12

"يبدو أن مهارتك تحسنت من الشهر السابق" تنبثق تلك الكلمات من صاحب الشعر البني المحمر و هو يقوم بتفادي تلك الرصاصات التي كادت أن تصيب رأسه

ليضحك رفيقه و هو يقول " اتخال بأني لن اشحذ قدرتتي كل هذا الوقت"

أنهى كلامه موجها ركلة ناحية عدوه و مواكبا لكمية الطلقات التي يتخطاها بكل سهولة مع ابتسامة مغرورة.

فيوجه له الآخر كلماته المحزرة المازحة و هو يقوم بإطلاق الرصاصات المتتالية ناحية أولئك الذين يحتمون بوراء حائط و هم يباشرون إطلاق الرصاص

" حقا رايز لا يجب أن تكون متفاخرا هكذا، هؤلاء مجرد اوغاد صغار لذلك تتخطاهم بسهولة "

تخرج قهقة ساخرة من فم رايز ليرد عليه " و ماذا عن غارة الأسبوع الماضي التي أصبت فيها و كدت أن تموت هل كانو أيضا اوغاد صغار"


يخرج همهمة متململة فيقول بسخرية " و من يبالي، كانت مجرد ضربة حظ"

يوجه رايز سلاحه بإتجاهه و يقول بنبرة ساخرة كنبرته و يقوم بإطلاق النار " مجرد ضربة حظ هاا"

تتسع عين الآخر برؤية الطلقة و هي تمر بجانب خده لتخدشه فيه و تتخطاه لتصيب الذي خلفه ليسقط أرضا فيردف رايز و علامات السعادة علي وجهه

" و هذه أيضا ضربة حظ انها لم تصبك"

ليكمل بطريقة مرحة "يالا حظ عزيزي دانتي الرائع"


ليقوم دانتي بضربه علي معدته و يقول " ستندم علي خدش وجهي الوسيم"

يقهقه رايز و يدفعه ليقول " انه ندب يرمز علي رجولتك و شجاعتك، ثم إنه لم تنجذب إليك فتاة بوجهك السابق، ربما الان يرونك رجلا و يتقدمون نحوك"


تظهر عروق مقدمة رأس دانتي ليقول بصوت غاضب" أعد ما قلته و سوف تندم علي ذلك"


يرفع رايز يديه بوجه مرح" صديقي انا امزح معك فقط"


تتخذ رصاصة طريقا تجاههما من الخلف ليتجنبها رايز و هو يزيح دانتي، فيقوم بالتصويب ناحية قدم عدوه الهارب بعد محاولته لغدرهما ليسقط، فيتجه ناحيته و يجلس جلسة القرفصاء و هو يبتسم ابتسامة ماكره و يقول


"لقد كنت انتظر كبير الجرذان للخروج و هو قد أراني وجهه الشنيع "

ينظر رايز ناحية صديقه المتقدم نحوه و يقول " كيف يمكننا استخراج المعلومات منه يا ترى ام نقوم بقتله فقط او نعذبه بطيئا الي أن يعترف وحده" لينهي كلامه بنبرة خبيثة لتزعزع كيان ذلك المرتمي أرضا


فيقول دانتي مع ابتسامة لطيفة" تعلم اني اشجع الخيار الثاني انا استلطفه"

ليوجه رايز كلامه ناحية الرجل مع ابتسامة هادئة" اسف حقا لم ناخذ رأيك و انت الأساس في الموضوع هل ستتحدث لتموت بهدوء ام تريد أن نستخرج منك الكلمات و نحن نستمتع بتعذيبك، اساسا في كلتى الحالتين ستموت فقط أختر طريقة موتك الأفضل بالنسبة لك " لينهي حديثه بنبرة لطيفة و يلقي ابتسامته الأثرة، التي تعني موتك علي مقربة منك


تتساقط دموع الرجل حرقة علي موقف فيوجه يده ناحية السلاح الساقط، لتصاب يده بطلقة نارية فيلقي نظرة للفاعل بأعين محمرة غاضبة ليجد دانتي ينفث البارود الخارج منه فينظر له دانتي نظرة احتقار و يقول


" لا تفكر حقا في فعل شيء انت في غنى عن فعله"

من ثم يتقرفص بقربه و يقول " انا لست لطيفا مثل صديقي لن ادعك تختار"


فيخرج قرصاً من جيبه ثم يمسك الرجل من عنقه و يقول له و هو مقربا القرص من فمه " هذا مجرد قرص مؤقت عند بلعك له ستشعر بألم كأن عظامك تنخلع و كوابيس ترافقك لعدة أيام أعدك بأنك لن تكون قادرا علي تحمل نصف هذا الألم "

تتسارع دقات قلب الرجل و يزداد تعرقه و غزارة دموعه ليكمل دانتي" هذا ليس كل شيء فكما قلت سابقا هو مؤقت فقط فأما المستمر هو تعذيبك بأنواع مختلفة من الجرع تحت إشراف تصنيعي و هي ليست أقل تعذيبا من هذا "


يمسك الرجل بيده الغير مصابه يد دانتي محاولا منعه من اجراعه للقرص ليشد دانتي شعره ليتأوه الرجل متألما فيقول و هو يقاوم ألمه" سأتحدث بما تريدون فقط ارحمني "


تتسع ابتسامة رايز فيهمس" دائما يأتون بالطريقة الصعبة "

من ثم يوجه كلامه للرجل و يقول" اخبرني إذا لماذا تقومون بخطف الأطفال و أين تأخذونهم، و لا تخفي شيء"

يشده دانتي من شعره ليتحدث الرجل بخوف " هنالك مجموعة من الأثرياء يطلبون منا ذلك مقابل مبالغ هائلة لذلك نقوم بتوفير طلباتهم"


فيتفوه دانتي بحده" انا لا أمتلك الصبر، فقل الي اين تأخذونهم "


فيتحدث الرجل عند رأيته عصبية دانتي" لا علم لي بشيء فقط نقوم بإصالهم لقطار الشحن التجاري و هنالك يقومون بإستلامهم و ننصرف بعد تسليمنا أموالنا "


فيرفق رايز سؤالا آخر" و ماذا يفعلون بمختلف أعمار هؤلاء الأطفال"

"لا أعرف حقا ما يفعلونه بهم "

فيقوم دانتي بركله بعد أن قام بتجريعه القرص و تحدث بحدة " لقد قلت سابقا لا أملك الصبر لامثالك "

ليهرع الرجل بالحديث بعد شعوره ببعض الألم يسرى في جسده " فقط اقتلني ارجوك، لقد أخبرتك ما تريد "


فيبتسم دانتي بشر ثم يقول " و هل تظن ان الموت يناسبك، و التكفير لذنوبك"


فيضحك الرجل بجنون من وسط هلوساته و ألمه ثم يقول" ارجوك اقتلني فحسب، سأخبرك بكل شيء، فقط عدني بأنك ستقتلني انهم يقتربون مني، أبعدهم عني"


ليزحف اتجاه رايز و يمسك بقدمه و يقول بوجه باكي تملأه سوائل أنفه " لقد سمعت انهم يقومون بتناول الأطفال الرضع كأكسير لإعادة الشباب اما باقي الأعمار اما يجعلنهم عبيدا أو يصبحو فئران تجارب "

فيزيح رايز قدمه عنه بإشمئزاز فيردف الرجل بصورة هستيريه" اقتلني رجاءا، لا أريد أن يأخذوني ارجوك أبعدهم"

ليقوم رايز بإشاحة نظره عنه و يقوم بإطلاق رصاصة عليه تصيب قلبه لترديه قتيلا و لترفق وجه الرجل ابتسامة مأساوية قبل موته.

يتحدث دانتي و وجهه يستولي عليه الغضب " كان يجب أن تتركه يتعفن من العذاب"

فيبتسم رايز ابتسامة منكسرة و يقول" الوعد وعد "


تتدفق المياه في جسد رايز مزيحة معها كل الهموم و الأفكار التي قد الجمته.

يتحرك خارجا و هو يجفف شعره الذي بدى أطول مما كان عليه، لتنزرع الابتسامة علي وجهه بمجرد رؤيته ذلك الجسد الصغير الذي تربع علي السرير و تلك الأرجل الصغيرة التي تتدلي ذهابا و إيابا، لتنقض عليه عند رؤيته فيقوم بإلتقاطها و معانقتها بحنان ثم يقول " ما بال أوري الصغيرة لم تنم بعد"

لتقول بشيء من العبوس "انت منذ أن التحقت بتلك المجموعة تأتي متأخرا و انا لم اعد أراك كثيرا و لقد اشتقت إليك"

لنسقط في أفكار اوري التي تعمقت في حنان أخيها.


لقد مر شهر و اسبوع منذ أن انتقلنا من ذلك القطاع التجاري لنأتوي في قطاع داري في قصر رئيسة منظمة ألفا، فبعد أن إستيقظت أصبحت علي وصاية نتاشا، بعقد مشترك المنفعة من قبل اخي نتاشا تقوم بحمايتي و توفير كل احتيجاتي انا و أخي حتى أنها قد ارفقتني متدربة تحت افضل محضر للجرعات الطبيعية و الكيميائية في كل المقاطعات، حصلت علي غرفة و مكتبة شاسعة خاصة بي و كذلك في الأيام الأخيرة استطعت المشاركة في المعمل لتحضير الجرعات و تحسينها. كانت هذه الأشياء رائعة في البداية لكني أصبحت أشعر بالفراق بعدم وجود اخي بالجوار و دفئه، ارفقته نتاشا في احد المجموعات التي تطوعت للانتقام و نشر السلام لبناء عالم أفضل، فنتاشا علمت كيف تستقل دوافع انتقامهم لتوجهها لغرض نبيل، المجموعة تسعي لاحتكار الجرائم في حيز ضيق و معاقبة الجناة، لقد فرضت نتاشا قانون بنفسها و تطبيقه كذلك علي كل من خالفه، أصبح العالم في حالة فوضى في الفترة الماضية لكن نتاشا بدأت بالسيطرة عليه رويدا رويدا ، بدأ من العصابات الصغيرة و التي تطورت الي المتوسطة ، فإنتشرت فرق نتاشا في عدة قطاعات و حصلت علي كثير من الملتحقين بها هذه الفترة.
هذه الأيام الأخيرة التي لم أعد أرى فيها اخي أصبحت أسعى لتطوير نفسي كما أنني استطعت التحكم في تغيير عدسة عيناي كما أريد لكن لم تنطلق قدرتها كما ينبقي هذا ما أحست فيه فبعد أن إستيقظت تلك المرة و قد رجعت عيناي لطبيعتها من جديد أردت أن أرى ذلك التغير الذي حدث أردت رؤية ما وصفه اخي لي لذلك حاولت عدة مرات حتي في إحدي الايام قد تغيرت و حقا قد كانت جميلة كما وصفها لي.


عندها فكرت ماذا لو تحسنت و زاد تقدم تطوري و ماذا لو أصبحت قوية، فبعدها يمكنني أن أكون بإصطحابه في كل مكان، بدأت افتقد كل الأوقات السابقة، كذلك بدأت أكن بعض الضغينة لنتاشا رغم كل ما فعلته لنا، لكن فقد اخي لا يعوض بشيء من ما تعطيه لي.

لكن اليوم كان مسعاي شيء آخر و هو مهاجمة اخي في غرفته و المكوث عنده و الغرق في رائحت دفئه و حنانه.



يقابل وجه أوري الصغير وجه رايز الذي التفت عندما احس بنظراتها ناحيته ليقول " ما بال صغيرتي الجميلة عابسة"


لتتحدث بشيء من الحزن المخيم عليها " احس انك تبتعد عني أكثر و أكثر، و هذا يزعجني"


فيبتسم رايز بلطف و يقرص خدها بلطف و يقول " لا يجب عليك أن تنزعجي من أخاك لاني أسعى خلف شيء نبيل و هذه البداية فقط "

لتمتلأ عينيها بدموع و تقول" لكن هذا الهدف يبعدك عني، هل تريد التخلي عني، هل انت غاضب مني، هل لم أعد ذا نفع لك "

لتجلس منحية واضعة رأسها علي رجليها و هي تبكي بينما رايز اتسعت عيناه و هو يفكر ، فما هذا الذي تقوله أوري و من أين أتت به، يستدرك نفسه بعد سماع شهقانها


فيقول بشيء من الانزعاج" من أين جلبت كل هذا أوري "

فتقول" هذا واضح من أفعالك، انت تعرض نفسك للخطر، و تخرج في وقت باكر و تعود متأخر بالكاد أراك أو اتحدث معك حتى أصبحت أشعر بالفراغ"


تتوجه يديه نحو جسدها الصغير ليقوم بجذبها الي احضانه و يقول " انا لم اعتقد ان أوري قد تفكر هكذا، فاوري أكثر ذكاء مني، كل ما جال في عقلي أن أجعل أوري أكثر اعتمادا علي نفسها و تحكما بعاطفتها و أخذ حريتها الخاصة فاذا أصابني شيء لن تكون أوري ضعيفة و متمسكة بوجودي "

فتقبض بقبضتها الصغيرة علي قميصها " لدي اخ أحمق، أحمق حقا، و ما نفع العيش في عالم خالي من اغلي ما لدي، لقد وعدتني سابقا لكنك اخلفت لن اسامحك هذه المرة حقا "

تصطحبها شهقاتها و بكائها المتواصل الي النوم في نهاية المطاف ليقول رايز ببعض الحزن عند رؤيتها" انتِ حقا طفلة مهما كان ذكائك"

نتعمق بأفكار رايز الذي بدى سارحا بها في الفراق.


لقد سمعت إنجازاتها و تطويرها للجرعات و قد سعدت كثيرا بهذه الأخبار، لكن ما أردته هو تقليل تعلق أوري الكبير بي. فبعد تلك الليلة التي استأنفت فيها حديثي مع نتاشا توصلنا لإتفاق بيننا.



بالعودة الي الماضي

يسيطر الهدوء علي المكان ليرفق أحدهما الآخر بالنظرات الجادة الي أن يكسر ذلك الصمت صوت رايز الذي تحدث قائلا


"لقد اخبرتك المرة الفائتة بأننا سنستأنف حديثنا لاحقا"

لتقول نتاشا مع ابتسامة

" أجل، فبعد وصولنا الي هذه النقطة ساكشف لك كل شيء فأنت تسعى الي حماية اختك و الانتقام و لتحقيق ذلك سأخبرك بكل شيء و بعدها نجري عقدنا الخاص"



ليقول رايز "إذا أنا سأنتظر"

" اعتقد ان الملف الذي اعطيتك اياه يحمل معلومات عادية و غير عادية أيضا لكنه لم يحمل المعلومات السرية لهم لقد أخبرتك بعض نقاط ضعف المنظمتين إن استغللتهم بذكاء قد تستطيع اذيتهم فبما أنني اعلمتك أن والدك و فرقته قد تم اغتيالهم من قبل تحالف منظمة W. B و رئاسة فرق الكشافة بسبب ملف يدعى الفردوس الا ان هذه المعلومة غير مؤكدة فربما قد تم اخفائهم أو سجنهم بما انهم لم يرفقوا الجثث لكم فها انا سأتيح لك فرص قراءة المعلومات الصحيحة التي تريدها بجد بعد أن توافق علي مخططي"


ليبتسم رايز" انت تقومين بإستغلالي الان، لكن لنرى مخططاتك فلن أوافق الا بعد جعله متبادل "


لتقهقه نتاشا علي ذلك و تكمل" بما أنني من فصيلة U. B فأنا أكن كرها شديد لمنظمة ال W. B بما يفعلونه بأبنا فصيلتي،. فكلنا نحلم العيش أحرار من دون ان يمسنا اي شخص أو أن يسعى للحصول علينا اي احد، لكن مكاسبهم و طمعهم جعلت حياتنا صعبة و قصيرة و هذا الأمر يعنيك أيضا بما ان اختك تعاني من هذا الأمر و هذا سبب مغادرتكم لمنزلكم و عيش هذه المعانات "


ترتسم ابتسامة منكسرة علي وجه نتاشا و عند انتهائها لحديثها بينما يبادلها رايز ذلك، فحقا أن العيش علي الناس العادية صعبا فما بالك علي انسان له قدرة تميزه عن غيره.

لتكمل نتاشا طاردة الحزن من وجهها" انا فقط اريد تخليص العالم من هذا الشر الذي يتمثل في تحالف هذين الكيانين الشريرين و إسقاط استقلالهم للأشخاص الضعفاء، لا اسعي لهذا فقط اريد ان اجعل هذا الركام أفضل ، اعترف بأن لدي احلام كبير لكن إيرادتي أكبر من ذلك، اريد ان يعود العالم كما كان سابقا جميلا مليئا بالعاطفة و الحنان و الإنسانية و هي الصفة التي تكاد تعدم الان "


يقوم رايز بإرجاع شعره ثم يحدثها" و ما المطلوب مني، فأنا لن افيدك بشيء "

لتبتسم نتاشا و تقول بثقة كبيرة" بل تملك الكثير لتفيدني به "


فيرفع رايز حاجبه مستنكرا " إذا امل ذلك "

لتقول بجدية" انت تملك ثقتي فأنا لا أثق بشخص غير معلمي و هو والدك الذي هو نفس الشخص الذي انقذني و دعمني و جعلني أقف أمامك فلولاه لم نكن نحن الاثنان هنا "

ترجع خصلاتها المتمردة و تكمل " كما أننا الاثنان نريد الانتقام له"

لتظهر قليلا من العاطفة علي وجه رايز و يقول " حقا"

لتجيبه بنعم و تكمل" انا أريدك أن تصبح الوجه الرئيسي لمجموعتي فأنا أود القيام بالأشياء الباطنة اما انت ستتحرك ظاهريا بتوجيهات خاصة، سأدعك الأشهر الأولي تعرف طبيعة العمل و تتعلم الإستراتيجيات و من بعدها ستأخذ الوجه الرسمي للنقابة الجديدة، في هذه الفترة ستقومون بتدمير كل العصابات الصغيرة النشطة و تدريجيا الي أن تصلو الي الكبيرة و تحطمون أعمالهم شيئا فشيئا، اما انا سأكتفي بأعمالي التجسسيه لإفشال خططهم و كشف نقاط ضعف العصابات الكبيرة، انتم ستكونون مصدر إلهاء لهم في هذه الفترة، اريد ان تسبب اضطرابا كبيرا في كل المقاطعات، و بعضها نقوم بخطتنا الكبيرة، و هي إسقاطهم واحد بعد الآخر الي أن نصل للقمة "
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي