16

تنفست الصعداء و انا اخرج تنهيدة طويلة بعد أن ارديت آخر رجل من بعد محاصرتهم بيننا بواسطة ريما و دانتي شعرت بتلك الراحة التي يشعر بها الشخص عند انتهاء مشاكله لكنها لم تدم فقد تزكرت أنني لم نكمل مهمتنا، فاوجه نظراتي ناحية كل من دانتي و ريما و أقول

" هيا بنا"

تزكرت أن ذلك المصعد لن يفتح الا بكلمة مرور، استطردت ذلك فإن إليوت شخص ذكي سيقوم بتعطيل ذلك، توجهت و كل امال بذلك ليفتح بعد وضعي للطاقة التي تركها إليوت، لاشكر ربي علي ذلك، يتحرك المصعد بنا و نحن ننتظر بفارق الصبر وصولنا لغايتنا، انفتح المصعد لمشهد ذلك الصراع بين إليوت و شخص اعتقد انه طبيب بسبب ارتدائه للمعطف الطبي، لم يرف لدانتي جفن ليسرع نحوهما مصوبا تجاه ذلك الطبيب الذي لم ينتبه بوجود دانتي أو يستشعر صوت ركضنا تجاههم، و كما اعتقد ان إليوت أيضا لم يستطيع استدراك ذلك فلقد وجه نظرات منصدمه تغيرت للراحة بعد اكتشاف من الفاعل.


" هل انت بخير"

خرجت الكلمات من فمي استطلع بها حالة إليوت إذا كان قد تأذي أو شيء من هذا القبيل فيتحدث إليوت بشيء من الراحة بقوله مع ابتسامة هادئة

" انا بخير"


لأقول متسائلا " إذا هل وجدت شيء"

فيتحدث إليوت مجيبا رايز بنبرة متوترة قليلة " لا لقد حاولت مرتين لكن لجهازهم نظام حماية قوي و قد انزر بوجود مخترق لجهازهم لهذا تعرضت للهجوم، فأعتقد من هذا أن أخطأت للمرة الثالثة سيتم تفعيل التفجير الذاتي، هذا حسب معرفتي بمثل هذه الأنظمة"


أهمهم بشيء من الحيرة مجيبا إليوت فهذا سيعرضنا لخسارة ما جئنا له و قد يعرضنا أيضا للخطر لكن ذلك هدفنا و لا يجب علينا الاستسلام فأقول

" اكمل"


فينظر لنا بأعين متوترة ليقول دانتي واضعا يده علي كتف إليوت مشجعا اياه

" انت أهل لها إليوت فقط حاول و لا تتوتر نشجعك من الخلف "

و تكمل ريما ما بدأ به دانتي

"نحن نثق بك، فثق بنفسك".





يتجه إليوت نحو عمله بعد ان حاز علي كل التشجيع اللازم كأنه قد أزاح ثقل ما من قلبه، ليتوجه كل من دانتي و ريما ليكملا مهمتهما و هي مرحلة التفجير الثانية، فيظل رايز متوكلا عملية المرقبة والحماية.

يخرج دانتي من حقيبته الظهرية بعض من المتفجرات التي قد خبئها بحرقة سابقا في احد الحمامات القريبة من قاعة الاحتفال بعد أن اكملو مهمة توزيع القنابل الاولى، ليضعها في مناطق مختلفة من المعمل بينما ريما تقوم تصوير الحافظات الزجاجية التي تحتوي علي الأطفال بكاميرا الساعة.


تصدر ضحكة ساخرة من فم إليوت ليقول رايز متعجبا " ما الذي حدث"

ليبتسم إليوت بسعادة محدثا رايز " لقد قمت بالتلاعب بالمصعد و تغيير الرمز بعد دخولكم و ضمانا لحدوث أي شيء قد يعيقنا، و يبدو أن ذلك قد اجدى فعلا فهنالك محاولات للدخول، و اعتقد ان المصعد معرضا للتدمير الان"

رفع رايز حاجبه بشيء من التسائل فهل يجب أن يسعد معه بأنه قد سمع منه خبر جيدا بتلاعبه ام ماذا يفعل لسماعه انهم علي وجه المرور بمعركة خاسرة.
ليردف إليوت و هو يقوم بضغط تلك الأزرار التي أمامه بسرعة


" لا تقلق لقد قمت بإختراق نظامه و ان تنزيل الملفات قد كادت أن تكتمل، كما اني استطعت اختراق الجهاز الرئيسي للشركة و قد و كل شيء الان تحت تحميل ما علينا ألا إن نبقى عدة دقائق فقط"

يبتسم رايز بشيء من الراحة ليقوم بتشغيل ساعته الإلكترونية و يقوم بعرض الشاشة أمامه ثم يردف


" أحسنت لقد أحسست بشيء من الراحة"


بعد أن قام بالضغط علي عدة نوافذ ضوئية ظهرت له تلك الخريطة التي بينت له موقعهم، فيبحث مقلبا بها عن أي مخرج فيجد ان هنالك فتحات تهوية واسعة رئيسية متصلة بالطابق الاول.

ليغلق كل النوافذ و يجري اتصالا آخرا، و بما ان الساعات متصلة كفريق فقد بعث للكل ليردف رايز لاوليت

" تجاهل ذلك"

تتم الاستجابة عند باقي الفريق ليتحدث رايز مبادرا كالعادة " دانتي ابحث عن فتحت تهوية بالجهة الشرقية لنخرج منها فنحن محاصرون تأكدت من وجود واحدة في الطابق الثاني الارضي، بينما جايكوب و لونا أخبرانا إذا كان الطابق الأول عندكم أمن أو لا و أخبراننا"

لتتحدث لونا متسائلة " حدد لنا نقطة معينة لنترصدها و لميكننا ذلك من الراغبة جيدا كما تعلم الطابق الأول أصبح به الكثير من الحراس "

فيجيبها رايز "سارسل إليكم البيانات و حددا النقطة الأكثر أمنا لكي نخرج منها فإذا لا يوجد آمنا عند نهاية فتحت التهوية فلا أحد سيفكر اننا سنذهب الي حجرة التكيف المركزي"


ينقطع الاتصال بينهم لتسقط عينا رايز علي تلك الغرف الجانبية المختلفة عن بقيتها فهي تحتوي علي جدار عادي ابيض ليست كالغرفة الأخري من جدار زجاجي شفاف.


ليسأل رايز إليوت" ما هذه الغرف، هل يمكنك فتحها "

ليجيب إليوت علي سؤاله" لا أعلم ما هي لكن سأقوم بفتحها"

أقل من دقيقة فتحت فيها أبواب تلك الغرف. يتوجه رايز نحوها بخطى فضولية، تتسع عيناه برؤية طفلين حوالي الخامسة من عمرهما بجسد شاحب متماثلا الملامح بشعر اسود بأعين مختلفة اللون في الغرفة الأولى جالسين ملتصقين ببعضهم يتكأ كلا منهما علي الاخر قرب الحائط في الأرض البارده بمعالم حزينة توحي عن مدى كثرة بكائهم ، تأخذه رجليه نحوهما بخطوات مسرعة عند رؤيتهما، فيرتعش جسد الطفلين برؤية رايز و تبرز معالم الخوف عليهما فيحوالي رايز التحدث معهم بلطف و هو يمد لهما يده بقليل من الانحناء و ابتسامة هادئة و يقول


" لا تخافا مني انا هنا لمساعدتكما، هل يمكنكما مرافقتي رجاءا اعدكم بأني لن ءاذيكما"

تظهر معالم التوتر و القلق علي وجه الطفلين بينما رايز ظل يبتسم و يطمئنهما بتلك الابتسامة الهادئة الصادقة مد احد الطفلين يده ليمسك يد رايز مستسلما لما قد يحصل، فينظر لرايز بأعين زرقاء مبتسمة و منكسرة تركت أمرها للقدر لما سيحدث لها فقط، أملا الا يحدث معه أكثر من الذي أصابه سابقا، بينما آخر تردد بذلك فنظر له ذو الأعين الزرقاء ليغمض اعينه مجيبا لتسائل توأمه لكي يوافق، فيبكي الآخر بحرقة لرؤية ابتسامة أخيه المنكسرة التي علم بها انه عاجز عن فعل شيء فقط يريد أن يخرج من هذا الجحيم حتى لو كان إلي مجهول آخر لا يعلم إذا كان اسواء أو لا.

يتقرفص رايز ليقوم بعناقهما فها هو الذي قد انفجر بالبكاء يذكره باخته الصغيرة التي قد تركها من دون أن يراضيها فتخرج كلمات عطوفة من رايز

" كل شيء سيكون بخير و أفضل من الان فقط تماسكا حتى نخرج، اعدكم انكما ستكونان بخير"


بعد أن أنهى كلامه يخرج بهم الي الخارج فيطلب منهما انتظاره ليتوجه الي الغرفة التي تليها يجد فيها فتاتين ذوات أعمار مختلفة إحداهما تبدو في الثانية عشر بشعر بني و أعين سوداء واسعة بينما الأخرى في الثامنة بحجم متوسط و شعر أشقر ذهبي و خدود ممتلئة و أعين خضراء تتحدث الفتاة ذو الثانية عشر

" من انت،. ماذا تريد منا "


ليبتسم رايز فيبدو أنهما بخير تماما " ساخرجكم من هنا فهل ترافقاني"


فترد ذو الثانية عشر مرة أخرى " الي اين ستاخذنا، كيف يمكننا أن نثق بك"


يتنهد رايز من أسئلة الفتاة فيبدو أنها هذه الفتاة ذكية فيجيبها " انت و نحن لسنا في موضع للحديث هيا بسرعة لن تخسر شيء ابدا فاستمعي لي"

يجمعها بالتوأم أمام باب غرفتهما ليتوجه لآخر غرفة لكن تحدثه الفتاة
" انه متوحش فالتتركه فقط لن تأتي منه بشيء "


يتجاهل رايز كلماتها ليتجه ناحية آخر مطاف له الذي لقب بالمتوحش.

عند دخوله يجد فتي بشعر احمر داكن يستلقي علي السرير بوجه خالي من المعالم ليفكر هل هو من فصيلة UB ليقترب منه رايز بشيء من الحزر بسبب الكلام الذي ارفق عنه، لكنه وقف متسائلا لماذا ياخذ كلام الفتاة و يحزر من ذلك الفتى ذو جسد الثانية عشر أو أقل، يحرك راسه طاردا أفكاره و يقترب من الفتى الذي لم يبدي اي ردة فعل، قرب رايز يده يستشعر أنفاس الفتي فقد خيل له من شحوبه و شكل استلقائه انه قد يكون مات، يستعيد أفكاره عند استشعاره لتلك النظرات الحادة، فبعد إدراك رايز أن الفتى علي قيد الحياة، ليتعرض للانقضاض من قبل ذلك الفتى علي عنقه بيديه الصغيرتين و هو يحاول خنق رايز، قاوم رايز الفتى من دون أن يؤذيه فيقوم بإصابته عند نقطة حيوية جعلته يغمي عليه يتنهد رايز مفكرا كيف لفتى بكل هذا الضعف و الشحوب أن يمتلك هذه القوة.

نظرات إليوت المتعجبة لمنظر رايز و هو يحمل احد الأطفال و هنالك توأمان متمسكان ببنطاله و فتاتين خلفه. ليردف رايز و هو يوجه نظرة حادة نحو إليوت


" فقط أخبرني إذا اكملت، فليس وقت اي سؤال الان"

يتنهد إليوت بلا مبالاه و يجيبه بالإيجاب.



يضحك دانتي علي مظهر رايز الذي أصبح كمربية الأطفال فيرفقه رايز بنفس النظرة الحادة أو اقسي ليقول

" أغلق فمك و لا تتفوه بالتراهات"

يكتم دانتي من ضحكته بينما يتبادل إليوت و ريما النظرات ليردف رايز بنبرة جادة

"سيتقدم داخل فتحة التهوية دانتي و إليوت مع الطفل الذي احمله و بعدكما الأطفال ثم ريما و بعدها انا"


نظر دانتي نحو رايز بإنزعاج ثم قال

" ما بالك ترميني في المقدمة "


فيتحدث رايز بنبرة حادة" هذا ليس خيار بل أمر"

يتنهد دانتي و يتوجه نحو الفتحة ليليه إليوت فيتحدث رايز عند سماع بعضا من الضجيج من ناحية المصعد فيقول محدثا دانتي

" هل وضعت بعضا من المتفجرات قرب المصعد "

ينفي دانتي ذلك فيطلب رايز منهم بعض منهم إذا و جدا و يطلب منهم بطريقة حازمة خالية من النقاش جهاز التحكم و المغادرة، لياخذ رايز كل من المتفجرات الصوتية و جهاز التحكم متجاهلا اعتراض دانتي علي ذهابه، ليتجه ناحية المصعد و يضع المتفجرات الصوتية، بمجرد انتهائها يتم تفجير باب المصعد من الداخل ليبرز بعضا من الرجال ليركض و يقوم بتفجير المتفجرات ليبدأ التفجير المتسلسل داخل المختبر.


يندفع رايز بعيدا بسبب قوة الانفجار ليرتطم بالحائط، يتأوه من الألم فيبدو انه قد كسر احد اضلاعه ليجاهد علي الوقوف لكن ذلك لم يبلي حسنا،. يجاهد ثانية عند رؤيته لأحد الرجال قد اخترق النيران و قد اقترب منه موجها ذلك المسدس نحوه يحاول رايز تفعيل سترته الواقيه لكنها لم تفلح أيضا فيبدو انها تعطلت يحاول رايز تفادي تلك الرصاصة التي وجهت ناحية قلبه لكنه لم يفلح مرة أخرى لتصيب كتفه، يزفر رايز الهواء و هو يتحمل الألم فيجب أن يصمد.

يخرج مسدسه مواجها الرجل الذي كاد أن يكرر فعلته و ما كانت أن تنجح فقد تم إنقاذ رايز من قبل ريما التي قد عادة لمساعدته لتبدو كملاك حامي له.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي