفادى الناس جريا نحو معانا الآخر.


في مكان آخر عند جايكوب

جايكوب

تحركت مباشرة بعد أمر قائدنا الجديد نحو موقعنا الذي هو عبارة عن شرفة علوية داخلية تحيط الصالة اتخذت موقعا مناسبا للتصويب بينما لونا ذهبت للمراقبة حتى انهي الأمر، تزامنا مع الانفجار الذي قاما به ريما و دانتي انطلقت رصاصتي متجهة ناحية رأس الرئيس لكنه تفاداها أثناء جذب احد حراسه ليخرجه من المكان، حمدت ربي علي عدم انتباههم لها لاقوم بإطلاق بالثانية و انا اركز علي الا اخسر هذه المرة فيسقط أرضا بعد أن اخترقت راسه.


خطوات رايز المسرعة التي قد توجهت لموقع إليوت انخفضت قليلا عند مقابلته ليردف رايز


" هيا لنسرع اتبعني"


ركض كل من رايز و إليوت نحو وجهتهم المنشودة حسب خريطتهم الإلكترونية ليظهر ذلك المصعد الأرضي عند نهاية احد الممرات المتوجهة للمخزن عند اقترابه منه تتوجه نحوهما طلقات الرصاصة التي كادة أن تصيبهم قبل اللحظة الأخيرة لينتبها و يبتعدا عنها
يقوم رايز بإطلاق الرصاص عندما بدى له احدهم و فعل بدلته الواقية التي قد اشتراها سابقا لتوقف الرصاص الذي قد يصيبه و يصيب إليوت ليردف لإليوت


"قم بعملك بسرعة"

و هو يقوم برمي بطاقة نحوه، يقترب إليوت من المصعد بعد أن أخذ البطاقة ليقوم بفك شيفرة رمز الدخول بعد إدخاله لبطاقة الدخول التي قد قام رايز بإعطائه اياها، فقد سبق وسرقها من الرئيس ليتم اختراق إليوت بخير و ليتوجه للداخل و هو يقول لرايز

"هيا لنذهب"


ينتبه رايز له بينما يقوم بالتصويب ناحية أعدائهم فيقول له

"إذهب سأقوم باللحاق بك بعد أن انهي الأمر"


فيفعل كما أمره من دون تردد ليقوم رايز بعدها بتفعيل زر الاتصال عند ملاحظة تزايد عددهم ليتحدث بعد استجابة الجميع و هو يطلق الرصاص

" دانتي و ريما أين أنتما، عليكما الوصول لموقعي بسرعة، بينما جايكوب و لونا راغبا و آمنا لنا الطريق و ارفقاه لنا بعد ان تجداه، اما انت إليوت انتبه جيد قد تجد هنالك حراس أو ما شابه"

ينهي حديثه دون أن يستمع لإجابتهم و هو يندفع نحو الرجال الذي برز عددهم و زاد، ليطلق عليهم من دون تهاون فيتساقط بعضهم ميتا و آخرون مصابين لكنهم يقاومون و يواصلون تبادل الرصاص ضده.



خرجت إجابة الجميع بالإيجاب بعد انتهاء رايز من ما قال،ليتجه كل من دانتي و ريما نحو رايز و التي كانت اساس وجهتهم نحوه و قد اقترب منه فعليا، لتبدو لهم أصوات المناوشات ظاهرة فتقول ريما

"دعنا نحاصرهم من الجانب الآخر هكذا سيكونون في المنتصف تماما"

يبتسم دانتي لاعجابه بخطتها و يرد لها قائلا " لنفعلها"


نترك ذلك المكان الصاخب و نتوجه حيثما استقر إليوت الذي توالت نظراته بعد أن انفتح الباب علي ذلك المختبر الشاسع ذو الثلاث طوابق المفتوحة و مرتبطة مع بعضها البعض بسلالم .

يتوقف المصعد علي الطابق الأول الذي يعلو كلا الطابقين الارضيين يحتوي على غرفة مرقبة إلكترونية كبيرة و بعض أجهزة الحاسوب بينما هنالك بعض الغرف المغلقة تقبع جانبا غرفة التحكمالشفافة.

اما الطابق الثاني يحتوي علي أجهزة طبية و كيميائية منتشرة داخل غرف زجاجية شفافة بأنواع مختلفة تتواجد فيها أسرة طبية حديدية تحتوي علي أربطة أو قيود حديدية توزع الأجهزة علي الغرف حسب تصنيفها المراد لتجربة معينة.

اما بالنسبة للطابق الثالث و الأخير تتواجد فيه تلك الحافظات العملاقة الزجاجيه تحتوي علي محاليل كيميائية الحافظة تطفو فيها أجساد الأطفال المشوهة بسبب التجارب و بعض المحافظات الصغيرة تماثل الكبيرة توجد فيها بعض من الأعضاء ليقشعر جسد دانتي من بشاعة المنظر بينما هو ينظر من اعلى ليتفحص موقفه من الأسفل إذا كان هنالك شخص في الداخل.


عندما لم تترصد أنظاره احد اتجه نحو غرفة المراقبة المتصلة بذلك الحاسوب الكبير فهو قد علم أنه قد يجد ضالته هناك توجه نحو الحاسوب ليقوم بفتح بياناته ليتفحص ما يوجد داخله لكن تم صده من قبل الحماية القوية ليواصل جهده معه عدة مرات


تصدر علي شاشة الحاسوب لدانتي فشل للمرة الثانية ليتنهد عندما قارب أن يفقد صوابه، تتسع عيناه عند شعوره بشيء صلب يلامس رأسه، تزداد معالم التوتر علي وجهه بعد أن التفت و رأى ذلك السلاح الناري موجها نحو راسه و تلك الابتسامة الشريرة علي و وجهه مرتديا سترة طبية بشعر اسود مبعثر ليقول بسخرية لإليوت

"كيف تتجرأ علي ذلك"

لم يردف أو يبدي إليوت شيء غير بلع شيء من ريقه لتتسع ابتسامة الآخر برؤية توتر إليوت ليردف

"كان يجب أن تعلم بأن الجهاز يفعل انزارا عند اختراقه، احزر المرة القادمة ان عشت"


يطلق ضحكة ساخرة و يقوم بالضغط علي الزناد، لكن قبل أن تنطلق الرصاصة يدفع إليوت السلاح الناري نحو الأعلى لتصيب الرصاصة الزجاج و تقوم بعمل صدع فيه، يتعارك إليوت مع ذلك الطبيب المختل الذي يحاول قتله و هو يحاول حماية نفسه.


ينتشر صوت إطلاق النار ليسقط ذلك الطبيب علي الارض فيوجه إليوت انظاره نحو الاتجاه الذي أتت منه تلك الرصاصة فيبتسم بشيء من الراحة عند رؤيته لدانتي الذي أنزل سلاحه.



يسيطر الهدوء علي ذلك القصر الكبير الذي دائما ما اتسم بالهدوء فلا يسمع غير صوت خطوات الخدم و صوت حفيف الرياح التي تجيب الأرجاء حتى تمر بتلك الحديقة الخلفية لتلعب بذلك الشعر الأسود القصير بينما صاحبته ترسم علي وجهها نظرات حزينة الي نقطة فراغ غير معروفة متناسية عدة الرسم التي تتواجد أمامها بعد أن جلبتها مقررة اتخاذ هواية جديدة لتقضي بها وقت فراغها و تعبر عن مشاعرها المختلفة.


لمسات ايد طفيفة حول عينيها تعيدها الي واقعها فتمسك بيديها الصغيرة تلك الايد الكبيرة املة شخص قد افتقد كثيرا تواجده بجانبها لتظهر السعادة علي وجهها، لكنها تتلاشى قليلا فترسم على وجهها ابتسامة حزينة املة أن يكون ذلك الشخص رايز فتقول

" بابا"


فيخرج صوت صاحب تلك الأيدي الكبيرة بنبرة خائبه و هو يقول

" لقد أخطئتي عزيزتي"

تتساقط دموعها عند معرفتها لذلك الصوت فيتحسس دموعها المتساقطة لينزل يديه عنها ويتجه ناحية انظارها فتقول

"عم سام" خرجت من فمها بنبرة حزينة و أعين مستمرة السيلان

ليستشعر حزنها سام و يقول بنبرة متوترة " ما الذي حدث عزيزتي أوري، هل أخطأت"

فتوما بالنفي و تخرج شهقاتها، بينما سام يحاول تهدئتها و هو يحاول تقليل توترها فيردف

" إذا ماذت حدث، من هو الذي احزنك"

تخرج من وسط شهقاتها كلمات متقطعة " انه اخي، لقد اشتقت له"

كرر كلمة اخي في زهنه ليعلم انها غاضبة منه لتقول اخي و كذلك علم انها قد افتقدته فيقوم بمسح دموعها و يقول

"لا تقلقي سيعود قريبا، انا هنا سأكون عون لك حتى يأتي"

انهي حديث بتلك الكلمات و هو لا يستطيع حتى تصديق انها ستعتبره عون و بديل لها بدل اخاها فهي تعتبر رايز شخصا بصفات مميزة لن يكون أحد مماثل له، فرغم الايام التي قضاها معها لم يستطيع إزالة حزنها فهي كانت سعيدة جدا بقدومهم لكنها لم تستطيع إخفاء ذلك الحزن الذي خيم عليها بعد مغادرة رايز المكان.


أوري

كنت غاضبة من اخي و ما زلت غاضبة كنت انتظر فقط قوله لي تلك الكلمات التي احتاجها، كنت أريده أن يقول و لو كذبا، أن يقول انه لن يذهب لاستدعاء نتاشا، كنت أريده أن يقول سنغادر هذا المكان حتى و لو لم يكن الان لكن في القريب العاجل كذبا فقط كان يجب أن يقول،. أريده أن يقول انه مجبرا علي ذلك، أو يقول لي ما يخفيه، حتى عندما غادرت كنت أريده أن يوقفني لكنه لم يفعل تجاهل ذلك و ذهب إلى مسعاه، مما جعلني أشعر بأني انا من أقف في طريقه و اعرقله، رفضت مقابلت لاعلمه مدى غضبي لاعلمه اني ما زلت طفلة اتصرف تلك التصرفات الطفولية، ماذا لو فقط جاهد أكثر ليقنعني بمقابلته أو تحدث بتلك الكلمات اللطيفة التي دائما ما تجعلني أتراجع عن حزني تجعلني سعيدة تجعلني اتناسى كل ما مضى، ماذا حدث فقط لو قال ما أريده أن يقول، فأنا بكل أنانية اطلب فقط تواجده بقربي، ما فأنا برغم من كوني أملك ذلك الذكاء لكني أملك مشاعر طفلة فقط تطالب بالحنان.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي