3

" انا لست قطة سمينة واعلم انك لم تعد تحبني كالسابق ، دائما ما تعاقبني و تتركني وحدي و لا تصنع لي حلواي التي احبها و تدربني تلك التدريبات القاسية ، بحجة حمايتي لنفسي ، و انت تريد ان تتركني وحدي ذات يوم "


تنهدت بعمق من اثر تحويلها للموقف لموقف درامي ادرتها ناحيتي لاني متأكد من سيلان دموعها في كل مرة تقوم بتلك الدراما


كما اعلم بأني اذا تركتها هكذا ستقوم بدراما اكبر منها دائما ما تغلب الموازن ناحيتها


فقلت بعد ان مسحت دموعها" اوري لماذا ساتركك تعلمين انك و امي كل ما املك كيف اتركك "


قالت بعبوس " اذا لماذا تريد من التدرب لحماية نفسي اذا كنت متواجد معي لن احتاج حماية نفسي فانت ستفعل "

تنهدة مرة اخرى لاني مهما قلت لها لن ينفع مع عنادها

فقلت " اذا كانت مشكلتك التدريب سأوقف التدريب اما اذا كانت مشكلتك تركي لك تاكدي بأني لن اتركك"

تنهدت مرة اخرى و اردفت " فقط اعلمي بأني اذا مرضت يوما او تعرضت للاصابة من سيحميني اذا حدث شيء الا تريدين حمايتي"

ابتسمت بلطف و قالت " بلى اريد " بادلتها الابتسام و حملتها و قلت " اذا سنتدرب "

عانقتني بسعادة و قالت " سأتدرب جيدا ما دمت تفعل ذلك و تسمح لي بمناداتك بابا "

عبثت بأنفها و قلت " و كأنك امتعنتي عن ذلك".



كبرت اوري عقليا و اصبحت ذكية حتي ان نسبة ذكائها اعلي من مستواي لكن جسدها طفولي منذ خمس سنوات لم يتغير فيه شيء عدا عدة سنتمترات كذلك تصرفاتها ما زالت طفولية.

لم اكن اعرف ما الذي افعله الا عندما شرحت لي اوري عن حالتها من خلال دراستها للامر سنة كاملة و اوري تقرا ما ينتمي الي حالتها و لقد وجدة كل شيء عن نقص نموها

و لكن لم تجد ما يبين عن حالتها المختلفة حتى عن الفصيلة UB و هي ما تزال تجتهد تبحث عن الامر

لا اعلم كيف اقول ذلك لكن عندما اراها و هي بتلك الحالة و الكتب حولها لا استطيع مقاومة ضحكاتي كم تنزعج مني لكنها تبدو لطيفة جدا بذلك مع ذلك الحجم الذي لا يساعدها بشيء .



مضت شهور من ذلك الموقف و امي بدات توطد علاقتها معنا او هي اصبحت افضل من ذي قبل كما أرى تلك السعادة في عينيها فقط ينقصنا ابي لنبدو كأسرة سعيدة كاملة كم افتقده ،

ابدو الان كهكل في الثمانين يلفظ اخر انفاسه الاخيرة و اولاده حوله من بعد فراق دام ثلاثين عاما ابتسم قبل اخر نفس له علي هذه الحياة و قال " الان يمكنني الموت"

" باباااااااا" تنهدة علي اثر صراخها و قلت " لما تصرخين انا بقربك "

قفزت و ارتمت و عانقتني بقوة و قالت " لقد و جدتها اخيرا "

لم افهم ما تعنيه فاردت ان اسالها لكن امي سبقتني بذلك " ما الذي وجدته اوري"


نظرت الي اوري بقلق فتزكرت انها كانت تواصل البحث عن حالتها منذ فترة و من فرحتها اعتقد انها علمت شيء ما


فقلت لامي بوجه مبتسم لاخفي التوتر الذي رافقنا " يبدو انها وجدة حل لاحدى المسائل التي تدرسها "

فابتسمت لي امي و قالت " هذا جيد ، لقد لفتت انتباهي بدراستها المكثفة هل هي من محبي الدراسة او هذا من بعض اعمالك القاسية لها " لتقول جملتها الاخيرة بنبرة منزعجة،

فاردفت بنبرة متوترة " لا امي هي تحب ان تقرأ كثيرا "

فابتسمت و قالت " اذا هكذا ، لكن اليست كتب والدك صعبة عليها ، رأيتها تقرأ  كتبه في المكتبة ، اعتقد اني اتزكر احد الكتب التي كانت تقرأه اسمه UB او فصيلة الUB ان زاكرتي ضعيفة لا اتزكر اسمه تمام كان والدك يقرأه دائما اتزكر ذلك رايز"

اومأت لها بالايجاب و قلت " يبدو ان اوري مثل والدي تحب الكتب العلمية و الغريبة منها "

قمت بإصلاح قبعة اوري تلقائيا فقالت امي مستفهمة " لماذا اوري ترتدي دائما قبعة علي رأسها "

لم اعرف ما اجيب امي رغم عودة المياه لمجاريها بيننا لكني  قلق بعض الشيء فاوجزت علي اخبارها


لكن اوري تقدمتني بالقول " انا احب ارتدائها، خاصة الاشياء التي يجلبها اخي رايز لي، و قد قال رايز اني ابدو جميلة بها "

ابتسمت قائلة " كم هو جميل هذا الرابط الذي بينكم"

انزلت اوري و قلت لها " هيا لتخبريني بالذي حللته "


عبست بطفولة و قالت " كم انت قاسي هل ستموت ان حملتني الي هناك "


ضحكت بسخرية عليها و قلت " ما مشكلتك مع المشي ، هل ستموتين اذا مشيتي "


توقفت أمامي و اشارة الي قدميها و قالت " انظر الي قدماي انهما قصيرتان اقصر من قدمي القطة ، كيف يسعني المشي بهما مثلك و انت تمتلك قدما نعامة ، او اتحدث عن صعوبة امكانيتي لصعود السلالم "

ضحكت علي كلامها الساخر الطفولي و علي حقيقة كلماتها  " معك حقا في هذا ، كان عليك الاعتراف سابقا ، لحملتك دائما ، كما انك نسيتي حبك لذلك ، انك تجعلينني كفرس بشري اميرتي "


ضحكت على جملتي الاخيرة و قالت " وانت كذلك " .


وصلنا الي مكتبة والدي فبدأت اوري بشرح كل ما استنتجته قائلة


" وجدت ان اصحاب الفصيلة الاستثنائية يولدون متطورين، اي ان تتطورهم اكتمل قبل ولادتهم اما في حالتي فتتطوري بطيء جدا اي تنضج خلايا جسدي ببطيء عدا خلايا الدماغ لتتكيف مع البيئة التي حولها ،كما قلت سابقا  ان كل العناصر و الفيتمينات و المواد الغذائية التي احتاجها لنمو جسدي ، يستنذفها عقلي ليتتطور اكثر و يذداد ذكائه عن الحد الطبيعي، كذلك يحدث مع خلايا دمي فإنه يخذ نسبة من العناصر و المواد الغذائية ليتطور ايضا بصورة بطيئة و ينضج فبدل من البناء ، تقوم الخلايا بالتتطور و التكيف مع بيئتها "



اخذت تنهيدة طويلة ثم اردفت " بما انك قراءت الكتاب سابقا ،تعلم الفرق بيني و بين الفصيلة الاستثنائية رغم أنهم ذو نضج كامل او تتطورهم اكتمل و انا لم يكتمل بعد او ربما اكتمل نسبة لاكتمال لون شعري الا انني افوقهم بقدراتي الشفائية فهي اسرع منهم كما قدراتي العلاجيةفقط قطرة من دمي تشفي ، وذلك يرجع لنتيجة الاختبار الذي فعلته لك "

ضحكت عند تزكري لذلك الاختبار قبل سنة و نصف عندما ارادت ان تجرب قدرتها في علاج الاخرين لكنها لم تعرف كيف  تفعله .



العودة الي الماضي




" ما بال قطتي الصغيرة حزينة هكذا "

اجابت بملل " ليس هنالك شيء "

فقلت " اخبريني اوري تعلمين بأني لن اتركك حتي تتحدثي"

تنهدة بلطف قائلة " اردت فقط ان اجرب ان كنت قادرة علي معالجة الاخرين كما افعل لنفسي"

ابتسمت و قلت " هذا فقط ما يجعل قطتي حزينة "

فاجابت بحزن " اجل "

فقلت مشجعا " يمكنك فعلها ما الذي يمنعك "

تنهدة قائلة " انت لست مريضا او مصابا لاعالجك ، و حتي ان اصبحت مريض لا يمكنني ان اجرحك لمعالجتك "

فقلت " لما لتستطيعين ذلك ما دمت احتاج اليك ستفعلين "

اومأت بالسلب و قالت " لست واثقة من امكانيتي العلاجية ، لو كان هنالك مختبر لاستطعت التأكد "

اخرجت سكين جيبيه احملها دائما للحماية و قلت " انا اثق بها "

اعطيتها ايها و اردفت " هيا افعليها "

فامأت بالسلب فقلت " اذا سأفعلها انا "

لكنها رفضت حاولت انتزاعها منها اثناء ذلك جرحت لقد فعل المطلوب في النهاية،

لكنها بدل معالجتي اصبحت تبكي تنهدة بيأس و قلت " لا تقلقي الجرح ليس عميقا ، و الان يمكنك تجربة ذلك "

مسحت دموعها و امسكت السكين جرحت يدها عميقا و ذلك بسبب ان الجرح اذا كان سطحي سيلتئم قبل نزف الدم.


قربت يدها قرب الجرح نزلت بضع قطرات من دمها في جرحي و التئم جرحها اما ما حدث معي كنت اتألم بسبب الجرح

لكن من بعد ما تموضعت قطرات دمها في جرحي احسست بصعقة كهربائية بسيطة في يدي و توقف الدم عن النذف و هذا مطمئن قليلا بالنسبة لاوري

فبدأت تراقب جرحي و هو يلتئم ببطيء قد كان هذا مؤلما لا اعلم السبب لكن اعتقد بسبب ان الالتئام ليس بصورة طبيعية بالنسبة لجسدي.





العودة إلى الحاضر




" توقف عن الشرود اثناء شرحي و الابتسام كالاحمق هكذا حقا انت تحيرني "

قرصت مؤخرة انفها مما زاد انزعاجها و قلت " لا تقاطعي الكبار اثناء شرودهم دائما ما يكون علي شيء مهم "

ابتسمت بسخرية و قالت " انا احفظك جيدا اعلم ان شرودك دائما يصب علي استرجاع زكرياتك السعيدة "

وضعت رأسي علي كف يد و قلت " اليست الذكريات ذات اهميه "

فقالت و هي تتصفح ما في يدها " و من يأبه بالماضي و الحاضر يصارعنا "


همهمت لها و ارجعت رأسي للوراء مسندا اياه علي الكرسي .


" سيأتي اليوم عدة اشخاص لزيارتنا "

قلت بصورة متفاجئة و انا اخرج القهوة التي ارتشفتها من فمي " ماذا"

قالت امي بقلق " اهذا يزعجك "

فأجبت بتوتر " لكن لماذا ، و من هم "

اجابت ابتسامتها الهاديئة " بعض الاصدقاء قد ارادو المرور علي لوقت، و اذا لم ترد سألغها "

اومأت بالنفي " لا ليس عليك ذلك ، لكن اوري لم تداخل الناس من قبل  كما يقلقها هذا "

فاجابت " لا لن يأثر عليها بل هذا في مصلحتها " .


بدات مساعدة امي الي ان حانت لحظة وصولهم لقد مرة اكثر من ثلاث اشهر و قد لاحظت العلاقة الجيدة بين امي و اختي و قد اسعدني هذا كثيرا

اوري لم تعلم بعد بذلك فقد كانت في المكتبة تقرأ بعض الكتب كعادتها في هذا الوقت.


استغرقنا ساعتين الي ان رن جرس الباب ، ذهبت لافتحه لكني قد وجدت امي قد سبقتني اليه ، فتحت الباب بوجه بشوش و قد كنت انا متوتر قليلا لسبب ما او لانني لم اتعود علي تواجد اشخاص غرباء في بيتنا

اتجهت الي امي احييهم بإبتسامة متكلفة ، سمعت امي ترحب بهم  و قد قامت بتعريفهم علي كانوا رجلان و امراءة

احدهم يدعى كالفن كان طويلا ذو شعر بني داكن و عينان عسليتين و بشرة بيضاء

اما الرجل الثاني نفس طول الاخر ذو بشرة سمراء و شعر اسود طويل معقود علي ظهره و اعين بنية و كلاهما علي ما اعتقد في العقد الرابع 


اما الفتاة كانت في العقد الثالث ذو بشرة بيضاء و شعر اشقر مجعد و عينان سوداء طول متوسط و جسد رشيق


كانو جميعا يلبسون ملابس رسمية ، كما لو انهم ذاهبون الي اجتماع عمل



رحبت بهم و قادتهم امي الي غرفة الجلوس قدمت لهم القهوة و بعض الكعك الذي اعدته و المكسرات و بداوء في الحديث عن ما يدور حول العالم و قد كان حديثهم غامد بعض الشيء

اثناء ذلك ذهبت لمناداة اوري بطلب من امي و ذلك قد اراحني لاني شعرت بالضيق بتواجدي هناك .


" اوري لقد فاتك الكثير و انتي هنا "

ارتسمت علي وجهها تعابير الدهشه و قالت " حقا ، و لما لم تأتي لاخباري "


عبثت بشعرها و قلت " و الان اتيت لاخبارك "

فقالت و هي تعيد القبعة الي راسها " هيا اخبرني "


و هو واضع يده علي خده محاولا التفكير قال " هنالك اشخاص في الاسفل ، لقد اتو لزيارتنا "


ظهرة معالم القلق علي وجهها لكنها اخفتها

ثم اردف " انهم اصدقاء امي ، لقد ارادة امي ان تأتي لترحبي بهم و تعرفك عليهم "


فتكلمت اوري بقلق " هل علي ذلك " فاومأ بنعم

" اريد حقا التعرف علي اشخاص جدد لكني لا اشعر بالارتياح نحو ذلك "

ربت علي راسها و قلت " لا عليك انا معك، هيا نذهب "


قلت كلماتي الاخيرة و هو ممسك بيدها

لكنها سحبت يدها بهدوء و قالت " لا يمكنني بابا"

شددت على خدها بلطف و حملتها ثم قلت " ما بالك يا عزيزتي تبكين ، الا تثقين بي "

اومات بالسلب و قالت " اثق بك كثيرا " عانقت عنقي "

فأجبت "اذا فلنذهب" 

عبست قليلا و اردفت بعدها " الا ابدو هكذا كطفلة و انت تحملني "


قهقهت بسخرية و قلت " انتي كل يوم تطلبي ان احملك و تتصرفين كالاطفال اليوم تمانعين ليأتي دائما زورا الي بيتنا"


ارتسمت علي وجهها ملامح الانزعاج و قالت " انا لا ابالي لكنهم سيعتقدوني طفلة في الخامسة مع هذا المظهر "

فقلت بإبتسامة خبيثة " لندعهم يعتقدو هذا" .



نزلنا الي غرفة الجلس توجهت نظراتهم الينا ، سمعت احدهم يقول " انها طفلة لطيفة "

اعتصرة اوري قميصي و اكملت خطاي اليهم فقالت امي " هذه ابنتي اوري "


فقالت الفتاة " ان اسمها جميل و ذو معني جميل حقا اسم عبري صحيح "

فقلت " اجل و يصفها حقا "

ارتسمت الابتسامة علي وجههم " هيا انزلها رايز ، لاعرفهم عليها "

انزلت اوري و همست لها " لا تقلقي " توجهت نحو امي بخطوات بطيئة


" اوري اعرفك بمايكل صاحب الشعر البني و الين ذو البشرة السمراء و رسكا الفتاة الشقراء "

استرقت نظرة نحوهم و اعادة رأسها نحو الارض و قالت " مرحبا بكم "

تنهدت امي و قالت " يبدو انها متوترة ، انتم اول اشخاص تقابلهم ، لكنها ستتعود علي ذلك "


اسطردت و اردفت ثانية " احزرو ما عمرها" تنهدة بيأس، لكني عدة لرشدي لكي لا تتوتر اوري اكثر


فقالت راسكا " اعتقد في الخامسة " اجابت امي بالنفي مع ابتسامة واسعة


" الرابعة " قالها مايكل مع ابتسامة واثقة ، لكنه لاق احباط من امي فقال الين " اذا اخبرينا "


فقالت امي بإبتسامة ساخرة " لماذا لا تحاول " فاجاب بنظرة ثاقبة " لا احب المحاولات الفاشلة" تنهدت امي بإنزعاج و قالت " كم اريد توثيق اندهاشك بعد سماعكم لكن غير مهم



ان اوري في العاشرة "اتسعت اعين مايكل و رسكا عدا الن الذي ابتسم بسخرية

فقالت امي " ما بال ابتسامتك "


فاجاب " عليك بالمهم فقط"

انحنت امي لتصل لطول اوري و امسكت بكتفيها و قالت " لا اعتقد ان زيارتكم ستذهب سدى لا بالنسبة لكم و لا لنا صحيح اوري "


.
الفصل السابق الفهرس الفصل التالي