28

مروج و سماء صافية و رائحة نسيم عبقة تحمل عبير الورد معها تجول به مع لحن جميل تنشره تغاريد الطيور، هذا ما يحلم به الإنسان حياة جميلة بها معنى السلام و الراحة كجنة تحلم فيها بما تريد فيتحقق لك، فيأمل جميع البشر أن يأتي ذلك الوقت لينام بذلك النعيم.

بين روائح الكحول الممزوجة بدخان السجائر و غيره، امتزجت رائحة الدم القرمزي الذي انتشر في الارجاء و صاحبه يجاهد متحمل الألم بينما ينظر لرايز بغضب، أوليس رئيسه من أطلق عليه النار إذا لما يلوم رايز، الأنه السبب في ذلك، فتح رايز الباب ليدلف خارجا لكن اراقه صوت الهدوء الذي صاحب ذلك المكان الذي اتسم بضجة و ذلك ما ارتسم في مخيلته عند دخوله، فينزره صوت آلي منبعث من سماعة صغيرة مغروسة في أذنه

" أمل رأسك بزاوية منفرجة، خطر، خطر، خطر، علي بعد عشر أمتار مجموعة مكونة من عشر أشخاص"

مع امالة رايز لرأسه تخترق رصاصة الباب الزجاجي خلف رايز. تنتقل أنظار الجميع الذين بالغرفة الزجاجية الى اتجاه صوت التصدع الذي رافق خروج المبعوث فتستقر أعينهم علي تلك الرصاصة التي تثبتت علي ذلك الزجاج صلب.

خطوات سريعة خطاها ذو الأعين العسلية نحو رايز فيوقفه صوت أحد رفيقيه

" إلياس ما الذي أنت فاعله قد يكون خطر "

فيتجاهل إلياس نداء رفيقه متجها نحو رايز، فيتوالى مع امساكه لمقبض الباب شلال الرصاص منهالٌ على رايز الذي تفاداه بخفة بينما سقط ذلك الزجاج القوى متبقيا المقبوض الذي يمسكه إلياس بنية فتحه خارجا ليسقط كل الزجاج ما عدا الذي يحيط إلياس.

" هيا يا إلياس احتمي بشيء "

قالها ذو الوشم رغم انه تمت إصابته من قبل إلياس الا انه يتمتع بنخوة الصداقة و دعم الفريق، مع ارتفاع صوت ذو الوشم منبها إلياس التفت رايز لمعرفة ما الذي يحدث فيتعثر ساقطا فتخترق بعض قطع الزجاج جسده، بحركة سريعة ضاغطا علي ساعته الرقمية يقوم بتفعيل سترته الواقيه فتفعل الدرع الكهرومغنطيسي.

يطلق اليأس طلقات عشوائية نحو المجهول بسبب انه لا يستطيع رؤية من يحاول قتلهم فيتحدث رايز


"هيا اسرعو و اتجهو نحو"

"ما الذي يحدث بالظبط"

"ليس الآن وقت التسائل فالنغادر بسرعة نحو الأسفل "

يقوم رايز بتوسيع مدى قطر حماية الدرع الكهرومغنطيسي ليحتوي الثلاثة من ثم يقول

" لا يجب علي أحد أن يطلق من الداخل نحو الخارج سيصد الدرع الطلقات المتجهة نحونا لذلك لا تقلقو حتى نتفادى هذا المنطقة سأقوم بإغلاقه من بعدها "

لم ينبث رايز عن سبب منعهم من الإطلاق من الداخل فهذا يعد سر من أسراره، فبسبب اتساع مدى الدرع أصبح ضعيفا من الداخل فأي أصابة من داخله قد تحطمه.

اتجهوا نحو السلالم للأسفل فيغلق رايز درعه و يقول

" يمكنكم الان الإطلاق مثل ما تريدون"

ثم يردف و هو ينظر بإتجاه ذو وشم التنين " سيكون صاحب الوشم في خط الوسط بسبب إصابته اما رفيقه الآخر سيحمي من الخلف اما انا و إلياس سنكون في المقدمة"

تظهر علامات الانزعاج علي وجه دارون ليقول " اصابتي لن تمنعني من القتال "

فيقول رايز بنبرة باردة" هذا لحمايتنا جميعا فلا تجادل"


يتجه رايز من بعدها متجاهلا اي اعتراض من قبلهم، فينزلون السلالم بحزر و كلما اصبحو قريبا من وجهتهم تفوح رائحة الدماء و تغذو أنوفهم، صوت إطلاق نار يزيد من توترهم فينظر إلياس نحو الخلف بقلق فربما قد أصيب احد رفيقيه بينما رايز تابع نظراته نحو الأمام و قال

" هل الجميع بخير ما الذي حدث "

ليحدثه إلياس " لقد كان جين، أصاب احد ما"

ليهمهم رايز من ثم يواصلو خطواتهم التي قد طالت بسبب سيرهم علي نحو حزر و بطيء.


تتلون تلك الأرضية الرخامية باللون القرمزي مع كتل الجثث التي احتلت محلا لها من الأرض و بين كل ذلك المنظر الفظيع يجلس رجل بعقده الرابع مع شعر رمادي و بشرة بيضاء فاتحة بعدسة عين خضراء و مقلة محمرة كشخص مدمن، جالسا بغرور تتربع تلك الابتسامة الشريرة على وجهه مظهرة أسنانه المصفرة لتليها ضحكة تكاد تثقب طبل الأذن يتحدث من وسطها


" عزيزي إلياس لقد أملت أن تموت مع رفيقك الجديد، لكن يبدو أن كلاكما حي و من دون أي إصابات"

فيلقي نظرة نحو رايز الذي قد غمر بعض من دماء إصابته بالزجاج بنطاله و يقول " أوووه ما هذا الجمال الذي أراه،يبدو أنك حصلت علي إصابات صغيرة أيها الفتى"


لم ينبث اربعتهم ببنت شفة فقط يلقون عليهم نظرات بارده و في وسطهم رايز الذي يريد معرفة ما الذي يريده هذا الشخص المقذذ منه، بينما دارون كان يتحمل واقفا بثقة لكن جسده متزعزع بسبب نقص دمه الذي فقده بكثرة.

" ما رأيك بهذا المنظر الجميل لقد زينت لك المكان بهذه الإطلالة الجميلة لقد أردت أن أفعل الأفضل لكن الوقت لم يزعفني، كنت أنوي تمزيقهم لاشلاء و اجعل من أطرافهم زينة جميلة على الحائط"

خرجت تلك الكلمات القزرة من ذلك الفم الكريه بينما يرفقونه بنظرات مشمئزة فيوجه إلياس سلاحه ناحية الرجل فيضحك ذو الشعر الرمادي بصورة هستيرية و يقول" هيا افعل ذلك، لكنك لن تخرج حيا من هنا كل شبر من هذا المكان يوجد فيه مجموعة من رجالي "

فتخرج ضحكة ساخرة من فم إلياس و يقول " و بما أنني سأموت علي كل لما لا اقتلك قبل ذلك، هل تعتقد ان تهديدك هذا قد يجدي معي"


ترتسم عبارات جامدة علي ذلك الأربعيني المجنون، و من بعدها يضحك ضحكته الجنونية ليردف إليوت" هل اعجبتك فكرة موتك "

فيشير باصبعه السبابة رافضا مع همهمة رافضة و من ثم يقول بطريقة ساخرة " لا بل فكرة موتي معك، فهذا يعني أننا سنتربع في الجحيم أيضا هناك معا ، لم أعلم أنك معجب بي هكذا و تحبني بهذا القدر"

يرسم إلياس معالم التقذذ و الانزعاج علي وجهه ثم يجيبه و هو يصر علي اسنانه "مقزز، هل علي الأن أن افتخر بحبي لخنزير مثلك"


متجها بخطوات مع وجه مبهم نحو إلياس من ثم يقول " في النهاية يا عزيزي الطيور علي أشكالها تقع"

فينهي ذو الشعر الرمادي كلامه بضحكة واضعا يده على كتف إلياس الذي انتفض بتقزز و انزعاج موجها مسدسه نحو راسه و قال
" ابعد يدك القزرة عني أيها البغيض "

يتجمهر بعض الرجال من العدم يحيطونهم بمختلف أنواع الأسلحة ليبتسم ذو العقد الرابع بمكر" لما لا تطلق الان"

فيشد إلياس علي يده بقوة، فيصر رفيقيه على أسنانهم من هول موقفهم بينم جال رايز بعينيه أنحاء المكان ينظر لأولئك الرجال و من ثم تستقر عينيه علي الأربعيني فيقول " ما الذي تريده بالضبط"

فيجيبه بتكبر "هل علي أن اجيب علي شخص لا أعرفه"



من ثم يردف موجها نظراته نحو إلياس الذي اخفض سلاحه بإستسلام "لكن لا يهم لقد أتيت لاني أشعر ببعض الملل فقلت لما لا اتسلى قليلا برفقة ندي الرائع و اقتل بعض من أتباعه"

صمت متوجها نحو احد المقاعد ليجلس و يكمل ما كان يقول" لكني وجدت أن لديه اجتماع لم أعلم به فهذا اغاظني و جعلني اقتل الجميع لاقلل من غضبي"


و من ثم وجه نظرات فاحصة نحو رايز و من بعدها ارتسمت علي وجهه معالم محتقنة و اردف" و بما اني كرهت الشخص الذي يجتمع مع ندي فقررت قتله و الشرب من دمه"


فيقول رايز مع ابتسامة مستفذة"و هل تريد قتلي بعشرون رجل بجسد هزيل"


فيرد الآخر بنظرة محتقرة" و هل تقول ان جسد رجالي هزيل، هل تريد الموت"


"الموت حق، و لكن لا أعتقد أن هذا العدد يستطيع قتلنا الست علي حق الياس"ينهي رايز جملته موجها نظراته ناحية اليأس الذي ابتسم و اجاب


"أجل، ليسو بالأمر الجلل "


تخرج قهقة صغيرة من فم رايز ليتحدث بنبرة حمقاء قليلا" يقول بأنه أتى الى هنا بعشرون رجل ليحصل علي تسلية، لو كنت محله لاتيت بما يزيد عن مئتي رجل لاحصل علي تسلية أكبر و أعلن حربا ليلية"

فيضحك ضحكة ساخرة و يتحدث متفاخرا"ليس بالأمر الجلل عندي ساخذ كلامك في عين الاعتبار، لكني أعتقد أن خمسون رجل أقل من كافي لاسقط هذا المكان أرضا "


ظهرت شبح ابتسامة علي وجه رايز ليدخل يده بحركة سريعة داخل سترته الجلدية لتتوجه إليه الأسلحة فيرمي شيء دائري صلب علي الارض بحركة سريعة مرة أخرى من ثم يفعل سترته الحماية فتنتشر الرصاصات نحوهم بمجرد خروج غاز ابيض المجهول بنظرهم، لتبدو الرؤية ضبابية من داخل الدرع، فقط تنتشر أصوات الرصاص الذي يصيب الدرع و يرتد و أصواتهم التي بدأت تقل تدريجيا فيتحدث إلياس من وسط دهشته

"ما هذا الذي رميته نحوهم"

فيجيبه رايز بنبرة هادئة "مجرد قنبلة تضعفهم لوقت ما "

تتوارى أصوات ركض وأصوات متسائلة هلعة الي آذانهم و بعض من الصراخ حتى تختفي من جديد و تظهر أخرى .

" سيدي ما الذي يجري ما هذا الدخان"

"سيدي هل انت بخير"

"سيدي أين أنت "

و تمر من بعدها بضع دقائق و تنجلي تلك الأصوات من الأرجاء.

فيتحدث جيون " إذا متى يمكننا الخروج من هنا "

فيجيبه رايز" لا أعرف "

ليقول بنبرة منزعجة يخال رايز يسخر منه " كيف لا تعرف هذا"

فيرد رايز لا مباليا و هو ينظر الي ساعته "انها قنبلة تحت التجرب فقط انتظر حتى ينقشع الغبار من هنا"

أجاب رايز علي سؤال جيون الذي فتح بوابة من الأسئلة الأخرى قائلا " هل يمكننا التحرك، و كيف لا يدخل هذا الغاز الي الداخل و كيف يمكننا التنفس "


ليتقرفص رايز و يقول رافعا يده مشيرا بسبابته من ثم يقول "اولا يمكننا ذلك، لكن فبسبب عدم الرؤية قد يتعثر شخص منا و يضيع كل شيء و ثانيا انا يمكنني أن انجو من هذا الغاز بما أنني صاحب الدرع و ثالثا باقي اسئلتك تعتبر سرا للمهنة لا يمكنني اخبارك بها"

يهمهم جيون بتفهم فيتحدث دارون ساخرا" انت تقول اي غدر منا يجعلنا نحن في خطر "

ليبتسم رايز و يقول بلا مبالات" أجل "


ننتقل لرحلة أخرى متجهين نحو طبيبنا الذي قد تقلبت عليه الأحوال و الأوضاع ليبتعد من مهنته التي أحبها و يصبح رئيسا علي هوى اباه كما يحدث دائما في أغلب الأسر، انت لا تصبح ما تريد، على الأقل هو درس ما يحبه لينيها و يدير شركت والده المتوارثة التي قد اهلكته.

" ما الجديد" نبث بها بصوت لا مبالي تجاه من ادلف الى مكتبه الذي يريد بقوة مفارقته


ليحدثه مجيبا بصوت هادئ " سيدي انها نتاشا تريد التحدث إليك"

فيقول آدم بنفس نبرته السابقة " من هي نتاشا، و لماذا تريد التحدث معي"


فيجيبه بنبرة حادة " سيدي انتبه لما تقول و لما اقول، نتاشا صاحبة ألفا"

ينبث بشهقة متفاجئة و يقول مع ابتسامة واسعة " حقا إذا ماذا تريد، هل طلبت الخروج في موعد معي"

ليميل راسه رافعا حاجبه متعجبا من سيده فيردف سيده مع ضحكة مرحة " اسف، يبدو أنه بموضوع العدوة الجديدة، يالا الإرهاق المتوالي ".



تنغلق الستارة هنا لنرجع لذلكال العرين الذي امتلأ بالدماء،و نرجع للأحداثما بعدها.

ينقشع الضباب و تتضح الرؤية ليبتسم رايز، بينما الآخرونينظرون بتعجب لتلك الجثث المستلقية بشكل عجيب فيتحجث رايز


"هناك خمسة و ثلاثون جسد من رجال العصابة مغمين على الأرض خمسة عشر منهم في الخارج علينا مواجهتهم "



فيجيبه إلياس "ليس بالأمر الخطير سنقضي عليهم"



" لست متأكد إذاكان هنالك بعض من التأثيرللغاز في الهواء ام لا لذلك سنخرج للهواء الطلق و تواجههمفيبدوا انهم اكتشفوا الامر و لم يخاطرو بالدخول لذا سنخرج الان " انهي رايز حديثه ليخطون معه دون أن يناقشوه بشيء


خطو اول خطواتهم الي الخارج فتصطدم الرصاصات بالدرع يتوجه رايز مع رفاقه بخطى محدودة نحو جدار أمن و يتحدث

" علينا ان نتفرق الان لانستطيع مواجهتهم هكذ، اعتنو بانفسكم الان"


بدون اي كلمة اخرى كعادته توجه نحو ذلك الشخص الذي لمحه بطرف عينه فيطلق عليه رصاصة يرديه أرضا متفاديا رصاصته.



احتدت المناوشات الي أن وصلت لنهايتها بمقابلته لرفاقه الثلاثه بعد أن توقفت المناوشات فيتحدث جين


" هل اطحناهم جميعا"

ليومأو بالسلب ذو الوشم قائلا " لقد أصبت اثنين"

فيجيبه جين " و انا اربع"

فيوجهان نظراتهما نحو رايز و الياس فيقول إلياس


" انا اربع ايضا"


فيقول جيون" إذا انت الآخر اربع أيضا"



يومأ رايز بالنفي ليشير باصابعه بثلاثة تلتمس علامات التسائل محياهم مستفسرين عن آخرهم ، فيرجع رايز خصلات شعره للخلف و يقول


" اترك الباقي لكم الان فاعلو ما يحلو لكم.لا تنسي الياس سعات قليلة تفصلنا الي اللقاء "


يتركهم يفكرون في تسائلاتهم ليهم من دون أن ينتظر منهم شيء، بخطوات هادئة في احد الزقاقات التي يمر بها تبان له خلفية رجل ضخم بسبب ظله حاملا عصا موجهها نحاية رأس رايز الذي صدها بيديه و هو يحمي راسه ليقوم بدفع الرجل بقوة و ركله بسرعة متناسيا الألم.


تظهر معالم الغضب علي وجه الرجل فيندفع بقوة نحو رايز الذي أخرج مسدسه بسرعة و أطلق رصاصة استقرت في قلب الرجل ليتحدث بنبرة محتقرة


" اكره من يغدرك من الخلف"
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي